Ads 468x60px

الاثنين، 27 أغسطس 2012

فقهاء الحوزة هجروا القران !!!

فقهاء الحوزة هجروا القران !!!


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد وألعن أعداء آل محمد أجمعين


القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني




لقد انزل الله القرآن ليكون للمسلمين المصدر الأساسي لمعرفة الأحكام والعقائد إلا أن المسلمون بشكل عام فسروا آياته الكريمة بتفاسير مختلفة وكان أكثر أسباب الاختلاف هو رأي المفسر للقرآن، إذ لم يكن للكتاب تفسير مشترك يعتمد عليه عند المسلمين ، فقد ذهبت بهم المذاهب حتى في تفسير القرآن .
فالمشكلة التي يواجهها المسلمون تعود إلى تعدد الآراء في التعامل مع النص القرآني واكتشاف حقائقه ومن ذلك نفهم بأن القرآن وحده لا يكفي إلا إذا علم تفسيره وتأويله من جهة أهل الذكر ﴿عليهم السلام﴾ لعلة تعدد الوجوه التي في آيات الكتاب وسوره ، لذلك رفض أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ الاحتجاج على الخوارج بالكتاب لأنه حمال ذو وجوه فقد جاء في وصيته ﴿عليه السلام﴾ لأبن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج : ﴿لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال ذو وجوه تقول ويقولون ، ولكن حاجهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا﴿[1].
وقد ذكر الشيخ علي النمازي الشاهرودي تعليقاً على هذه الوصية فقال : ﴿يستفاد منه عدم جواز الاحتجاج بالقرآن في غير النصوص والمحكمات التي لا يحتمل إلا وجها واحدا ﴾﴿[2].
نستفاد من هذه الواقعة بأن القرآن حمال ذو وجوه لا يجوز تفسيره ولا الاحتجاج به إلا إذا علم تفسيره من أقوال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ حيث انهم أهل الذكر وهم الذين يُسألون عنه ويُعرف من خلالهم معاني الآيات وتأويل المتشابهات، ولذلك فقد أمرنا النبي الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ بالتمسك بالثقلين الكتاب والسُنة، وقد بينا فيما ذكرناه بأن أقوال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وتعاليمهم ما هي إلا مرآة السُنة وعينها التي ننظر من خلالها إلى تفسير الكتاب الكريم، علماً بأن هذه الوجوه - التي لا يعلم تفسيرها ولا تأويلها الا أهل الذكر ﴿عليهم السلام﴾ - كان الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ يفتون الناس بها فقد جاء عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿إن الأحاديث تختلف عنكم ؟ قال : فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه . ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴿[3].
ومما يؤكد هذه المعنى هو ما جاء عن جابر بن يزيد الجعفي قال : ﴿سألت أبا جعفر ﴿عليه السلام﴾ عن شيء من التفسير فأجابني ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ، فقال : يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن ، وله ظهر ، وللظهر ظهر ، يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه﴾﴿[4].
ومما تقدم نفهم بأن القرآن له وجوه متعددة لا يعلمها إلا الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ ولذلك أُمرنا بالتمسك بالثقلين الكتاب والعترة الطاهرة فَهُم أهل الذكر الذين أُمرنا بإتباعهم ومعرفة الكتاب لا تتم الا من خلالهم .
إن المخالفين للأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وقعوا في المحذور حيث لم يستطيعوا معرفة الكتاب معرفة تامة فذهبوا إلى القول بالمنسوخ وهم يظنون انه الناسخ واقاموا حججهم اعتماداً على المتشابه وهم يظنون انه المحكم وتوهموا بالخاص وهم يعتقدون بانه العام واحتجوا بالآيات وهم جاهلين لسبب نزولها وتأويلها، ولم يعرفوا ما يفتح به أول الكلام ولا ما يختم به وكل هذا الذي وقعوا فيه كان نتيجة اغتصابهم لمقام أهل الذكر ﴿عليهم السلام﴾ .
لقد بين أئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ جهل هؤلاء بعلم كتاب الله تعالى حيث جاء عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ﴿عليهما السلام﴾ يقول : ﴿إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده أحل فيه حلالاً وحرم حراماً فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم وجعله النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ علما باقيا في أوصيائه فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان وعدلوا عنهم ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم وأخلصوا لهم الطاعة حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر وطلب علومهم ، قال الله سبحانه : * ﴿ فنسوا حظا مما ذكروا به ﴾ * ولا تزال تطلع على خائنة منهم وذلك انهم ضربوا بعض القرآن ببعض واحتجوا بالمنسوخ وهم يظنون أنه الناسخ واحتجوا بالمتشابه وهم يرون أنه المحكم واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام واحتجوا بأول الآية وتركوا السبب في تأويلها ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ولم يعرفوا موارده ومصادره إذ لم يأخذوه عن أهله فضلوا وأضلوا .
واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عز وجل الناسخ من المنسوخ والخاص من العام والمحكم من المتشابه والرخص من العزائم والمكي والمدني وأسباب التنزيل والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة وما فيه من علم القضاء والقدر والتقديم والتأخير والمبين والعميق والظاهر والباطن والابتداء من الانتهاء والسؤال والجواب والقطع والوصل والمستثنى منه والجار فيه والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد والمؤكد منه والمفصل وعزائمه ورخصه ومواضع فرائضه وأحكامه ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون والموصول من الألفاظ والمحمول على ما قبله وعلى ما بعده فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله ومتى ما أدعى معرفة هذه الأقسام مدع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب ورسوله ومأواه جهنم وبئس المصير﴾﴿[5].
وبعد ما تقدم نحب أن نبين ان مدارس المخالفين انقسمت في تفسير القرآن إلى فرقتين الفرقة الاولى وهم الذين فسروا الكتاب بالمأثور وهذه الفرقة اعتمدت في تفسير القرآن على أمرين الأول تفسير القرآن بالقرآن نفسه ومن أمثلة تفسير القرآن بالقرآن هو تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ فقد فسروا المنعم عليهم بقوله تعالى : ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين﴾﴿[6]وهذا من باب تفسير القرآن بالقرآن عندهم .
اما الأمر الثاني الذي اعتمدوه في تفسير القرآن بالمأثور هو تفسير القرآن بما نقلوه عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ في ذلك وما نقل عن الصحابة والتابعين .
ومن أمثلة هذا التفسير تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ﴾ فقد فسروا ﴿القوة﴾ في الآية بما نقلوه عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ حيث قال: ﴿ألا إن القوة الرمي، إلا أن القوة الرمي، إلا أن القوة الرمي﴾ ثلاث مرات، والحديث رواه مسلم، وهذا من باب تفسير القرآن بالسُنة .
ومن أمثلة تفسير الصحابة، تفسير أبن عباس لقوله تعالى: ﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ حيث فسر هذه الآية باقتراب أجل رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ كما نقل في صحيح البخاري .
وقد روى القوم عن التابعين في التفسير روايات كثيرة ، ولا سيما ما روي عن تلاميذ أبن عباس من أمثال مجاهد وعكرمة وعطاء وغيرهم .
ويلاحظ على هذا المنهج من التفسير أنه يعتمد على الرواية في تفسير القرآن الكريم، سواءً أكانت تلك الرواية نصاً من القرآن أو السُنة، أم قولاً لصحابي أو تابعي، وقول الصحابي والتابعي أيضاً لا يخلوا من الرأي أيضاً فقد تختلف التفاسير الواردة عن الصحابة والتابعين .
ومن أشهر كتب التفسير بالمأثور كتاب جامع البيان في تفسير القرآن ومؤلفه الطبري وقد اشتهر هذا التفسير بأسم ﴿تفسير الطبري﴾ وكذلك تفسير القرآن العظيم، ومؤلفه أبن كثير ، وهو من التفاسير المشهورة .
اما الفرقة الثانية وهم الذين فسروا القرآن بالرأي ، ولفقهاء العامة في اعتماد هذا المنهج في التفسير موقفإن ، الأول يرى عدم جواز تفسير القرآن بالرأي ، والثاني يرى جواز التفسير بالرأي عن طريق الإجتهاد .
والأمثلة على تفسير القرآن بالرأي كثيرة منها ما أورده الرازي عند تفسير قوله تعالى: ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾﴿[7] قال: ﴿يندرج فيه المؤمن والكافر والصديق والزنديق؛ لأن كل أحد يريد التمتع بلذات الدنيا وطيباتها، والانتفاع بخيراتها وشهواتها،﴾ ثم قال : ﴿إلا أن آخر الآية يدل على أن المراد هو الكافر، لأن قوله تعالى بعدُ : ﴿أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ﴾ لا يليق إلا بالكفار﴾﴿[8].
من الواضح أن هذا التفسير للآية يعتمد على رأي المفسر وكما اننا نشهد تعدد التفاسير وأختلافها بل ان التفسير الواحد ينقل العديد من الأقوال لتفسير آية واحدة حيث يقول بأن القول الأول يقول كذا اما القول الثاني فهو خلاف القول الأول بل تتعدد الأقوال إلى عشرات بل أكثر .
إن هذا النوع من التفسير لم ينحصر عند المخالفين فقط بل ان تفاسير الإمامية أيضاً حاوية على هذه الأقوال الكثيرة والمتناقضة وهذا مما لا يرتضيه الله ولا الرسول ولا الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ إذ قد ورد النهي عن التفسير بالرائ في كتب المخالفين قبل الموالين فقد روي عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ﴾﴿[9].
وجاء عن بن عباس عن النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ قال : ﴿من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار﴾﴿[10].
وقد جاء عن أبي بكر انه قال : ﴿أية أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم﴾ . وجاء عن عبد الله أبن عمر بن الخطاب قال : ﴿اتقوا الرأي في دينكم﴾﴿[11].
وبالرغم من وجود هذه الأخبار إلا إنهم خالفوها وكتبوا العديد من التفاسير التي تفسر القرآن بالرأي منها تفسير البحر المحيط ومؤلفه أبو حيان الأندلسي الغرناطي وكذلك تفسير روح المعاني لمؤلَّفه الألوسي .
أما الإمامية فلم تسلم تفاسيرهم من ابداء الآراء وتعدد الأقوال حتى انك ترى في أكثر تفاسير الإمامية عدة أقوال لتفسير آية واحدة وهذا أيضاً مشابه لطريقة التفسير بالرأي التي اتبعها المخالفون وهذا خلاف لما أمرنا به فقد جاء عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿... ومن فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر﴾﴿[12].
ولم يكتفوا بتفسير القرآن بالرأي بل انهم اخذوا تفاسير المخالفين فأعتمدوها كتفسير ﴿أهل الذكر﴾ الواردة في قوله تعالى : ﴿وَمَا أرسلنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أهل الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴿[13].
حيث قال السيد الخوئي في تفسير ﴿أهل الذكر﴾ ما هذا نصه : ﴿ أما الكتاب فقوله عز من قائل : فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ... إذا الآية المباركة قد أوجبت الرجوع إلى المجتهد المطلق متعينا﴾﴿[14].
إن هذا التفسير هو التفسير بالرأي المنهي عنه في أقوال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ فضلاً عن انه تفسير في قبال النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ والتي فسرت أهل الذكر بالأئمة المعصومين ﴿عليهم السلام﴾ بل عدت من قال بغير هذا بالكاذب فقد جاء عن الإمام علي بن الحسين ﴿عليه السلام﴾ ، والإمام محمد بن علي ﴿عليه السلام﴾ ، انهما ذكرا وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﴿عليه السلام﴾ عند وفاته إلى ولده وشيعته ، وفيها : ﴿ ... وأمركم أن تسألوا أهل الذكر ، ونحن والله أهل الذكر ، لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذب ... ﴾﴿[15].
وقد جاء عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله ﴿عليه السلام﴾ عن قول الله تعالى : ﴿فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون﴾ من هم ؟ قال : ﴿نحن﴾﴿[16].
ومن هذا المثال تتضح طريقة التفسير بالرأي التي اتبعها أكثر الإمامية في تفاسيرهم إلا أن هنالك تفاسير أخرى تُفسر القرآن بما جاء عن أئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ منها تفسير العياشي للمحدث أبي النظر محمد المعروف بالعياشي وكذلك تفسير نور الثقلين للشيخ العروسي الحويزي ، وغيرها كما ان أول من كَتب في التفسير سعيد بن جبير وهو من أجلاء أصحاب أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ وقد قتله الحجاج في سنة 94هـ ثم إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي القرشي وهو من أصحاب السجاد والباقر والصادق ﴿عليهم السلام﴾ الذي توفي سنة 127هـ . ثم محمد بن السائب الكلبي وهو من خواص أصحاب السجاد والباقر ﴿عليهما السلام﴾ توفي سنة 146هـ . ثم جابر الجعفي وغيرهم .
وهذا الاهتمام من أصحاب الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ بالقرآن ان دل على شيء فإنه يدل على حث الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ على تعلم القرآن وعلومه فقد جاء عن أمير المؤمنين ﴿عليهم السلام﴾ انه قال في بعض خطبه : ﴿وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور . وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص ، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم﴾﴿[17].
وجاءعن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه﴾﴿[18].
وجاء عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكانا عليا﴾﴿[19].
وجاء عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة﴾﴿[20].
والحديث النبوي المشهور: ﴿خيركم من تعلم القرآن وعلمه﴾ كفاية للذي يسأل عن التأكيد الإلهي على التمسك بكتاب الله حيث عد النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ خير المسلمين من تعلم القرآن وعلمه للناسوالروايات والأخبار بهذا الصدد كثيرة جداً نقتصر على ما تقدم مراعاة للاختصار ونقول : أن هذا التأكيد على تعلم القرآن وعلومه الكثيرة والذي جاء على لسان الصادقين ﴿عليهم السلام﴾ يؤكد لنا أهمية الثقل الاكبر الذي تركه لنا نبينا الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ وانه المصدر الأساس في معرفة أحكام الشريعة الإسلامية وان فيه أصول جميع المسائل وفيه جواب السائل وحل الاختلاف عند المختلفين فقد نقلنا فيما تقدم أقوال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ بانه ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله وقد بينوا أيضاً بأن الكتاب فيه تبيان كل شيء وتفصيلاً لكل شيء تصديقاً لقوله تعالى : ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾﴿[21]. وقوله تعالى : ﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ﴾﴿[22]. وقوله تعالى : ﴿ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾﴿[23].
وقد جاء عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ انه قال : ﴿إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا انزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه﴾﴿[24].
ومما تقدم يتبين لنا بشكل واضح وقطعي ان الكتاب الكريم هو المصدر الأول والأساس لمعرفة أحكام الشريعة لأنه تبياناً لكل شيء وهذا ما بينه الفقهاء في أصولهم حيث قال الشيخ المظفر في حجية الكتاب ما هذا نصه : ﴿فهو - إذا - الحجة القاطعة بيننا وبينه تعالى ، التي لا شك ولا ريب فيها ، وهو المصدر الأول لأحكام الشريعة الإسلامية بما تضمنته آياته من بيان ما شرعه الله للبشر . ﴾﴿[25]
وبعد ما تقدم من البيان وبعد أن عرفنا بأن الكتاب جاء لتبيان كل شيء وكما اقسم أبي عبد الله الصادق ﴿عليه السلام﴾ حين قال : ﴿حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا انزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه﴾ . كما ان الشافعي أيضاً وهو من فقهاء العامة قد قال :﴿ليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة الا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها﴿[26]
وبعد هذه الأقوال اخذ الفقهاء بالقول بأن الكتاب غير متكفل ببيان جميع الأحكام وهذه نص ما ذكره المحقق الخوئي : ﴿وأما الكتاب العزيز : فهو غير متكفل ببيان جميع الأحكام﴿[27].
وقد سبقه العلامة الحلي حين قال : ﴿الوقايع غير محصورة ، والحوادث غير مضبوطة ، والكتاب والسُنة لا يفيان بها ، فلا بد من إمام منصوب من قبل الله تعالى معصوم من الزلل والخطأ ، يعرفنا الأحكام ويحفظ الشرع ، لئلا يترك بعض الأحكام أو يزيد فيها عمدا أو سهوا ، أو يبدلها ، وظاهر أن غير المعصوم لا يقوم مقامه في ذلك﴿[28].
إن قول العلامة فيه من الحق شيء وفيه من الباطل شيء اما الحق فإنه لا بد من إمام منصوب منصوص عليه لكي يعرفنا الأحكام وان غيره لا يحل مقامه مهما بلغ في العلم والمعرفة فهو عاجز عن معرفة الكثير من الأحكام وقد قرأنا كيف تشتت الفقهاء بعد غيبة الإمام المهدي ﴿عليه السلام﴾ وذهب أحدهم إلى غير مذهب الآخرين .
إن قول العلامة هذا حق لا ريب فيه إلا أن الباطل فيما تقدم هو قوله بأن الكتاب والسُنة لا يفيان بمعرفة الحوادث والوقائع وهذا قول شنيع في مقابل النصوص فقد تواترت الأخبار واكدت آيات الكتاب بأن ما في القرآن وما في السُنة كافٍ لمعرفة جميع الأحكام أما إذا عجزنا عن معرفة حكماً من الأحكام في بطون الكتاب والسُنة فذلك لا يرجع إلى نقصان في الكتاب والسُنة بل انه يرجع إلى عجز عقولنا وقلة بضاعتنا وقصر فهمنا عن إدراك ومعرفة أحكام الوقائع والحوادث فيما ورد في الكتاب والسُنة .
إن مسألة النقص في الكتاب والسُنة وان كانت معارضة لآيات الكتاب وأقوال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ كما تقدم إلا أن بعض الفقهاء قد هجموا على من يقول بنقصان الكتاب والسُنة فقد قال الشيخ محمد مهدي شمس الدين ما هذا نصه : ﴿ ان المصدر الأساسي للتشريع هو الكتاب والسُنة ولا يوجد غيرهما . في الكتاب والسُنة غنىً وكفاية الادعاء بأن النصوص قاصرة وأننا نحتاج إلى ان نكمل النصوص بأدوات أخرى هذا الادعاء لا أثق به ولا آراه صحيحاً . النصوص ليست قاصرة﴾﴿[29].
إذن فقد اختلف الفقهاء حتى في هذه المسألة وهي من اوضح الواضحات فإن كلا من الكتاب والسُنة قد بينوا كمالهما في آيات الكتاب وأحاديث الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وأقوالهم إلا أن الفقهاء لا يستطيعون أن ينسبوا أنفسهم للجهل في بعض الوقائع والحوادث فلا يتقبل أحدهم ان يقول بانه عاجز عن معرفة الحكم وفقاً لما جاء في الكتاب والسُنة فذهب إلى القول بأن ما جاء في الكتاب والسُنة غير كافي لمعرفة الأحكام فنسب العجز إلى الكتاب والسُنة ولم ينسبه إلى نفسه وهذا تكبر عظيم قد اصاب أغلب الفقهاء خصوصاً بعد غياب الماء المعين المتمثل بصاحب العصر وامام الزمان ﴿عليه السلام﴾ .
إننا حين تعرضنا إلى بيان اختلاف المسلمين بشكل عام والإمامية بشكل خاص في تفسير القرآن كان ذلك لبيان مدى الاختلاف الذي أحدثه المسلمون فيما بينهم من حيث تعاملهم مع الكتاب الكريم وهو المصدر الأول والأساس لمعرفة الأحكام فإن اختلافهم في التفسير يؤدي إلى اختلافهم في معرفة الأحكام فكم من تفسيرٍ ادى إلى اختلاف في الفتوى من قبيل الوضوء حيث اختلف المسلمون في تفسير آية الوضوء فمنهم من قال بالمسح ومنهم من قال بالغسل وهذا مثال بسيط لمعرفة تأثير التفسير في معرفة الأحكام الشرعية في كتاب الله عز وجل .
ومن الامور الأخرى التي يجب علينا بيانها وهي زبدة الموضوع وخلاصة البيان خصوصاً فيما يتعلق بالكتاب الكريم وهي تحديد آيات الأحكام الشريعة أي تحديد عدد الآيات الكريمة التي جاءت لتبين الأحكام الشرعية ولدراسة هذا الأمر لا بد أن نرجع إلى أخبار الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ لنعلم ما هي نسبة آيات أحكام الشريعة أي الحلال والحرام الواردة في كتاب الله تعالى .
فقد ورد عن أئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ روايات ربما يحسب المطلع عليها بانها متضاربة أو متعارضة منها ما جاء عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال وربع حرام وربع سُنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم﴾﴿[30].
وجاء عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ يقول : ﴿نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سُنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام﴾﴿[31]
وجاء عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا وربع في عدونا وربع سُنن وأمثال وربع فرائض وأحكام﴾﴿[32].
إن الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ قد تحدثوا فيما تقدم عن امور مختلفة فإن ارباع القرآن غير أثلاثه فإن ما نزل في أرباع القرآن غير ما نزل في أثلاثه فكلا له موضوعه فإن كثيراً من الأمثال تحتوي على أحكام شرعية كما ان من السُنن أحكام أيضاً وعلى العموم فإن تنزلنا جدلا وقلنا بأن ثلث القرآن جاء لبيان الأحكام الشرعية فإن عدد آيات القرآن الكريم ﴿6236﴾ آية وان ثلث القرآن ﴿2078﴾ آية تقريباً أما إذا قلنا بأن ربع القرآن أحكام شرعية فإن ربع الآيات ﴿1559﴾ آية أما إذا قلنا بأن نصف القرآن أحكام شرعية فإن نصف الآيات ﴿3118﴾ آية وهذا على سبيل الأخذ بظاهر الأخبار دون نقاش أو بحث فإن أقل الأرقام هو ﴿1559﴾ آية خاصة بالأحكام الشرعية وهذا الرقم كما قلنا هو أقل الأرقام إلا أن هذا الأقل لم يؤخذ الا بأقل من ثلثه بل أقل من الثلث بكثير فقد ذكر الشيخ جعفر السبحاني عدد آيات الأحكام في قوله : ﴿وأما عدد آيات الأحكام فقد ذكر الفاضل المقداد في تفسيره " كنز العرفإن " ما هذا نصه : اشتهر بين القوم أن الآيات المبحوث عنها نحو خمسمائة آية ، وذلك إنما هو بالمتكرر والمتداخل ، وإلا فهي لا تبلغ ذلك ....
ويظهر من البعض أن عدد آيات الأحكام ربما تبلغ 330 آية ، قال عبد الوهاب خلاف : ففي العبادات بأنواعها نحو 140 آية . وفي الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وإرث ووصية وحجر وغيرها نحو سبعين آية . وفي المجموعة المدنية من بيع وإجارة ورهن وشركة وتجارة ومداينة وغيرها نحو سبعين آية . وفي المجموعة الجنائية من عقوبات وتحقيق جنايات نحو ثلاثين آية . وفي القضاء والشهادة وما يتعلق بها نحو عشرين آية . ولكن بالنظر إلى ما ذكرنا من سعة آفاق دلالته يتبين أن عددها ربما يتجاوز عن الخمسمائة ، إذ رب آية لا تمت إلى الأحكام بصلة ، ولكن بالدقة والإمعان يمكن أن يستنبط منها حكم شرعي .﴾﴿[33].
ثم قال الشيخ السبحاني : ﴿ولكن بالنظر إلى ما ذكرنا من سعة آفاق دلالته يتبين أن عددها ربما يتجاوز عن الخمسمائة ، إذ رب آية لا تمت إلى الأحكام بصلة ، ولكن بالدقة والإمعان يمكن أن يستنبط منها حكم شرعي﴾﴿[34].
ومن هذه الأقوال نفهم بأن عدد آيات الأحكام أقل من الخمسمائة آية وربما يتجاوز هذا العدد فإنهم غير متأكدين إلى الآن من ذلك . فربما أقل من الخمسمائة ربما أكثر ربما بين بين وربما لا هذا ولا غيره وربما يأتينا شخص ويقول برقم جديد !!
إن تحدث الفقهاء عن آيات الأحكام يؤكد لنا بُعدهم عن الكتاب الكريم كما انه يؤكد عدم الاهتمام بالكتاب فإلى يومنا هذا لم يتفقوا على تحديد عدد آيات الأحكام وقد سمعنا الارقام التي ذكرها السبحاني واننا حين نطالع الروايات الشريفة نجد بأن هذه الارقام هزيلة بالنسبة للارقام والنسب الواردة في أخبار أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ ولهذا فإن الفقهاء قد تسائلوا عن هذه النسبة البسيطة التي يعتمدونها فقد ذكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين ما هذا نصه : ﴿ ما تعارف عليه الفقهاء من اعتبار ان آيات الأحكام في القرآن الكريم هي خمسمائة وبضع آيات بينما نحن نلاحظ اولا : ان نسبة الخمسمائة نسبة آيات الأحكام إلى جميع كتاب الله العزيز هي أقل من العُشر وهو أمر مثير للتساؤل ان يكون أكثر من تسعة اعشار الكتاب الكريم مواعظ وقصص وعقائد وان تكون آيات الأحكام أقل من عُشر أمر مثير للتسائل علما بأن آيات العقائد المباشرة هي أقل بكثير من العشر أيضاً يبقى كل ما يبقى أكثر من ثمانية اعشار الكتاب الكريم قصص ومواعظ انه أمر يحتاج إلى بحث في التدقيق أدعي ﴿والله تعالى اعلم ونساله العصمة﴾ ان آيات الأحكام هي أكثر بكثير مما تعارف عليه الفقهاء والأصوليون وفي تقديري قد تتجاوز الالف آية وانا الآن في سبيلي إلى تقصي هذا الأمر ان الفقهاء –رضوان الله عليهم- والأصوليين القدماء – جزاهم الله عنا خيرا- انطلقوا في تعاملهم مع القرآن باعتباره مصدراً للتشريع من خلل أو ضيق في الرؤية المنهجية﴾﴿[35]
نعم إن هذا الخلل وهذا الضيق هو سبب التعاسة والاختلاف فإن الكتاب الكريم لم يولى العناية ولا الاهتمام من قبل الفقهاء بل ان الاهتمام كل الاهتمام كان وما زال يعطى لأصول المخالفين ومنطق اليونان وفلسفة الاغريق وغيرها من العلوم الدخيلة اما وصية النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ في الكتاب والسُنة فقد هجرها الفقهاء ولم يراعوا حقها خصوصاً حق الكتاب الكريم .
أما قولهم في تقديرهم بأن عدد الآيات قد يتجاوز الالف فإننا قد ذكرنا فيما تقدم باننا ان تنزلنا جدلاً وقلنا بأن ربع القرآن خاص بالأحكام فإن ربع القرآن ﴿1559﴾ آية فلماذا لم يذكروا الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ وذهبوا إلى التقدير والتخمين والأخبار موجودة وهي مهجورة أيضاً كهجر القرآن والا لو علموها لقالوا بأن الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ قد بينوا بأن عدد آيات الأحكام يفوق ما ذكرناه بكثير .
إن الاختلاف في التفسير والاختلاف في معرفة آيات الأحكام الشريعة يعود إلى مسألة غاية في الخطورة وهي مسألة هجر القرآن فقد هجر الفقهاء الكتاب كل الهجر فقد يتفاجأ البعض عندما يسمع أو يعلم بأن فقهاء الحوزة العلمية لا يدرسون القرآن لا من حيث التفسير ولا من حيث التلاوة وهو الثقل الاكبر الذي تركه رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ للمسلمين وقد يتفاجأ القارئ أكثر عندما يعلم بأن الفقهاء يعلمون بهجرهم للقرآن وإتخاذهم لأصول المخالفين ومنطق اليونان وفلسفة الاغريق بديلاً عنه .
فقد ذكر السيد الخميني في اواخر عمره ما هذا نصه : ﴿ايتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وانقذوا القرآن الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القرآن عمداً وعن علم .
فإنني أقول بشكل جدي وليس ﴿للتعارف العادي﴾ أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباءً في طريق الضلال والجهالة . وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للالتفات إلى شؤون القرآن وأبعاده المختلفة جداً واجعلوا تدريس القرآن في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى لئلا لا قدر الله أن تندموا في آخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفون على أيام الشباب كالكاتب نفسه﴾﴿[36].
إن هذه الصرخات التي اطلقها السيد الخميني غير كافية إطلاقاً ان لم يأخذ الفقهاء منها العبرة والدروس فإن اشهر الفقهاء يتأسف على عمره الذي ذهب هباءً في طريق الضلال والجهالة لماذا ؟ لأنه لم يهتم بالقرآن كما ينبغي ! وقد عاب على هذه الصرخات بعض الفقهاء حيث ذكر مرتضى مطهري قائلاً : ﴿عجباً ان الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه ثم يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن اننا نحن الذين هجرنا القرآن وننتظر من الجيل الجديد ان يلتصق به ولسوف اثبت لكم ان القرآن مهجور بيننا .
إذا كان شخص ما عليما بالقرآن أي إذا كان قد تدبر القرآن كثيراً ودرس التفسير درساً عميقاً فكم تراه يكون محترماً بيننا ؟ لا شيء .
أما إذا كان هذا الشخص قد قرأ ﴿ كفاية ﴾ الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترماً وذا شخصية مرموقة . وهكذا ترون ان القرآن مهجور بيننا . وان إعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة . اننا أيضاً من الذين تشملهم شكوى النبي ﴿ص﴾ إلى الله تعالى ﴿ يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾﴿[37]
قبل شهر تشرف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة وعند رجوعه قال انه تشرف بزيارة آية الله الخوئي (حفظه الله) وسأله : لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب أن هنالك موانع ومشكلات في تدريس التفسير .
يقول : فقلت له : إن العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم فقال : ان الطباطبائي يضحي بنفسه . أي ان الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الاجتماعية وقد صح ذلك .
إنه لعجيب ان يقضي امرؤ عمره في أهم جانب ديني كتفسير القرآن ثم يكون عرضة للكثير من المصاعب والمشاكل في رزقه في حياته في شخصيته في احترامه وفي كل شيء آخر ولكنه لو صرف عمره في تأليف كتب مثل ((الكفاية)) لنال كل شيء . تكون النتيجة ان هنالك آلافاً من الذين يعرفون الكفاية معرفة مضاعفة أي انهم يعرفون الكفاية والرد عليه ورد الرد عليه ولكن لا نجد شخصين أثنين يعرفإن القرآن معرفة صحيحة عندما تسأل أحداً عن تفسير آية قرآنية يقول لك : يجب الرجوع إلى التفسير﴾﴿[38].
إن من العيب علينا أن نفضل كتاباً كالكفاية على كتاب الله الذي وصف الله بقوله : ﴿تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء﴾﴿[39].
ما هو كتاب الكفاية هل قاله معصوم حتى نتمسك به هذا التمسك ام انه كتاب منزل من السماء لكي يعتنى به هذا الاعتناء والحق يقال لو ان الكفاية كتاب منزل من السماء لهجره القوم إلى غيره كما هجروا القرآن من قبل ولم يدرسوا آياته وسوره .
إن من الغريب جداً والمعيب أيضاً ان نسمع بأن المجتهد الأصولي يمكن ان يبلغ درجة الإجتهاد دون ان يراجع القرآن ولو لمرة واحدة وهذا على حسب ما قاله السيد الخامنئي حيث ذكر ذلك في قوله : ﴿مما يؤسف له أنبإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد ،من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة ! لماذا هكذا ؟ لأندروسنا لا تعتمد علىالقرآن﴾﴿[40].
ويقول السيدمحمدحسين فضل الله : ﴿فقد نفاجأ بأن الحوزةالعلميةفي النجف أو في قم أو في غيرهمالا تمتلك منهجاًدراسياً للقرآن﴾﴿[41].
وقال السيد كمال الحيدري : ﴿فلهذا تجد ان بعض الكبار الآن في مثل هذه الأيام بدأوا يلتفتون إلى هذه النكته سمعتم هنا وهنالك ان السيد الخامنئي حفظه الله تعالى كان يقول هذه الكلمة الآن في الحوزات العلمية يمكن للإنسان ان يكون مجتهداً ولا يعرف القرآن .
ممكن في الحوزة لو مو ممكن هذا ؟ ممكن لو مو ممكن ؟ ممكن جنابك تصير مجتهد وتكتب رسالة عملية وانت متدري فلان آية من القرآن لو مو من القرآن . ومن هنا أوكل الإسلام . أوكلنا يوم أوكل القرآن ﴿[42].
إذا كان الفقهاء لا يدرسون القرآن ولا يملكون منهجاً دراسياً للقرآن بل لا يراجعوه ولو لمرة واحدة في حياتهم فلا عتب عليهم بانهم لا يعلمون عدد آيات الأحكام بل لا عتب عليهم وهم يختلفون في تفسير آياته وسوره فالجاهل بالشيء لا يمكننا ان نسأله عن ما يجهل ولكن لا يسعنا إلا السؤال عن العلة التي من اجلها جعلوه في صدارة مصادر التشريع فإذا كان هو الأول لزم ان يعطى العناية الكبرى وهذا مما لا وجود له فإن القرآن قد هجره القوم وأن العجب العجاب من أناس يحملون ألقاب تكاد يسجد لها أن يكونوا بهذا المستوى الفكري المعيب على الإسلام ككل وليس على المذهب فقط . فيا فقهاء ويا محققين ألم تقرءوا قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ﴿[43] والله إن هذه الآية الكريمة كأنها نزلت اليوم لتروي لنا موقف النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ من أمته .
إن هذه الشكوى لهي عين الواقع فقد جعلنا القرآن في المساجد للزينة أو للثواب وطبع في عدة ألوان وأحجام دون تفقه وتدبر ودون دراسة وتمعن وهذه هي الطامة الكبرى التي نعيشها في واقعنا الهزيل .
إن المؤلم في هذا المقام هو علم زعماء الحوزة وفقهاءها بأنهم قد هجروا القرآن ومع ذلك فَهُم يوبخون أنفسهم بأنفسهم وهذا من العجب العجاب فقد ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الآية قائلاً : ﴿وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا . قول الرسول ﴿ صلى الله عليه وآله وسلم ﴾ هذا ، وشكواه هذه ، مستمران إلى هذا اليوم من فئة عظيمة من المسلمين ، يشكو بين يدي الله أنهم دفنوا القرآن بيد النسيان ، القرآن الذي هو رمز الحياة ووسيلة النجاة ، القرآن الذي هو سبب الانتصار والحركة والترقي ، القرآن الممتلئ ببرامج الحياة ، هجروا هذا القرآن فمدوا يد الاستجداء إلى الآخرين ، حتى في القوانين المدنية والجزائية .﴾﴿[44].
وهنا يبرز سؤال مهم جداً وهو كيف يستطيع المجتهد بلوغ درجة الإجتهاد الذي يعتمد في عملية الاستنباط على القرآن - كما يزعمون - من دون دراية أو معرفة بالمنهج القرآني ولا دراسة لناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وهذا الأمر أي الاعتماد على القرآن والسُنة يدعيه الفقهاء وإلا فإن الحقيقة انهم كما قال السيد الخامنئي بإمكان الفقيه أن يبدأ الدراسة إلى حين استلام إجازة الإجتهاد دون أن يراجع القرآن ولو مرة واحدة وهذه هي الحقيقة المخفية عندهم وإلا فإن الظاهر هو غير المخفي حيث ان القرآن في الظاهر هو المصدر الأول والأساس في معرفة الأحكام اما ما خفي فهو ان الفقيه لا يعتمد على القرآن في معرفة الأحكام بل ان المجتهد الأصولي بإمكانه استلام إجازة الإجتهاد دون ان يراجع القرآن ولو لمرة واحدة فهل بعد هذا الهجران هجران لكتاب الله .
لماذا هذا الهجر لكتاب الله والتمسك بكلمات المخالفين وأصولهم أليس كتابنا هو القرآن أليست عقائدنا مبنية على القرآن أليس فقهنا مبني على القرآن ألم يقدم الرسول كتاب الله في حديث الثقلين ألا تعتبر هذه معصية ومخالفة لوصية الرسول، فالننظر إلى أنفسنا كيف نعصي وصية النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ قبل أن نعيب على من غصب حق الإمام وخالف وصية الرسول ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ ونشن الحروب الكلامية من على المنابر على بقية المسلمين مثيرين بذلك الفتن الطائفية بين أبناء الدين الواحد في مختلف بقاع العالم .
إن مسألة هجر القرآن من المسائل المعيبة على المسلمين عموماً وعلى الإمامية بالخصوص فإن هذه المسألة تشيب حتى الطفل الرضيع فما بالهم قد هجروا القرآن وصاحبوا عقولهم وآرائهم وتركوا دستور السماء وتمسكوا بزخارف الاوهام وحبائل الشيطان وصار هذامن السُنن التي تزيدها الأيام ثباتاً جيلاً بعد جيل .
إن هذه الظلمة القاتمة من الحال المرير الذي نعيشه تتطلب مناوقفة نراجع فيها نفوسناوإذا استمر هذا الوضع المُخزي ، فنحن علىأعتاب كارثة فكرية كبرى ، فما دام الحال يراوح في مكانه ، فسوف تتخرج الاجيال حتى تصبح عقائدنا ما لا يصلح أن يكون صحيفة على حائط فيمدرسة للصبيان ، فإن استصلاح الحال وتقويمه يحتاج إلى نفوس صابرة وهمم مشحوذة وقلوب مشحونة بنور الإيمان .
إن مصائب القوم لم تقف عند هذا الحد وياليتها وقفت فإن المصيبة تكمن في محاربة كل من يتجرأ ويحاول أن يدرس أو يُدرّس القرآن في الحوزة وتنهال عليه التهم من كل حدب وصوب فتارة يُتهم بالجهل ! وتارة بفقدان الوعي بل حتى بالجنون ؟!!
يقول السيدالخامنئي : ﴿إذا ما أراد شخصكسب أي مقام علميفي الحوزة العلمية كان عليهأن لا يفسرالقرآن حتى لا يتهم بالجهلحيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناسمن تفسيره على أنهجأهل ولا وزن له علمياً، لذا يضطر إلى ترك درسه، ألاتعتبرون ذلك فاجعة﴿[45].
إن هذه الكلمات يقف كل مؤمن عندها مصدوماً متألماً لما وصل إليه حال مدرسة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ هذه المدرسة التي كان يفتخر بها المخالفون قبل الموالون ويعتمد عليها المبغضون قبل المحبون إلا إنها اليوم أصبحت في طي النسيان والهجران فلا يعتمدها الا قليل من المؤمنون وهم بعداد المعدومين لندرتهم إلا أن الكثير من الإمامية لا يعلمون هذه الحقائق التي ذكرناها لحسن ظنهم بالكثير من الرجال خصوصاً من وصفهم الإمام علي بن الحسين ﴿عليه السلام﴾ في قوله : ﴿إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته فرويداً لا يغرنكم... ﴾﴿[46].
فلا يغرنا من يتماوت في منطقه ويتخاضع في حركاته لكي يثبت شيء عند الله منفي ليضل به كثيراً من الناس والله عاصم الذين امنوا فهو مولاهم ونعم النصير.
إننا حين نطالع كلمات أكثر الفقهاء حين يتحدثون عن الكتاب الكريم نجد سمات الجهل في هذه الكلمات كما اننا نجد التجاوز والسفاهة في بعض كلماتهم منها ما قاله الطبرسي حين عد بعض فقرات الكتاب بالسخيفة وهذا نص ما قاله الطبرسي وهو يصف صفات آيات الكتاب : ﴿ فإن الاختلاف فيه كما يصدق على اختلاف المعنى وتناقضه كنفيه مرة واثباته أخرى وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الاعجاز وسخافة بعضها الأخرى وعلى اختلاف مراتب الفصاحة﴾﴿[47].
إن هذا الكلام نابع من ترك الكتاب وهجره وكذلك هجر تفاسير الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ الشارحة لمعانيه . إن المؤمن المتمسك بالثقلين لا يمكن أن يصف بعض الكتاب بالسخافة . فهل يستحق الحاوي على السخافة أن يكون معجزة ؟! والله قد فضل القرآن على كل الكتب والعلوم وقال تعالى عنه بانه تفصيل كل شيء وهدى وبشرى للمسلمين قال تعالى : ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾﴿[48]﴾. وقال تعالى : ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾﴿[49]﴾.
كيف لا توصف بعض فقرات الكتاب بالسخافة وهو متروك على رفوف المكتبات أو للقراءة من اجل الثواب لا من اجل تدبر آياته وكلماته فضلاً على انك تجد طلبة وأساتذة الحوزة يفضلون دراسة أصول الفقه والفلسفة وعلم الكلام والمنطق على كتاب الله المنزل وهذا ليس تصريح مني أو رمياً بالكلام جزافاً بل هو واقع تعيشه الحوزة مع شديد الأسف فقد عبر عن هذه الحال الدكتور الباقري : ﴿وكان ربمايعابعلىبعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص ﴿أي في القرآن وعلومه﴾ الذي ينأى بطالبالعلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب اللهولا يعتبر هذا النوعمن الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط﴾﴿[50].
والله يقف كل إنسان عاجز عن الرد على هذا الكلام ولا يستطيع أظهار تعبير يليق بهذا التردي الفكري والانحلال الذهني فإلى أين أوصلتنا عقولنا ؟ أفنقارن علم الأصول بكتاب الله ؟ وياليتنا قارناه بل فضلناه كما يذكر الدكتور فالذي عنده علم بكتاب الله ليس له وزناً ولا ثقلاً علميا والذي عنده علم بأصول فقه العامة يكون من ذوي الثقل العلمي !!!
يقول الدكتور الباقري : ﴿هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبلالتشكيك والانكار﴾﴿[51].
نعم إذ كيف يستطيع أصدار فتوى صحيحة وهو لم يدرس القرآن ! وهذه المسألة من الأسباب الرئيسية التي ادت إلى بروز العديد من المسائل الخلافية بينهم والتي ذكرناها وهذا كله نتيجة طبيعية لهذه المقدمة المريرة .
وبعد ما تقدم نحب أن نبين خلاصة الموضوع وهذه الخلاصة يمكن تحديدها بأن القرآن بيننا قد أصبح مهجورا وان الفقهاء قد فضلوا دراسة وتدريس أصول الفقه والمنطق والفلسفة على تعلم القرآن وتعليمه بل إنهم يرمون من يتعلم القرآن بالجهل فكيف يمكن القول بأن الكتاب الكريم فعلاً هو المصدر الأول في معرفة الأحكام الشرعية إذ كيف يتمكن الفقيه من افتاء الناس بحكم معين وهو لم يتصفح القرآن ولو لمرة واحدة كما ذكر السيد الخامنئي وهذه المأسات تدلنا على بعد التشريع في الوقت الراهن تحديداً عن روح الكتاب الكريم وهذه ما أردنا بيانه وإنا لله وإنا إليه راجعون .



((هذا الموضوع ومواضيع أخرى تجدونها في كتابنا سقيفة الغيبة ))


[1] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - ص 245
[2] - مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 8 - ص 200
[3] - مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 8 - ص 491
[4] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 89 - ص 91
[5] - التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 38 - 39
[6] - سورة النساء آية 69
[7] - سورة هود آية 15
[8] - تفسير الرازي - الرازي - ج 17 - ص 198
[9] - سنن الترمذي - الترمذي - ج 4 - ص 268 – 269 /السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 31
[10] - السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 31
[11] - الاحكام - أبن حزم - ج 6 - ص 779
[12] - وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 60
[13] - سورة النحل آية 43
[14] - كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي شرح ص 230
[15] - مستدرك الوسائل - ج 17 - ص 283
[16] - المصدر السابق - ص 276
[17] - نهج البلاغة - خطب الإمام علي ﴿ع﴾ - ج 1 - ص 216
[18] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 607
[19] - نفس المصدر السابق - ص 603
[20] - نفس المصدر السابق
[21] - سورة النحل آية 89
[22] - سورة الانعام آية 38
[23] - سورة يوسف آية 111
[24] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 59
[25] - أصول الفقه - الشيخ محمد رضا المظفر - ج 3 - ص 54
[27] - معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 1 - ص 20
[28] - كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 28
[29] - الاجتهاد والحياة حوار على الورق – حوار واعداد محمد الحسيني - ص23
[30] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 627
[31] - نفس المصدر السابق
[32] - نفس المصدر السابق - ص 628
[33] - رسائل ومقالات - الشيخ جعفر السبحاني - ص 501 - 502
[34] - نفس المصدر السابق - ص 502
[35] - الاجتهاد والحياة حوار على الورق – حوار واعداد محمد الحسيني - ص12
[36] -القرآن في كلام الإمام الخميني - ص 84
[37] -سورة الفرقان آية 30
[38] -إحياء الفكر الديني- الشهيد مطهري – ص52
[39] - سورة الزمر آية 23
[40] - ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 110
[41] - المصدر السابق - ص 111
[42] - تسجيل صوتي لمحاضرة للسيد كمال الحيدري
[43] - سورة الفرقان آية 30
[44] - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 11 - ص 244 - 245
[45] - ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112
[46] - الحدائق الناظرة - المحقق البحراني - ج 10 - ص 58 - 59
[47] - فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب - النوري الطبرسي - ص 211
[48] - سورة النحل آية 89
[49] - سورة الاسراء آية 88
[50] - ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112.
[51] - المصدر السابق - ص 110.






0 التعليقات:

إرسال تعليق