Ads 468x60px

الخميس، 1 نوفمبر 2012

الرد على كمال الحيدري حول كشف العرفاء

الرد على كمال الحيدري حول كشف العرفاء






الرد على كمال الحيدري حول كشف العرفاء




تطرق أحد أكبر مروجي التصوّف والعرفان في هذا العصر وهو كمال الحيدري لموضوع علم العرفاء وزعم بأنّ مصدر علمهم هو نفس مصدر علم الأنبياء عليهم السلام (أي الوحي) وليس علماً حصولياً مكتسباً, إنما هو علم لدني وهذا هو المقطع المرئي :




الرد على ما جاء به :


قال كمال الحيدري : العارف ماذا؟؟ العارف هو الذي يعتمد كشفه لكشف حقائق الوجود ,, يعني يقول : (ما ينكشف لي) حسب الاصطلاح نسميه عارف ,, يعني أداته الأصلية الكشف!


أقول : العارف لا يملك كلٌ من الدليلين العقلي و النقلي اللذان هما الحجة في الشرع لإثبات معتقده وليس من طريق أمامه سوى ان يدعي علم الغيب بنسبة العلم اللدني الى نفسه فيزعم بأنّه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفاً للتحايل والخداع فإنّ تسمية كشفه بأنه وحي بصريح العبارة سيعرضه للاحراج في حال تقرر اختباره في سائر المسائل دون سابق انذار, لذا يراوغون فيصورون ما يخبرون به عن الغيب على انه حالة من الحالات التي يصلون فيها لدرجة من القرب الالهي بحيث تنكشف لهم الامور!!
وقد تبيّن للقارئ الكريم كذبهم وخداعهم ودجلهم من خلال ما عرضناه من مكاشفاتهم الخرافية.


قال كمال الحيدري: ( لكي أضرب الأمثلة الأنبياء لكي يتعرفوا على حقائق هذا العالم ما هو طريقهم ؟ طريقهم الوحي,, لا طريقهم العقل ,, ولا طريقهم النقل ,, ولا طريقهم التجربة ,, أبداً مو طريقهم هذا يعني عندما هو يتعرف على حقائق هذا العالم بأي طريق يتعرف عليها ؟ يتعرف عليها من خلال ماذا؟ من خلال الوحي ....)


أقول : نعم.. الأنبياء عليهم السلام ثابت اتصالهم بالله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي وقد أخبرونا بالحقائق الإلهية والأمور الغيبية. فهم بصريح العبارة يسمون ما يتلقونه وحياً , و ما امتُحنوا في الإخبار عن غيب من الغيوب إلا و أخبروا به كما هو دون أي نسبة خطأ على الاطلاق لذا نقول هم قطعاً مرتبطون بالله تعالى وبالسماء فهم يتحدون بالمُعجز ويخبرون بالمغيبات ويَصدُق دائماً إخبارهم.

بينما ما جاء به العرفاء والمتصوّفة خليط من الخرافات والخزعبلات التي تصادم العقل والنقل!
وثبت كما نقلنا أنّ كشفهم يخالف العقل والنقل, وانهم كما نقلنا عن الحر العاملي قد تم اختبارهم فتبين كذبهم وهذا لا يحصل مطلقاً مع أنبياء الله تعالى. فالانبياء كلما اختبرهم قومهم في الاخبار عن غيب من الغيوب فإنهم دائماً كانوا يصدقون ويخبرون بالصدق.
هنا ننقل مجدداً كلام الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه..

عدم إفادته على تقدير وقوعه لليقين. ألا ترى أنه كثيراً ما ينكشف للإنسان أشياء ثم ينكشف له فسادها وكذا من يدعي الكشف أو يُدعي له, وذلك معلوم منهم قطعاً ولعل جميع ذلك من هذا القبيل وعلى تقدير إفادته للظن خاصة كيف يجوز الجزم به؟ والاعتماد عليه وقد ادعى جمع منهم أنهم يرون نور الوضوء وينكشف لهم, فامتحنّاهم بأن يخبرونا عن حال جماعة محصورين وأي شخص منهم على وضوء وأي شخص منهم على غير وضوء فظهر عجزهم وافتضاحهم.


قال كمال الحيدري: العارف يدّعي أنه أيضاً تنكشف له حقائق هذا العالم بنفس هذا الطريق الذي ينكشف لمن ؟ للنبي...)

أقول : هذا مجرد ادعاء , والادعاء يحتاج إلى دليل ولا يوجد لدى العارف دليل , بل ثبت البرهان والدليل على عكس مدعاهم وقد تبين للقارئ العزيز زيف هذا الادعاء من خلال ما نقلناه عنهم من مكاشفات خرافية!


قال كمال الحيدري: لا يسمى وحياً ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج...)

أقول : ذكرنا سابقاً بأنّ العرفاء لا يستخدمون مصطلح(علم الغيب) و مصطلح (الوحي) لكي لا ينكشف أمرهم بل يستخدمون مصطلحات أخرى لأن هذه المصطلحات من جهة ستفتح عليهم باب ادعاء النبوة وهذا لا قِبَلَ لهم به ومن جهة أخرى ستفضح كذبهم ودجلهم في ميدان الاختبار كما كان يُصنع مع الانبياء.
لذلك يتجنبون استخدام هذا المصطلح (الوحي) وإذا ذكروه ألحقوه بنفي النبوة!!
لئلا ُيفتضح أمر شعوذتهم فإنهم يحاولون أن يجعلوا للوحي الذي يدعونه لانفسهم مصطلحاً فضفاضاً ليس لمعناه جوهر ثابت

قال كبيرهم ابن عربي : فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي , ولا أنزل في هذا المسطور (فصوص الحكم) إلا ما ينزّل به علي...)
المصدر: مقدمة فصوص الحكم, ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص 47- 48.

فهذا شيخهم الأكبر ابن عربي يدّعي بأن كتاب فصوص الحكم جاءه عن طريق الوحي فقال :أُلقي إليّ ... ونزّل به علي!!

ولكي لا يفتضح امره ويُتهم بأنه يدعي النبوة قال بعدها مباشرة : ولست رسولا ولكني وارث ولآخرتي حارث.
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي, بتعليق العفيفي, 47-48 .

إذاً ما يدعيه العارف هو وحي بالمعنى الاصطلاحي !!! ثم يقول لا ادعي النبوة!
فادعاء النبوة ما شكله إذاً؟

الوحي في الشرع : إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة.

فقول كمال الحيدري (لا يسمى وحياً) هو للتغطية على فضيحة القوم وللتخفيف من هول المعنى, و العجيب أنّه هو بنفسه اعترف و اوضح معنى الوحي عند العرفاء فقال : ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج!!
فإذا كان كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج الوحي الذي يتلقاه الأنبياء فكيف لا يُسمى وحياً؟؟
هذا كمن يقول أكتب الشعر بنفس منهج وآلية قواعد العروض ولكنه لا يُسمى شعراً !!!!
أيُعقل هذا؟

والمصيبة العظمى حينما قال : الفرق انه: النبي ما ينكشف له معصوم لا يخطئ أما العارف قد يصيب وقد يخطئ...)

أقول : كيف يكون كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج وحي الأنبياء ثم يخطئ أو يختلف في كشفه مع كشف آخر؟!
نحن مثلاً نستدل على كون أئمتنا الأطهار كلهم معصومون وعلمهم لدني بأنّ أقوالهم لا تختلف!
مثلاً النبي عندما ينسخ شريعة سابقة ويأتي بحكم جديد فإنه يُخبر بالمنسوخ كما جاء وتُصّدقه بذلك ما سطرته الكتب السماوية..
ثم أنت بنفسك يا كمال الحيدري تقول بنفس
نفس الشيء يعني مطابق له ..
فكيف تكون آلية كشف العرفاء مطابقة لمنهج وآلية وحي الأنبياء ثم يخطئون!
هذا يعني انّ الانبياء منهجهم وآلية وحيهم والعياذ بالله يُحتمل منها الخطأ

هل من الممكن أن أقول بأنّ أحداً سلك في منهجه نفس منهج آل رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم في العقائد والعبادات والمعاملات ثم أشك بأنّه من المحتمل ان يدخل نار جهنم؟
هذا محض عبث!
تصبح القضية لعبة!

ألم تقل يا كمال الحيدري أن من الخصائص الأساسية والمهمة للمعرفة العرفانية أن العلم فيها ليس من نوع (العلم الحصولي) وإنما هو من نوع (العلم الحضوري
المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص208.

فكيف من كان علمه حضورياً يقع في الخطأ؟؟
الحضور يعني الشهود. الشهادة الذاتية بينة في الشرع و حجة
في الشرع تكون شهادة من حضر واقعة وعاينها وشهدها بنفسه حجة

ألم تنقل عن الملا صدرا قوله : وحقيقة الحكمة إنما تُنال من العلم اللدني؟ !!
المصدر : معرفة الله, كمال الحيدري .ج1 ص209.

انّ العرفاء و إن حاولوا التلاعب والفصل بين العلم الحضوري والعلم اللدني بقولهم انّ العلم الحضوري يختلف عن اللدني المستخدم كمصطلح كلامي غير أنهم في التعريف يعرفون اللدني على انه علم حضوري!!! أي هو قطعي لا يقبل الخطأ لذا هو حضوري لأنّ العلم الحضوري يعني ان يكون المعلوم حاضراً بوجوده لدى العالم !!

وقد عرّفت أنت يا كمال الحيدري العلم اللدني بقولك العلم اللدني: علم حضوري يمنحه الله تعالى لخاصة عباده المقربين فهو من لدنه سبحانه , وقد أشير إليه بقوله تعالى في قصة الخضر عليه السلام {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}.
المصدر : معرفة الله , كمال الحيدري, ج1 ص208.

فإن قالوا نعني أنّ كل علم لدني هو حضوري وليس كل حضوري لدني قلنا لهم كيف وهما يشتركان في مناط واحد وهو حضور الشيء بوجوده ؟!

نقول انّ الرسول يختلف عن النبي لأنّ للرسالة مناطاً آخر ومهمات أخرى

لذا نقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ..

فكيف من كان علمه لدنياً يقع في الخطأ؟؟

لو كان كشفهم كشفاً إلهياً ومتصلاً بجهة معصومة لا يمكن وقوعه في الخطأ والاختلاف.

هل أخطأ الأنبياء عليهم السلام في اخباراتهم؟
هل اختلف الأئمة عليهم السلام فيما بينهم؟؟

إذا كان العرفاء لديهم نفس آلية ومنهج الأنبياء لا يمكن القول بأنهم يخطئون ويختلفون
وإذا ثبت خطؤهم وهو ثابت وإذا ثبت اختلافهم وهو ثابت , يكون إدعاؤهم للكشف باطلاً وكشفهم ليس كشفاً إلهياً بل محض تخرصات وأوهام.
قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
فالاختلاف والأخطاء في الكشف عند العرفاء دليل على أنّ كشفهم هذا كشف شيطاني وليس كشفاً إلهياً,, ولو كان كشفهم إلهيا لما اختلفوا فيه ولما تخبطوا ولما كان يخرج من بؤرة كشفهم سيل من الخرافات والخزعبلات وقد ذكرنا نماذج منها سابقاً.

فلنرجع لمعنى (الكشف) عند أهل اللغة وعند العرفاء أنفسهم ومن خلاله سنعرف هل يمكن لنا القبول بكلام كمال الحيدري؟

قال ابن منظور : ( كشف ) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ.
وقال أيضا : وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره.
المصدر : لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف.

فهل الشيء الظاهر الواضح يُحتمل فيه الخطأ ممن يدعي لنفسه أنّه مُظهر للحقائق؟!!


وقال الجرجاني : الكشف : في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح : هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً.
المصدر : التعريفات , الجرجاني, ص184.

فهل إذا رُفع الحجاب لنفرض كلهم يدّعون رفعه عن ذات الشيء, يرى زيد شيئاً ويرى عمرو شيئا آخر؟
لو كان هناك حاجز خلفه ثمرة , فلنقل (تفاحة) فأتى ثلاثة افراد كلهم يتمتعون بنظر سليم وعقل مميز و كانوا في كامل انتباههم و يقظتهم فرفع كل منهم الستار فهل سيرى احدهم التفاحة برتقالة والاخر سيراها موزة؟!!!
هي حقيقة واحدة (التفاحة) , انكشف الستارعنها لثلاثة افراد كلهم يتمتعون بنفس الخصائص الثابتة لجميع الافراد لذا الطبيعي والمنطقي أن يكونوا كلهم قد شاهدوا ذات الحقيقة وهي (التفاحة)

وقال العارف عبد الرزاق القاشاني : المشاهدة : شهود الذات بارتفاع الحجاب مطلقاً!!
المصدر : إصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق القاشاني, ص 289.

أقول : إذا كشف الحجاب مُطلقا وأصبح الأمر واضحاً على نحو الاطلاق فهل ثمّ احتمال بالوقوع في ادنى نسبة من الخطأ؟؟؟

وقال أبو نصر الطوسي : الكشف : وهو عبارة عن بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه يراه رأيُ العين.
المصدر : مصطلحات التصوف الإسلامي, د. رفيق العجم, ص790.

هل ما يُرى بالعين يُختلف فيه فضلاً عن أن يحتملَ الخطأ؟
وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما تراه بعينك حق.

يقول ابن عربي : المشاهدة تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتطلق بإزاء رؤية الحق في الأشياء وتطلق بإزاء حقيقة اليقين من غير شك.
المصدر : كتاب اصطلاح الصوفية , ابن عربي , ص415, مطبوع مع كتاب رسائل ابن عربي طبعة دار إحياء التراث العربي.

فإذاً ما معنى كلام الحيدري الذي يقول فيه بأنّ العرفاء لديهم كشف بنفس منهج وآلية الوحي عند الأنبياء عليهم السلام و أنّ ماعندهم من علم هو علم حضوري (لدني) و ليس علماً حصولياً ثم بعد هذا يخطئون ويختلفون؟؟!!


قال كمال الحيدري : من قبيل يا اخوان ما الفرق بين المعصوم وبين الفقيه؟ المعصوم ما يقوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} أما الفقيه قد يصيب وقد يخطيء...)

أقول : هذا قياسٌ باطل ,, فالفقيه لم يدّعِ بأنّ له اتصالاً مع الله من خلال الكشف كما يدّعي العارف , إنما يستخدم القواعد و الاصول الفقهية لاستنباط الأحكام الشرعية فربما يصيب وربما يخطئ.

أما العارف يدّعي علم الغيب و يقول بأنه متصل بالوحي و أنّ ما لديه هو علم حضوري (لدني) فلا يمكن (حسب ادعائه) وقوعه في الخطأ.


قال كمال الحيدري : الفرق بين النبي وبين العارف ,, المنهج واحد بين النبي وبين من بين العارف ولكن الفرق أن النبي لا يخطيء بخلاف العارف قد يصيب وقد يخطيء ...)

أقول : المنهجان مختلفان تماماً ولا يلتقيان :

منهج سائر الانبياء وعلى راسهم نبينا صلى الله عليه وآله منهج سماوي إلهي رباني رحماني ,, مُسدد بروح القدس,, والنبي متصل بالوحي و امينه جبرائيل عليه السلام, و منهجه هو منهج يحترم العقل والمنطق والفطرة السوية.

بينما منهج العرفاء منهج شيطاني خرافي قائم على الخزعبلات والأوهام واللعب بورق
( اليا نصيب) . انه منهج لا يحترم العقل بل من يعتنقه لا يملك العقل أصلاً.
منهج العرفاء منهج يعتمد على وحي الشيطان باسم الرحمن !!
قال تعالى {وانّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
وبالفعل انك لا تجد قوماً أشد مراءً وجدلاً من هؤلاء المشعوذين الذين يسمون أنفسهم عرفاء.
شُبُهات وردود:

يستدل العرفاء ومن يسير في ركابهم ببعض الآيات القرآنية ليبرهنوا على كون القول بأنّ الوحي الإلهي ينزل عليهم هو قول لا اشكال فيه!!

فهم يستدلون بالآية القرآني الكريمة (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) في ادعاءهم الكشف عن طريق (الوحي) ويقولون بأنّ الإنسان أكرم عند الله من النحل, فما المانع من أن الله ينّزل عليهم الوحي؟؟

أقول : الوحي للنحل يعني إلهامها طريقة وسبيل ونظام عيشها أي انه تعالى فطرها على معرفة ذلك وتتمة الآية تبيّن هذا المعنى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (*) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

والإنسان أيضاً كذلك الله سبحانه وتعالى هداه الى نظام حياته و ألهمه سُبل معايشه وكذا كل المخلوقات بالفطرة. و إن قلنا من باب التنزّل لعقول العرفاء أنه وحي بالمعنى الاصطلاحي فالنحلة لربما تكون صنفاً من الحيوانات لا يعصي الله تعالى أبداً , وهذا غير مُستبعد فقد ورد في الروايات الشريفة انّ حلاوة عسل النحل تكون من أثر الصلاة على محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ثلاثاً, فهي عارفة بحق محمد وآل محمد عليهم الصلاة و السلام بالفطرة فما الذي يمنع من احتمال كونها صنفاً من الحيوانات لا يعصي الله أبداً , وهذه درجة تشترك فيها مع مقام العصمة.. ما يستشف من ظاهر الروايات هو انه حتى البهائم فيها المؤمن والكافر لذا فإنّ الوزغ مثلاً وهو من المسوخ مذموم وتذكر بعض الروايات انه اذا سمع أحداً يذكر عثمان لعنه الله بسوء فإنه يرد بلعن أمير المؤمنين علي عليه السلام ..
ولا يمكن للعرفاء أن يدّعوا عدم وقوعهم في أي معصية مطلقاً إلا أن يدّعوا لأنفسهم العصمة!

هنا ننقل كلام الطباطبائي في تفسير الآية:
«و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا» إلى آخر الآيتين، الوحي - كما قال الراغب - الإشارة السريعة و ذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز أو بصوت مجرد عن التركيب أو بإشارة و نحوها، و المحصل من موارد استعماله أنه إلقاء المعنى بنحو يخفى على غير من قصد إفهامه فالإلهام بإلقاء المعنى في فهم الحيوان من طريق الغريزة من الوحي و كذا ورود المعنى في النفس من طريق الرؤيا أو من طريق الوسوسة أو بالإشارة كل ذلك من الوحي، و قد استعمل في كلامه تعالى في كل من هذه المعاني كقوله: «و أوحى ربك إلى النحل» الآية، و قوله: «و أوحينا إلى أم موسى»: القصص: 7، و قوله: «إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم»: الأنعام: 121، و قوله: «فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا»: مريم: 11، و من الوحي التكليم الإلهي لأنبيائه و رسله، قال تعالى: «و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا»: الشورى: 51، وقد قرر الأدب الديني في الإسلام أن لا يطلق الوحي على غير ما عند الأنبياء و الرسل من التكليم الإلهي.



وكذلك يستدلون بقوله تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}

يقول أنصار العرفاء أنّ أم موسى ليست نبيّة و نزل عليها الوحي , فما المانع من أن يُنزّل الله الوحي على العارف؟

أقول : هناك قول بأنّ أم موسى عليه السلام رأت مناماً أي رؤيا صادقة في المنام. والرؤى الصادقة حق. وهي أيضاً لا تتعلق بعلم شرعي! وإنما الله سبحانه وتعالى علّمها طريقة لخلاص ونجاة وليدها الصغير موسى عليه السلام..
ثم إنها أمٌ لنبي من أُولي العزم فلا يبعد أن تكون معصومة بالعصمة الصغرى.
و أيا يكن من أمر فلا حجة في هذه الاية على ما يريدون إطلاقاً.
الآية ليست تتعلق بتلقي أم موسى علماً شرعياً فالكلام عن ادعاء العرفاء بأنّ مصدر علمهم الشرعي هو الوحي.. وهذه الآية لا تسعفهم إطلاقاً فهي مجرد رؤيا صادقة هدى الله تعالى بها أم موسى إلى سبيل نجاة وليدها الصغير موسى عليه السلام . وهذا أمر قد يحصل حتى مع المؤمن العادي الذي يتمتع بقدر وافر من التقوى.

ويستدلون أيضاً بقوله تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (*) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}
وقال تعالى { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
فالسيدة مريم بنت عمران عليها السلام يوحى إليها وهي ليست نبيه؟

أقول : السيدة مريم عليها السلام معصومة.
قال تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

وأيضاً من يثبت له مقام التحديث (أي تحدثه الملائكة) فهو إما معصوم بالعصمة الصغرى أو الكبرى..
نقول عند مخاطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام (السلام عليك أيتها المُحدّثة العليمة) فهو مقام للمعصومين..
ممن ورد انّ الملائكة تحدثهم سلمان الفارسي الذي كان على التوحيد قبل الاسلام و أبي ذر الغفاري الذي كان هو الآخر يعبد الله قبل الاسلام. وحتى ما يروى من انه قبل الاسلام كان يقطع الطريق على بعض القوافل فهذا محمول على انه كان يفعله مع بعض القبائل من عبدة الاصنام فأموالهم مباحة ..فهناك من يذهب إلى اتصافهما بالعصمة الصغرى.
ولكن حتى لو فرضنا أنهما بلغا تلك المنزلة رغم كونهما غير معصومين بالعصمة الصغرى
فالسؤال هو هل وجدنا سلمان أو أبا ذر وغيرهما من الاصحاب الاجلاء ذوي المقامات الرفيعة تكلموا في الشرع من عندهم؟!!!
أم أنهم كانوا ترجماناً لهذا النص المعصومي المقدس
( القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما اعلنوا , وفيما بلغنِ عنهم وما لم يبلغنِ)
لم نجد أياً من أولائك الأجلاء الأتقياء تحدث في دين الله تعالى و شريعة محمد وآله الأطهار إلا بما سمعه و اخذه عنهم صلوات الله وسلامه عليهم, وأصلاً هذا سبب ما نالوه من مراتب ومقامات عُلى.. انه التزامهم بما قال محمد وآله الأطهار واقتفائهم نهجهم حذو النعل بالنعل
بينما رأيت عزيزي القارئ انّ العرفاء قد تحدثوا في دين الله من عند أنفسهم وفقاً لما يسمونه كشفاً وقد تبين لك معارضة خزعبلاتهم الكشفية لصريح كتاب الله والسنة المطهرة القطعية.

لو كان ابن عربي واتباعه من بقية المشعوذين قد اقتصروا على ادعاء الكرامات والمقامات والاطلاع على الغيب لانفسهم من دون أن يتكلموا في دين الله تعالى من عند أنفسهم ويدخلوا خزعبلاتهم الكشفية في الدين لما التفتنا اليهم أصلاً!
لكنّ الأمر جلل والخطب عظيم والمصاب جسيم. لقد عبثوا في العقائد ولوثوها فالله المشتكى ولصاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف ..


واستدل بعضهم بقوله تعالى {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}

فيقولون بأنّ هذه الآية دلالتها محمولة على العموم ولم تختص بالرسل فقط لقوله تعالى { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ} فلو كانت خاصة بالأنبياء والرسل لابتدأت مثلاً بقول " وما كان لنبي أو وما كان لرسول" ثم إن الله جل علاه يختمها بالحكمة , ولذلك يزعم العرفاء أن الوحي والإلهام والرؤيا الإلهية قد تشمل أي إنسان يختصه الله عز وجل.

أقول : لو قرأنا الآية التي تليها مباشرة لعلمنا من المعني بهذا الخطاب.
قال تعالى{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
ثم جاء بعدها مباشرة { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا...}
فالبشر الذين أوحى الله إليهم هم كالنبي من المعصومين وليسوا أي بشر ؟؟!
والآية أيضاً تتكلم عن أنواع الوحي للأنبياء عليهم السلام وليست تتحدث عن كون الوحي يمكن أن يرتبط به أي بشر , راجع تفسير الميزان ج18 ص60.

وفي القرآن الكريم العديد من الآيات تأتي بلفظ عام ولكن المقصود منها شيء خاص وقد قيل (ما من عام إلا وقد خص) ففي قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}
فالمعني من كلمة (الناس) هنا هم أهل البيت عليهم السلام كما ورد ذلك في النصوص الدينية .
فلو أخذنا بفهم العرفاء السقيم وفسرنا القرآن على هوانا وقلنا بأنّ كلمة (الناس) عامة وليست خاصة سنكون من حساد أبي بكر وعمر وعثمان و لذلك نتهمهم بغصب الخلافة.
أوَ ليسوا مشمولين بمفردة (الناس)؟!!
ثم كتاب الله يفسر بعضه بعضاً. البشر الذين يرتبطون بالوحي هم ممن آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة أي أنبياء أو أوصياء

(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)

السؤال : هل لأحد غيرَ النبي أو الوصي أن يتحدث في دين الله و شريعة نبيه من عنده؟ بغير أن يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة؟

هل قال رسول الله والعياذ بالله : تركتم فيكم ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي و كشف العرفاء؟

إن قلتم نعم فعلها أحد من أصحاب الأئمة الأجلاء و تحدث في الدين مدعياً انّ هذا هو مما تلقاه عن الوحي, فأين الدليل؟!

فيما عرضناه وقدمناه موعظة وتذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد و أما من استحبوا العمى على الهدى فننذرهم صاعقةَ الهون بما كانوا يكسبون ..
قد بان الصبح لذي عينين ..

الخــاتــــــمة


إتضح لنا بجلاء من خلال هذا البحث بأنّ العرفاء يدّعون علم الغيب ويزعمون بأنّ الوحي ينّزل عليهم و أنّ علمهم لدّني وليس حصولي.
وقد بيّنا كذب ادعائهم وكشفنا زيف أقوالهم ووضّحنا بطلان منهجهم.

وقد تبين للقارئ العزيز من خلال النماذج التي عرضناها في هذا البحث بأنّ مكاشفاتهم محض خرافات ومشاهداتهم خزعبلات و وحيهم أوهام وخيالات ينسجها الشيطان لهم وهم باختصار ليسوا سوى جمع من المشعوذين!

لقد عرضنا نزرا يسيراً من النماذج على خرافات العرفاء فلا يسعنا نقل كل خرافات العرفاء الصريحة ومخالفاتهم الواضحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة.
ومما نقلناه من هرطقات وأكاذيب العرفاء التالي :

1- إدعاؤهم بأنّ كل مافي كتاب فصوص الحكم وكتاب الفتوحات المكية لابن عربي منزل من السماء و قد جاء عن طريق الكشف التنزيلي أي الوحي , وأنّ ما في الكتابين هو سر من الأسرار الإلهية. كذلك نقلنا ما يُدعى من أنّ كل ما يخبر به ابن عربي و بقية العرفاء جاءهم عن طريق الكشف من خلال (الوحي) , و أنّ ما جاء في الكتابين هو بأمر من الله سبحانه وتعالى!!

2- كشفهم المخالف للقرآن والسنّة المطهرة كقولهم بأنّ فرعون مقبول الإيمان!! بل هو من العرفاء الشامخين!! , وأنّ الأنبياء مخطئون في أحكامهم!


3- كشفهم بأن الرافضة كلاب وخنازير وهذا الكشف مخالف للنصوص الدينية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في فضل الرافضة.

4- كشفهم المخالف للقرآن الكريم والسنّة المطّهرة بأن الذبيح إسحاق وليس إسماعيل وقد بيّنا بأنهم أخذوا ذلك عن كعب الأحبار اليهودي.

5- كشفهم القائل بعدم الخلود في النار وأنّ مآل أهل النار إلى النعيم في النار , وهذا مخالف للقرآن الكريم والسنة المطهرة.

6- كشفهم الذي يدعون من خلاله بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم ينص على الخلافة.

ثم عرضنا بعض النماذج المقتضبة التي تبين مكاشفاتهم المخالفة للقرآن والسنة القطعية والعقل الحصيف ومن بينها قول كبيرهم بكفر أبي طالب عليه السلام!! و إيجادهم العذر لابن ملجم في قتله لمولى الموحدين الإمام علي عليه السلام ونسبة الجبر إلى الله تعالى في تلك القضية.
وقولهم أنّ الأرض ليست كروية و أنّ الخمرة لها نورانية!! إلى غير ذلك من الخرافات والخزعبلات والتهريجات!

بذلك يكون واضحاً للجميع بأنّ ما يدّعونه لانفسهم من علم لدني و اتصال بالوحي ما هو إلا هراءٌ وكذبٌ ودجل واستغفال للناس ولعب بعقول البسطاء ومتاجرة بدين الله!
ألا تكفيكم مخالفاتهم الواضحة والصارخة لتفاصيل متعلقة بضروريات الدين كعذاب الاخرة وابتداعهم في أهم وأول أصل من أصول الدين وهو التوحيد من خلال القول بوحدة الوجود التي جملوها و زوقوا وجهها القبيح النتن والصقوها كذبا وافتراءً بالدين بإتباع التأويلات الباطلة القبيحة كعادتهم وقد رأيتم كيف يؤولون النصوص لاثبات أباطيل كشفهم الخرافي!
و تمحلاتهم الفارغة وتأويلاتهم القبيحة الشيطانية لاثبات زندقة وحدة الوجود كلها نرد عليها في سطر واحد بقولنا أنّ كل الادلة التي تحرفونها وتؤولونها لا تعطيكم الحق في القول بوحدة وجود بين الواجب والممكن أيها الزنادقة.
صفات الله في المصداق لا قياس بينها وبين صفات خلقه إطلاقاً, فإذاً لم يتبقَ سوى المفاهيم و أنتم لم تقولوا وحدة مفاهيم الصفات.
ثم أقوالكم تضج وتصرخ بأنّ وحدتكم كفرية فالموجودات الممكنة هي عين الذات الالهية عندكم.
تأويلاتهم الباطلة لأساطير كشفهم الباطل ما هي إلا وحي شيطاني
قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}
المؤّمّل من إخوتي المؤمنين وأخواتي المؤمنات النأي بأنفسهم ودينهم بعيداً عن هؤلاء الخداعين الدجالين المشعوذين وعدم تصديقهم والأخذ عنهم وتعظيمهم.
إجعلوا الميزان الذي تحطون وترفعون به الرجال هو الكتاب والعترة فمن حاد عنهما قيد انمله اجعلوه تحت أقدامكم كائنا من كان ولا كرامة..

استمسكوا بالعروة الوثقى, بكتاب الله وعترة نبيكم صلى الله عليه وآله وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام وعليكم باتباع أقوالهم و أوامرهم واجتناب نواهيهم و زواجرهم لتضمنوا نجاتكم في الدنيا والآخرة .

أرجوكم رجاء أخ محب حريص على الخير لكم مشفق عليكم من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار وهناك لن ينفعكم سوى اقتفاء نهج العترة الطاهرة وهذا لا يكون في عصر الغيبة إلا بأن تحرصوا كل الحرص على أن تاخذوا دينكم عن طريق العلماء الربانيين المخلصين لمحمد وآل محمد والثابتين على نهجهم.
( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد)

لقد بان الصبح لذي عينين ..


هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ثم اللعن الدائم على أعداءهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين رب العالمين..



طالب علم


30\10\1432 هـ

منقول






0 التعليقات:

إرسال تعليق