Ads 468x60px

الأحد، 25 نوفمبر 2012

إثبات بطلان دعوة احمد البصري من خلال طرحه السخيف لمسألة الرجعة

إثبات بطلان دعوة احمد البصري من خلال طرحه السخيف لمسألة الرجعة







إثبات بطلان دعوة احمد البصري

من خلال طرحه الســـــــــــــــخيف لمســـــألة الرجعـــــة


إثبات بطلان دعوة احمد البصري خلال طرحه السخيف لمسألة الرجعة

إثبات بطلان دعوة احمد البصري خلال طرحه السخيف لمسألة الرجعة






إثبات بطلان دعوة احمد البصري خلال طرحه السخيف لمسألة الرجعة







الحمد لله الذي نصب لنا الميزان لمعرفة الحق من بين ما يتفوه به الأوثان والصلاة والسلام على اشرف الأنام محمد وعلى آله محطمي الأصنام , واللعن الدائم على أعدائهم وظالميهم من الأولين والآخرين آمين يا رب العالمين .
وبعد ...

لقد بين آل المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) جملة من المسائل التي يعرف بها صاحب الدعوة المحقة في آخر الزمان , ومن هذه المسائل بل من أعظمها هي معرفة الداعي لعظائم الأمور من
الرجعة وأشباهها , حيث جاء عن المفضل بن عمر أنه قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجعفي أحدهما إلى أهله والأخرىيقال مات أو هلك في أي واد سلك، قلت : كيف نصنعإذا كان ذلك ؟
قال: إن إدعىمدع فاسئلوه عن تلك العظائم التي يجيب فيهامثله )) .


وقد وصف خبر آخر الرجعة بأنها من العظائم التي سيكون العلم بتأويلها وحقيقتها في زمن القائم (عجل الله فرجه الشريف) تحديداً , فعن زرارة قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : (( إن هذا الذي تسألوني عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال اللهعز وجل : بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّايَأْتِهِمْ تَأويلُهُ))
وقد توجه نفس السؤال للإمام الباقر (عليه السلام) فقال : (( إن هذا الذي تسألون عنه لم يأت أوانه , قال الله : بَلْكَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْتَأويلُهُ )) .


من هذه المقدمة البسيطة بعباراتها العظيمة بمعناها نفهم أن الداعي لابد أن يكون على علم بتأويل الرجعة , لكونها من عظائم الأمور التي لا يجيب عنها إلا من هو أهلاً للإجابة , وسوف تكون أجابته محلاً لتوثيقه أو لبيان بطلان دعوته وسخافتها .
وقد يتوجه إلينا إشكال مفاده : (( كيف ستعرفون صحة الجواب من الداعي فربما يعطيكم احد الدجالين جواباً وتظنون انه الصواب وما هو إلا كذب وافتراء ؟! )) .

نقول : إن لصحة الجواب علامات أهمها حل التعارض والتناقض الموجودة في مسألة الرجعة , ولعل أهمها هو قلة أنصار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) مع القول برجوع 120 ألف نبي مع خيار أنصارهم ! بل العدد سيتضاعف بكثير لو أضيف إليهم الرسل والصالحين من أنصارهم ! والأمر يزداد بكثير حين تعرف بان خيار الشيعة الذين ماتوا أو استشهدوا منذ زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والى يومنا هذا سيرجعون مع القائم (عجل الله فرجه) ! , هذه المسألة لا تنسجم مع قلة أنصار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) والتي وصفتها الروايات وأكدت عليها ...
هذا من جهة ومن جهة أخرى أن يكون جواب الداعي لا عوج له , والعوج هو مخالفة الثوابت المروية في أخبار الائمة (عليهم السلام) , فأن ثبتت المخالفة ضرب بالطرح عرض الجدار , إذ لابد من موافقة الطرح لقول المعصومين (عليهم السلام) وأن لا يكون بخلاف قولهم , وفي مثل هذه الحالة يثبت دجل المدعي وضلالته .
أخي القارئ الكريم لقد توجهت الكثير من الأسئلة للأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وقد صدق وآمن العديد من المؤمنين بصحة جواب حجج رب العالمين (عليهم السلام) دون العلم المسبق بماهية الجواب , فكيف آمن السابقين ؟!
نقول : لابد أن يكون جواب الحجة المبعوث من الله لا عوج له , فلا يمكن أن يكون جواب الحجة مناقض ومعارض لجواب الحجج السابقين , فما بعث الله رسولا إلا كان مصدقاً للحجج السابقين (عليهم السلام) , قال تعالى : (( ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ )) , وقال تعالى : (( ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ )) , وقال تعالى : ((ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)) , وقال تعالى : (( ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ )) .

والنصوص بهذا المعنى كثيرة , فينتج مما تقدم أن الحجة المبعوث لابد أن يقيم الحجة على الناس , وحجة الله هي الحجة الواضحة , وإلا ما سميت حجة من الأساس , ومن هنا أخواني الأعزاء يكون لدينا فهماً مجزي لكيفية معرفة صدق المدعي من كذبه ...

أخواني الأعزاء لقد ناقشنا أتباع البصري في أكثر من منتدى وكنا نطالبهم بالتطرق لمسألة الرجعة في كل نقاش , ولكن كان التهرب منهم واضح للعيان , ولعل هذه المطالبة قد وصلت للبصري نفسه وقد أحيطت به الروايات الدالة على أن الداعي لابد أن يُعرف بجملة من المسائل منها مسألة العلم بالرجعة , فلم يجد البصري بداً من المماطلة لسنوات , ولكن لكثرة الأسئلة رضخ للواقع , مما دعاه لطرح تأويلاً للرجعة مؤخراً , وأنا شخصياً كنت مشتاقاً لأسمع الطرح لأنني على يقين ببطلان دعواه وضلالته وكل دجال ضال لابد أن يطرح السخافة والاعوجاج حاله كحال مسيلمة الذي أصبح أضحوكة بقرآنه الذي ابتدعه , وهذه المسألة – أي طرح السخافات – من السنن التي تجري مع الكذبة والدجالين ...

بعد ما تقدم نأتي الآن أخواني الأعزاء لمعرفة ما طرحه المدعو أحمد البصري في أمر الرجعة , حيث بين في كتاب ((الرَّجْعَة ثالثُ أيّامِ اللهِ الكُبْرَى)) وهذا الكتاب عبارة عن أسئلة وجهت للبصري وتمت إجابتها , والكتاب من إعداد ((علاء السالم)) .

قبل كل شيء نحب أن نبين بان أحمد البصري مخطئ حتى في عنوان الكتاب ! حيث انه سمى الرجعة بأنها ثالث أيام الله الكبرى , ولا اعرف كيف وصفها بأنها ثالث الأيام والحديث الشريف الوارد عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) ، أنه قال : ((أيام الله عزوجل ثلاثة : يوم يقوم القائم ،ويوم الكرة ،ويوم القيامة))

إن هذا الحديث قد نقله البصري في كتابه , ومع علمه بهذا الخبر قال بان الرجعة هي ثالث الأيام !! والرواية وصفت الرجعة بأنها اليوم الثاني كما هو واضح من الحديث , فما بالك أيها القارئ العزيز أن يخطي المؤلف حتى في أسم كتابه !! هل لمثل هذا علم أو تبحر في العلوم ؟!

قبل أن نتعرف على ماهية الرجعة التي طرحها البصري لابد من انتقاد التعريف بالرجعة فهو مخطئ في تعريفه للرجعة أيضاً , حيث يقول - بعد أن سُئل عنها - ما هذا نصه : (( الرجعة اسمها دال عليها وفقك الله ، هي رجعة أي أنها إعادة ، أناس ماتوا يعودون ،امتحان انتهى يعاد ،أيام مضت تعاد )) ص5

نقول : إن هذا التعريف ما هو إلا خطئ جسيم , حيث انك تقول بان الرجعة هي امتحان انتهى يعاد وأيام مضت تعاد !! وهذا لغط غير منطقي بالمرة وغير متوافق مع الأخبار المروية , حيث أن الهدف الأساسي من الرجعة هو للقصاص من الجناة والمجرمين , وهذا القصاص سيكون على يد المظلومين في الأيام الخالية , فأننا حين نتحدث عن رجعة الحسين (عليه السلام) وعن رجعة يزيد وغيره من الطغاة لا نتحدث عن رجعة تلك الأيام كما تقول ولا نتحدث عن رجعة امتحان سابق , بل إن الهدف من الرجعة هو ليس عودة الامتحان وعودة تلك الأيام وإلا ما هي فائدة عودة تلك الأيام وتلك المأساة مرة أخرى ؟! فلا فائدة من هذه الرجعة أبداً , بل الحق أن الرجعة ليست امتحان بالمطلق كما إنها لا تُشبه بعودة لأيام خلت , وذلك لان أيام الرجعة مختلفة كلياً , فالمظلوم سيكون هو المنتصر والظالم سيكون الخاسر والقضية محسومة للمظلومين والمستضعفين , فكيف يصح تشبه الرجعة بعودة الأيام والامتحانات الماضية , لابد أن تتعقل الكلام قبل أن تطالب العقلاء بالتعقل ...

يقول احمد البصري : (( فعالم الرجعة عالم آخر لابد أن يُغفل الله من يدخله فيه عن حاله السابق ؛ ليدخل الجميع للامتحان بعدالة ويعطوا نفس الفرصة للفوز والخسارة )) ص 40


نقول : إن تنزلنا وقلنا بأن الرجعة هي عودة لامتحان سابق , فهل ستعطى نفس الفرصة للفوز والخسارة في الامتحان كما تقول ؟! وهنا الاحتمال وارد في كلامك بإمكان قتل الحسين (عليه السلام) من جديد وسبي عياله ! وبإمكان فوز الظلم وتقهقر الحق وأتباعه ! وهذه المسألة لو تكررت كما تقول فما الفائدة منها يا ترى ؟! هل سيفرح المؤمنون بالخسارة وبالظلم مرة أخرى !؟ أم سيرثون الأرض وهم قد خسروا النزال ؟؟!!

إن هذا الكلام مما لا دليل عليه إطلاقاً اقسم بذلك , بل إن كل الأخبار تقول بان الأمر في الرجعة محسوم للحق ولأتباع الحق وأنهم سيرثون الأرض في رجعتهم ...

كما أن هذا الكلام الذي قاله البصري في ((ص 40)) قد ناقضه في ((ص 21)) ! حيث قال هناك ما هذا نصه : (( ﴿وإليه ترجعون﴾ : إلى الله سبحان هوتعالى في الرجعة ، أي ليجازي الصالحين بصلاحهم ، والظالمين بظلمهم في الرجعة ( من محض الإيمان محضا ومن محض الكفرمحضا ) كما ورد عنهم ع ،فيكال لكل ظالم كيله،ويكال لكل صالح كيله ، فينتقم الله للأنبياء والمرسلين والأئمة من الظالمين الذين محضوا الكفر محضاً)) ص21


نقول : كيف يستقيم هذا المعنى مع كلامك الذي قلته في ((ص40)) ؟؟!!فهنالك قلت بان الفرصة متاحة للطرفين للفوز والخسارة وهنا تقول أن الله سيتدخل في الرجعة ليجازي الصالحين بصلاحهم والظالمين بظلمهم !! فأين هو الصواب يا معصوم ؟؟!! هل ستكون الفرصة متاحة للفوز والخسارة لكلا الطرفين أم سيتدخل الله لينصر أوليائه في الرجعة ؟؟!!
وهنا أقول لك مرة أخرى تعقل الكلام الذي يخرج منك , والحقيقة أنك معذور في تناقضك لان هذا الموضوع لا يحله من هو مثلك أبداً بل لابد من شخص إلهي يبين الحق فيه من الأباطيل الذي عكف أمثالك على طرحها للناس لأجل إضلالهم ...

نعود الآن إلى ماهية الرجعة التي طرحها البصري , في الحقيقة أن الرجعة عند البصري رجعتان , الأولى وهي ((الرجعة بالمثل)) وهي في زمن القائم (عجل الله فرجه) ويعني بها رجعة من هو مثال للحسين (عليه السلام) من حيث المبدأ, والثانية هي ((الرجعة بالمصداق)) وهي لا تحدث في عالمنا هذا بل لها عالم خاص سماه بـ ((عالم الرجعة)) , وهذا العالم كما يزعم يقع في السماء الأولى وهي سماء الرجعة ولهذه السماء قوانين تخالف قوانين دنيانا هذه لأنها عالم آخر كما يقول , فالحسين (عليه السلام) في رجعته يرجع في ذلك العالم بروحه وله جسد يناسب ذلك العالم وليس بجسده الدنيوي , لان قوانين ذلك العالم تخالف قوانيننا أي قوانين الدنيا التي وضعها الله تعالى .
كل ما تقدم كان ملخصاً لما زعمه أحمد البصري , ولأجل هذا لابد من مناقشة الرجعتان التي طرحها في كلامه ولهذا سنفصل الكلام في نقطتين :




أولا : مناقشة البصري في ((الرجعة الأولى)) أي الرجعة بالمثل :



يقول البصري : (( الرجعة رجعتان : رجعة في قيام القائم بِمثَلهم ، ورجعة في عالم الرجعة "الأولى" بأنفسهم وبأجساد تناسب ذلك العالم بعد أن ينسيهم الله حالهم والامتحان الأول والثاني ))

نقول : هذا كلام ليس عليه دليل مطلقاً وكل ما تأولته ليس في محله أبداً , حيث إن الروايات بينت بان الحسين (عليه السلام) سيرجع وقد تحدثت الأخبار قائلة : ((ويقبلالحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه)) وهذا الحديث لا يتناسب مع قولك بان للحسين (عليه السلام) مثيل يمثله في زمن القائم (عجل الله فرجه) وأي إنسان سيمثل الحسين (عليه السلام) يا ترى ؟؟!! ثم كيف سيرجع نفس العدد الذين قتلوا معه وهل لكل واحد منهم مثل ؟؟!! كما أن الأخبار قالت : ((يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله)) فمن هو نبينا ؟! هل سيمثله شخص ما ؟! غير المهدي (عجل الله فرجه) ؟!!
هذا ومع امتناع ما تقدم من الكلام يبقى أن هذه المسألة ليست بجديدة فقد طرحها العديد من الرجال السابقين , بل العديد من الشعراء الذين وصفوا بعض الرجال بالحسين (عليه السلام) , بمعنى أن مبدأهم هو مبدأ الحسين (عليه السلام) وموقفهم هو كموقف الحسين (عليه السلام) , وقد جسدوا قصائدهم وأشعارهم بذلك , وكما أن التاريخ يشهد بان العديد من الرجال قد وصفوا بأنهم مثل الحسين ( عليه السلام) في الموقف والأفعال , فإذا كان موضوع الرجعة يعلم به حتى الشعراء فمن التفاهة أن نسأل عنه القائم (عجل الله فرجه) , كما أن وصف الرجعة بأنها من عظائم الأمور لا يبقى له وجود ولا مبرر , وكيف يبقى وقد استطاع الشعراء العلم بالرجعة وتحصيل كيفيتها !! , وهي الرجعة بالمثل أو المبدأ كما يقول أحمد البصري , فكم منا قد سمع وشاهد أناس يطلق عليهم لقب (حسين العصر) فهل سنقول بأن مخترع هذا اللقب هو عالم بالرجعة وكيفيتها ؟ وهذا ينتج بأنه المهدي الموعود ؟؟!!

لقد تعود البصري على السرقة والخداع فهو يسرق مواضيعنا وينشرها في جريدته المسماة بالصراط المستقيم , وهذه المرة يسرق موضوع قد طرح مسبقاً ويلونه بألوان أخرى ويطرحه على انه تلقاه من أبيه (المهدي المنتظر) ولا ندري كيف يقبل من يدعي ألقاب تكاد تسجد لها كما يفعل البصري كيف يقبل أن يسرق موضوع قد كثر من طرحه وتبناه .
إن الأخبار الشريفة قد بينت رجعة أناس إلى الدنيا ولم تقل برجعة مبدأهم أو موقفهم أبداً , كما أن رجعة المبدأ والموقف ليس بالأمر العظيم حتى يوصف بــ (( عظائم الأمور )) كيف يوصف بهذا الوصف والتأريخ يشهد بالكثير من المواقف التي تشابه إلى حد كبير مواقف الائمة (عليهم السلام) من حيث الظاهر , ولا يمكن القول مع هذا الفرض بتحقق الرجعة في أكثر من زمان سابق ! ولو قلنا بهذا لم تعد الرجعة مخصوصة بآخر الزمان أبداً , بل هي في كل زمان , حيث يوجد هنالك خير وشر ويمكن تشبيه الخير وتمثيله بالائمة (عليهم السلام) وتشبيه الشر بأعدائهم , ويعني هذا بان الرجعة أصبحت في كل جيل من الأجيال وخرجت من كونها في آخر الزمان فتأمل عزيزي القارئ .
إن ما يؤكد كون البصري قد سرق موضوع ((الرجعة بالمثل والمبدأ)) من الشعر والشعراء هو اعترافه بذلك حيث أنه ضرب مثلاً من قول الشعراء وذلك أثناء حديثه عن الرجعة بالمثل والمبدأ وإليك ما قاله بالنص : ((كالشاعرالحسيني يصف نزول علي الأكبرإلى ساحة المعركة فيقول ما معناه : إن محمدا نزل إلى ساحة المعركة ؛ وذلك لشدة شبه علي الأكبر خَلقا وخُلقا برسول الله محمد )) ص34

من هذا الكلام يتبين إن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رجع أكثر من مرة إلى الحياة الدنيا , كما انه ينتج بان الرجعة ليست محصورة في آخر الزمان بل هي متكررة في كل زمان كما قلنا , وإذا كان كذلك فما الداعي من القول بأنها أحدى الكُبر ؟! قال تعالى : ((ﯶ ﯷ ﯸ )) , وقد جاء في بصائر الدرجات عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام( في حديث طويل إلى أن قال : (( ... وقوله ( إنها لإحدى الكبر نذير للبشر ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله نذير للبشر في الرجعة ))
فكيف يستقيم هذا المعنى ونبينا الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رجع بالمثل في واقعة كربلاء !!! , فما هو الداعي من وصف الرجعة بأنها أحدى الكُبر ؟؟!! وهي قد تحققت في أكثر من زمان ومكان سابق , في الحقيقة لا يبقى أي معنى للرجعة في هذه الحالة ...
ومما تقدم يثبت بطلان ما ادعاه البصري في أمر ((الرجعة بالمثل)) والتي وصفها بأنها الرجعة الأولى وقد تبين بأن هذا الطرح لا يسمى رجعة أبداً لأننا موعودون برجعة أناس وليس برجعة المبدأ والمثل ... كما أننا قد بينا بأن الرجعة مخصوصة بآخر الزمان ولا يمكن القول بان الرجعة حدثت في أزمان سابقة كمثال الشعر الذي أستدل به البصري !! ولعمري كيف يستدل إمام معصوم – كما يزعم البصري - بقول الشعراء في إثبات أمر عقائدي عميق كمسألة الرجعة .




ثانيا : مناقشة البصري في مسألة الرجعة الثانية التي تحدث في سماء الرجعة كما يزعم :



يقول البصري بان لهذه الرجعة عالم خاص بها فهي لا تحدث في عالمنا هذا الذي نعيش فيه - أي عالم الدنيا - أبداً , وهذا نص كلامه : (( إن عالم الرجعة عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيشه ، وهذا واضح من خلال الروايات ، فمثلا : الروايات الدالة على أنه عالم آخر من خلال منافاة صفات عالم الرجعة لهذا العالم كأن يعيش الإنسان مدة طويلة أو يولد له عدد كبير ، وأيضا النص القرآني في الرجعة وأنها حياة بعد موت ، فكيف ستكون الحال والناس ترى أن هناك من يخرجون من القبور أمام أعينهم وبأعداد كبيرة ، فأين الامتحان ولماذا إذن يتمرد بعض الناس ؟! )) ص16

إن الواضح من كلام البصري هو إن الرجعة لها عالمها الخاص وهو غير عالمنا هذا حيث أن حدوث الرجعة في عالمنا هذا غير مقبول عقلاً لان هنالك رواية تقول إن الإنسان سيعيش مدة طويلة وسيكون له العديد من الأولاد ...
نقول : هذا رد للنصوص بلا دليل معتبر , فما هو المانع عقلا بان يعود المظلومين ليملكوا في الأرض ويرثوها وهم الوارثين ؟! قال تعالى : ((ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ )) .
وقد جاء تأويل هذه الآية الكريمة في قول أمير المؤمنين عليه السلام : (( لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ، وتلا عقيب ذلك : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ")) .
وما يؤكد أن تأويل هذه الآية الكريمة يكون في الرجعة هو ما جاء عن المفضل بن عمر حين سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أمر المهدي (عجل الله فرجه) , والحديث طويل نأخذ منه محل الشاهد حيث قال (عليه السلام) : ((ثم يظهر الحسين عليه السلام في اثني عشر ألف صديق واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلا ، فيا لك عندها من كرة زهراء بيضاء . ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وينصب له القبة بالنجف ، ويقام أركانها : ركن بالنجف ، وركن بهجر ، وركن بصنعاء ، وركن بأرض طيبة ، لكأني أنظر إلى مصابيحه تشرق في السماء والأرض ، كأضواء من الشمس والقمر ، فعندها تبلى السرائر ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت إلى آخر الآية .
ثم يخرج السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله في أنصاره والمهاجرين ، ومن آمن به وصدقه واستشهد معه ، ويحضر مكذبوه والشاكون فيه والرادون عليه والقائلون فيه أنه ساحر وكاهن ومجنون ، وناطق عن الهوى ، ومن حاربه وقاتله حتى يقتص منهم بالحق ، ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ظهور المهدي مع إمام إمام ، ووقت وقت ، ويحق تأويل هذه الآية " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )) .

أذن لابد من وراثة الأرض , والسؤال هو من سيرث الأرض غير الرسول والائمة (عليهم صلوات الله وسلامه) ومعهم الأنبياء والمرسلين والصالحين ممن محض الأيمان محضاً , وهذه الوراثة لابد أن تكون في الأرض ولهذه المسألة شواهد عديدة سنذكرها بعد أن نبين نكتة مهمة وهي : أنه ورد في الأخبار بان القائم (عجل الله فرجه) سيزوج أصحابة أربعين امرأة أي لكل واحد منهم , وهذا غير السبايا التي ستكون في الحروب , وأن القائم (عجل الله فرجه) سيمسح على ظهور أصحابة فيعطى الرجل قوة أربعين رجل .. ومن هذا ينتج بأن النفر الواحد في زمن القائم (عجل الله فرجه) سيتزوج العديد من النساء , كما نفهم من الروايات بان الأيام ستطول والأعمار أيضاً وترجع على ما كانت عليه في الزمن الأول . فما هو المانع من ولادة العديد من الأبناء للشخص الواحد فان لكل واحد منهم سيكون عدة زوجات ربما أكثر من أربعين أو خمسين أو أكثر لو وزعت السبايا أيضاً عليهم ... ولو قلنا أربعين أمرآة فقط , فان الواحدة منها تستطيع أن تنجب عدد كبير من الأولاد ... نحن في دنيانا هذه وبالأسباب الطبيعة التي يتحلى فيها عالمنا الحالي يستطيع أي فرد بان يكون له العديد من الأولاد إذا تزوج أربعين أمرآة .. فكيف والأمر سيكون بتدخل صاحب العصر (عجل الله فرجه) وبمسحة لأظهر أصحابة ..!؟
إننا لو قلنا بان واقعنا ودنيانا هذه غير ملائمة للعيش بأعمار طويلة وإن هذه المسألة غير واردة في قوانين هذا العالم , فأن هذا الأمر يتطلب القول بأن نوح (عليه السلام) لم يكن في عالمنا هذا بل كان في عالم آخر تتوفر فيه القوانين القابلة لان يكون عمر نوح (عليه السلام) قرابة الألف عام على أقل تقدير .. كيف تمكن نوح (عليه السلام) من العيش حتى وصل إلى هذا المعمر والقوانين لا تسمح بذلك ..!! لا يصح هذا الأمر في هذه الدنيا كما يقول أحمد البصري .. كما أن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) قد عاش لفترة طويلة أيضاً .. أفلا تسأل أبيك كيف عاش هذه الفترة أليس هو أبيك كما تقول فسأله وقل له : يا أبتي كيف مكثت كل هذه الفترة وقوانين دنيانا لا تسمح بذلك ؟؟!!
وبعيداً عن خزعبلات البصري فأن الأمر يصح للجميع وليس الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وحدة وذلك لو تبدلت الأرض بغير الأرض والسماوات وهذا الأمر سيكون في زمن القائم (عجل الله فرجه) وسيأتي اليوم الذي ترجع الدنيا على ما كانت عليه كزمن نوح (عليه السلام) ليعيش الناس لفترات طويلة فأن الأمر في زمن نوح (عليه السلام) لم يكن محصوراً به فقط , بل أن قومه كانت أعمارهم مقاربه لعمر نبي الله نوح (عليه السلام) فلم يكن الأمر بعجزة لنوح (عليه السلام) وحدة فتأمل .

نعود الآن لنذكر الأدلة الدالة على رجوع الأنبياء والصالحين إلى عالم الدنيا , وسنقتصر على بعضها لان الأدلة الروائية كثيرة نذكر بعضاً منها فيما يلي :




أولاً : إن الائمة والأنبياء والصالحين سيرجعون إلى عالمنا أي عالم الدنيا وسيقتصون من ظالميهم :



لهذه المسألة شواهد عديدة منها :

1- ما جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (( إن أول من يكر إلى الدنياالحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ، ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذوالقذة بالقذة ، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُالْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَوَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } )) .

وشاهد هذا الخبر إن الإمام الحسين (عليه السلام) سوف يكر في الدنيا وسيقتص من قتلته ومن ظالميه بيده , وهذا يدل على حرب ستقع بينهما وسيكون المنتصر هو الحسين (عليه السلام) , ونركز في الخبر إن الرجوع يكون لهذه الدنيا , وليس هنالك دليل على أن هنالك دنيا غير هذه الدنيا أن أردت أن تتأول الكلام فلا مخرج من هذه المسألة فتأمل عزيزي القارئ .

يقول البصري : ((فالعقل والواقع لايقبل أن هذا يكون في هذه الدنيا بحدودها هذه)) .

نقول : كيف ترد النصوص بحجة عدم قبولها عقلاً ؟! ما فرقك عن المجتهدين يا ترى ؟ ثم ما هو الدليل على وجود دنيا غير هذه الدنيا يا ترى ؟!
تأمل أخي القارئ , بأننا لا نقول إن قضية الرجعة ليس فيها تناقض وتعارض , نعم فيها ما فيها وهي من أصعب المسائل المستحيلة الحل إلا لمن ألهمه الله تأويلها ولا يكون هذا إلا في القائم من آل محمد (عجل الله فرجه) , ولكن ما قاله البصري بعيد جداً عن الحق وتناقض فضيع , إذ كيف يمكن تصور رجوع الحسين (عليه السلام) في غير عالمنا هذا وما فائدة رجوعه في عالم آخر !! بل إن ما طرحه البصري لا يسمى برجعة مطلقاً لأنك حين تقول رجعة لابد أن تتحقق بمعناها أي رجوع الشخص إلى مكان كان فيه من قبل , فالحسين (عليه السلام) كان في عالمنا هذا ولا تتحقق رجعته إلا برجوعه إلى هذا العالم وليس إلى عالم آخر !!
سأقرب المسألة أكثر , لو غادر شخص معين من نقطة (( أ )) إلى نقطة (( ب )) فأنك حين تقول برجعته لابد من رجوعه إلى النقطة (( أ )) أما في حالة ذهابه إلى نقطة أخرى ولتكن (( ج )) فأنه في هذه الحالة قد ذهب إلى نقطة أخرى غير النقطة الأولى ولا تسمى هذه الحالة رجعة مطلقاً بل تسمى ذهاب إلى نقطة أخرى !! فتأمل تناقض البصري حيث أنه يقر - وجميعنا كذلك - بان الائمة والأنبياء (عليهم السلام) كانوا في الأرض – أي في عالمنا هذا - وهي نقطة (( أ )) , وقد مات من مات منهم وأستشهد آخرون , أي أنهم قد انتقلوا إلى بارئهم أي أنهم انتقلوا إلى النقطة (( ب )) فأنهم حين يذهبون بعد ذلك إلى ((عالم الرجعة)) أو إلى ((سماء الرجعة)) - كما يحب البصري تسميتها – وهي غير عالمنا هذا فأنهم قد ذهبوا إلى النقطة (( ج )) فهل يسمى هذا الانتقال (( رجعــــــــــــــــــــــة )) !!

يا من تخاطب العقلاء عليك أولا أن تتعقل الكلام الذي يخرج منك - إن كان لك عقل - ثم بعد ذلك تطالب العقلاء بالتعقل في قضية الرجعة .

2- عن أبي الجارود عمن سمع علياً (عليه السلام) يقول : (( العجب كل العجب بين جمادي ورجبفقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟
فقال : ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهلبيته وذلك تأويل هذه الآية (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَالْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ)) ...))

وعنه (عليه السلام) أيضاً أنه قال : (( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب , فقام صعصعة بنصوحان العبدي فقال له : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تكرره فيخطبك كأنك تحب ان تسأل عنه ؟
قال : ويحك يا صعصعة ما لي لا أعجب من أمواتيضربون هامات الأحياء من أعداء الله وأعدائنا فكأني انظر إليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهل البيت (ع) .
فقال صعصعة : يا أمير المؤمنين أموات الدين أم أمواتالقبور ؟
قال : لا والله يا صعصعة بل أموات القبور يكرون إلى الدنيا معنالكأني انظر إليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثاراتالحسين )) .

من الخبرين الشريفين يتبين للقارئ العزيز عدة مسائل منها رجعة الأموات في عالمنا هذا وقتالهم الظالمين وأعداء آل محمد , والسؤال هنا أين سيقع القتال ؟
الجواب : في الكوفة .
نتوجه الآن للبصري ونقول هل الكوفة في سماء الرجعة أم أنها في دنيانا هذه , فأننا لو سلمنا بأن الرجعة ستكون في (( سماء الرجعة )) كما تقول , فكيف نسلم بان الكوفة التي طالما زارها الشيعة وعرف مكانها كافة المسلمين وغير المسلمين كيف نسلم بأنها في (( سماء الرجعة )) ؟؟؟!!! هل نغمض أعيننا ونكذب كل من قال بان الكوفة تقع في العراق ونقول أن الكوفة تقع في سماء الرجعة ؟!!!!!
هل يعقل هذا الكلام يا ترى , ولا أدري إلى متى تبقى تضحك على عقول الناس...؟؟!!
في الواقع الروايات التي تذكر رجوع الائمة والأنبياء (عليهم السلام) إلى أماكن معينة كثيرة يمكن مراجعتها في أحاديث الرجعة .

ثم لو سلمنا وقلنا بان الرجعة ستكون في ((عالم الرجعة)) فهل في ذلك العالم وجود لأناس أحياء ؟ أي بمعنى أن الائمة والأنبياء (عليهم السلام) حين رجوعهم هل سيرجعون إلى ذلك العالم ويجدون فيه أناس أحياء فيقومون بضرب أعناقهم ؟! لان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ((ما لي لا أعجب من أمواتيضربون هامات الأحياء)) فالصالحين حين رجوعهم سيجدون أعداء الله أحياء في ((عالم الرجعة)) وليس بأموات راجعين إلى ذلك العالم ؟!
وفي الحقيقة بان هذه المسألة أيضاً من العظائم التي تخص الرجعة , فأن سلمنا بما يقول البصري فأن الأمر يتطلب وجود الظالمين في عالم الرجعة على قيد الحياة أما الصالحين فأنهم سيرجعون بعد الموت ؟! والسؤال هنا كيف وصل الظالمين إلى ذلك العالم وبقوا على قيد الحياة ينتظرون أولياء الله ؟؟!!




ثانياً : الإمام المهدي عج سيكون مع من سيرجعون ولو كانت الرجعة في غير عالمنا فأن المهدي أيضاً في غير عالمنا هذا !!



في الواقع إن من تناقضات كلام احمد البصري حول الرجعة ومعارضته لثابت الأخبار هو رجعة الائمة (عليهم السلام) مع القائم من آل محمد (عجل الله فرجه) الشريف , ولو قلنا وسلمنا بما طرحه البصري من كون الرجعة تحصل في عالم خاص بها وهو كما عبر عنه (( عالم الرجعة )) أو (( سماء الرجعة )) فأن هذا الأمر يتطلب حضور المهدي (عجل الله فرجه) معهم أيضاً أي في عالم الرجعة , لان الروايات أشارت إلى كون الرسول والائمة (عليهم الصلاة والسلام) سيقاتلون مع المهدي عج بل الأكثر من هذا حيث إن الإمام الحسين (عليه السلام) هو من يغسل المهدي (عجل الله فرجه) ويواريه الثرى .
نحن إن سلمنا بكون الرجعة لها عالم آخر وهو غير عالمنا هذا فأن الأمر يتطلب مع هذا التسليم ظهور المهدي (عجل الله فرجه) في ذلك العالم وليس في عالمنا هذا , كما أن الأمر يتطلب ظهورك أنت مدعي اليمانية في ذلك العالم أيضاً فماذا تفعل في عالمنا هذا والإمام في عالم آخر ؟؟!!
هذا تناقض فضيع قد أوقع نفسه فيه وما يؤكد كلامنا هو ما ورد عن الصادقين من آل محمد (عليهم السلام) في هذا الأمر تحديداً عدة روايات منها :

1- عنه أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : (( ويقبل الحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع إليه القائم عليه السلام الخاتم ، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته )) .

هذا الخبر يؤكد بان الإمام الحسين (عليه السلام) سيرجع مع القائم (عجل الله فرجه) ومعه سبعون نبي ويكون الحسين (عليه السلام) خليفة المهدي (عجل الله فرجه) وهو من يلي غسل القائم (عجل الله فرجه) ويواريه الثرى , فأن كانت رجعة الحسين (عليه السلام) في غير عالمنا هذا فلابد أن يكون المهدي (عجل الله فرجه) معه في عالمه أي عالم الرجعة , لان الرواية تتحدث عن رجعة الحسين (عليه السلام) , وأما أن تكون رجعة الحسين (عليه السلام) في عالمنا هذا مع ولده المهدي (عجل الله فرجه) وبهذا يضرب بعرض الجدار كل ما طرحت أيها البصري في أمر الرجعة فتأمل عزيزي القارئ الكريم حجم التناقض الذي أوقع البصري نفسه فيه ...

2- عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (( يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبع وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك الاشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً )).

وهذا الخبر أيضاً يؤكد كون الأنبياء والصالحين سيخرجون مع القائم (عجل الله فرجه) وسيقاتلون معه وسيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً , والسؤال كيف سيكونون أنصاراً له وحكاماً وهم ليسوا معه بل في عالم آخر كما تسميه (( عالم الرجعة أو سماء الرجعة )) ؟؟!! هذا تناقض واضح وصريح فلابد من كون الرجعة في نفس العالم الذي سيكون فيه القائم (عجل الله فرجه) وهو عالمنا هذا ...

3- عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله : (( " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " قال : يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله .))

إن هذا الخبر الشريف يؤكد كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيرجع إلينا ! وهل نحن في عالم الرجعة أم في عالم الدنيا يا ترى وكيف يستقيم هذا الخبر مع طرحك بخصوص الرجعة إلا إذا أغمضنا العين عن كل ما رواه الائمة بخصوص الرجعة ونعتبره تكلف منهم لأنهم (عليهم السلام) قد خاضوا في أمور كان يتوجب عليهم السكوت فيها لأنهم لا يعلمون بان الرجعة لها عالم خاص بها هو غير عالمنا هذا فهم - أي الائمة (عليهم السلام) - قد اجتهدوا في هذه المسألة واجتهادهم باطل لأنه قد تبين القول الحق من لسان الحجة المنتظر أحمد البصري ؟؟!!
بصراحة لا يوجد غير هذا التخريج لكي نوافقك الرأي , فنحن أمام خيارين أما أن نوافق الائمة (عليهم السلام) ونخالفك أو نخالفك ونوافق الائمة (عليهم السلام) ولي أمامنا خير ثالث والحق عندنا ما قاله الائمة (عليهم السلام) فقولهم حق إلى يوم القيامة وهو الحجة علينا وليس ما تتفوه به من تفاهات .


بقي شيء وهو قد يعترض البصري أو أحد أتباعه ويقول : بان هذه الروايات التي تحدثت عنها أنما هي للرجعة الأولى التي قال بها البصري وهي لا تخص عالم الرجعة أو سماء الرجعة .

نقول : قبل كل شيء يجب أن تثبت بان هنالك رجعتان وليس رجعة واحدة , مع العلم بأن القول بأكثر من رجعة منافي لثوابت الأخبار الشريفة ولا يوجد ما يدل على أن الرجعة رجعتان , بل أن الأخبار تذكر الرجعة بصيغة المفرد وليس المثنى أو الجمع وهذا أولاً , أما ثانياً فأننا لو تنزلنا وقلنا بأنها رجعتان وليس رجعة واحدة , فأن الأخبار لا تنفك تذكر الرجعة بقرينة القائم (عجل الله فرجه) , فالأخبار مطبقة بربط يوم الرجعة بالقائم (عجل الله فرجه) كما مر , فكيف يمكن فصل القائم (عجل الله فرجه) عنها ؟! وقد أثبتنا بان الرجعة بالمثل لا تسمى رجعة مطلقاً ولا تكون مخصوصة بآخر الزمان كما هو حال الرجعة في الأخبار المروية ...



رابعاً : تناقض البصري في قوانين عالم الرجعة !


ورد في كتاب البصري سؤال وجواب فلنقرأ سوية هذا المقطع : (( هذا ،وربِا وردت روايات متشابهة ويبدو من ظاهرها أن الرجعة جزء من هذا العالم الجسماني ، وكمثال : روى الشيخ الصدوق رحمه الله سؤال المأمون العباسي للإمام الرضا ع في حديث طويل ، ورد فيه )... فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا ع : إنها لحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق بها القرآن وقد قال رسول الله ص يكون في هذه الأمة كلما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ... ) . وعن هذا الحديث سُئل السيد أحمد الحسن : عن أي رجعة هنا يتحدث الإمام الرضا ع ؟
فأجاب : الرجعة عموما سواء كانت عالماً آخر كما قلنا ، أولم تكن كما يدعي بعض المخالفين فهي بالنتيجة إحياء بعد موت كما تعلم ، وبالتالي يصح أن يُضرب لها مثلا ما حصل من إحياء بعض الأموات في السابق ؛ لأنه حدثي قره المخالف للقول بالرجعة . فالمأمون مخالف ، وبالتالي فبما يمكن أن تحتج عليه ؟ أليس بِما يقره ؟ والمأمون مخالف للرضا ع وبالتالي فالإمام يُحتج عليه بمِا يقولون به هم من إحياء بعض الموتى بعد الموت في الأمم السابقة )) ص18

نقول : إن الرجعة التي تقول بها أي التي تحدث في عالم الرجعة وهو غير عالمنا هذا كما تقول , فلا يصح مع هذا الطرح القول بأن الرجعة هي عملية إحياء بعد الموت ! فأي موت هو وأي رجعة ما داموا غير راجعين إلى عالمنا هذا بل كان الأصح أن تقول بان الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) سوف ينتقلون من البرزخ أو من جنة ربهم إلى عالم الرجعة , وأنت تقول بان لكل عالم قوانينه وأنظمته ولا يصح أن تأخذ أنظمة وقوانين من عالمنا هذا لتطبقه على عالم آخر - هو في الحقيقة من اختراع أوهامك – وأنت تعترف بذلك في كتابك حيث تقول ما هذا نصه : (( أن الرجعة عالم آخر له قوانينه الخاصة به )) ص16

ونحن نعرف بان الموت والحياة هي من قوانين عالمنا أي عالم الدنيا , فكيف جعلت هذا القانون متوفر أيضاً في عالم الرجعة ؟!!! مع قولك بان عالم الرجعة له قوانينه الخاصة ؟؟؟!!! قولك هذا يحتاج إلى دليل ولا أظنك تأتي بأي دليل يدل على أن عالم الرجعة ( هذا العالم المخترع ) فيه قانون إحياء الموتى ؟!!!

في الحقيقة إن أي إنسان يستطيع أن يطرح ما في جعبته , ولكن قلما تجد طرح يوافق الكتاب والسنة الشريفة , ولهذا جعل الله لنا الثقلين ميزاناً لمعرفة الحق وأتباع الصواب , وقد تبين لنا فيما تقدم بعد الطرح الذي تبناه البصري عن الحق , وتبين أيضاً بطلان دعواه التي أشترط الائمة (عليهم السلام) أن يكون صاحبها علم بالرجعة وكيفيتها , وقد بينا بان جواب الحجة لابد أن يكون لا عوج له وكيف يستقيم هذا مع الاعوجاج المفرط الذي تشكل منه طرح البصري ؟!
علماً بان ما كتبه البصري فيه من الأخطاء الكثيرة والتي أكتفينا على طرح جزء منها وإلا لو أردنا الرد على كلماته لاحتاج منا الموضوع إلى العديد من الحلقات لتبيان ذلك , ولكننا أكتفينا بما تقدم والحمد لله رب العالمين .











الكاتب: الباحث 

0 التعليقات:

إرسال تعليق