Ads 468x60px

الخميس، 30 أغسطس 2012

فلسفة الرجعة الروحية

فلسفة الرجعة الروحية


فلسفة الرجعة الروحية

تسالم لدينا مذهب اهل البيت(ع) من صحة
الرجعة وهذا ما جرى عليه اعتقادنا وليس المقصود من الرجعة التناسخ او الحلول. والذي نريد ان نوضحه ونبينه في هذا الطرح من خلال صحيفتنا والتي تنشر كل ما يتصل بالامام المهدي(ع) من بعيدا او قريب وكل ما هو غير مطروح ونستله من ايات القران واحاديث اهل البيت(ع) هو ان الرجعة تنقسم الى قسمين رجعة روحية ورجعة مادية والمادية كما عليه اعتقاد الشيعة انها تكون بعد قيام الامام المهدي(ع) اما الرجعة الروحية والتي يتركز عليها محور البحث هذا فتكون قبل قيام الامام واثنائه . ماذا تعني الرجعة الروحية؟ تعني رجوع ارواح الذين محضوا الايمان محضا وتقوم هذه الارواح بتسديد اصحاب القائم ، مثلما يُنزل الله سبحانه وتعالى ارواح ملكوتية يؤيد بهم من يشاء(وايدهم بروح منه)كذلك تكون ارواح من البشر تسدد البشر واما الادلة على ذلك فهي كالتالي :
1- روى المفضل بن عمر عن ابي عبد الله(ع) قال:(يخرج مع القائم(ع) من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى(ع) (الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون) وسبعة من اهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصارا وحكاما ويتبين من هذه الرواية الشريفة ان هؤلاء الاشخاص المذكورين يرجعون وينصرون الامام(ع) وانه يبعثهم في الاقاليم حكاما وقد ورد عن المفضل بن عمر:قال الصادق(ع):( كاني انظر الى القائم على منبر الكوفة ، وحوله اصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة اهل بدر وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه) فانه كما واضح من الرواية ان اصحاب الامام(ع) الثلاثمائة والثلاث عشر رجلا يبعثهم الامام المهدي(ع) حكاما على الاقاليم وقد ورد في الروايات ان هؤلاء الاصحاب مع مكانتهم وقربهم من الامام(ع) فانهم يتركونه في بعض المواقف فلا يبقى معه الا نقبائه .
- في الكافي عن ابي عبد الله(ع) :كاني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب فيفكه فيقرا على الناس فيجفلون اجفال الغنم فلم يبقى الا النقباء فيتكلم بكلام فلايلحقون ملجا حتى يرجعوا اليه واني لاعلم علم الكلام الذي يتكلم به .
فلو كانت الرجعة مادية وهؤلاء المذكورين في الرواية الواردة عن المفضل ابن عمر الذين يخرجون مع القائم(ع) لابد ان يكونوا ضمن اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر فمن غير الممكن انهم يتفرقوا عن الامام ويتركوه ولا يتحملوا كلامه الذي يقرائه عليهم وهم اصحاب رسول الله وامير المؤمنين واصحاب الانبياء واوصيائهم وقد عرفوا حقائق الامور فكيف لنا ان نتصور انهم يتركون الامام وقد ارجعهم الله لاجل نصرة الامام اذن لايمكن قبول هذا المعنى الا ان تكون الرجعة روحية . هذا من جانب ، اما من جانب اخر فاننا نقول لو كانت الرجعة مادية كيف ورد عن الامام في رواية المفضل بن عمر(انهم يخرجون من ظهر الكوفة) علما ان اماكن موتهم ودفنهم متفرقة وليست في ظهر الكوفة كما ورد في الرواية ولو كانت الرجعة مادية للزم ان يخرجهم كلا من موضع قبره الذي دفن فيه وبهذا يتبين ان الرجعة روحية .
2- عن ابي الجارود عمن سمع عليا(ع) يقول العجب كل العجب بين جمادى ورجب فقام رجل فقال يا امير المؤمنين ماهذا العجب الذي لاتزال تعجب منه فقال ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته وذلك تأويل هذه الاية(يا ايها الذين امنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور) فاذا اشتد القتل قلتم مات او هلك او اي واد سلك وذلك تأويل هذه الاية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا .
ان هذه الرواية عُدت علامة من علامات قرب ظهور الامام(ع) ومن خلال قول امير المؤمنين وعجبه من اموات يضربون كل عدو لله ورسوله وهي تدل على ان ارواح تسدد انصار الامام الذين يخوضون الحرب كما تصف الرواية وعقيدتنا في الرجعة المادية هي انها تكون بعد قيام الامام المهدي(ع) واحداث هذه الرواية هي قبل قيام الامام (ع)، ففي تفسير العياشي عن رفاعة بن موسى قال: قال ابو عبد الله(ع):( ان اول من يكر الى الدنيا الحسين بن علي(ع) واصحابه ويزيد بن معاوية واصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ، ثم قال ابو عبد الله(ع) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا) فبدليل هذه الرواية يتضح ان المقصود بالرجعة في الرواية التي وردت عن ابي الجارود عن الامام علي(ع) والتي تتحدث عن العجب هو الامام الحسين وذلك بدليل الاية الشريفة {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }الإسراء6. فقد وردت هذه الاية في الروايتين ، اذن يتبين من ذلك ان الرجعة روحية وليست مادية .
3- (... وتقبل رايات شرق الارض ليست بقطن ولاكتان ولا حرير مختمة في رؤس القنا بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من آل محمد(ص) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب امامها شهرا ويخلف ابناء سعد السقا بالكوفة طالبين بدماء ابائهم وهم ابناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين(ع) يستبقان كانهما فرسا رهان شعث غبر اصحاب بواكي … ويسير الصديق الاكبر براية الهدى والسيف ذىالفقار..).
اذا كان مع هذه الرايات محمد(ص) وعلي(ع) وهم يعرفونهم كيف لايلتحقون معهم وكيف يكون رسول الله وامير المؤمنين تحت راية ولدهما الامام المهدي(ع)؟ اذن تكون هذه الرجعة روحية وليست مادية .
4- الكافي عن بكير بن اعين عن ابا عبد الله(ع)(...ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي فيقولون له يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين(ع) اخرجوا بنا اليه حتى تنظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي(ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين(ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين(ع) حتى ينزل بقرب المهدي(ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين(ع) الى عسكر المهدي فيقول ايها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي(ع) هذا مهدي آل محمد(ع) ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين(ع)خلو بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي(ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين(ع) ان كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين(ع)... يقول الحسين (ع) يابن رسول الله اسالك ان تغرس هراوة رسول الله(ص) في هذا الحجر الصلد وتسال الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي(ع) حتى يطيعوه ويبايعوه وياخذ المهدي(ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين(ع) فيقول الحسين (ع) الله اكبر يا ابن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين(ع) وسائر عسكره الا الاربعة الاف ...) ويتبين لنا من هذه الرواية لاول وهلة ان الامام الحسين(ع) يكون مطيعا للامام المهدي(ع) ويكون بصفة التابع والمتبوع وهذا ما لايقبله الامام المهدي لابيه الحسين(ع) ثم ان اتباعه اذا كانوا يؤمنون بان قائدهم الامام الحسين(ع) والذي يكون قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الامام المفترض الطاعة فما معنى ان الامام الحسين(ع) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة وان يظهر مواريث الانبياء كان من الممكن ان يخبرهم ان صاحب العسكر المقابل هو الامام المهدي وعليهم بمبايعته وطاعته ويكتفون بقول المعصوم ولا حاجة الى تلك المسائل ، ولو كانوا يعتقدون انه الامام الحسين فكيف ان الاربعة الاف يعصون امره . يتضح من ذلك كله ان صاحب هذا الجيش المسمى في الرواية بالحسين ليس هو الامام الحسين بشخصه انما صاحب هذا العسكر هو الممهد الرئيسي للامام المهدي السيد الحسني اليماني المسدد بروح الامام الحسين(ع)
5- واليك الدليل على ذلك : فقد ورد في بحار الانوار ج53 : ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به وباصحابه خبر المهدي(ع) ويقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الامر الا ليعرّف اصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول ان كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدك رسول الله(ص) وخاتمه وبرددته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف امير المؤمنين(ع)؟ فيخرج له ذلك ثم ياخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي(ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني الا اربعين الافا ...)
انظر اخي القارئ المؤمن تطابق الروايتين فلابد من حمل الرواية السابقة على هذه الرواية فيكون المقصود من الحسين في تلك الرواية هو السيد الحسني اليماني وما الحسين الا مسددا له برجعته الروحية .وقد وردت كثير من الروايات تؤكد ان الذي يقود الرايات القادمة من المشرق هو الحسني اليماني وان اختلفت التسميات فتارة ترد الروايات بذكر الحسين واخرى الخراساني واخرى اليماني واخرى الحسني .فاقول ان الحسين الوارد ذكره في الروايات الذي يؤدي البيعة للامام المهدي(ع) ويسلم له الراية هو السيد اليماني الحسني وزير الامام المهدي(ع) حيث انه يكون مسددا بروح الامام الحسين(ع) واليك الدليل على ذلك ، ورد في بحار الانوار ج53 ( وخروج السفياني براية … يبعث السفياني مائة وثلاثين الفا الى الكوفة … وتقبل رايات شرقي الارض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الاكبر يسوقها رجل من ال محمد(ص) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها في المغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب امامها شهرا ويخلف ابناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء ابائهم وهم ابناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين (ع) يستبقان كانهما فرسا رهان شعث غبر بواكي وقوارح..)
يتضح من هذه الرواية ان الحسين وجيشه القادم من خراسان يتسابق مع السفياني وجيشه لدخول الكوفة ومن الثابت لدينا في الروايات الواردة عن اهل البيت ان اليماني يتسابق مع السفياني لدخول الكوفة فقد ورد في غيبة النعماني عن هشام عن ابي عبد الله (ع) انه قال : (اليماني والسفياني كفرسي رهان ) ومن خلال الرجوع الى الروايات يتبين لنا ان الذي يحكم بعد الامام المهدي(ع) هو وزيره السيد الحسني اليماني الذي ورد وصفه بالروايات بالفتى ، والفتى لغة ما كان عمره من العشرين الى الثلاثين وقد ورد في غيبة الطوسي عن ابي عبد الله (ع) قال :( ان ولي الله يعمر عمر ابرهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة ) ولا يتصور احد ان المقصود في هذه الرواية هو الامام المهدي(ع) فقد صرحت الروايات الكثيرة بانه يخرج في سن الاربعين . لقد تبين لك ايها المحب اللبيب ان هناك رجعة روحية قبل و اثناء قيام الامام اما الرجعة المادية هي بعد قيام الامام (ع) وعليه عقيدة الشيعة واراء معظم العلماء .

الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني


0 التعليقات:

إرسال تعليق