Ads 468x60px

الخميس، 1 نوفمبر 2012

السيد نعمة الله الجزائري يبين انحراف مدرسة العرفاء والتصوف

السيد نعمة الله الجزائري يبين انحراف مدرسة العرفاء والتصوف










قال في كتابه الأنوار النعمانية : إعلم أن هذا الاسم وهو التصوّف كان مستعملاً في فرقة من الحكماء الزائغين عن طريق الحق، ثم قد استعمل بعده في جماعة من الزنادقة، وبعد مجئ الإسلام استُعمل في جماعة من أهل الخلاف كالحسن البصري، وسفيان الثوري، وأبي هشام الكوفي، ونحوهم، وقد كانوا في طرق من الخلاف مع الأئمة عليهم السلام، فإن هؤلاء المذكورين قد عارضوا الأئمة عليهم السلام في أعصارهم، وباحثوهم وأرادوا إطفاء نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، والذي وُجد منهم في أعصار علمائنا رضوان الله عليهم، قد عارضهم ورد عليهم، وصنف علماؤنا كتباً في ذمهم والرد عليهم خصوصاً شيخنا المفيد (رحمه الله) فإنه قد أكثر من الرد على الحسين بن منصور الحلاج ومتابعيه وله قصص وحكايات مذكورة في كتب أصحابنا مثل كتاب الغيبة والاقتصاد للشيخ الطوسي رحمه الله... و ورد التوقيع من صاحب الأمر عليه السلام بلعنه (أي الحلّاج) ...

والعجب من بعض الشيعة كيف مال إلى هذه الطريقة مع اطلاعه على أنها مخالفة لطريقة أهل البيت عليهم السلام اعتقاداً واعمالاً , أما الاعتقاد قالوا بالحلول وهو ان الله سبحانه وتعالى قد حلّ بكل المخلوقات حتى بالقاذورات تعالى الله عما يقول الكافرون وقد مثلوا حلول الله بهذه المخلوقات بالبحر وقت اضطراب أمواجه فإن ماء الأمواج وان كان متعدداً إلا انه كله ماء واحد في بحر واحد كثرة التموج فهي واحدة بالحقيقة متعددة بالاعتبار فالمخلوقات كلها عين الله سبحانه وهو عينها والتعدد إنما جاء من هذه العوارض الخارجية والتشخيصات العارضة للمادة!!

ثم عرض السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله بعض مخالفاتهم إلى أن قال : ومن ذلك الاعتقاد أنّ أفضلهم الغزالي وقد ادعى في حياته انه من أهل الكشف وانه قد انكشف له فضل أبي بكر على أمير المؤمنين عليه السلام وادعى انه انكشف له أيضاً عدم جواز سبّ يزيد لأنه رجل مسلم ولو كان قاتلاً الحسين عليه السلام لم يجز سبه أيضاً لأنّ غاية هذا انه فعل كبيرة وذلك لا يجوّز سبّه.

وانكشف له بطلان مذهب الإمامية بعد أن ترك التدريس وانقطع في دمشق ومكة المشرفة نحواً من عشرين سنة ملازماً للخلوة في آخر عمره وصنّف كتاباً سماه المنقذ من الضلال يتضمن الرد على من يدعي العصمة وإبطال مذهبهم وسماهم أهل التعليم وضرب لهم مثلاً بأخذهم عن المعصوم بمن تلوث بجميع النجاسات ثم طلب ماءً ليتطهر منها وسعى في طلب ذلك الماء فلم يجد ماءً يطهره ويزيل عنه الاخباث فبقى مرتكساً في النجاسات طول عمره .

وتكرر منه في الإحياء وغيره وقالت الروافض خذلهم الله وقال فيه انه لو جاء إلينا رافضي وادعى ان له طلب دم عند احد قلنا له ان دمك هدر لان استيفاءه مشروط بحضور إمامك فأحضره حتى يستوفي لك ، وقد تقدم الجواب عن هذا وقد صرح في كتابه المنقذ انه كان يستفيد من الأنبياء والملائكة مع مشاهدتهم على وجه القطع كما يريد نعم ربما نسب اليه كتاب يسمى سر العالمين في مقالة يظهر منها ميله إلى الحق ونطقه به ليكون حجة عليه وبعضهم أنكر كون الكتاب له أو أنه المقالة ملحقة بالكتاب .
وأما الشيخ محي الدين الأعرابي وهو من أعاظم أجلائهم فقد حكى في فتوحاته أنه أسري به إلى السماء مراراً متعددة والظاهر أنه قال أنها تسع وذكر هناك أنه رأى أبا بكر الصديق لما بلغ إلى العرش وقد كان قد رأى في كل سماء واحداً من الأنبياء فكان درجته ودرجة أبا بكر أعلى من درجات أولي العزم وأدعى في أول فصوص الحكم أنه من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمره له بعين ما كتب وسمى نفسه خاتم الولاية لمنام رآه وغير ذلك من المكاشفات .

والعجب العجيب أنهم كيف يصدقون بدعوى الكشف مع اختلاف آرائهم ومذاهبهم فمنهم الملحد ومنهم السني و منهم الشيعي إلى غير ذلك فإذا كانت هذه المكاشفات كلها صحيحة صحت مذاهب الفرق فلا يكون الناجي فرقة واحدة بل جميع هذه الفرق ما هذا إلا سفه وجنون .


المصدر :

الأنوار النعمانية , الجزائري, ج2 ص193-197.





الكاتب: خادم المهدي  

0 التعليقات:

إرسال تعليق