Ads 468x60px

الخميس، 22 نوفمبر 2012

حديث الإمام الصادق ع يبطل الملازمة العقلية

حديث الإمام الصادق ع يبطل الملازمة العقلية






المسألة (43): إبطال آخر للملازمة من حديث الصادق (عليه السلام)
وهو قوله (عليه السلام) الشهير :
(( أن دين الله لا يصاب بالعقول )) .
والمعنى على الجمع إذ يفيد أنّه لا يصاب بالعقول كمجموع ولو اجتمعت فلن يصاب فكيف والحال أنها مختلفة دوماً ؟
وقوله ( دين الله ) شامل للعقائد أيضاً لأن الموضوع هو الإصابة لا التصديق فهم يخلطون بين الأمرين ويزعمون أن المرء إذا صدق بالنبوة والرسالة بالعقل فقد حكم بحسنها وقبح عصيان الرسول ولكن ما علاقة هذا بإصابة الحكم الشرعي ؟ فماذا لو قلنا أن الإيمان بالقلب لا بالعقل ؟
لو صحّ زعمهم فلا حجّة لله على الكفار إذن ، لأنهم لم يصدّقوا بالرسالة . فمرجع التصديق هو أوليات العقل ولكن بأمر الذات أو القلب فإذا فسدت القلوب لم تنتفع بأوّليات العقل .
وإدراك حسن الإيمان وقبح الكفر هو غير إدراك الحكم الشرعي ، بل يلزم منه عدم إدراكه لأيّ حكم شرعي باستقلال وألاّ كيف بنى على حسن اتباع الشرع إذا كان يدرك أحكامه مسبقاً ؟
ذلك أن الأحكام هي قوانين تفصيلية لا يوجد لها أيّ تأصيل في أوّليات العقل . فالإمام لم يقل أن الدِّين لا يُصدّق بالعقول وأن المرء لا يؤمن به و يفهمه بعقله بل يقول لا يُصاب ودلالته على الحكم واضحة .
وهذا هو موضع الخلط بين الأمرين فالإصابة هي إدراك الحكم بالعقل قبل وروده عليه وهو موضوع الملازمة .
بل نفوا ( عليهم السلام ) إمكانية الإدراك الكلّي لعلّة الشرع والحكم فيه حتى بعد وروده مما يلزم منه سقوط ركن القياس وهو العلـّة المشتركة ولا يدرك ذلك على وجهه الاّ المعصوم وفائدة التسليم بالحكم هو تنمية الإدراك والاقتداء بالمعصوم للاقتراب من إدراكه للحكم- مثل التلميذ الذي يعطونه ناتج المسألة ويسلم بالأمر فيصحح خطوات الحلّ كما اخطأ فإذا لم يسلّم بالناتج أخطأ وإن صح الناتج اتفاقاً .





هذا البحث القيم مقتبس من كتاب البحث الاصولي
للمرحوم عالم سبيط النيلي






0 التعليقات:

إرسال تعليق