Ads 468x60px

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الامام الصادق ع يؤكد وقوع الغيبة

الامام الصادق ع يؤكد وقوع الغيبة






الامام الصادق ع يؤكد وقوع الغيبة


الامام الصادق يؤكد وقوع الغيبة

روي عن زرارة، عن الإمام
الصادق عليه السلام: (إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولِمَ؟ قال: إنه يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه، يعني: القتل).
وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أما والله ليغيبنّ إمامكم سنين من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلاّ من أخذ ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيُّ من أيٍّ، قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أيٍّ!! فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أباعبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس).
وعن سدير الصيرفي، والمفضل بن عمر، وأبي بصير، وأبان بن تغلب، كلهم عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل جاء فيه قوله عليه السلام: (... سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد...) وحين سألوه عليه السلام عن سرّ توجعه، قال عليه السلام: (نظرت في كتاب الجَفْر صبيحة هذا اليوم... وتأولت فيه مولد قائمنا، وغيبته، وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته...) .





الكاتب: خادم الزهراء  

سنة غيبة موسى (عليه السلام)

سنة غيبة موسى (عليه السلام)






روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أبيه سيد الوصيين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، وأخبرهم بشدّة تنالهم تقتل فيها الرجال وتشقّ بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوى بن يعقوب، وهو رجل اسمر طويل».
وفي رواية عن الصادق
(عليه السلام) أنه قال لهم: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران، غلام طويل جعد آدم. فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمّي إبنه عمران ويسمّي عمران إبنه موسى.
وفي رواية عن الباقر (عليه السلام): إنه ما خرج موسى حتّى خرج قبله خمسون كذّابا كلّهم يدعي أنّه موسى بن عمران. فبلغ فرعون أنّهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته: هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام، الذي يولد العام في بني إسرائيل. فوضع القوابل على النساء وقال: لا يولد العام غلام إلا ذبح، ووضع على أمّ موسى قابلة، فلمّا حملت به وقعت عليها المحبّة لها وقالت لها القابلة: مالك يا بنيّة تصفرّين وتذوبين؟ قالت: لا تلوميني فإني إذا ولدت أخذ ولدي فذبح، قالت: لا تحزني فإنّي سوف أكتم عليك، فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره، ثم خرجت إلى الحرس وكانوا على الباب، فقالت: إنصرفوا فإنه خرج دم متقطع، فانصرفوا، فأرضعته، فلمّا خافت عليه أوحى الله إليها أن اعملي التابوت، ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر. فوضعته في الماء، فجعل يرجع إليها وهي تدفعه في الغمر، فضربته الريح فهمّت أن تصيح فربط الله على قلبها، وقالت امرأة فرعون إنها أيام الربيع فاضرب لي قبّة على شطّ النيل حتى أتنزه، ففعل وأقبل التابوت يريدها، فأخذته فإذا فيه غلام من أَجملِ الناس، فوقعت عليه منها محبّة وقالت: هذا ابني؟ وقالت لفرعون: إني أصبت غلاما طيّباً حلوا نتخذه ولداً فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله، فلم تزل به حتّى رضي، فلما سمع الناس أن الملك قد تبنى إبنا لم يبق أحد من رؤساء أصحابه إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا، فلم يأخذ من امرأة منهنّ ثديا، فقالت أم موسى لأخته: انظري أترين له أثراً؟ فأتت باب الملك، فقالت: بلغني أنكم تطلبون ظئراً، وها هنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم، فقال الملك: أدخلوها، فوضعنه في حجرها، ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه، فلما عرف فرعون أنها من بني إسرائيل، قال: هذا مما لا يكون الغلام والظئر من بني إسرائيل، فلم تزل امرأته تكلمه فيه وتقول: ما تخاف من هذا الغلام؟ إنما هو إبنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه. وكتمت أمه خبره وأخته والقابلة حتى هلكت أمّه والقابلة فلم تعلم به بنو إسرائيل، وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره، وبلغ فرعون أنهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرّق بينهم ونهاهم عن الإخبار به والسؤال عنه.
قال في الرواية الأولى: ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فإستتر، فراسلوه فخرج بهم إلى بعض الصحارى وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر، وكانت ليلة قمراء، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز، فعرفه الفقيه بالنعت، فانكب الفقيه على قدميه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك، وعلم الشيعة أنه صاحبهم، فسجدوا شكراً لله، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجّل الله فرجكم، ثم غاب وخرج إلى مدين فأقام عند شعيب، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى، وكانت نيفاً وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه، فبعثوا إليه فطيب قلوبهم وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فحمدوا الله، فأنقصها الله إلى ثلاثين فقالوا: كل نعمة فمن الله، فجعلها عشرين، فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله، فجعلها عشراً فقالوا: لا يصرف الشرّ إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: لا ترجعوا فقد أذنت في فرجكم، فبينما هم كذلك إذ طلع موسى راكباً حماراً فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى، قال: إبن من؟ قال: إبن عمران. قال: إبن من؟ قال: إبن فاهت بن لاوى بن يعقوب، قال: بم جئت؟ قال: بالرسالة من عند الله عز وجل، فقام إليه فقبل يده، ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم أمره، ثم فرقهم، وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة .
هذه السنة جارية فيمن ينتظر المهدي من آل محمد عجل الله فرجه فان الله ستره عن أعدائه بستره الذي لا يبان الا حين خروجه , وكذلك فأن الظهور لا يتحقق الا بالرجوع الى الله والاستغفار والاذكار والاعداد الروحي والمعنوي للمنتظرين وكذلك الاعداد الفكري ولذلك فان المنتظرين لابد ان يكونوا كالفقيه الذي كان ينتظر موسى ع فهو قد عرفه بمجرد قدومه وهذه المعرفة لم تحصل الا بالتفقه في الدين اضافة الى الامور التي ذكرناها والحمد لله رب العالمين .






الموضوع الأصلي: سنة غيبة موسى (عليه السلام) 
الكاتب: محب الائمة 

سنة العقاب الإلهي للأمم المكذبة

سنة العقاب الإلهي للأمم المكذبة








إن المتتبع لحياة الأمم
المكذبة للرسل المعاندة التي رفضت منهج الله الذي أرسل به رسله، وحادت عن سلوكه، واستكبرت عن الأخذ به، وحاربت الأنبياء والمرسلين وآذتهم واستهزأت بهم؛ يجد أن نهايتهم كانت نهاية سيئة، وأن الله تعالى أهلكهم ودمّرهم وسلّط عليهم صنوف الأذى.
وعقاب الله للأمم المكذبة على نوعين:



الأول: عقوبة الاستئصال والهلاك والدمار الشامل إذا استوجبته الأمة وانتفت موانعه.

الثاني: عقوبتهم بأنواع الابتلاء والمحن والشدائد، قال تعالى:"وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً"
.
أي ما منع الناس من الإيمان والاستغفار إلا طلب إتيان سنة الأولين، وسنة الأولين هي أنهم إذا لم يؤمنوا عُذبوا عذاب الاستئصال"



أسباب العقاب الإلهـي:
من أهم الأسباب التي تؤذن بنزول عذاب الله تعالى على الأمم المكذبة واستئصالهم أو ابتلائهم بأنواع المحن والشدائد هو بلوغهم حداً عظيماً من الكفر بالله عز وجل، ومعاندة الأنبياء والمرسلين وتكذيبهم والاستهزاء بهم ومحاولة قتلهم وإيذاء أتباعهم من المؤمنين وقتلهم وتشريدهم.
واستعجال عذاب الله تعالى واستبعاد وقوعه وبلوغهم حداً من الاشتغال بالحياة الدنيا والإسراف والبطر والترف والكبر والمكر والصد عن سبيل الله، ومجادلتهم بالباطل واستمرارهم على الذنوب والمعاصي وغير ذلك، فإن ذلك كله أو بعضه يكون سبباً لهلاكهم ودمارهم ونزول العقاب الإلهي بهم. قال سبحانه وتعالى:"أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ"


أمثلة من عقوبة أعداء الرسل:


1- عقوبة المكذبين لنبي الله نوح عليه السلام:
أرسل الله تعالى نوحاً عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام والأوثان، فمكث يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، كما قال سبحانه وتعالى:"فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاّ خَمْسِينَ عَاماً" ، ورغم صبره عليهم ونصحه لهم واستخدامه كافة الوسائل والأساليب في دعوتهم، حيث دعاهم سرًّا وعلانية وجماعات وفرادى ليلاً ونهاراً، إلا أن ذلك كله لم ينفع، كما قال تعالى عنه:"قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً، وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً، ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً"
لقد أصر القوم على كفرهم وعنادهم، وجعلوا كلما رأوا نوحاً عليه السلام غطوا أعينهم لئلا يروه، وكلما تكلم وضعوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوه، وبالغوا في المعاندة والاستهزاء، وزعموا أن نوحاً عليه السلام ساحرٌ أو مجنون، ولم يؤمن به ويستجيب لدعوته إلا قليل منهم.. فلما طال الزمان بهم وطالت مجادلتهم ويئس نوح عليه السلام من صلاحهم لجأ نوح إلى الله تعالى يدعوه قائلاً :"رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً، إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً" ، فعند ذلك أهلكهم الله تعالى، وطهر الأرض من شركهم ودنسهم، فأرسل عليهم الطوفان وهو الغرق بالماء الذي نزل من السماء ونبع من الأرض فغرقوا جميعاً، ونجى الله نوحاً ومن معه من المؤمنين في السفينة، كما قال تعالى:"فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ"


2- عقوبة قوم لوط عليه السلام:
بعث الله تبارك وتعالى لوطاً عليه السلام إلى قوم يرتكبون فاحشة لم يرتكبها أحد من الأمم قبلهم، وهي إتيان الذكور شهوة من دون النساء، وهو خروج وشذوذ عما فطر الله عليه الإنسانية،
وشرع النكاح من أجله.
فدعاهم إلى ترك هذه الفاحشة ونهاهم عن ارتكابها كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله:"وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ"

ولكنهم أصروا وتمادوا في فاحشتهم، وأبوا أن يستجيبوا لنبي الله لوط عليه السلام؛ فجاءتهم سنة الله في المجرمين كما جاءت من قبلهم، فلما كان الصباح الباكر وعند شروق الشمس جعل الله بلادهم عاليها سافلها، وخسف بهم الأرض، وأرسل عليهم حجارة من السماء، فأهلكوا جميعاً، ونجى الله لوطاً عليه السلام وأهله، إلا امرأته؛ لأنها لم تتابعه على دينه، قال تعالى:"فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ"



3 - عقوبة بني إسرائيـل:
ومن الأمم الذين عاقبهم الله تعالى بما دون الاستئصال بنو إسرائيل، حين بعث الله تعالى إليهم موسى عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته، فآمنوا به وصدقوه لما شاهدوا المعجزات التي أيده الله تبارك وتعالى بها. ولكنهم وقعوا في كثير من المعاصي والمخالفات لعنادهم وكبرهم، فعبدوا العجل الذي صنعه له أحدهم وهو السامري، ثم قالوا لموسى: "لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً" ، فأرسل الله عليهم الصاعقة فأهلكتهم، ثم أحياهم الله تعالى.



أربعون سنة في التيه:
طلب موسى عليه السلام من بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة، وهي أرض فلسطين، التي كان يسكنها قوم جبارون من العمالقة، ولكنهم لجبنهم وخوفهم أبوا أن يدخلوها، وقالوا لموسى:"إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"، وقالوا له "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"، فلما أبوا أن يدخلوا الأرض المقدسة عاقبهم الله تعالى بالتيه في صحراء سينا أربعين سنة. قال سبحانه وتعالى مخبراً عن مقولتهم وجبنهم:"قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"



4 - عقوبة المكذبين لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم :
وهذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين والمرسلين بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، وكانت بعثته في بلاد العرب في مكة المكرمة، وكان أهلها يعبدون الأصنام والأوثان فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام والأوثان فآمن له كثير من أهلها واستجابوا لدعوته، ولكن كبارهم ورؤساءهم أصروا على الكفر به واستمروا على شركهم وقاموا يؤذون محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ويسخرون منه ويستهزئون به ويتهمونه بالجنون وتآمروا على قتله مراراً ولكن الله نجاه منهم.
ولما اشتد أذاهم وحربهم للإسلام وأهله سلط الله عليهم ملائكته والمؤمنين يوم بدر وهي بقعة قامت فيها معركة بين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المؤمنين، وبين المشركين عبّاد الأصنام، فقتل صناديدهم ورؤساؤهم وكبراؤهم، وكان عددهم سبعين رجلاً كما وقع في الأسر سبعون آخرون. كما سلط عليهم ريحاً شديدة يوم الخندق، فجعلت تقلع خيامهم وتكفئ قدورهم وتذر التراب في وجوههم، وأرسل عليهم ملائكته فهزموهم وولوا هاربين يجرون أذيال الخيبة والهزيمة.
وفي السنة الثامنة من الهجرة مكنه الله تعالى من ديارهم ورقابهم ففتح مكة ودخلها بجيش عظيم، فحطم الأصنام والأوثان وطهر الكعبة من الوثنية وأعلن التوحيد، لكن عفا عنهم ولم يعاقبهم. ويوم حنين تجمعت عليه هوازن وثقيف واستعدوا لقتاله وقد خرجوا بأنفسهم وأهليهم وأولادهم وأموالهم؛ فهزموا شر هزيمة وولوا هاربين تاركين خلفهم كل ما أخرجوه من الأهل والمال والولد غنيمة للمسلمين.

إن جميع هذه السنن ستقع مع دعوة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف فسيكذب دعوته المباركة خلق كثير وهؤلاء المكذبين سيلاقون مثلما لاقى من كان قبلهم اما بنحو الانطباق الفعلي او المعنوي والعاقبة للمتقين







الكاتب: محب الائمة 

الاثنين، 25 فبراير 2013

سنة النصر والتمكين لأنبياء الله واوليائه

سنة النصر والتمكين لأنبياء الله واوليائه









من سنن
الله في أنبيائه ورسله نصرهم وتمكينهم على أعدائهم وسواءً كان ذلك في حياتهم أم بعد موتهم، والمتتبع لحياة الأنبياء والمرسلين يجد ذلك واضحاً جليًّا قال سبحانه وتعالى:"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" ، وقال جلَّ وعلا "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"
وليس المقصود بالنصر هو النصر في المعركة فقط، بل ذلك أحد معاني النصر وإلا فقد يكون نصرهم بأمور أخرى ذكرها القرآن الكريم ومنها:
1-المنع، كما قال تعالى:"وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ" ، فيكون نصرهم هنا بمنعهم من أعدائهم والحيلولة بين أعدائهم وبين ما يريدون، كما حصل ذلك لنبي الله صالح عليه السلام حين تآمر عليه تسعة من المفسدين ليقتلوه فأهلكهم الله وقومهم أجمعين، كما قال سبحانه وتعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ، قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ"
وهكذا نجى الله عيسى عليه الصلاة والسلام من اليهود ومنعهم من قتله ورفعه سبحانه وتعالى إليه كما قال عز وجل :"وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً"

وكذلك نجى الله محمداً صلى الله عليه وآله من كفار قريش وقد أحاطوا بداره يوم الهجرة ووصلوا إلى الغار الذي اختفى فيه .
2-العون على الأعداء كما قال سبحانه وتعالى:"وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ" ، يعني نعينكم، والعون على الأعداء من النصر الذي أعطاه الله لرسله وأنبيائه على أعدائهم كما حصل لمحمد صلى الله عليه وآله من العون على أعدائه في غزوة بدر وحنين وفتح مكة وغيرها.

3 -الظفر المادي والتمكين، كما قال سبحانه وتعالى:"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ" ، ومثل قوله سبحانه:"وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ، وقد مكّن الله تعالى لكثير من الأنبياء والمرسلين فظفروا بأعدائهم كما حصل لسليمان وداود عليهما السلام.
4- الانتقام من الأعداء وإهلاكهم، كما قال سبحانه وتعالى:"وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" ، وقوله:"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ" . وهذا الانتقام قد يكون في حال وجود النبي بينهم، وذلك كما حصل من إهلاك الله لقوم نوح وعاد وثمود؛ فقد أهلكهم الله ونصر أنبياءه ونجى الله المؤمنين. أو يكون بعد وفاته، كما انتقم الله عز وجل ممن قتل يحيى وزكريا، حيث سلَّط عليهم أعداءهم فسفكوا دماءهم وأهانوهم، كما انتقم الله ممن أراد صلب المسيح عليه السلام من اليهود فسلط عليهم الروم فأهانوهم وقتلوهم وظهروا عليهم، وسوف ينزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً؛ فيقتل المسيح الدجال ويضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ولا يقبل إلا الإسلام وهذا من أعظم النصر.
كما أن نصر الأنبياء قد يكون بالغلبة في المناظرة بالحجة والبرهان، كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- أو بإنزال عقوبة الاستئصال لقومه فيهلكهم الله جميعاً كما حصل لقوم نوح، أو بانتشار دينه بعد موته، وإحباط خطط أعدائه ونصر أتباعه المؤمنين، أم غير ذلك من صور النصر ومعانيه .
وكل هذه الانواع من الانتصارات والتمكين ستحصل بأذن الله مع صاحب الدعوة الحقة المنتظر الموعود عجل الله فرجه الشريف وسهل الله مخرجه ومكن له في أرضه .






سنة عداوة الرسل وخطورتها

سنة عداوة الرسل وخطورتها





سنة عداوة الرسل وخطورتها في دعوة الامام المهدي عج

ومن صور سنة الله تعالى في ابتلاء الرسل أن جعل لكل نبي عدوًّا من المجرمين كما قال تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً" ، أي كما حصل لك يا محمد في قومك من الذين هجروا القرآن كذلك كان في الأمم الماضية لأن الله جعل لكل نبي عدوًّا من المجرمين" , وقال تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً" .
فائـدة ذلـك:
ومن فوائد عداوة الرسل وابتلائهم انتصارهم وانتشار دينهم وتصديق الناس لدعوتهم لما يرون من صبرهم وتضحيتهم، ومن بعض فوائد ذلك أن يعلو الحق على الباطل، وأن يتبين الحق ويتضح اتضاحاً عظيماً؛ لأن معارضة الباطل للحق مما تزيده وضوحاً وبياناً وكمال استدلال، وأن يتبين ما يفعل الله بأهل الحق من الكرامة، وبأهل الباطل من العقوبة، فلا تحزن ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، (وكفى بربك هادياً) يهديك فيحصل لك المطلوب ومصالح دينك ودنياك، (ونصيراً) ينصرك على أعدائك، ويدفع عنك كل مكروه في أمر الدين والدنيا، فاكتفِ به وتوكَّل عليه"

ولله الحكمة البالغة فإن بروز المجرمين لحرب الأنبياء والدعوات يقوى عودها، ويطبعها بطابع الجد الذي يناسب طبيعتها، وكفاح أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها مهما كلفهم من مشقة وكلف الدعوات من تعويق هو الذي يميز الدعوات الحق من الدعاوى الزائفة، وهو الذي يمحص القائمين عليها، ويطرد الزائفين منهم، فلا يبقى بجوارها إلا العناصر المؤمنة القوية المتجردة التي لا تبتغي مغانم قريبة، ولا تريد إلا الدعوة الخالصة تبتغي بها وجه الله تعالى .

ولو كانت الدعوات سهلة ميسورة ولا يبرز لها في الطريق خصوم ومعارضون لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة ولاختلطت دعوات الحق ودعاوى الباطل، ووقعت البلبلة والفتن، ولكن بروز الخصوم والأعداء للدعوات هو الذي يجعل الكفاح لانتصارها حتماً مقضياً,والذي يقع غالباً أن كثرة الناس تقف متفرجة على الصراع بين المجرمين وأصحاب الدعوات حتى إذا تضخم رصيد التضحيات في صف أصحاب الدعوات وهم ثابتون على دعوتهم قالت الكثرة المتفرجة إنه لا يمسك أصحاب الدعوات على دعوتهم إلا أن هناك ما هو أغلى مما يضحون به، وعندئذ تتقدم لتنظر ما هو العنصر الغالي الذي يرجح كل أعراض الحياة، وعندئذ يدخل المتفرجون أفواجاً في هذه العقيدة بعد طول التفرج بالصراع,وبروز المجرمين في طريق الأنبياء أمر طبيعي فدعوة الحق إنما تجيء لعلاج فساد واقع في البشرية فساد في القلوب وفساد في النظم وفساد في الأوضاع، ووراء هذا الفساد يكمن المجرمون الذين ينشأون فيه من ناحية، ويستغلونه من ناحية، والذي تتفق مشاربهم مع هذا الفساد، وتتنفس شهواتهم في جوِّه، والذين يجدون سنداً للقيم الزائفة التي يستندون هم في وجودهم إليها، وطبيعي أن تنتصر دعوة الحق في النهاية؛ لأنها تسير مع خط الحياة، وتتجه إلى الأفق الكريم الوضاء الذي تتصل فيه بالله، والذي تبلغ عنده الكمال المقدر لها كما أراد الله، وكفى بربك هادياً ونصيرا .
وهذه السنة جارية مع المهدي من آل محمد عجل الله فرجه وسهل مخرجه فان اعدائه من كل مكان سيرفضون دعوته ويحاربون قضيته حتى اذا اشتد عودها تراهم يدخلون افواجاً كما دخل الناس من قبل في الدعوات الالهية وهؤلاء بطبيعة الحال هم الضعيفي الايمان ولهذا يجب ان يستعد المؤمن الحقيقي لنصرة صاحب العصر وإمام الزمان عجل الله فرجه بكل صور الاستعداد ولا يبقى على التل يتفرج حتى يشتد عود الدعوة وهو ينظر ولا يحرك ساكناً .





الموضوع الأصلي: سنة عداوة الرسل وخطورتها  
الكاتب: محب الائمة 


سنة الابتـلاء

سنة الابتـلاء





شاء الله تبارك وتعالى أن يبتلي رسله وأنبياءه بصنوف الأذى والشدائد، ومع أن هذه سنة جارية في الخلق أجمعين، إلا أن للمؤمنين في ذلك أكثر من غيرهم، وللأنبياء أشد أنواع البلاء كما قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" ، وذلك البلاء لتمحيصهم، ورفعة درجاتهم، وإقامة للحجة على أعدائهم، وليكونوا قدوة للمؤمنين والعاملين من بعدهم، ولتتضاعف أجورهم وتتكامل فضائلهم، وقد يُبتلى الأنبياء وأقوامهم في وقت واحد، كما قال سبحانه وتعالى:"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ"
ولذا تجد أن أنبياء الله تعالى ورسله يتعرضون للسبِّ والشتم والاستهزاء من قبل أعدائهم، كما يتعرضون للضرب والسجن بل والقتل، كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم؛ فقد قتلوهم بغير حق، كما قال تعالى "وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ" .
وعلة ذلك هو ما يقوم به الرسل من الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإبطال ألوهية ما سواه، فيكذبهم أهل الباطل ويؤذونهم بشتى أنواع الأذى كما قضت سنة الله في التدافع بين
الحق والباطل , وهذه السنة جارية عند جميع الانبياء والمرسلين , كما أن بقية الله المهدي الموعود سيلقى من الناس ما لم يلقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ورسول الله يقول ما أوذي نبي مثلما أوذيت , فتصور عزيزي القارىء شدة أبتلاء الامام المهدي عجل الله فرجه وما سيلاقيه من جهل الناس حتى إذا رفع رايته لعنها أهل المشرق والمغرب .






الموضوع الأصلي: سنة الابتـلاء  
الكاتب: محب الائمة  

المهدي (عج) من سنن الأنبياء

المهدي (عج) من سنن الأنبياء





عن سعيد بن جُبير قال : سمعت سيد العابدين علي بن الحسين
عليهما السلام يقول :
( في القائم منا سنن من الأنبيــــــــــاء،
سُنةٌ من أبينا آدم ( ع )
وسُنةٌ من نـــــــــوح ،
وسُنةٌ من إبراهيم ،
وسُنةٌ من موسى ،
وسُنةٌ من عيسى ،
وسُنةٌ من أيــــــوب ،
وٍُسنةٌ من محمد ( ص
).

فأمــــــا من آدم ونــــــــــوح : فطول العمــــــــر.

وأمـــا من إبراهيم : فخفاء الولادة واعتزال الناس .
قال الله تعالى : [ وأعتزلكم ومـــــا تدعون من دون الله وأدعو
ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ] سورة مريم 48

وأمـــــــا من موسى : فالخوف والتقية .
قال الله تعالى : { فأصبح خائفاً يترقب } القصص .. 18

وأمــــــــا من أيوب : فالـــــــــفرج بعد البلوى.

وأمــــــا من عيسى : فاختلاف الناس فيه.
قال الله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو
المسيح ابن مريم } سورة المائدة21

وأما من جده النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) :فالخروج بالسـيف .

{ اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى
آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا
وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها
طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين }








غيبة صالح (عليه السلام)

غيبة صالح (عليه السلام)






ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (عليه السلام) أن صالحاً (عليه السلام) غاب عن قومه زماناً وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن حسن الجسم، وافر اللحية، خميص البطن، خفيف العارضين، مجتمعاً، ربعة من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه لانه رجع بغير صورته الاولى، وكانوا على ثلاث طبقات طبقة جاحدة، وأخرى شاكة، وأخرى على يقين.. إلى أن قال: وإنما مثل القائم مثل صالح (عليه السلام).

واليكم الخبر اعزائي :
عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال إن صالحا ع غاب عن قومه زمانا و كان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن حسن الجسم وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم و هم على ثلاث طبقات طبقة جاحدة لا ترجع أبدا و أخرى شاكة فيه و أخرى على يقين فبدأ ع حيث رجع بطبقة الشكاك فقال لهم أنا صالح فكذبوه و شتموه و زجروه و قالوا برئ الله منك إن صالحا كان في غير صورتك قال فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول و نفروا منه أشد النفور ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة و هم أهل اليقين فقال لهم أنا صالح فقالوا أخبرنا خبرا لا نشك فيك معه أنك صالح فإنا لا نمتري أن الله تبارك و تعالى الخالق ينقل و يحول في أي الصور شاء و قد أخبرنا و تدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء و إنما صح عندنا إذا أتى الخبر من السماء فقال لهم صالح أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة فقالوا صدقت و هي التي نتدارس فما علاماتها فقال لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قالوا آمنا بالله و بما جئتنا به فعند ذلك قال الله تبارك و تعالى أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قال أهل اليقين إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ و قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا و هم الشكاك و الجحاد إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ قلت هل كان فيهم ذلك اليوم عالم قال الله تعالى أعدل من أن يترك الأرض بغير عالم يدل على الله تبارك و تعالى و لقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام على فترة لا يعرفون إماما غير أنهم على ما في أيديهم من دين الله عز و جل كلمتهم واحدة فلما ظهر صالح ع اجتمعوا عليه و إنما مثل علي و القائم مثل صالح ع






الموضوع الأصلي: غيبة صالح (عليه السلام)  
الكاتب: خادم القائم 

غيبة إدريس (عليه السلام)

غيبة إدريس (عليه السلام)






غيبة إدريس (عليه السلام)
قال الصدوق في إكمال الدين :

أول الغيبات غيبة إدريس النبي (عليه السلام) المشهورة حتى آل الأمر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم، ثم ظهر (عليه السلام) فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (عليه السلام)، ثم رفع الله إدريس إليه فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (عليه السلام) قرناً بعد قرن وخلفاً عن سلف صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نوبة نوح، ثم ذكر حديثا عن الباقر (عليه السلام) يتضمن غيبة إدريس عشرين سنة مختفياً في غار لما خاف من جبار زمانه وملك من الملائكة يأتيه بطعامه وشرابه، ثم ذكر ظهور نبوة نوح (عليه السلام)، ثم روى بسنده عن الصادق (عليه السلام) أنه لما حضرت نوحا (عليه السلام) الوفاة دعا الشيعة، فقال لهم: إعلموا أنه ستكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت، وأن الله عز وجل يفرّج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، فلم يزالوا يترقبون هودا (عليه السلام) وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا (عليه السلام) عند اليأس وتناهي البلاء، وأهلك الأعداء بالريح العقيم، ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أن ظهر صالح (عليه السلام).





الموضوع الأصلي: غيبة إدريس (عليه السلام) 
الكاتب: خادم القائم  


سنن الأنبياء والاستدلال بغيباتهم على غيبة الامام المهدي عج

سنن الأنبياء والاستدلال بغيباتهم على غيبة الامام المهدي عج











1- ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن الصفار عن سعد و الحميري معا عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن ابن عميرة عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال إن صالحا ع غاب عن قومه زمانا و كان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن حسن الجسم وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم و هم على ثلاث طبقات طبقة جاحدة لا ترجع أبدا و أخرى شاكة فيه و أخرى على يقين فبدأ ع حيث رجع بطبقة الشكاك فقال لهم أنا صالح فكذبوه و شتموه و زجروه و قالوا برئ الله منك إن صالحا كان في غير صورتك قال فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول و نفروا منه أشد النفور ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة و هم أهل اليقين فقال لهم أنا صالح فقالوا أخبرنا خبرا لا نشك فيك معه أنك صالح فإنا لا نمتري أن الله تبارك و تعالى الخالق ينقل و يحول في أي الصور شاء و قد أخبرنا و تدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء و إنما صح عندنا إذا أتى الخبر من السماء فقال لهم صالح أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة فقالوا صدقت و هي التي نتدارس فما علاماتها فقال لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قالوا آمنا بالله و بما جئتنا به فعند ذلك قال الله تبارك و تعالى أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قال أهل اليقين إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ و قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا و هم الشكاك و الجحاد إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ قلت هل كان فيهم ذلك اليوم عالم قال الله تعالى أعدل من أن يترك الأرض بغير عالم يدل على الله تبارك و تعالى و لقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام على فترة لا يعرفون إماما غير أنهم على ما في أيديهم من دين الله عز و جل كلمتهم واحدة فلما ظهر صالح ع اجتمعوا عليه و إنما مثل علي و القائم مثل صالح ع



2- ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور و غيره عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول في القائم سنة من موسى بن عمران ع فقلت و ما سنة موسى بن عمران قال خفاء مولده و غيبته عن قومه فقلت و كم غاب موسى عن أهله و قومه قال ثماني و عشرين سنة

3- ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن الحميري عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم فأما من موسى فخائف يترقب و أما من يوسف فالسجن و أما من عيسى فيقال إنه مات و لم يمت و أما من محمد ص فالسيف
غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ محمد الحميري عن أبيه مثله كتاب الإمامة و التبصرة، لعلي بن بابويه عن عبد الله بن جعفر الحميري مثله

4- ك، ]إكمال الدين[ علي بن موسى بن أحمد العلوي عن محمد بن همام عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم منا سنن من سنن الأنبياء ع سنة من آدم و سنة من نوح و سنة من إبراهيم و سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من أيوب و سنة من محمد ص فأما من آدم و من نوح فطول العمر و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس و أما من موسى فالخوف و الغيبة و أما من عيسى فاختلاف الناس فيه و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى و أما من محمد ص فالخروج بالسيف

5- ك، ]إكمال الدين[ ابن بشار عن المظفر بن أحمد عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم سنة من نوح و هو طول العمر
ك، ]إكمال الدين[ الدقاق و الشيباني معا عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن حمزة بن حمران مثله

6- ك، ]إكمال الدين[ الهمداني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير و حدثنا ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي عن علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي جعفر ع و أنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد ص فقال لي مبتدئا يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد ص شبها من خمسة من الرسل يونس بن متى و يوسف بن يعقوب و موسى و عيسى و محمد صلوات الله عليهم فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته و هو شاب بعد كبر السن و أما شبهه من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصته و عامته و اختفاؤه من إخوته و إشكال أمره على أبيه يعقوب ع مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته و أما شبهه من موسى فدوام خوفه و طول غيبته و خفاء ولادته و تعب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى و الهوان إلى أن أذن الله عز و جل في ظهوره و نصره و أيده على عدوه و أما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد و قالت طائفة مات و قالت طائفة قتل و صلب و أما شبهه من جده المصطفى ص فخروجه بالسيف و قتله أعداء الله و أعداء رسوله ص و الجبارين و الطواغيت و أنه ينصر بالسيف و الرعب و أنه لا ترد له راية و أن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي باسمه و اسم أبيه .

7- ك، ]إكمال الدين[ علي بن موسى عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب الأمر سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد ص فأما من موسى فخائف يترقب و أما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى و أما من يوسف فالسجن و التقية و أما من محمد ص فالقيام بسيرته و تبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر و لا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله قلت و كيف يعلم أن الله عز و جل قد رضي قال يلقي الله عز و جل في قلبه الرحمة .

8- ك، ]إكمال الدين[ عبد الواحد بن محمد عن أبي عمير الليثي عن محمد بن مسعود عن محمد بن علي القمي عن محمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن أبي أحمد الأزدي عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله أمره في ليلة واحدة
ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسن جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الكناسي مثله بيان قوله ع ابن أمة سوداء يخالف كثيرا من الأخبار التي وردت في وصف أمه ع ظاهرا إلا أن يحمل على الأم بالواسطة أو المربية .

9- ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي بن حاتم عن أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي عن أحمد بن طاهر عن محمد بن يحيى بن سهل عن علي بن الحارث عن سعد بن منصور الجواشني عن أحمد بن علي البديلي عن أبيه عن سدير الصيرفي قال دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلى الدموع محجريه و هو يقول سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و أسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عوائر أعظمها و أفظعها و تراقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا عن ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمة لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أي حادثة تستنزف دمعتك و تستمطر عبرتك و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم قال فزفر الصادق ع زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه و قال ويكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه و عليهم السلام و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله كرمنا و شرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم قال إن الله تبارك و تعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسى ع و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى ع و قدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ع و جعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعنى الخضر دليلا على عمره فقلت اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني قال أما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك و تعالى إياه كذلك بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم و الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله ص و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ع و يأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلى أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و أما غيبة عيسى ع فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل و كذبهم الله عز و جل بقوله وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ كذلك غيبة القائم ع فإن الأمة تنكرها لطولها فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد و قائل يقول
إنه ولد و مات و قائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما و قائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعدا و قائل يعصي الله عز و جل بقوله إن روح القائم ع ينطق في هيكل غيره و أما إبطاء نوح ع فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز و جل جبرئيل الروح الأمين بسبعة نويات فقال يا نبي الله إن الله تبارك و تعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و أغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زهى الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه و تعالى العدة فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل و قالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله عز و جل عند ذلك إليه و قال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر للإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة فلو أنهم تسنموا مني من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكمت سرائر نفاقهم و تأبد حبال ضلالة قلوبهم و كاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا قال الصادق ع و كذلك القائم ع تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم ع قال المفضل فقلت يا ابن رسول الله إن النواصب تزعم أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و علي قال لا يهد الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد أحد من هؤلاء و في عهد علي ع مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم ثم تلا الصادق ع حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا و أما العبد الصالح الخضر ع فإن الله تبارك و تعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لكتاب ينزله عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له بلى إن الله تبارك و تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم ع في أيام غيبته ما يقدر و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم ع و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة
غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن بحر الشيباني عن علي بن الحارث مثله



بيان قال الفيروزآبادي المحجر كمجلس و منبر من العين ما دار بها و بدا من البرقع قوله ع و فقد لعله معطوف على الفجائع أو على الأبد أي أوصلت مصابي بما أصابني قبل ذلك من فقد واحد بعد واحد بسبب فناء الجمع و العدد و في بعض النسخ يغني فالجملة معترضة أو حالية. قوله ع يفتر أي يخرج بضعف و فتور و في غط يفشأ على البناء للمفعول أي ينتشر و دوارج الرزايا مواضيها. و العوائر المصائب الكثيرة التي تعور العين لكثرتها من قولهم عنده من المال عائرة عين أي يحار فيه البصر من كثرته أو من العائر و هو الرمد و القذى في العين و تعدية التمثيل بعن لتضمين معنى الكشف و التراقي جمع الترقوة أي يمثل لي أشخاص مصائب أنظر إلى ترقوتها و قوله أعظمها على صيغة أفعل التفضيل فيكون بدلا عن العوائر أو صيغة المتكلم أي أعدها عظيمة فيكون صفة و الاحتمالان جاريان في الثلاثة الأخر و حاصل الكلام أني كلما أنظر إلى دمعة أو أسمع مني أنينا للمصائب التي نزلت بنا في سالف الزمان أنظر بعين اليقين إلى مصائب جليلة مستقبلة أعدها عظيمة فظيعة. و الغائل المهلك و الغوائل الدواهي قوله سمة أي علامة و قد سبق تفسير سائر أجزاء الخبر في كتاب النبوة .

10- ك، ]إكمال الدين[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى عن يونس عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن في صاحب هذا الأمر سننا من الأنبياء سنة من موسى بن عمران و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد ص فأما سنته من موسى فخائف يترقب و أما سنته من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى و أما سنته من يوسف فالستر جعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه و أما سنته من محمد ص فيهتدي بهداه و يسير بسيرته .

11- ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمد عن الأسدي عن البرمكي عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال سمعت الحسن بن علي العسكري ع يقول إن ابني هو القائم من بعدي و هو الذي يجري فيه سنن الأنبياء ع بالتعمير و الغيبة حتى تقسو قلوب لطول الأمد و لا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز و جل في قلبه الإيمان و أيده بِرُوحٍ مِنْهُ .

12- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال في القائم شبه من يوسف قلت و ما هو قال الحيرة و الغيبة .

13- غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و أما ما روي من الأخبار التي تتضمن أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش نحو ما رواه الفضل بن شاذان عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن أبي سعيد الخراساني قال قلت لأبي عبد الله ع لأي شي‏ء سمي القائم قال لأنه يقوم بعد ما يموت إنه يقوم بأمر عظيم يقوم بأمر الله .

و روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن يعقوب بن يزيد عن علي بن الحكم عن حماد بن عثمان عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول مثل أمرنا في كتاب الله تعالى مثل صاحب الحمار أماته اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .

و عنه عن أبيه عن جعفر بن محمد الكوفي عن إسحاق بن محمد عن القاسم بن الربيع عن علي بن الخطاب عن مؤذن مسجد الأحمر قال سألت أبا عبد الله ع هل في كتاب الله مثل للقائم فقال نعم آية صاحب الحمار أماته اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .

و روى الفضل بن شاذان عن ابن أبي نجران عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبد الكريم قال قال أبو عبد الله ع إن القائم إذا قام قال الناس أنى يكون هذا و قد بليت عظامه منذ دهر طويل .









الكاتب: خادم المهدي  

السبت، 23 فبراير 2013

الحية والثعبان ... إعجاز بياني قرآني في قصة موسى ع

الحية والثعبان ... إعجاز بياني قرآني في قصة موسى ع







لفت انتباهي إلى هذا الموضوع أحد الإخوة القراء من خلال سؤال عن سر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا
موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط....




ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها بكلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاث مراحل من هذه القصة:

1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.

2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.

3- عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه.

هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته مع فرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أي تناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟

الموقف الأول

في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.

ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].

الموقف الثاني

أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:

1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].

2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].

الموقف الثالث

بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين الناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاه فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر، فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.

وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].

التحليل البياني للمواقف الثلاثة

لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.

أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.

ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟

إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [الأعراف: 115-122].

إحصائيات قرآنية

إن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمر الله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفي كلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.

ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأن الكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].

(منقول)




الكاتب: زينب الموسوي