Ads 468x60px

الخميس، 30 أغسطس 2012

الرجعة الروحية في الإنجيل






الرجعة الروحية في الإنجيل




فقد جاء في أحد نصوص الإنجيل :
( فمن أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم ، والناس يبذلون جهدهم لدخول ملكوت السماوات ، والمجاهدون يدخلونه . فإلى أن جاء يوحنا كان هناك نبؤات الأنبياء وشريعة موسى . فإذا شئتم أن تصدقوا ، فأعلموا إن يوحنا هو ايليا المنتظر . من كان له أذنان فليسمع )([1]).
إن في هذا النص إشارة واضحة للرجعة الروحية فالمعروف إن ايليا النبي عليه السلام قد سبق ظهوره ظهور نبي الله يحيى بن زكريا إلا إن هذا النص يخبرنا إن يحيى عليه السلام كان مسدداً ومؤيداً بروح النبي ايليا .
واليك ما يؤكد هذا المعنى :
( فقال له الملاك لا تخف يا زكريا ، لان الله سمع دعائك وستدل لك امرأتك اليصابات ابناً تسميه يوحنا . وستفرح به وتبتهج . ويفرح لمولده كثيرٌ من الناس ، لأنه سيكون عظيماً عند الرب ولن يشرب خمراً ولا مسكراً ، ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه ، ويهرب كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ، ويسير إمام الله بروح ايليا وقوته ، ليصالح الآباء مع الأبناء ويرجع العصاة إلى حكمة الأبرار ، فيهيئ للرب شعباً مستعداً له)([2]) .
ومن هذا النص نفهم إن النبي يحيى عليه السلام كان مسدداً بروح ايليا (عليه السلام) وكان يسميه عيسى عليه السلام والمؤمنون بإيليا لهذا السبب .
ومن ذلك نفهم إن رجعة الحسين(عليه السلام) ليست رجعة مادية بل هي رجعة روحية أي رجوع روحه الطاهرة لتسدد وتؤيد وزير الإمام المهدي( عليه السلام) السيد الحسني اليماني لذلك ترد بعض الروايات بلفظة الحسين عليه السلام وترد روايات أخرى بلفظة مغايرة .
وجاء أيضا :
( وبينما هم نازلون من الجبل ، أوصاهم يسوع قال : ( لا تخبروا أحدا بما رأيتم إلى أن يقوم ابن الإنسان من بين الأموات ) . فسأله التلاميذ : ( ولماذا يقول معلموا الشريعة : يجب أن يجيء ايليا ويُصلح كل شيء .
ولكني أقول لكم : جاء ايليا فما عرفوه ، بل فعلوا به على هواهم . وكذلك ابن الإنسان سيتألم على أيديهم ) . ففهم التلاميذ انه كان يكلمهم عن يوحنا المعمدان )([3]) .
فمن هذا النص نفهم أن النبي عيسى (عليه السلام) كان يقصد بقوله ( جاء ايليا فما عرفوه ) النبي يحيى حيث كان يسميه كما ذكرنا بإيليا لأنه كان مسدداً بروح ايليا عليه السلام وآلا فان ايليا غير يحيى بدليل ما جاء في النص الأتي :
( هذه شهادة يوحنا ، حين أرسل إليه اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت ؟ فأعترف وما أنكر ، اعترف قال : ما انا المسيح . فقالوا : من أنت إذن ؟ هل أنت ايليا ؟ قال : ولا ايليا )([4]) .
وأيضا جاء في النص الانجيلي :
( وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنا ، وانفرد بهم على جبل مرتفع ، وتجلى بمشهد منهم ، فأشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور . وظهر لهم موسى وايليا يكلمان يسوع . فقال بطرس ليسوع: ( يا سيد ، ما أجمل إن نكون هنا )([5]) .
يتضح من هذا النص الانجيلي إن النبي عيسى (عليه السلام) كان يُسدد بين الحين والآخر بروح النبي موسى والنبي ايليا سلام الله تعالى عليهما .
ومما يدل على الرجعة الروحية أيضا في الإنجيل هذا النص :
( وفي ذلك اليوم جاء إلى يسوع بعض الصدوقيين ، وهم الذين ينكرون القيامة ، وسألوه : ( يا معلم ، قال موسى : إن مات رجل لا ولد له ، فليتزوج أخوه امرأته ليقيم نسلا ً لأخيه . وكان عندنا سبعة اخوة . فتزوج الأول ومات من غير نسل ، فترك امرأته لأخيه . ومثله الثاني والثالث والسابع . ثم ماتت المرأة من بعدهم جميعاً . فلأي واحد منهم تكون زوجة في القيامة ؟ لانها كانت لهم جميعاً ) . فأجابهم يسوع : ( انتم في ضلال ، لأنكم تجهلون الكتب المقدسة وقدرة الله . ففي القيامة لا يتزاوجون ، بل يكونون مثل الملائكة في السماء . وأما قيامة الأموات ، أفما قرأتم ما قال الله لكم : أنا اله إبراهيم ، واله اسحق ، واله يعقوب ؟وما كان الله اله أموات ، بل اله أحيـاء)([6]).
والذي يتبين من هذا النص إن الرجعة التي تحدث عنها عيسى عليه السلام في هذا الموضع رجعة روحية حيث وصف الأموات الراجعين بانهم كالملائكة لا يتزاوجون .

[1]- لوقا 7 .
[2]- لوقا 1 .
[3]- مرقس 9 / لوقا 9.
[4]- يوحنا 1 .
[5]- مرقس 9 / لوقا 9 .
[6]- مرقس 12 / لوقا 20 .





نقلا عن كتاب الرجعة الروحية - من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني




0 التعليقات:

إرسال تعليق