Ads 468x60px

الجمعة، 8 فبراير 2013

الحلاج بين لعن أهل البيت وتقديس الخميني له

الحلاج بين لعن أهل البيت وتقديس الخميني له





الحلاج بين لعن أهل البيت وتقديس الخميني له






الحلاج البيت وتقديس الخميني




انتشر مؤخراً في المجتمعات الشيعية المثقفة -بثقافة رجال الدين- الدفاع بشراسة عن
الحلاج بقولهم أن السيد الخميني شبه نفسه به في احد أشعاره ! ولكن !! نجد أن موقف أهل البيت ع منه على خلاف ذلك ؟! فأين الصواب يا ترى ؟؟؟!!!

إن مما يؤسف له أن يبلغ الهوى في بعض الناس مبلغ الغلو في تقديس فردٍ إلى درجة تقديم كلامه وحكمه على كلام وحكم المعصوم صلوات الله عليه، وإذ لا يريد هؤلاء المغالون الاعتراف بذلك لأنه يخرجهم من التشيّع شرعاً؛ فإنهم يعمدون إلى التشكيك بصدور ذلك الحكم من المعصوم، أو يعمدون إلى تأويله حتى يصحّ كلام الذي غالوا في تقديسه بأي نحو كان!
وهذا الذي نحن فيه هو صورة قبيحة من صور هذا الواقع المؤلم، فمتى ارتاب أحدٌ ذو دين وعقل وبصيرة في كفر وفساد مثل الحلاج اللعين مع أن ذلك من أوضح الواضحات عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) خلفهم وسلفهم؟!
أما أولا؛ فلأن السفير الثالث لمولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وهو الحسين بن روح (عليه السلام) قد لعن الحلاج صراحة بقوله لأم كلثوم بنت السفير الثاني (عليه السلام ورضوان الله عليها) في مجريات محادثة بينهما في شأن اللعين الشلمغاني: ”فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم بأن الله تعالى اتحدّ به وحلّ فيه! كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله“. (غيبة الطوسي ص405).
ولا يخفى أن حكم السفير أو النائب الخاص هو عين حكم الإمام (صلوات الله عليه) وحجية قوله تامة، فإنه (عليه السلام) قد بيّن ذلك مراراً بما مضمونه أن ما يؤدّيه هؤلاء السفراء الأربعة إنما هو عنه وأن قولهم هو قوله وحكمهم هو حكمه .
وهكذا كان يؤكد السفراء بأنفسهم، ففي حديثه لمحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - الذي شكّ في قرارة نفسه في أن يكون جواب السفير له بالأمس على مسألة اعتقادية من عنده لا من عند الإمام - قال الحسين بن روح: ”يا محمد بن إبراهيم، لأن أخرِّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبُّ إليَّ من أن أقول في دين الله عز وجل برأيي أو من عند نفسي، بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة صلوات الله عليه وسلامه“. (علل الشرايع للصدوق ج1 ص243، وفيه إشارة إلى أن السفير يكون مطلعا على الغيب من خلال الامام عج، إذ إنه بادر محمد بن إبراهيم بقوله هذا مع أن الأخير لم يحدّث به إلا نفسه!).
وأن يقوم أحد السفراء بلعن شخص ما فليس ذلك بالهيِّن، فحتى لو تنزّلنا وقلنا أنه قد أخطأ في ذلك؛ فلابدّ أن يصوِّبه الإمام (عليه السلام) ويرشده حتى يتراجع عن خطئه بل جرمه الخطير هذا، وحيث إن ذلك لم يحصل فإنه يثبت كون الحلاج ملعونا من الإمام صلوات الله عليه.


وأما ثانيا؛ فلأن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي (رضوان الله تعالى عليه) الذي أدرك الإمام العسكري ورأى صاحب الزمان (صلوات الله عليهما) وكان الشيعة يظنون أنه سينال السفارة حتى قيل له: ”كيف صارت السفارة لأبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: هم (عليهم السلام) أعلم وما اختاروه ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم“ وكان شوكة في عيون خصوم الشيعة لقوة بيانه وعظم برهانه.. كان قد حاجَّ الحلاج (لعنه الله) وطعن واستهزأ به حتى صار أضحوكة عند الناس!
وذلك ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب قال: ”لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج ويظهر فضيحته ويخزيه، وقع له أن أبا سهل ابن إسماعيل بن علي النوبختي رضي الله عنه ممن تجوز عليه مخرقته وتتم عليه حيلته، فوجه إليه يستدعيه، وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله، وقدر أن يستجرَّه إليه فيتمخرق ويتصوف بانقياده على غيره، فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة، لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب أيضا عندهم، ويقول له في مراسلته إياه: إني وكيل صاحب الزمان - وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره - وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك، لتقوى نفسك، ولا ترتاب بهذا الامر. فأرسل إليه أبو سهل رضي الله عنه يقول لك: إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن ولي منهن عدة أتخطاهن والشيب يبعدني عنهن وأحتاج أن أخضِّبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لأستر عنهن ذلك وإلا انكشف أمري عندهن فصار القرب بعدا والوصال هجرا! وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء! فإنني طوع يديك وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع مالي في ذلك من البصيرة، ولك من المعونة. فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ولم يرسل إليه رسولا وصيَّره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة ويطنز به عند كل أحد! وشهر أمره عند الصغير والكبير، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه“. (غيبة الطوسي ص401).
وفي هذا الخبر إفادة أن الحلاج (لعنه الله) قد ادّعى السفارة والنيابة عن صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وهو ما دفع أبا سهل النوبختي (رضوان الله تعالى عليه) إلى أن يحاجّه ويهزأ به حتى كشف كذبه. ومعلوم أن مدّع النيابة ملعون على لسان الإمام (صلوات الله عليه) فيكون ثبوت ادّعاء الحلاج هذه المرتبة كافيا لإثبات أنه ملعون.

وأما ثالثا؛ فلأن شيخنا المفيد (رضوان الله تعالى عليه) الذي لم ينل هذا اللقب إلا من قبل الإمام صاحب العصر (صلوات الله عليه) وكان قد حظي برسالتيْن مكتوبتين بخط يد الإمام إليه والذي كتب الإمام على قبره بيتين من الشعر في رثائه.. كان قد صنّف كتابا خاصا في الرد على الحلاج اللعين وأصحابه. (ذكره النجاشي في رجاله ص401).
وهذا كاشف عن أن الحلاج منحرف لعين عند الأئمة وشيعتهم (صلوات الله عليهم) بحيث أن مثل المفيد المكاتب لصاحب العصر يصنّف كتابا في الرد عليه.

وأما رابعا؛ فلأن شيخنا الطبرسي (رضوان الله تعالى عليه) وكذا غيره من المتقدّمين والمتأخرين ذكروا أن توقيعا شريفا من صاحب العصر (عليه السلام) قد خرج بلعن الحلاج، فقالوا: ”وكذا كان أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، والحسين بن منصور الحلاج، ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري، لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراء‌ة منهم جميعا، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله“. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص290).
فإن قيل: إنه ليس في نسخة التوقيع الذي ذكروه بعد قولهم هذا اسم الحلاج. قيل لهم: إن فيه قوله عليه السلام: ”إننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من السريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم“. فتكون (غيرهم) للإشارة إلى كل من ادّعى البابية والنيابة الخاصة والسفارة، وذلك ثابت على الحلاج بما مرّ، وقد فهم العلماء شموله بهذا التوقيع ونصّوا على ذلك، مضافا إلى نصّ السفير الثاني بنفسه، فالأمر لا يمكن إنكاره. ثم على فرض التنزّل، فإن حكاية الثقاة أن توقيعا شريفا قد صدر بلعن الحلاج تكفي لإثبات المطلوب ولو لم يصلنا نصّه.

وأما خامسا؛ فلأنك لا تجد أحدا من كبراء الشيعة المعاصرين للحلاج، ولا مَن يتلوهم من المتقدّمين من الثقاة، ولا من جاء بعدهم من علماء الرجال؛ إلا ويقدح في الحلاج ويذمه ويلعنه، ولا يمكن أن يستبيح كل هؤلاء لعن شخص دون حجة شرعية راجعة إلى المعصوم عليه السلام.
ثم إن الوقوف على سيرة هذا الخبيث تُظهر أنه كان من كبار شياطين المتصوّفة، ولا عهد له بالتشيّع الحق، ولا كان من جملة الذين تتلمذوا على يد الأئمة وأصحابهم. والمتصوّفة مذمومون ملعونون على لسان أئمتنا صلوات الله عليهم، فيثبت المطلوب وهو أن الحلاج ملعون ولو من باب تطبيق الكبرى على الصغرى.

وقانا الله وإياكم شرّ المنحرفين والغاوين


منقول






الكاتب: خادم المهدي 

0 التعليقات:

إرسال تعليق