Ads 468x60px

الاثنين، 25 فبراير 2013

سنة النصر والتمكين لأنبياء الله واوليائه

سنة النصر والتمكين لأنبياء الله واوليائه









من سنن
الله في أنبيائه ورسله نصرهم وتمكينهم على أعدائهم وسواءً كان ذلك في حياتهم أم بعد موتهم، والمتتبع لحياة الأنبياء والمرسلين يجد ذلك واضحاً جليًّا قال سبحانه وتعالى:"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" ، وقال جلَّ وعلا "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"
وليس المقصود بالنصر هو النصر في المعركة فقط، بل ذلك أحد معاني النصر وإلا فقد يكون نصرهم بأمور أخرى ذكرها القرآن الكريم ومنها:
1-المنع، كما قال تعالى:"وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ" ، فيكون نصرهم هنا بمنعهم من أعدائهم والحيلولة بين أعدائهم وبين ما يريدون، كما حصل ذلك لنبي الله صالح عليه السلام حين تآمر عليه تسعة من المفسدين ليقتلوه فأهلكهم الله وقومهم أجمعين، كما قال سبحانه وتعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ، قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ"
وهكذا نجى الله عيسى عليه الصلاة والسلام من اليهود ومنعهم من قتله ورفعه سبحانه وتعالى إليه كما قال عز وجل :"وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً"

وكذلك نجى الله محمداً صلى الله عليه وآله من كفار قريش وقد أحاطوا بداره يوم الهجرة ووصلوا إلى الغار الذي اختفى فيه .
2-العون على الأعداء كما قال سبحانه وتعالى:"وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ" ، يعني نعينكم، والعون على الأعداء من النصر الذي أعطاه الله لرسله وأنبيائه على أعدائهم كما حصل لمحمد صلى الله عليه وآله من العون على أعدائه في غزوة بدر وحنين وفتح مكة وغيرها.

3 -الظفر المادي والتمكين، كما قال سبحانه وتعالى:"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ" ، ومثل قوله سبحانه:"وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ، وقد مكّن الله تعالى لكثير من الأنبياء والمرسلين فظفروا بأعدائهم كما حصل لسليمان وداود عليهما السلام.
4- الانتقام من الأعداء وإهلاكهم، كما قال سبحانه وتعالى:"وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" ، وقوله:"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ" . وهذا الانتقام قد يكون في حال وجود النبي بينهم، وذلك كما حصل من إهلاك الله لقوم نوح وعاد وثمود؛ فقد أهلكهم الله ونصر أنبياءه ونجى الله المؤمنين. أو يكون بعد وفاته، كما انتقم الله عز وجل ممن قتل يحيى وزكريا، حيث سلَّط عليهم أعداءهم فسفكوا دماءهم وأهانوهم، كما انتقم الله ممن أراد صلب المسيح عليه السلام من اليهود فسلط عليهم الروم فأهانوهم وقتلوهم وظهروا عليهم، وسوف ينزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً؛ فيقتل المسيح الدجال ويضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ولا يقبل إلا الإسلام وهذا من أعظم النصر.
كما أن نصر الأنبياء قد يكون بالغلبة في المناظرة بالحجة والبرهان، كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- أو بإنزال عقوبة الاستئصال لقومه فيهلكهم الله جميعاً كما حصل لقوم نوح، أو بانتشار دينه بعد موته، وإحباط خطط أعدائه ونصر أتباعه المؤمنين، أم غير ذلك من صور النصر ومعانيه .
وكل هذه الانواع من الانتصارات والتمكين ستحصل بأذن الله مع صاحب الدعوة الحقة المنتظر الموعود عجل الله فرجه الشريف وسهل الله مخرجه ومكن له في أرضه .






0 التعليقات:

إرسال تعليق