Ads 468x60px

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

سنة غيبة موسى (عليه السلام)

سنة غيبة موسى (عليه السلام)






روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أبيه سيد الوصيين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، وأخبرهم بشدّة تنالهم تقتل فيها الرجال وتشقّ بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوى بن يعقوب، وهو رجل اسمر طويل».
وفي رواية عن الصادق
(عليه السلام) أنه قال لهم: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران، غلام طويل جعد آدم. فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمّي إبنه عمران ويسمّي عمران إبنه موسى.
وفي رواية عن الباقر (عليه السلام): إنه ما خرج موسى حتّى خرج قبله خمسون كذّابا كلّهم يدعي أنّه موسى بن عمران. فبلغ فرعون أنّهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته: هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام، الذي يولد العام في بني إسرائيل. فوضع القوابل على النساء وقال: لا يولد العام غلام إلا ذبح، ووضع على أمّ موسى قابلة، فلمّا حملت به وقعت عليها المحبّة لها وقالت لها القابلة: مالك يا بنيّة تصفرّين وتذوبين؟ قالت: لا تلوميني فإني إذا ولدت أخذ ولدي فذبح، قالت: لا تحزني فإنّي سوف أكتم عليك، فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره، ثم خرجت إلى الحرس وكانوا على الباب، فقالت: إنصرفوا فإنه خرج دم متقطع، فانصرفوا، فأرضعته، فلمّا خافت عليه أوحى الله إليها أن اعملي التابوت، ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر. فوضعته في الماء، فجعل يرجع إليها وهي تدفعه في الغمر، فضربته الريح فهمّت أن تصيح فربط الله على قلبها، وقالت امرأة فرعون إنها أيام الربيع فاضرب لي قبّة على شطّ النيل حتى أتنزه، ففعل وأقبل التابوت يريدها، فأخذته فإذا فيه غلام من أَجملِ الناس، فوقعت عليه منها محبّة وقالت: هذا ابني؟ وقالت لفرعون: إني أصبت غلاما طيّباً حلوا نتخذه ولداً فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله، فلم تزل به حتّى رضي، فلما سمع الناس أن الملك قد تبنى إبنا لم يبق أحد من رؤساء أصحابه إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا، فلم يأخذ من امرأة منهنّ ثديا، فقالت أم موسى لأخته: انظري أترين له أثراً؟ فأتت باب الملك، فقالت: بلغني أنكم تطلبون ظئراً، وها هنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم، فقال الملك: أدخلوها، فوضعنه في حجرها، ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه، فلما عرف فرعون أنها من بني إسرائيل، قال: هذا مما لا يكون الغلام والظئر من بني إسرائيل، فلم تزل امرأته تكلمه فيه وتقول: ما تخاف من هذا الغلام؟ إنما هو إبنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه. وكتمت أمه خبره وأخته والقابلة حتى هلكت أمّه والقابلة فلم تعلم به بنو إسرائيل، وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره، وبلغ فرعون أنهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرّق بينهم ونهاهم عن الإخبار به والسؤال عنه.
قال في الرواية الأولى: ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فإستتر، فراسلوه فخرج بهم إلى بعض الصحارى وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر، وكانت ليلة قمراء، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز، فعرفه الفقيه بالنعت، فانكب الفقيه على قدميه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك، وعلم الشيعة أنه صاحبهم، فسجدوا شكراً لله، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجّل الله فرجكم، ثم غاب وخرج إلى مدين فأقام عند شعيب، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى، وكانت نيفاً وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه، فبعثوا إليه فطيب قلوبهم وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فحمدوا الله، فأنقصها الله إلى ثلاثين فقالوا: كل نعمة فمن الله، فجعلها عشرين، فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله، فجعلها عشراً فقالوا: لا يصرف الشرّ إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: لا ترجعوا فقد أذنت في فرجكم، فبينما هم كذلك إذ طلع موسى راكباً حماراً فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى، قال: إبن من؟ قال: إبن عمران. قال: إبن من؟ قال: إبن فاهت بن لاوى بن يعقوب، قال: بم جئت؟ قال: بالرسالة من عند الله عز وجل، فقام إليه فقبل يده، ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم أمره، ثم فرقهم، وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة .
هذه السنة جارية فيمن ينتظر المهدي من آل محمد عجل الله فرجه فان الله ستره عن أعدائه بستره الذي لا يبان الا حين خروجه , وكذلك فأن الظهور لا يتحقق الا بالرجوع الى الله والاستغفار والاذكار والاعداد الروحي والمعنوي للمنتظرين وكذلك الاعداد الفكري ولذلك فان المنتظرين لابد ان يكونوا كالفقيه الذي كان ينتظر موسى ع فهو قد عرفه بمجرد قدومه وهذه المعرفة لم تحصل الا بالتفقه في الدين اضافة الى الامور التي ذكرناها والحمد لله رب العالمين .






الموضوع الأصلي: سنة غيبة موسى (عليه السلام) 
الكاتب: محب الائمة 

0 التعليقات:

إرسال تعليق