Ads 468x60px

الجمعة، 29 مارس 2013

لا ينشر راية رسول الله ص بعد يوم الجمل الا القائم عج

لا ينشر راية رسول الله ص بعد يوم الجمل الا القائم عج











1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " لما التقى أمير المؤمنين(عليه السلام) وأهل البصرة نشر الراية - راية رسول الله(صلى الله عليه واله) - فزلزلت أقدامهم فما أصفرت الشمس حتى قالوا: آمنا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: " لا تقتلوا الاسرى ولا تجهزوا الجرحى(1)، ولا تتبعوا موليا، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن " ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبى عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين(عليهما السلام) وعمار بن ياسر - رضي الله عنه - فقال للحسن: يابني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدى إلا القائم صلوات الله عليه ".

2 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله يحيى بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " لايخرج القائم(عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة(2) قلت: وكم [تكملة] الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، نزل بها جبرئيل يوم بدر.

ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن

___________________________________

(1) في بعض النسخ " لا تقتلوا الاسراء، ولا تجهزوا على جريح " جهز على الجريح وأجهز عليه: شد عليه وأتم قتله.

(2) في بعض النسخ " حتى يكون في مثل الحلقة ".

(*)

[308]

أي شئ هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي(عليه السلام)، فلم تزل عند علي(عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين(عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراء‌ها شهرا(1) وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرعه [درع رسول الله(صلى الله عليه وآله)] السابغة(2) وسيفه [سيف رسول الله صلى الله عليه وآله)] ذوالفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدء ببني شيبة(3) فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادى مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولايعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم(عليه السلام) حتى يقرء كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراء‌ة من علي(عليه السلام)".

3 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبوجعفر(عليه السلام) " يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا - وأو مأ بيده إلى ناحية الكوفة - فإذا هو أشرف

___________________________________

(1) في بعض النسخ " يسير الرعب أمامها شهرا وخلفها شهرا ".

(2) في القاموس: درع سابغة أى تامة طويلة.

(3) هم أولاد شيبة بن عثمان الحجبى الذين كانوا حجبة الكعبة في الجاهلية والاسلام ومفتاح الكعبة في أيديهم وفى يوم فتح مكة كان الحاجب عثمان بن طلحة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على الباب الكعبة فقال " لا اله الا الله وحده وحده صدق وعده ونصر عبده - إلى آخر خطبته المشهورة - فقال أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له، فقال: " هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء " فالمراد ببنى شيبة حجاب الكعبة.

(*)

[309]

على نجفكم نشر راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هو نشرها أنحطت عليه ملائكة بدر، قلت: وما راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته وسايرها من نصرالله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: فمخبوة عند كم حتى يقوم القائم(عليه السلام) أم يؤتى بها؟ قال: لابل يؤتى بها(1)، قلت: من يأتيه بها؟ قال: جبرئيل(عليه السلام) ".

4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة، عليه خوخة(2) من استبرق، ويلبس درع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا لبسها انتفضت به حتى تستدير عليه، ثم يركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ بين(3) معه راية رسول الله(صلى الله عليه وآله) قلت: مخبوة أو يؤتى بها(4)؟ قال: بل يأتيه بها جبرئيل عمودها من عمد عرش الله، وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله

___________________________________

(1) مخبوء أى مستور من خبأه أى ستره وأخفاه والعرب تركت الهمزة.ويمكن أن يكون النفى للتقية لئلا يطلب منه بالجبر، أو يكون النفى على ظاهره.

(2) قال ابن سيدة في المخصص: قال صاحب العين: الخوخة: ضرب من الثياب خضر.

وفى بعض النسخ " جواحة " وفى جل النسخ " عليه خداعة " كما في البحار، وقال العلامة المجلسى لم أر لها معنى مناسبا.وروى ابن قولويه نحو الخبر في كامل الزيارات وفيه " قد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله فينتفض هو بها فتستدير عليه فغشيها بحداجة من استبرق " ونقله المجلسى وقال أيضا: لم أر لها معنى مناسبا.

وقال: لا يبعد أن يكون " خداعة " من الخدع والستر أى الثوب الذى يستر الدرع، أو يخدع الناس لكون الدرع مستورا تحته - اه‍.وعندى أن نسخة الاصل غيرمقروء‌ة والاختلاف نشأ من ذلك، والاصوب ما في الصلب.

(3) الادهم: الاسود، والشمراخ - بكسر الشين وسكون الميم -: غرة الفرس اذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.(الصحاح).

(4) في بعض النسخ " قلت: مخبوء‌ة هى أم يؤتى بها ".

(*)

[310]

يهبط بها تسعة آلاف ملك، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، فقلت له: جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث القي في النار، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، والذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه، وأربعة آلاف مسومين كانوامع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وثلاثمائة وثلاثة عشرملكا كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال(1) مع الحسين(عليه السلام) فهبطوا ألى الارض وقد قتل، فهم عند قبره شعث غبر(2) يبكونه إلى يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائم(عليه السلام) ".

5 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا أبوجعفر الهمداني، قال: حدثنا موسى بن سعدان، عن عبدالله القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " كأنى بالقائم(3)، فإذا استوى على ظهر النجف لبس درع رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) الابيض فينتفض هو بها فيستديرها عليه فيغشاها بخداعة من استبرق(4)، ويركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به أنتفاضه لا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلدهم، وينشر راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)، عمودها من عمد عرش الله(5) وسايرها من نصرالله، ما يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: أمخبو هي أم يؤتى بها؟ قال: بل يأتى بها جبرئيل(عليه السلام)، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، واعطي قوة أربعين رجلا، ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم(عليه السلام)، وينحط

___________________________________

(1) في بعض النسخ " يصعدون السماء يستأمرون في القتال ".

(2) جمع أشعث وأغبر، أى منتشر الشعور، مغبر الرؤوس لقلة تعهدهم بالدهن والاستحداد كنى بذلك عن شدة حزنهم عليه صلوات الله عليه.

(3) في بعض النسخ " كأنى انظر إلى القائم ".

(4) تقدم الكلام فيه آنفا.

(5) في بعض النسخ " عودها من عمد عرش الله ".

(*)

[311]

عليه ثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قال: فقلت: كل هؤلاء كانوا مع أحد قبله من الانبياء؟ قال: نعم وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف كانوا مع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا كانوايوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسين(عليه السلام)، فلم يؤذن لهم فرجعوا في الاستيمار فهبطوا وقد قتل الحسين(عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا مريض إلا عادوه ولا يموت [ميت] إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء ينتظرون قيام القائم(عليه السلام) ".

فصلى الله على من هذه منزلته ومرتبته ومحله من الله عزوجل، وأبعد الله من ادعى ذلك لغيره ممن لا يستحقه ولا يكون هو أهلا له، ولا مرضيا له، وأكرمنا بموالاته، وجعلنا من أنصاره وأشياعه برحمته ومنه.







الكاتب: جيش الغضب 

ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم عليه السلام

ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم عليه السلام







ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائم عليه السلام



*(وعدتهم، وصفتهم، وما يبتلون به) *

- 1 حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا محمد بن على بن غالب، عن يحيى بن عليم، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر قال: حدثنى من رأى المسيب بن نجبة، قال: " وقد جاء رجل إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) ومعه رجل يقال له: ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): لقد أعرض وأطول(1)، يقول

___________________________________

(1) أى قال قولا عريضا طويلا تنسبه إلى الكذب فيه، ويحتمل أن يكون المعنى أن السائل أعرض وأطول في السؤال.(البحار).

(*)

[312]

ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إنى لاعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا ".

2 - أخبرنا على بن الحسين المسعودي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم قال حدثنا محمد بن حسان الرازى، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن عبدالرحمن ابن أبي حماد، عن يعقوب بن عبدالله الاشعري(1)، عن عتيبة بن سعد [ان] بن يزيد، عن الاحنف بن قيس، قال: " دخلت على علي(عليه السلام) في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعى فاستاذنا عليه، فقال لي علي(عليه السلام): إن شئت فأذن لهما فإنك أنت بدأت بالحاجة، قال: قلت: ياأمير المؤمنين فأذن لهما.

فلما دخلا، قال: ما حملكما على أن خرجتما علي بحروراء؟ قالا: أحببنا أن نكون من [جيش] الغضب(2)، قال: ويحكما وهل في ولايتي غضب؟ أو يكون العضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا؟ ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف(3) من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة".

3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسين التيملي

___________________________________

(1) عبدالرحمن بن أبي حماد كوفى انتقل إلى قم وسكنها، وهو صاحب دار أحمد بن محمد بن خالد البرقى وكان ضعيفا في حديثه وله كتاب، ويعقوب بن عبدالله بن سعد بن مالك ابن هانى بن عامر بن أبى عامر الاشعرى أبوالحسن القمى ثقة عند الطبرانى وابن حبان وقال أبونعيم الاصبهانى: كان جرير بن عبدالحميد اذا رآه قال: خذا مؤمن آل فرعون(راجع تهذيب التهذيب) ولم أعثر على عنوان عتيبة بن سعد أو سعدان، وفى بعض النسخ " عيينة " ولم أظفر به أيضا.

(2) كذا في النسخ، وفى البحار " أحببنا تكون من الغضب " بصيغة الخطاب.وفى بعض النسخ بزيادة " جيش " قبل " الغضب ".

(3) تقدم معناه مع توضيح.

(*)

[313]

قال: حدثنا الحسن ومحمد أبنا على بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " إذا أذن الامام دعا الله بأسمه العبراني فأتيحت له صحابته(1) الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الالوية منهم من يفقد من فراشه ليلا(2) فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف بأسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا، قال: الذى يسير في السحاب نهارا، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا "(3).

4 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلى، عن علي بن الحسين - أو عن محمد بن علي -(عليهما السلام) أنه قال: " الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله عزوجل " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " وهم أصحاب القائم(عليه السلام) ".

5 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عبدالله بن بكير، عن أبان بن تغلب، قال: " كنت مع جعفر بن محمد(عليهما السلام) في مسجد بمكة، وهو آخذ بيدي، فقال: يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا في مسجد كم هذا، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد، عليهم السيوف، مكتوب على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه، ثم يأمر مناديا فينادي: هذا المهدي يقضى بقضاء داود وسليمان، لا

___________________________________

(1) اى تهيأت له، وفى بعض النسخ " انتجب له أصحابه " وفى بعضها " فانتجب له صحابته ".

(2) في بعض النسخ " يفتقد من فراشه ".

(3) البقرة: 148.

(*)

[314]

يسأل على ذلك بينة ".

6 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن هارون بن مسلم الكاتب الذي كان يحدث بسر من رأى(1) عن مسعدة بن صدقة، عن عبدالحميد الطائي(2)، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام) " في قوله تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه "(3) قال: نزلت في القائم(عليه السلام) وكان جبرئيل(عليه السلام) على الميزاب في صورة طير أبيض فيكون أول خلق الله مبايعة له - أعني جبرئيل - ويبايعه الناس الثلاثمائة، وثلاثة عشر، فمن كان ابتلي بالمسير وافى في تلك الساعة، ومن [لم يبتل بالمسير](4) فقد من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين علي(عليه السلام): " المفقودون من فرشهم " وهو قول الله عزوجل: " فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال: الخيرات الولاية لنا أهل البيت ".

7 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " سيبعث الله

___________________________________

(1) هارون بن مسلم بن سعدان كوفى الاصل وتحول إلى البصرة، ثم تحول إلى بغداد وكان ينزل سرمن رأى، واشتبه على الخطيب وقال في تاريخ بغداد ج 14 ص 23: انه كان من أهل سر من رأى.

وسبب وهمه رواية رواها مسندا عن أبى الحسين العبرتائى أنه قال: حدثنى هارون بن مسلم بن سعدان بسرمن رأى سنة أربعين ومائتين، عن مسعدة بن صدقة العبدى قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده على [عليهم السلام] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المجالس بالامانة - الخ ".

وأما مسعدة بن صدقة فهو عامى المذهب، بترى، وله كتب، روى عنه هارون بن مسلم.

(2) عبدالحميد بن عواض الطائى كوفى من أصحاب الصادقين عليهما السلام، وهو ث؟ ة، قتله الرشيد.

وفى بعض النسخ " عبدالحميد الطويل " وهو تصحيف من النساخ.

(3) النمل: 62.

(4) ما بين القوسين ساقط من النسخ فاختل المعنى بدونه فصححناه من الكافى وتفسير العياشى وتفسير القمى.

(*)

[315]

ثلاثمائة وثلاثة عشر [رجلا] إلى مسجد [ب‍] مكة، يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة، ويبعث الله الريح من كل واد تقول: هذا المهدي يحكم بحكم داود، ولا يريد بينة ".

8 - أخبرنا أحمد بن هوذة أبو سليمان قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبى الجارود، عن أبى جعفر الباقر(عليه السلام) قال: " أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهارا، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه فيوافيه في مكة(1) على غير ميعاد ".

9 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن على الكوفي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبى حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) " أن القائم يهبط من ثنية ذي طوى في عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا - حتى يسند ظهره إلى الحجر الاسود، ويهز الراية الغالبة".

قال علي بن أبى حمزة: فذكرت ذلك لابى الحسن موسى بن جعفر(عليهما السلام)، فقال: " كتاب منشور "(2).

10 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم، عن عمرو ابن أبى المقدام، عن عمران [بن ظبيان]، عن أبي تحيى حكيم بن سعد(3)، قال:

___________________________________

(1) في بعض النسخ " فيرى في مكة " وفى بعضها " فيوافونه بمكة على غير ميعاد ".

(2) قال العلامة المجلسى - رحمه الله -: أى هذا مثبت في الكتاب المنشور، أو معه الكتاب، أو الراية كتاب منشور.

(3) عمران بن ظبيان الحنفى الكوفى، ذ كره ابن حبان في الثقات، روى عن أبى تحيى - بالتاء المنقوطة من فوق - حكيم بن سعد - بضم الحاء على صيغة التصغير - الحنفى الكوفى، قال العجلى: ثقة، وذكره ابن حبان أيضا في الثقات.(تهذيب التهذيب).

(*)

[316]

سمعت عليا(عليه السلام) يقول: " إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح ".

11 - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): " بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا [إلى صاحبهم] في ليلة واحدة على غير معياد، فيصبحون بمكة ".

12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن حمزة ; ومحمد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن عثمان، عن سليمان ابن هارون العجلي قال: قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول:(1) " إن صاحب هذا الامر محفوظة له أصحابه، " لو ذهب الناس جميعا أتى الله له بأصحابه، وهم الذين قال الله عزوجل: " فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوابها بكافرين "(2) وهم الذين قال الله فيهم: " فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "(3).

13 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن على الكوفي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبى هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: " إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: " سنبتليكم بنهر "(4) وإن أصحاب القائم(عليه السلام) يبتلون بمثل ذلك ".

___________________________________

(1) في بعض النسخ " قال: قال أبوعبدالله(ع): " ان صاحب - الخ ".

(2) الانعام: 89.

(3) المائدة: 54.

(4) مضمون مأخوذ من قوله تعالى " ان الله مبتليكم بنهر " في سورة البقرة: 249.

(*)







الكاتب: جيش الغضب 

السبت، 23 مارس 2013

الايمان بالمصلح العالمي في الفكر غير الديني

الايمان بالمصلح العالمي في الفكر غير الديني





الايمان بالمصلح العالمي في الفكر غير الديني




الايمان بالمصلح العالمي الفكر الديني




الايمان بالمصلح العالمي الفكر الديني




ان
الايمان ـ بحتمية ظهور المصلح العالمي ودولته العادلة، التي تضع فيها الحرب اوزارها, ويعم السلام والعدل ـ لا يختص بالاديان السماوية، بل يشمل المدارس الفكرية والفلسفية غير الدينية ايضا.



فـنـجـد فـي الـتـراث الفكري الانساني الكثير من التصريحات بهذه الحتمية، فمثلا يقول المفكر الـبـريـطـانـي الـشهير برتراند راسل: ان العالم في انتظار مصلح يوحده تحت لواء واحد وشعار واحد.

وادق واصـرح مـن هـذا وذاك مـا قاله المفكر الايرلندي المشهور برناردشو, فقد بشر بصراحة بحتمية ظهور المصلح، وبلزوم ان يكون عمره طويلا يسبق ظهوره، بما يقترب من عقيدة الامامية فـي طـول عـمر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف, ويرى ذلك ضروريا لاقامة الدولة الموعودة.


قال في كتابه الانـسـان الـسوبرمان ـ وحسب ما نقله الدكتور عباس محمود العقاد في كتابه عن برناردشو في وصف المصلح
العالمي ـ بأنه: انسان حي ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة عقلية خارقة، انسان اعلى يـتـرقـى اليه هذا الانسان الادنى بعد جهد طويل، وانه يطول عمره حتى ينيف على ثلاثمئة سنة، ويـسـتـطـيـع ان يـنـتـفـع بـمـا اسـتـجمعه من اطوار العصور, وما استجمعه من اطوار حياته الطويلة.








رسوخ فكرة المنقذ في الديانة اليهودية والنصرانية

رسوخ فكرة المنقذ في الديانة اليهودية والنصرانية











الايـمـان بفكرة
المنقذ ثابت عند اليهود, مدون في التوراة والمصادر الدينية المعتبرة عندهم, وقد فصل الـحـديـث عن هذه العقيدة عند اليهود كثير من الباحثين المعاصرين, وبخاصة في العالم الغربي, من امـثـال جـورج رذرفـورد فـي كتابه ملايين من الذين هم احيأ اليوم لن يموتوا ابدا, والسناتور الامـيركي بول منزلي في كتابه من يجرؤ على الكلام، والباحثة غريس هالسل في كتابها النبوءة والسياسة, و... غيرهم كثير.
فكل من درس الديانة اليهودية التفت إلى رسوخ هذه العقيدة فيها وسجلها, والنماذج التي ذكـرنـاها آنفا - في مواضيع سابقة - من هذه الدراسات, اختصت بعرض هذه العقيدة بالذات عند اليهود, والاثار السياسية الـتـي افـرزتـها نتيجة لتحرك اليهود انطلاقا من هذه العقيدة، وفي القرون الاخيرة خاصة، بهدف الاسـتعداد لظهور المنقذ العالمي، الذي يؤمنون به، وسبب هذا التحرك هو ان عقيدة اليهود في هذا المجال تشتمل على تحديد زمني لبدء مقدمات ظهور المنقذ العالمي: يبدا مع سنه (1914) للميلاد ـ وهـو عـام تفجر الحرب العالمية الاولى كما هو معروف ـ, ثم عودة الشتات اليهودي إلى فلسطين، واقامة دولتهم التي يعتبرونها من المراحل التمهيدية المهمة لظهور المنقذ الموعود, ويعتقدون بأن العودة إلى فلسطين هي بداية المعركة الفاصلة، التي تنهي وجود الشر في العالم، ويبدا حينئذ حكم الـملكوت في الارض لتصبح الارض فردوسا. وبغض النظر عن مناقشة صحة ما ورد من تـفـصـيـلات فـي هـذه العقيدة عند اليهود, الا ان المقدار الثابت هو انها فكرة متأصلة في تراثهم الـديـني،وبقوة بالغة مكنت اليهودية ـ من خلال تحريف تفصيلاتها ومصاديقها ـ ان تقيم على اساسها تـحـركـا استراتيجيا طويل المدى وطويل النفس، استقطبت له الطاقات اليهودية المتباينة الافكار والاتجاهات، ونجحت في تجميع جهودها وتحريكها باتجاه تحقيق ما صوره قادة اليهودية لاتباعهم، بأنه مصداق التمهيد لظهور المنقذ الموعود.
وواضـح ان الايـمـان بـهـذه العقيدة لو لم يكن راسخا ومستندا إلى جذور عميقة في التراث الديني الـيـهودي، لما كان قادرا على ايجاد مثل هذا التحرك الدؤوب، ومن مختلف الطاقات والاتباع، فمثل هذا لا يتأتى من فكرة عارضة او طارئة، لاتستند إلى جذور راسخة مجمع عليها.
كـمـا آمـن الـنصارى بأصل هذه الفكرة استنادا إلى مجموعة من الايات والبشارات الموجودة في الانـجـيل والتوراة.

ويصرح علماء الانجيل بالايمان بحتمية عودة عيسى المسيح في آخر الزمان، لـيـقـود الـبـشرية في ثورة عالمية كبرى، يعم بعدها الامن والسلام كل الارض ـ كما يقول القس الالـماني فندر في كتابه ميزان الحق ـ وانه يلجأ إلى القوة والسيف لاقامة الدولة العالمية العادلة. وهذا هو الاعتقاد السائد لدى مختلف فرق النصارى.





الكاتب: احمد الكاشاني 

البشارات بالمنقذ عنصر اساسي في الكتب المقدسة

البشارات بالمنقذ عنصر اساسي في الكتب المقدسة






إن الـملاحظ في عقائد كافة الاديان بشأن المصلح العالمي، انها تستند إلى نصوص واضحة في كتبهم الـمـقـدسة القديمة، وليس إلى تفسيرات عرضها علماؤهم لنصوص غامضة، حمالة لوجوه تأويلية متعددة, وهذه الملاحظة تكشف عراقة هذه العقيدة، وكونها تمثل اصلا مشتركا في دعوات الأنبياء ـ صلوات اللّه عليهم ـ, حيث ان كل دعوة نبوية أو على الاقل الرئيسة والكبرى ـ تمثل خـطـوة عـلـى طـريـق الـتـمهيد لظهور المصلح الديني العالمي، الذي يحقق اهداف هذه الدعوات كـافـة, كـمـا ان لـلـتبشير بحتمية ظهور هذا المصلح العالمي تأثيرا على هذه الدعوات، فـهـو يـشكل عامل دفع لاتباع الأنبياء للتحرك باتجاه تحقيق اهداف رسالتهم، والسعي للمساهمة في تـأهـيـل الـمـجتمع البشري لتحقيق اهداف جميع الدعوات النبوية كاملة, في عصر المنقذ الديني العالمي. ولذلك كان التبشير بهذه العقيدة عنصرا اصليا في نصوص مختلف الديانات والدعوات النبوية.






الكاتب: احمد الكاشاني  

عراقة الايمان بالمصلح العالمي

عراقة الايمان بالمصلح العالمي






يعتبر
الايمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي، واقامة الدولة الالهية العادلة في كل الارض, من نقاط الاشتراك البارزة بين جميع الاديان, والاختلاف فيما بينها انما هو في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي, الذي يحقق جميع اهداف الأنبياء ـ عليهم السلام.

وقد استعرض الدكتور محمد مهدي خان، في الابواب الستة الاولى من كتابه مفتاح باب الابواب, آراء الاديـان الستة المعروفة بشأن ظهور النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم, ثم بشأن المصلح العالمي المنتظر, وبين ان كل دين منها بشر بمجي ء هذا المصلح الالهي، في المستقبل اوفي آخر الزمان, ليصلح العالم, وينهي الظلم والشر, ويحقق السعادة المنشودة للمجتمع البشري.

كما تحدث عن ذلك مفصلا الـميرزا محمد الاسترابادي في كتابه ذخيرة الابواب، ونقل طرفا من نصوص وبشارات الكثير من الكتب السماوية لمختلف الاقوام بشأنه.

وهذه الحقيقة من الواضحات، اقر بها كل من درس عقيدة المصلح العالمي، حتى الذين انكروا صحتها او شـكـكـوا فيها, كبعض المستشرقين امثال جولد زيهر المجري في كتابه العقيدة والشريعة في الاسلام, فاعترفوا بأنها عقيدة عريقة للغاية في التأريخ الديني،وجدت حتى في القديم من كـتـب ديـانات المصريين والصينيين والمغول والبوذيين والمجوس والهنود والاحباش، فضلا عن الديانات الكبرى الثلاث: اليهودية والنصرانية والاسلام.






الكاتب: احمد الكاشاني 

الجمعة، 22 مارس 2013

كيفية الاستخارة المروية عن الامام المهدي عج

كيفية الاستخارة المروية عن الامام المهدي عج







البحار : ج 91 ص 250 ب 5 ح 4 - أقول : سمعت والدي ( ره ) يروي عن شيخه البهائي أنه كان يقول : « سمعنا مذاكرة عن مشايخنا عن القائم صلوات الله عليه في الاستخارة بالسبحة أنه يأخذها ويصلي على النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم ثلاث مرات ، ويقبض على السبحة وبعد اثنتين اثنتين ، فإن بقيت واحدة فهو أفعل ، وإن بقيت اثنتان فهو لا تفعل »


المصادر :
مستدرك الوسائل : ج 6 ص 265 ب 7 ح 5 - عن البحار .




البشارات السماوية لا تنطبق على غير الامام المهدي

البشارات السماوية لا تنطبق على غير الامام المهدي





البشارات السماوية لا تنطبق على غير الامام المهدي





البشارات السماوية تنطبق الامام المهدي


ان مـن الـواضـح لـمـن يمعن النظر في نصوص تلك
البشارات السماوية انها تقدم مواصفات للمصلح الـعالمي، لا تنطبق على غير المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, طبقا لعقيدة مدرسة اهل البيت عليهم السلام, لذلك فان مـن لـم يـتعرف هذه العقيدة لا يستطيع التوصل إلى المصداق الذي تتحدث عنه، كما نلاحظ ذلك في اقوال مفسري الانجيل بشأن الايات (1 ـ 17) من سفر الرؤيا, الفصل الثاني عشر, مكاشفات يوحنا الـلاهـوتي، فهم يصرحون بأن الشخص الذي تتحدث عنه البشارة الواردة في هذه الايات لم يولد بـعـد, لـذا فـان تـفـسيرها الواضح ومعناها البين موكول للمستقبل والزمان المجهول الذي سيظهر فيه،(1) في حين ان هذه الايات تتحدث بوضوح عن الحكومة الالهية التي يقيمها هذا الشخص فـي كل العالم،ويقطع دابر الاشرار والشياطين، وهي المهمة التي حددتها البشارات الاخرى بأنها مـحـور حـركـة الـمـصـلـح الـعـالمي.

لكن مفسري الانجيل لم يستطيعوا تطبيقها على المصداق الذي اختاروه لهذا المصلح، وهو السيد المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام، لان البشارة واردة عن يـوحنا اللاهوتي عن السيد المسيح، فهو المبشر بمجي ء هذا المنقذ, كما انهم لم يتعرفوا عقيدة اهل البيت عليهم السلام في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, لذلك لم يستطيعوا الاهتداء إلى مصداق تلك الايات.

البشارات وغيبة الامام الثاني عشر:

وهناك باحث سني استطاع الاهتداء إلى المصداق الذي تتحدث الايات المشار اليها عندما تعرف عقيدة اهل البيت في المهدي المنتظر ـ سلام اللّه عليهم اجمعين ـ,وهو الاستاذ سعيد ايوب، حيث يقول في كتابه المسيح الدجال عن هذه الايات نفسها:ويقول كعب: مكتوب في اسفار الأنبياء: المهدي ما في عمله عيب، ثم علق على هذا النص بالقول: واشهد اني وجدته كذلك في كتب اهل الكتاب، لقد تتبع اهـل الـكتاب اخبار المهدي كما تتبعوا اخبار جده صلى الله عليه وآله وسلم, فدلت اخبار سفر الرؤيا إلى امراة يخرج مـن صـلبها اثنا عشر رجلا, ثم اشار إلى امراة اخرى: اي التي تلد الرجل الاخير الذي هو من صلب جـدتـه، وقال السفر: ان هذه المراة ستحيط بها المخاطر, ورمز للمخاطر باسم التنين، وقال: والتنين وقف امام المراة العتيدة حتى تلد, يبتلع ولدها متى ولدت.

سفر الرؤيا, 12: 3. اي ان السلطة كـانـت تـريد قتل هذا الغلام، ولكن بعد ولادة الطفل، يقول باركلي في تفسيره: عندما هجمت عليها الـمخاطر اختطف اللّه ولدها وحفظه.

والنص: واختطف اللّه ولدها, سفر الرؤيا,12: 5, اي ان اللّه غيب هذا الطفل كما يقول باركلي.
وذكـر الـسـفـر ان غـيبة الغلام ستكون الفا ومئتين وستين يوم(2)، وهي مدة لها رموزها عـنـد اهل الكتاب، ثم قال باركلي عن نسل المرأة (الاولى) عموما: ان التنين سيعمل حربا شرسة مع نـسـل الـمـراة، كما قال السفر: فغضب التنين على المراة، وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا اللّه.

سفر الرؤيا, 12: 13 وعـقـب الاسـتـاذ سعيد ايوب على ما تقدم بالقول: هذه هي اوصاف المهدي، وهي نفس اوصافه عند الشيعة الامامية الاثنى عشرية، ودعم قوله بتعليقات اوردها في الهامش بشأن انطباق الاوصاف على مهدي آل البيت عليهم السلام.(3)

البشارات وخصوصيات المهدي الامامي:

ويـلاحظ في هذه البشارة الانجيلية تناولها لخصوصيات في المصلح العالمي، الا على ابرز ما يميز عقيدة مدرسة اهل البيت عليهم السلام, والواقع التأريخي الذي مرت به.

فتناول هذه الخصوصيات الظاهرة بالذات يشير إلى حكمة ربانية في هداية الاخرين إلى المصداق الحقيقي للمصلح العالمي بأبلغ حجة، من خلال الاشارة إلى ابرز خصوصياته الظاهرة والمعروفة، لكي يكون الاهتداء اليها ايسر, فمثلا نلاحظ فيها الاشارة إلى تعرض مدرسة اهل البيت عليهم السلام لمخاطر التصفية والابادة، التي تؤدي من ثم إلى غـيبة الامام الثاني عشر منهم، ثم تأكيد ان هذا الامام محفوظ بالرعاية الالهية في غيبته، حتى يحين موعد ظهوره المبارك.

ومعلوم ان القول بغيبة الامام الثاني عشر هو اهم ما يميز عقيدة الامامية في المهدي المنتظر, ولذلك وردت الاشارة اليها بالذات تسهيلا للاهتداء إلى المصداق الحقيقي للمنقذ العالمي.

كـمـا وردت اشارات إلى مميزات معروفة اخرى تختص بها عقيدة ائمة اهل البيت عليهم السلام, مثل القول بـأن الامام المهدي هو الامام الثاني عشر, من سلسلة مباركة متصلة، كما تشير لذلك الايات المتقدمة وبـشـارات اخرى واردة في الكتب المقدسة، نظير ما ورد في (سفر التكوين: 17: 20, ص 22 ـ 23 مـن الاصـل العبرى ), من الوعد على لسان الرب تعالى خطابا لابراهيم الخليل عليه السلام, بالمباركة والـتكثير في صلب اسماعيل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاثنى عشر من عترته عليهم السلام.(4) ومعلوم ان مـصـداق الائمـة الاثـنى عشر من صلب اسماعيل لم يتحقق بالصورة المتسلسلة المشار اليها في البشارات، الا في الائمة الاثنى عشر من اهل البيت عليهم السلام, كما يثبت ذلك الواقع التأريخي، فضلا عن الاحـاديث النبوية المتفق على صحتها بين المسلمين،(5) فهي خاصة بهم حتى اصبحت ظاهرة واضحة في التأريخ ‌الاسلامي، اطلقت على المذهب المنتمي لاهل البيت عليهم السلام, فسمي مذهب الامامية الاثـنـى عـشـرية.

وعليه يتضح ان تلك البشارات تهدي إلى حقيقة ان المهدي هو خاتم هؤلاء الائمة الاثنى عشر عليهم السلام.

البشارات واوصاف المهدي الامامي:

كما وردت فيها اشارات إلى القاب اختص بها المهدي الامامي عليه السلام, مثل وصف (القائم ).(6) فـمـثلا نلاحظ البشارة التالية من سفر اشعيا النبي، التي تحدث القاضي جواد الساباطي عن دلالتها على المهدي وفق عقيدة الامامية الاثنى عشرية: 2 ـ ويـحـل عـلـيـه روح الـرب وروح الـحـكـمـة والـفـهم، وروح المشورة والقوة، وروح المعرفة ومخافة الرب.

3 ـ ولذته في مخافة الرب، ولا يقضي بحسب مراى عينيه، ولا بحسب مسمع اذنيه.

4 ـ ويحكم بالانصاف لبائسي الارض، ويضرب الارض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه...
6 ـ ويـسـكـن الـذئب والـخـروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل معا, وصبي صغير يسوقها...

9 ـ لا يـسـيئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي، لان الارض تمتلىء من معرفة الرب، كما تغطي المياه البحر.

10 ـ وفـي ذلـك اليوم سيرفع (القائم ) راية للشعوب والامم التي تطلبه وتنتظره، ويكون محله مجدا).(7) ومـثـل وصـف (صـاحـب الـدار) الـمـعدود من القاب الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف,(8) فقد ورد ضـمـن بـشـارة عـن انـتـظـار الـمـنـقـذ العالمي الذي لا يختص به المسيحيون، اشارة إلى عدم هـذا الاخـتـصـاص، وتـحـدثـت عـن ظـهـوره الـمـفـاجىء, وهي في الانجيل (انجيل مرقس، 13:35).(9)

ومـثـل وصـف المنتقم لدم الحسين عليه السلام المستشهد عند نهر الفرات، كما ورد في بشارة في (سفر ارميا, 46: 2 ـ 11), كما صرح بذلك الاستاذ الاردني عودة مهاوش في دراسته الـكـتـاب الـمـقـدس تحت المجهر, وذكر انها تتعلق بالمهدي المنتقم لدم الحسين عليه السلام.(10) ونظائر ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

الاهتدأ إلى هوية المنقذ في ضوء البشارات:

اذن مـعـرفـة هـذه الخصوصيات تقودنا إلى اثبات ان المصلح العالمي الذي بشرت به جميع الديانات هـو الـمـهدي ابن الحسن العسكري عليهما السلام، كما تقوله عقيدة اهل البيت عليهم السلام, لان البشارات الـسـمـاوية لا تنطبق على العقائد الاخرى.

فتكون النتيجة هي ان الديانات السابقة لم تبشر بظهور الـمـنـقذ العالمي في آخر الزمان، بعنوانه العام وحسب، بل شخصت ايضا هويته الحقيقية من خلال تـحديد صفات وتفصيلات، لا تنطبق على غيره عليه السلام. فتكون هذه البشارات دليلا اضافيا على صحة عقيدة اهل البيت عليهم السلام بهذا الشأن، وانها ذات مصدر الهي .

ونـكـتـفـي هـنـا بالاشارة إلى بعض البشارات الواردة في العهدين القديم والجديد (اسفار التوراة والانـجـيـل ) بـهذا الصدد, بحكم كونها معتبرة عند اكبر واهم الديانات السابقة على الاسلام، اي اليهودية والنصرانية، ولان هذين العهدين الموجدين حاليا قد مرا بالكثير من التحقيق والتوثيق عند علماء اليهود والنصارى واجريت بشأنها الكثير من الدراسات،ودونت الكثير من الشروح لهما, ونـسخها كثيرة ومتداولة بترجمات كثيرة لمختلف اللغات .
وان كان الاعتماد على الاصول العبرية ادق، لوقوع اخطأ ولبس في الترجمات .
فـالاقتصار عليهما لا يعني بحال انحصار البشارات التي لا يمكن تفسيرها بغير المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف طبق عـقـيدة مذهب اهل البيت عليهم السلام, بل على، العكس فان امثالها موجودة في مختلف كتب الاديان الاخرى وبـتصريحات ودلالات اوضح، ذكرتها الدراسات المتخصصة في هذا الباب.(11)

ولكنها غير مـشـهـورة عـند الجميع ونسخها غير متداولة،واغلبها لم تترجم عن لغاتها الام الا قليلا, على ان الاقتصار على النماذج المتقدمة من العهدين القديم والجديد فيه الكفاية في الاستدلال على المطلوب، والتفصيلات موكولة للمراجع المتخصصة المشار اليها في طيات البحث.

الاستناد إلى بشارات الكتب السابقة ومشكلة التحريف:

وتبقى هنا قضيتان، من الضروري التطرق لهما قبل تثبيت النتائج المتحصلة من البحث: الـقـضية الاولى هي: مناقشة السؤال التالي: كيف يمكن الاستناد إلى كتب الديانات الاخرى في اثبات قـضـيـة مـهـمـة، مثل قضية تخص هوية المصلح العالمي المنتظر, واثبات انه المهدي بن الحسن العسكري عليه السلام, واثبات صحة هذه العقيدة وانتمائها الالهي، مع اتفاق المسلمين على وقوع التحريف في هذه الكتب؟ نعتقد ان الاجابة عن هذا التساؤل ممكنة بقليل من التدبر في حيثيات الموضوع، ويمكن تلخيصها بما يلي: 1 ـ ان اثبات عقيدة اهل البيت عليهم السلام في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يستند إلى الكثير من البراهين العقلية والايـات القرآنية، وما اتفق عليه المسلمون من صحاح الاحاديث النبوية، والواقع التأريخي لسيرة ائمـة اهـل الـبـيت عليهم السلام, كما هو مشهود في الكتب العقائدية التي تناولت هذا الموضوع، وسنتناول الحديث عن ذلك في بحث آخر بالتفصيل ان شاء اللّه .

اما الاستناد إلى البشارات الواردة في كتب الاديان المقدسة، فهو من باب الدليل الاضافي، او الشواهد الـمـؤيدة، فلا تسقط النتيجة المتحصلة منه بسقوط او بطلان الاساس، لان هذه العقيدة قائمة على اسـس اخرى ايضا, اذن لا مجال للاعتراض على صحة هذه العقيدة، حتى مع افتراض بطلان بعض اسسها, باعتبار القول بتحريف تلك الكتب.

اجـل، ثمة ثمار مهمة لدراسة وتوثيق هذا الدليل، وهي هداية اتباع الديانات الاخرى إلى الحق وإلى المصلح الالهي الحقيقي، بالاستناد إلى كتبهم نفسها, وفي ذلك حجة كاملة عليهم، هذا اولا, وثانيا فان مـثل هذه الدراسة تؤكد الجانب العاملي في القضية المهدوية، وتوفر محورا جديدا للوفاق بين الاديان المختلفة بشأن المصلح العالمي الذي ينتظرونه جميعا.

2 ـ ليس ثمة من يقول بأن جميع ما في كتب الاديان السابقة محرف، بل ان المتفق عليه بين المسلمين وقوع التحريف في بعضها وليس في كلها. لذلك فان ما صدقته النصوص الشرعية الاسلامية ـ قرآنا وسنة ـ مما في الكتب السابقة محكوم بالصحة وعدم تطرق التحريف اليه، وهذا واضح.

الاستناد إلى ما صدقه الاسلام من البشارات:

ومـن الـثـابـت اسـلاميا ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد بشر بالمهدي الموعود من اهل بيته ومن ولد فـاطـمة سلام الله عليها,(12) لذلك فان البشارات الواردة في كتب الاديان السابقة من هذا النمط الذي لم تـطاله ايدي التحريف، ما دامت منسجمة مع ما صح في النصوص الشرعية الاسلامية.

اذن لا مانع من الاستناد اليه والاحتجاج به.

يضاف إلى ذلك ان القرآن الكريم نفسه قد بشر بالدولة الالهية العالمية واقامتها في آخر الزمان، كما صرحت بذلك آياته الكريمة التي دل عدد منها على المهدي الموعود,وحتمية وجوده وغيبته ـ كما سـنـوضـح ذلـك في بحث لا حق ان شأ اللّه تعالى ـ وهذا يعني تصديق ما ورد في بشارات الاديان السابقة الواردة بالمضمون نفسه، الامر الذي يعني صدورها من نفس المصدر الذي صدر منه القرآن الـكـريـم، ومـن ثـم الـحكم بصحتهاوعدم تطرق التحريف اليها, فلا مانع حينئذ من الاستناد اليها والاحتجاج بها في اطار المضامين التي صدقها القرآن الكريم.

الواقع التأريخي وتصديق البشارات:

3 ـ ان بعض هذه البشارات يرتبط بواقع خارجي معاش او ثابت تأريخيا, بمعنى ان الواقع الخارجي الـثـابت جأ مصدقا لها. فمثلا البشارات التي تشير إلى ان المصلح العالمي هوالامام الثاني عشر من ذريـة اسـمـاعيل، وانه من ولد خيرة الامأ, وان ولادته تقع في ظل اوضاع سياسية خانقة ومهددة لـوجـوده، فـيـحـفـظه اللّه ويغيبه عن اعين الظالمين إلى حين موعد ظهوره وامثالها, كلها تنبأت بحوادث ثابتة تأريخيا, وهذا يضيف دليلا آخر على صحتها ما دام ان من الثابت علميا انها مدونة قبل وقوع الحوادث التي اخبرت عنها, فهي في هذه الحالة تثبت انها من انباء الغيب التي لا يمكن ان تصدر الا مـمـن له ارتباط بعلام الغيوب تبارك وتعالى.

وبذلك يمكن الحكم بصحتها وعدم تطرق التحريف اليها, ومن ثم يمكن الاستناد اليها والاحتجاج بها.(13) تأثير البشارات في صياغة العقيدة المهدوية امـا القضية الثانية، فهي ما يرتبط بالاعتراض القائل بأن الاستناد إلى هذه البشارات في اثبات عقيدة اهل البيت في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, يفتح باب التشكيك والادعاء بأن هذه العقيدة تسللت إلى الفكر الاسلامي من الاسرائيليات ومحرفات الاديان السابقة.

والجواب عن هذا الاعتراض واضح من الاجابة السابقة، فهو يصح اذا كانت العقيدة الامامية المهدوية تستند إلى تلك البشارات وحدها, في حين ان الامر ليس كذلك.

ولـوقـلنا بأن كل فكرة اسلامية لها نظير في الاديان السابقة هي من الافكار الداخلية في الاسلام، لادى الامر إلى اخراج الكثير من الحقائق والبديهيات الاسلامية، التي اقرها القرآن الكريم وصحاح الاحـاديث الشريفة، وهي موجودة في الاديان السابقة، وهذا واضح البطلان ولا يخفى على ذي لب.

فـالـمـعيار في تشخيص الافكار الدخيلة على الاسلام هو عرضها على القرآن والسنة، والاخذ بما وافـقهما ونبذ ما خالفهما, وليس عرضها على ما في كتب الديانات السابقة ونبذ كل ما وافقها, مع العلم بـأن فـيـهـا مـا لـم تتطرق له يد التحريف، وفيه ما ثبت صدوره عن نفس المصدر الذي صدر عنه القرآن الكريم.

يـضـاف إلى ذلك ان عقيدة الامامية في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف تستند إلى واقع تأريخي ثابت، فكون الامـام الـمـهـدي هو الثاني عشر من ائمة اهل البيت ثابت تأريخيا, وحتى ولادته الخفية من الحسن الـعـسـكـري عليه السلام سـجـلها المؤرخون من مختلف المذاهب الاسلامية، واقرها علماء مختلف هذه الـمـذاهـب، حـتـى الـذيـن لم يذعنوا انه هو المهدي الموعود, وان كان عدد الذين صرحوا بأنه هو المهدي من علماء اهل السنة كثيرون ايضا.(14)

النتائج المتحصلة من البحث:

نصل إلى القسم الاخير من البحث، وهو تسجيل النتائج المتحصلة منه في النقاط التالية:

1 ـ ان اصل فكرة الايمان بالمصلح العالمي في آخر الزمان، واقامة الدولة العادلة التي تحقق السعادة الحقة للبشرية جمعأ, تستند إلى جذور فطرية في الانسان، تنبع من فطرة تطلعه إلى الكمال، ولذلك لاحـظنا اجماع مختلف التيارات الفكرية الانسانية ـ حتى المادية منها ـ على حتمية تحقق هذا اليوم الـمـوعـود. امـا الفكر الديني فهو مجمع عليه التواتر البشارات السماوية في كتب الاديان المختلفة بـذلـك.

فـلا يمكن قبول ما زعمه المستشرقين بأن هذه الفكرة المجمع عليها تستند إلى الخرافات والاساطير.

2 ـ ان الـقـول بـوجـود المهدي الموعود بالفعل وغيبته وهو الذي يؤمن به مذهب اهل البيت عليهم السلام, ويتميز به عن عقيدة اهل السنة في المهدي الموعود, هذا القول غير مستبعد, لا في الفكر الانساني الـعـام الذي يرى ان من الضروري ان يكون عمر المصلح العالمي طويلا,ولا من الفكر الديني الذي اقـتـرن ايمانه بالمصلح العالمي بالايمان بأنه يعود بعد غيبة، بل ان وقوع الغيبات في تأريخ الأنبياء عليهم السلام يدعم هذا القول ويعززه.

3 ـ ان اجـمـاع الاديان السماوية على الايمان بالمصلح العالمي وغيبته قبل الظهور والعودة اقترن بـالاخـتـلاف الشديد في تحديد هويته، وهو اختلاف ناشىء من جملة من العوامل، منها ان البشارات الـواردة فـي الكتب المقدسة بشأنه تتحدث عن قضية غيبية، والانسان بطبعه ميال لتجسيد الحقائق الغيبية في مصاديق محسوسة يعرفها, ومنها ان التعصب المذهبي والرغبة في الفوز بافتخار الانتمأ لـصـاحـب هـذا الـدور الـتـأريخي المهم،دفعت اتباع كل دين إلى تأويل تلك البشارات اوخلطها بـالبشارات الواردة بشأن نبي اووصي معين غير المصلح العالمي، او تحريفها لتطبيقها على الاقرب مـن الـمـواصـفـات التي تذكرها من زعمائهم ورموزهم الدينية.

فالاختلاف ناشئ من سوء تفسير وتطبيق البشارات السماوية، وليس من نصوص البشارات نفسها.

4 ـ ان سبيل حل الاختلاف هو تمييز البشارات الواردة بشأن المصلح العالمي عن غيرها المرتبطه بغيره من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام, ثم تحديد الصورة التي ترسمها بنفسها للمصلح العالمي، بعيدا عن التأثر بالمصاديق المفترضة سلفا.

ثـم عـرض الـمصاديق عليها لمعرفة هويته الحقيقية، استنادا إلى الواقع التأريخي القابل للاثبات، وبـعيدا عن حصر هذه المصاديق المفترضة برموز دين معين، بل عرض كل مصداق مرشح من قبل اي دين او مذهب على الصورة التي ترسمها نصوص البشارات بصورة تجريدية.

5 ـ ان تـلـك البشارات السماوية تهدي ـ على وفق هذا المنهج العلمي ـ إلى معرفة حقيقة، وهي ان الـمـصـلح العالمي الذي بشرت به هو الامام الثاني عشر من عترة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم, وهو صاحب الغيبة التي يضطر اليها بسبب تربص الظلمة به لتصفيته، اي انها تهدي إلى المهدي الامامي الذي يقول بـه مـذهـب اهـل البيت عليهم السلام, وقد حرصت تلك البشارات على الهداية اليه من خلال ذكر صفات لا تنطبق على غيره، ومن خلال ذكر خصائص فيه امتاز بها واشتهرت عنه، كما لاحظنا.

البشارات دليل اضافي على صحة العقيدة المهدوية.

6 ـ ان الاستناد إلى هذه البشارات في اثبات صحة عقيدة اهل البيت عليهم السلام في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يشكل دليلا اضافيا في اثبات هذه العقيدة، يضاف إلى الادلة العقلية والقرآنية، وما صح لدى المسلمين مـن الاحـاديث الشريفة، ولا مانع من الاستدلال بهذه البشارات، بعد ما ثبت ان التحريف في الديانات السابقة لم يشمل كل نصوصها الموحاة،فيمكن الاستناد إلى ما صدقته النصوص الشرعية الاسلامية مـمـا ورد في كتب الديانات السابقة، وكذلك ما صدقه الواقع التأريخي الكاشف عن صحة ما اخبرت عنه، باعتباره من انباء الغيب التي لا يعلمها سوى اللّه تعالى، ومنها اخبار المهدي عليه السلام.

ثمرة عرض دليل البشارات السماوية:

7 ـ ان فـي الاسـتناد إلى بشارات الاديان السابقة في اثبات صحة عقيدة اهل البيت عليهم السلام في المهدي الـمـوعود, واضافة إلى الادلة الشرعية والعقلية الاخرى، ثمار عديدة منها: الكشف عن اهمية هذه العقيدة، وترسيخ الايمان بها لدى اتباعها, ومنها اعانة اتباع الديانات والمذاهب الاخرى على الاهتداء لـمـعرفة هوية المصلح العالمي، الذي بشرت به نصوص كتبهم المقدسة، ودعوتهم إلى الاسلام من هـذا الـطريق، والاحتجاج عليهم بالنصوص المعتبرة عندهم، وهو احتجاج ابلغ في الدلالة، ومنها: ايـجاد محور توحيدي لدعاة الاصلاح الديني من اتباع مختلف الديانات يعزز جهودهم وينسقها, يقوم عـلـى اسـاس الايـمـان بـهـذا الـمصلح العالمي ووجوده فعلا, ورعايته لجهود الممهدين لظهوره طـبـقا للعقيدة الاسلامية الاوسع شمولية، وتفصيلا في عرض هذه الفكرة العريقة في الفكر الديني والانساني.

يـقـول الـعلامة الشهيد آية اللّه العظمى السيد محمد باقر الصدر: واذا كانت فكرة المهدي اقدم من الاسلام واوسع منه، فان معالمها التفصيلية التي حددها الاسلام جاء اكثر اشباعا لكل الطموحات التي انـشـدت إلى هذه الفكرة منذ فجر التأريخ الديني، واغنى عطاء واقوى اثارة لأحاسيس المظلومين والـمـعـذبـين على مر التأريخ.

وذلك لان الاسلام حول الفكرة من غيب إلى واقع، ومن مستقبل إلى حـاضـر, ومن التطلع إلى منقذ تتمخض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول، إلى الايمان بوجود الـمـنـقـذ فـعـلا, وتطلعه مع المتطلعين إلى اليوم الموعود إلى اكتمال كل الظروف التي تسمح له بممارسة دوره العظيم.

فـلـم يـعـد المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فكرة تنتظر ولادتها, ونبوءة نتطلع إلى مصداقها, بل واقعا قائما ننتظر فـاعـلـيـتـه، وانسانا معينا يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا, ويعيش آمالنا وآلامنا,ويشاركنا احـزانـنا وافراحنا, ويشهد كل ما تزخر به الساحة على وجه الارض من عذاب المعذبين، وبؤس البائسين، وظلم الظالمين، ويكتوي بذلك من قريب او بعيد, وينتظر بلهفة اللحظة التي يتاح له فيها ان يمد يده إلى كل مظلوم وكل محروم وكل بائس، ويقطع دابر الظالمين.

وقـد قدر لهذا القائد ان لا يعلن عن نفسه ولا يكشف للاخرين حياته، على الرغم من انه يعيش معهم انتظارا للحظة الموعودة.

ومـن الواضح ان الفكرة بهذه المعالم الاسلامية تقرب الهوية الغيبية بين المظلومين، كل المظلومين، وبين المنقذ المنتظر, وتجعل الجسر بينهم وبينه في شعورهم النفسي قصيرا مهما طال الانتظار.

ونـحـن حـينما يراد منا ان نؤمن بفكرة المهدي بوصفها تعبيرا عن انسان حي محدد يعيش فعلا كما نعيش، ويترقب كما نترقب، يراد الايحاء الينا بأن فكرة الرفض المطلق لكل ظلم وجور التي يمثلها المهدي، تجسدت فعلا في القائد الرافض المنتظر, الذي سيظهر وليس في عنقه بيعة لظالم، كما في الحديث (الشريف ), وان الايمان به ايمان بهذا الرفض الحي القائم فعلا, ومواكبة له...(15).

عـن مـجـلة الفكر الاسلامي / العددان: 18 و19 / السنة الخامسة / ربيع الثاني / رمضان1418 هـ / بتصرف.

الهوامش
(1) المصدر السابق: 264.

(2) المدة رمزية وقد وردت في الاصل العبري بتعبير: وسيغيب عن التنين زمانا وزمانين ونصف زمان , راجع بشارات العهدين: 263.
(3) الـمـسيح الدجال , سعيد ايوب: 379 ـ 380, نقلا عن المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي / اصدار مركز الرسالة: 13 ـ 14.

(4) اهل البيت في الكتاب المقدس , احمد الواسطي: 105 ـ 107.

(5) راجـع مـثلا الفصل الاول من كتاب منتخب الاثر في الامام الثاني عشر, لاية اللّه الشيخ لطف اللّه الـصـافـي , فـقـد نـقـل فيه (271) حديثا من المصادر الحديثية المعتبرة عند مختلف طوائف المسلمين, تشتمل على اخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتصال الامامة في هؤلاء الائمة الاثنى عشر من اهل بيته عليهم السلام الـى يـوم الـقـيـامـة, وفيها احاديث تنص صراحة على اسمائهم , او تحدد ان اولهم علي عليه السلام وآخرهم الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف, وللشيخ الصافي في هذا الفصل تعليقة استقرائية تأريخية تثبت عدم صدق هذه الاحاديث على غير الائمة الاثنى عشر من عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(6) اخـتـص هـذا الـلـقـب بـأئمـة الـعترة الطاهرة , واذا أطلق كان المراد منه الامام الثاني عـشـر الـمـهـدي الـمنتظر عجل الله فرجه الشريف, راجع كتاب النجم الثاقب لاية اللّه الميرزا حسين النوري 1: 211,مـن الـطـبـعـة الـمترجمة الى العربية, و قد ذكر الميرزا النوري ان هذا اللقب مذكور في الزبور الثالث عشر و غيره , نقل ذلك عن كتاب ذخيرة الالباب للشيخ محمد الاسترابادي.
(7) اهل البيت في الكتاب المقدس: 123 ـ 127.
(8) النجم الثاقب 2: 198.

(9) بشارات العهدين: 277.
(10) الـكتاب المقدس تحت المجهر: 155, نقلا عن كتاب دفاع عن الكافي للسيد ثامر العميدي 1, وراجع بشأن هذه البشارة , اهل البيت في الكتاب المقدس 1: 185 ـ 186.

(11) راجع مثلا ما نقله الشيخ الصادقي في كتابه بشارات العهدين من كتب الاديان الاخرى.
(12) بل اثبتت دراسات عدد من علماء اهل السنة تواتر هذه الاحاديث الشريفة , مثل كتاب التوضيح فـي تـواتـر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح للامام الشوكاني ,وكتاب الاشاعة في اشراط الساعة للبرزنجي , وكتاب التصريح للكشميري ,وغيرها.

(13) هـذا الحكم يصدق ايضا على الاحاديث الشريفة المروية عن الرسول الاكرم وائمة العترة ـ صـلـوات اللّه وسلامه عليهم اجمعين - والتي تنباءت بولادة المهدي من الحسن العسكري وغيبته , فـثـبـوت صـدورهـا وتدوينها قبل وقوع الولادة والغيبة بما يزيد على القرن واكثر, ثم تحقق ما اخبرت عنه عمليا يثبت صحتها, حتى لو كان ثمة نقاش في بعض اسانيدها, لان تصديق الواقع لها دليل عـلـى صـحة صدورها من ينابيع الوحي المتصلة باللّه تبارك وتعالى , الذي لا يعلم الغيب سواه , ولا يـطـلـع على غيبه الا من ارتضى.

وقداستدل العلماء بهذا الدليل الوجداني على صحة الغيبة وصحة امـامـة الـمـهـدي بن العسكري عليهما السلام, مثل الشيخ الصدوق في اكمال الدين 1: 19, والشيخ الـطـوسـي فـي كـتاب الغيبة: 101 ـ 107, والطبرسي في اعلام الورى, وابن طاووس في كشف المحجة ,وغيرهم.

(14) ذكر الشيخ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة الكثير من علماء اهل السنة القائلين باءن المهدي الـمـوعـود هو ابن الحسن العسكري , وانه حى وغائب , كما ذكر الميرزا النوري في كتاب كشف الاستار اربعين عالما منهم , ونقل تصريحاتهم في ذلك, وكذلك فعل العلامة نجم الدين العسكري في كتابه المهدي الموعود المنتظر عند علماء اهل السنة والامامية .
وجمع اقوالهم وتصريحاتهم السيد ثامر العميدي في الجزء الاول من كتابه (دفاع عن الكافي ).


(15) بحث حول المهدي: 12 ـ 14.

(( ضمن كتاب على هامش بشارات الأديان ))





الكاتب: فاطمة الحسني