Ads 468x60px

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

الشاعر عبود غفلة

الشاعر عبود غفلة





الشاعر عبود غفلة

في سطور

الشاعر عبود غفلة


ولد
الشاعر المرحوم عبود غفله في ربوع النجف الاشرف في بيت عُرف بالولاء والمحبة لأهل البيت عليهم السلام حيث كان رحمه الله يمثل محيط الادب وواحات الشعر فكان روضة الخيال وضمير المنبر الحسيني وهو من عائلة الشمرت التي يرجع نسبها الى الخاقانيين وقد عُرف الشاعر بأميَّته من حيث القراءة والكتابة كما يُقال عنه , ولكنه تمتع بالنورانية والفقاهة , وكان من مرتادي مجالس الذكر ومن رواد مجلس الحسين عليه السلام.
وقد قال عنه الشاعر العربي في مصر المعروف احمد شوقي حينما اسمعوه ابيات من شعره قال اسمعوني بعد غيرها فلما سمع قال في حقه انني لو كنت امير الشعراء فهو ملكهم .

كما عرف إنه كان يمتهن البناء وكان ينظم الشعر ارتجالياً , وخصوصا كان ينشد الشعر وهو في حالة مزاولته عمله ,
ومن المؤكد بان هذه الخصلة التي يتحلها بها شاعر أهل البيت عبود غفلة جعلته مقرباً لامام زماننا عجل الله فرجه , إذ كانت غايته مدح أهل البيت ورثائهم , ولم يكن ممن يكتبون الشعر من أجل المال أو الجاه أو الشهرة , وهذا يكفيك في كونه يمتهن مهنة البناء الشاقة والمتعبة من أجل كسب قوت يومه ...
كان الرواديد والقرآء يأتون لمحل عمله يكتبون ما ينشد وما ينظم , وكان اكثر مايستنهض الامام المهدي عليه السلام في قصائده ومن مطالع قصائده :

يمن عين الدين ليك اربيه ..... ليمته چفك يسل ماضيه

وكان ايضا شاعرا موضوعيا متحمسا لمعالجة الوضع الاجتماعي اذا شاهد المجتمع يمر بمحنة الفساد والخطر الذي يداهمه كان يحاكي ويستنهض ضمائر الخطباء والقرأء 
 
للإصلاح حيث يقول:

وين اهل ياليتنا كنا معك .... مايشوفون العرض ستره انهتك

فكان جل شعره دروسا ومواعض تهذب وتوعي الأمة فقيل عنه انه ذات يوم استنهض الامام امير المؤمنين بقصيدة له ألّمت قلب الامام حيث كان يقول فيها :

سيـف يامـن للنبـيوعسالـه حسين مايخفاك بالطـفحالـه
يبن عم المصطفـىوياساعـده يمـن بيـدك رايتـهومهـنِّده
ماتشوف حسين مابيـنالعـده ونال مـن چبـده الدهـرماناله
لاچن ابنك لوعليه يحمىالحرب نشف عزمه ونبجح منهالگلـب
ولو چهب عالخيل ينشبها الرعب وتهـج والمحتـوم مـن يدنالـه
ماوجد مثلـه وعليـهاتجمِّعـت رحم العراگين ولحربهمشـت
مِفـرِد ابيناتهـم شبلـكثبـت جبل شامـخ مايـزول اضلالـه
ركب راحلته وشبيهك لوركب لاچن اعلى الگـوم ياحيدرخطب
ناده الكم ديـن سابـجلوطلـب عالنبي المبعوث ارحموا اعيالـه
هاي كتب اشيوخكم ليَّـهلفـت عجل اينـادون مـاواللهانفـت
گطع منها العذر حتى الكل سكت لاچن اهـل الغـدرتتاخـالـه
حاربوه اعلـوج اميَّتهـاالعبيـد گصد من عندك يبن حيدرنريـد
تقر بالطاعه لبـن عمـكيزيـد وتحط يمناك اعلى چفاشمالـه
من سمع مگصودها هذاالنفـل زعل حيف البطل مِنَّهاينزعـل
ناده اي والله الف مـرهانچتـل دون عـز المايغيـباهـلالـه
لبن مرجانه ولبن هنـدالجلـف اقر بالطاعه واسلـم واعتـرف
لاوولكن ياهله بصـاعالحتـف شَهد مُرَّه وعـذب وِرد ادلالـه
شاف ماينفع وعض بيهاويفيـد دون مايرمي الحديد اعلهالحديد
برز للسبعين الـف لاچنفريـد عـدل ماويـاه مـنارجـالـه
گام يتمنـاك ياحامـيالحـمـه تگف ملـزوم بثنيـةامخيـمـه
ياعلي يكفيـك هـايالموزمـه لاچن يريـدك ضمـدلعيـالـه

الى اخر الأبيات حيث له قصائد موجعة حقاً لقلب المولى التي يمربها على استعجال الامام الحجة واستنهاضه لهذا المجتمع واصلاحه بسيفه الوضع القائم في الأمه يقولون انه لما اكمل القصيده راى الامام في عالم الرؤيا فقال له ياعبود لم تؤذيني بأبياتك هذه أما تعلم إنني منتظر لأمر الله اتريدني اضربك وأُنسيك الشعر , فينهض الشاعر من نومه مرعوبا فِزعا فيذهب الى السيد ابو الحسن الاصفهاني ويقص له الرؤيا فيأمره السيد بان يكف عن استنهاض الامام وذلك لشدة بلاغته الذي ينم عن صدق وولاء الشاعر وحرصه على احياء الشريعة يقول السيد للشاعر عبود غفله ياحاج اذهب الى الامام الحسين ع ليلة الجمعة واجعل سيد الشهداء الامام الحسين (ع) وسيطا بينك وبين ولده المهدي حتى يرضى عنك حقا لقد اوجعت و ألمت قلب الامام فذهب الشاعر الى الامام الحسين (ع) وتضرع هناك وبكى ورجع ليلا فنام المرحوم عبود غفله واذا به يرى سلطان العصر وطاووس اهل الجنة في عالم الرؤيا فيقول له الان رضيت عنك ياعبود لِمَ تؤذيني بندبتك اياي انني كالسجين منتظر امر ربي .

حقا لقد كان يقرح القلب بصوره الشعريه وخياله النابع من المحبة وعظمة الولاء الصافي للعترة المحمدية الطاهره وقد ذكر عنه من ذكر حيث قال : قد برع شعراء كان بعضهم لا يقرأ ولا يكتب أو ان البعض ثقافته محدودة ولكنه ببركاتالامام الحسين عليه السلام تجد كلماته كالدرر أو كالبحر من اين تأتيه ترد .

وفي طليعةهؤلاء الشعراء من سمي بأمير الشعراء بلا منازعالمغفور له الشيخ عبود غفلةالشمرتي النجفي

وقد ذكر ابن الحاج قاسمالاسدي عن والده قال : أن أحد خدمة المنبر الحسيني من اهل الكاظمية قصد الى النجف الاشرف يسأل عن المغفور لهعبود غفلة ودخل الصحن العلوي الشريف وكان العمل داخل الصحن وجمعٌ من العمّال يدلونبدلائهم في البئر ليخرجوا الماء للعمال. إتفق أن وقف ذلك الرجل من الكاظمية علىعامل بناء وهو يخرج الماء بدلوه وسأله :
قيل لي أن الشاعر عبود غفلة في الصحنفهل تدلني عليه ـ وكان الرجل لايعرف عبود غفلة فقط كان يسمع به. فسأله عاملالبناء وما الذي تريده من عبود غفلة ؟
فرد عليه اريد منه قصائد لمناسبة كذا.
فقال له العامل هل لديك قلم وورق ؟
قال نعم !
قال اذن اكتب وبدأ يرددالعامل كلماته والرجل يكتب من غير ان يلتفت و أكمل له ما أراد من قصائد وهو لازاليدلو بدلوه من البئر داخل الصحن .
وأخيرا ً إلتفت الرجل الكاظمي الى أن العاملهو عبود غفلة .


وفي رواية اخرى وفد اليه ثلاث من قراء الكاظميه المقدسة لما سألوه عن عبود غفله قال لهم غير موجود الان فماذا تريدون منه فقالوا انه شاعر ونحن نريد مجاراته قال لهم اذا تحبون انا اعطيكم شعرا فرؤا شيبته وملابسه والقربة التي يحمل بها الماء والبساطة التي تجلله استهانوا به فقالوا له لا بأس فقال لهم فليطلب كل واحد منكم قصيدة شكل فطلب الاول قصيدة رثائية والثاني طلب قصيدة غزل والثالث طلب قصيدة اجتماعية فأخذ يعطي الاول بيت ويروح للثاني ثم للثالث فتعجبو منه فقالوا له اذن انت عبود غفله.

ومن قصائده المشهوره


عجَّت العصرين و اسّـودالفضـه من طحت يحسين يبـنالمرتضـه
من طحت وياك طود الديـن طـاح و هب حمر يحسين بالكونالريـاح
و عجت العصرين لاجنبالصيـاح سيـدي و العالـم اسـود ابيَـضـه
لون ما شبلك و هـو زيـنالعبـاد يظل من بعدك و بيه تحيـهالبـلاد
هوت فوگ الواسعة السبعالشـداد و الدهـر يفنـه و منيتـهاتقوضـه
ريت سيف القاضيـة يفنـي الدهـر و للبريـة التلف و المـوتالحمـر
و لا يبو اليمـة يبـن سيـدالبشـر دمـك سيـوف الأنـذال اتفيـضـه
آه يـا ريحانـة الهـاديالسلـيـل بالهجير اعلى الرمل تمسـيچتيـل
و فوق صدرك و الظهر تلعب الخيل آه و اعظامـك اتبـاتامـرضضـه
يمن جسمك روح و العالـمجسـم چيف عگب الروح مـا جسمه يعـدم
آه مهرك مـن طحـت فـرللخيـم يظن غيـرك يـا شهـميستنهضـه
بالمباني مـا وجـد غيـرالحـرم لـوى اعنانه و سدر لاچنـهانهضـم
وگف عد راسك يصاهل يـاشهـم ايـحسب حي و بيك يحسينايحضـه

وله قصائد جمة وقد لقِّب بأمير الشعر والشعراء وقد كان حقا اميرا للشعراء وذو روحية عالية وايمان كبير وورع وتقوى لايدانيه احد من الشعراء وخدام المنبر الحسيني له دواوين منها على ما أتذكَّر ديوان اسماه جمر المصاب ومعظم قصائده خزين في قلوب الخطباء وصدور الادباء والشعراء والقرآء.

واخير ارتحل الضمير الحي والصوت الصادح بنصرة مذهب اهل البيت ومؤسس جامعة الهداية ومربي البشرية على الاستقامة توفي في النجف الاشرف عام 1356هـ وشيع تشييعا رهيبا بكته كل عين ونعاه كل شاعر وكاتب وتغنى بأبياته كل خطيب مات ثم وارى جثمانه تراب النجف الاشرف في مقبرة وادي السلام بجوار سيدنا ومولانا امير المؤمنين عليه السلام قرب مقبرة البغدادي ناحية مغتسل بير عليوي .





الموضوع الأصلي: الشاعر عبود غفلة  
الكاتب: خادم المهدي 

0 التعليقات:

إرسال تعليق