Ads 468x60px

الخميس، 30 أغسطس 2012

الأدلة على صدق اليماني الموعود صاحب أهدى الرايات



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم


الأدلة على صدق اليماني الموعود صاحب أهدى الرايات


لما كان اليماني الموعود صاحب دعوة حيث يقوم بدعوة الناس الى نصرة الامام المهدي(ع)، كان لابد له من أدلة على صدق تلك الدعوة، خاصة وان الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة قد بينت لنا ظهور الكثير من رايات الضلالة والانحراف في ذلك الزمان.
أضف إلى ذلك أن علماء السوء وفقهاء الضلالة سوف يقفون بوجه دعوة الداعي كما أخبرتنا كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).
إذن فلابد لليماني من إظهار الأدلة الوافية التي تثبت صحة تلك الدعوة، التي يقيم من خلالها الحجة على من يسمع بتلك الدعوة، وانطلاقاً من هذه النقطة، نورد أهم الأدلة التي نحتمل أن يأتي بها اليماني لإثبات دعوته على شكل أطروحات، ونقوم بنقاش كل أطروحة على حدة، فنذكر أهم ما يرافق تلك الأطروحات من نقاط ضعف وقوة ويبقى الحكم للقارئ المنصف.

الأطروحة الأولى:
(العلم بالفقه والأصول)


يعتقد بعض الشيعة ان اليماني الموعود يظهر كمجتهد ويكون أعلم الناس بالفقه والأصول عند ذلك يبدأ بجمع المقلدين الذين يصنع منهم قاعدة وأنصاراً للإمام المهدي (عليه السلام).
والحقيقة إن هذا الكلام مما لا دليل عليه فلم تذكر لنا الأحاديث والروايات الشريفة ان اليماني الموعود يكون مجتهداً أو إنه يكون أعلم الناس بالفقه والأصول.
ثم إن الفقه والأصول من العلوم الكسبية التي يمكن تحصيلها من قبل أي شخص بغض النظر عن كون هذا الشخص متصلاً بالإمام أو غير متصل بل بغض النظر عن كونه مؤمن أو فاسق ، برّ أو فاجر فإن كل واحد من هؤلاء يمكن أن يكون مجتهداً ويمكن أن يكون أعلم من غيره بالفقه والأصول.
وهذا ما يؤكده المحقق الخوئي في تعليقه على شرط الإيمان في مرجع التقليد حيث يقول: ( لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الإيمان في المقلد بل مقتضى الإطلاق في الأدلة والسيرة العقلائية عدم الأعتبار لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالإيمان ولا بالإسلام كما إن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقاً سواء كان واجداً للإيمان أو الإسلام أم لم يكن)(التنقيح في العروة الوثقى ج1 ص220).

والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المنحرفين الذين وصلوا إلى درجات عالية في هذه العلوم، فليس كل مجتهد صالح وليس كل عالم مؤمن، بل إن الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) تحدثنا عن ظهور الكثير من علماء السوء وفقهاء الضلالة الذين يقفون بوجه المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه كتاب الله ويكذبون ممهديه وأنصاره والروايات في هذا الصدد كثيرة
ثم إن ما يقوله البعض من ان اليماني يكون أعلم الناس بالفقه والأصول فإن هذه الدعوى أخص من المدعى، فاليماني يدّعي الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) ويدّعي أنه رسوله والممهد له ووزيره وهذه المقامات كلها مقامات إلهية تحتاج إلى أدلة من سنخها وليست غريبة عنها أو أخص منها.
فعلم الفقه والأصول من العلوم الكسبية والتحصيلية كما قلنا وهي من تعليم البشر وباستطاعة كل أحد تعلمها وتحصيلها، فلا يمكن أن نستدل بها على دعوة إلهية.
ثم إن المعلوم لدينا أن اليماني يأخذ توجيهاته من الإمام (عليه السلام) نفسه كما أشارت الروايات الشريفة وأكد الكثير من الباحثين في كتبهم وأبحاثهم فما حاجته عندها للاجتهاد أو الفقه والأصول خاصة إذا ما علمنا أن جميع المجتهدين يعملون وفق أحكام ظاهرية ظنية وليست واقعية، واليماني يعمل وفق أحكام واقعية يأخذها من الإمام (عليه السلام) نفسه.
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( القائم إمام ابن إمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه )(معجم احاديث الإمام المهدي ج3 ص417).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن مسائل الفقه وأحكام الشريعة تؤخذ منه قبل قيامه (عليه السلام) وليس من غيره، واليماني هو من يكون الواسطة في إيصال هذه الأحكام إلى أنصاره، فغير صحيح أن نفرض ان اليماني مجتهداً مع علمنا أنه متصلاً بالإمام (عليه السلام).
فأما أن يعمل اليماني وفق الاستنباط وتكون أحكامه ظنية وهذا غير صحيح أو أنه يكون متصلاً بالإمام (عليه السلام) ويأخذ الأحكام الشرعية منه (عليه السلام)، لذلك ستكون تلك الأحكام واقعية حتماً وعندها لا يحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط والعمل وفق الأحكام الظاهرية الظنية وهذا هو الصحيح.
إذن فمسألة كون اليماني يكون مجتهداً ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول ليس صحيحاً إطلاقاً، فهذه الأطروحة إذن غير صحيحة ولا يمكن أن نعول عليها في معرفة اليماني أو نعتبرها دليلاً على صدق دعواه
وستاتيك باقي الأطروحات




الأطروحة الثانية
(إقامة المعجزة)

قد يعتقد البعض إن أقوى الأدلة وأهمها على الإطلاق في كل الدعوات الإلهية هي إقامة المعجزة مستندين في ذلك إلى دعوات الأنبياء (عليهم السلام)، فهم يقولون إن لكل صاحب دعوة معجزة، فقد أقام الأنبياء (عليهم السلام) المعاجز لأقوامهم فلابد في كل صاحب دعوة إلهية أن يقيم المعجزة لقومه، كما فعل إبراهيم وصالح ويونس وأيوب وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وكما فعل أوصياء الأنبياء من بعد موتهم.
والحقيقة وقبل البدء في نقاش هذه الأطروحة لابد من إثبات أمر مهم، وهو أن المعجزة يجريها الله عز وجل على أيدي أنبياءه (عليهم السلام) وليس بالضرورة أن يكون لكل نبي معجزة فهذا نبي الله نوح (عليه السلام) لم يؤيده الله بالمعجزة أثناء فترة دعوته.
وأما من يقول ان الطوفان هو معجزة نوح (عليه السلام) فإننا نقول: نعم، كان الطوفان معجزة إلا أنه ليس دليلاً من أجل إثبات صحة دعوة نوح (عليه السلام) بل هو عقاب من المولى عز وجل للكافرين الذين رفضوا التصديق والإيمان بدعوته (عليه السلام) وإلا فإن المؤمنين قد آمنوا بتلك الدعوة قبل وقوع الطوفان بزمن طويل، ولما وقع الطوفان لم يؤمن أحد غير أولئك المؤمنين، ولا توجد آية أو رواية تدل على أن نوح (عليه السلام) أقام المعجزة لقومه غير معجزة الطوفان التي قلنا أنها عقاب للكافرين ليس إلا.
أما نبي الله هود (عليه السلام) فيحدثنا القرآن انه لم يأت بمعجزة إطلاقاً فقد طلب منه قومه ذلك إلا أنه قال لهم بأن ذلك بيد الله عز وجل قال تعالى : {قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }( )هود 53.
كما إن هناك الكثير من الأنبياء ليس لديهم معجزة كالنبي لوط (عليه السلام) مثلاً وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وغيرهم (عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم)، إذن فمسألة أن لكل نبي معجزة غير صحيحة إنما المعجزات بيد الله يأتي بها متى يشاء ويؤيد بها من يشاء ، قال تعالى:
{وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }(العنكبوت 50).
إذن فالمسألة ليست منوطة بيد النبي إنما الأمر بيد الله عز وجل فهو يأتي بالمعجزة ويقيمها متى شاء فيقيم بها الحجة على الكافرين والمعاندين، ولو رجعنا واستقرأنا سيرة الأنبياء لوجدنا أن جميع من طلب منهم المعجزة هم من المعاندين والكافرين بدعوات الأنبياء، وحينما أقام الله لهم المعاجز على أيدي أنبياءه لم يزدهم ذلك إلا إعراضاً عن الحق وعناداً وكفراً، قال تعالى:
{وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ}الانعام 2
وقال ايضاً {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }(الحجر 14).
ولو نظرنا إلى المؤمنين فإننا نجد أن الأعم الأغلب منهم قد آمنوا من دون معجزة.
ثم إننا نؤمن بالمقولة التي جاء فيها: (إن لكل مقام مقال) وقد اتفق العقلاء على أن المعجزة تكون بما يناسب زمانها، فقد كانت معجزة موسى (عليه السلام) العصا التي تكون حية بإذن الله عز وجل لأن السحر كان منتشراً في ذلك الزمان.
وقد كانت معجزة عيسى (عليه السلام) شفاء المرضى وإحياء الموتى لأن الطب كان منتشراً ومعروفاً بشكل واسع، وكانت معجزة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) القرآن بما فيه من بلاغة وحسن بيان، وذلك لأن الشعر والبلاغة كانا منتشرين ومعروفان بشكل واضح.
أما من يعتقد أن الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر بالمعجزات فهذا غير صحيح لأن المعجزات لا تجري إلا على يد الأنبياء (عليهم السلام) أما بالنسبة للأوصياء فإنما يؤيدهم الله عز وجل بالكرامات.
وهناك فرق بين المعجزات والكرامات، فالمعجزة تأتي لإعجاز الخصم وردعه وهي تأتي في مقام الاحتجاج وإقامة الحجة قبل وقوع العذاب، أما بالنسبة للأوصياء فإن الله عز وجل يؤيدهم بالكرامات، لتطمئن لهم نفوس الناس فتتصاعد عندها درجات الإيمان والولاء لشخص الوصي.
لذلك فالوارد أن المولى تبارك وتعالى يؤيد وليه المهدي (عليه السلام) بالكرامات كما أيد غيره من الأوصياء (عليهم السلام) لا أن الله عز وجل يقيم على يديه المعاجز كما يعتقد البعض، ثم إن العلماء قد قرروا ان المعجزة لا تأتي إلا عند انحصار إقامة الحق بها، أما إذا كانت الأسباب الطبيعية منتجة للمطلوب وهو إقامة الحجة فلا داعي عندها لإقامة المعجزة ..
أما فيما يخص صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) اليماني الموعود فلا نجد ولا رواية واحدة تدل على أن الله عز وجل يقيم على يديه المعجزات، نعم فإن من المحتمل أن الله يؤيده بالكرامات إلا ان الأحاديث والروايات الشريفة لم تشير إلى ذلك ومن هنا يتبين لنا أن هذه الأطروحة لا يمكن التعويل عليها في معرفة الداعي وصدق دعواه.





الأطروحة الثالثة :
(العلم بعظائم الأمور)

في جميع الأشياء توجد أشياء عظيمة، فالعلم فيه عظائم والموجودات فيها عظائم والكتب فيها كتب عظيمة، فكتاب الله عز وجل فيه قرآن عظيم وهكذا.
ويعتقد البعض ان اليماني الموعود يأتي بالعظائم، وقبل معرفة هذه العظائم لابد من معرفة صحة هذا الرأي فهل له ما يؤيده من أحاديث وروايات وردت عن النبي أو الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
والحقيقة إننا لو رجعنا إلى الأحاديث والراويات التي تحدثت عن أمر المهدي (عليه السلام) نجد أنها ذكرت هذا الأمر ودلت عليه.
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر، قال: ( سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) الكافي ج1 ص340 ، إثبات الهداة ج3 ص445 ، بحار الأنوار ج52 ص157 ، غيبة النعماني ص178 .
.
إذن فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن المعيار في معرفة أي داعي هو سؤاله عن العظائم وليس عن شيء آخر، فما هي العظائم يا ترى ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن نتوصل لإجابته.
والحقيقة لا يمكن تعيين العظائم ما لم نرجع إلى كتاب الله عز وجل وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والمعلوم أن كتاب الله عز وجل هو أعظم هذه العظائم فقد وصفه المولى تبارك وتعالى بالعظمة، قال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}الحجر 87.
فكل ما يتعلق بالقرآن من أسرار وخفايا يكون عظيماً حتماً.
أما لو عدنا إلى الأحاديث والروايات الشريفة نجد أنها ذكرت أن الرجعة من عظائم الأمور فمعرفتها تعني معرفة أمر من الأمور العظام.
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها.
فقال : إن هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه، وقد قال الله عز وجل:
{ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه } - بحار الأنوار ج53 ص40 .

وعن حمران قال: ( سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها، فقال: إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأتي أوانه، قال الله: { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه } ) - تفسير العياشي ج2 ص122 .
.
فمن هاتين الروايتين الشريفتين يتبين لنا واضحاً أن الرجعة من عظائم الأمور، ومن هاتين الروايتين أيضاً يتأكد لنا أن التأويل من عظائم الأمور وذلك لأن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) عندما سئلا عن الرجعة في الروايتين ذكر التأويل ، والواضح من كلامهما (عليهما السلام) أن الرجعة تكون على نحو التأويل وليس على النحو المتعارف والفهم والفكر التقليدي السائد.
أما بالنسبة لأشباه الرجعة والتي هي أيضاً من عظائم الأمور فهي توضيح خروج دابة الأرض، ونزول عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وأمر الإمام المهدي وخروجه كل هذه الأمور هي من الأمور العظام والداعي لابد أن يكون عالماً بكل هذه العظائم بحيث لو سئل عنها أو ما يتعلق بها لأجاب.
والواجب علينا كمكلفين ومنتظرين لأمر الإمام (عليه السلام)، أن نسأل كل من يدعي أنه نائب المهدي أو رسوله أو مبعوثه أو الداعي إلى نصرته عن هذه العظائم كما أمرنا أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين).
وهناك أمور أخرى عديدة لابد من توفرها في شخص الداعي لتكون أدلة على صدق دعواه منها :





حُسن الخلق

اتصف الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والأولياء والصالحين بحسن الخلق والآيات التي تشير إلى ذلك كثيرة، وخير الناس وأحسنهم خُلقاً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى نزل فيه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}( ).
ثم يأتي من بعده أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، ولابد أن يكون في كل داعي للحق حسن الخلق وصفات حميدة يمتاز بها عن غيره ويعرف بها بين الناس قبل دعوته ليكون حجة عليهم.
فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يُعرف بين أهل مكة بالصادق الأمين، وكذلك الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
إذن فلابد أن يكون اليماني معروفاً بين الناس بحسن الخُلق والصفات الحميدة والعبرة في ذلك حتماً تكون قبل الدعوة وليس بعدها، لأنه بعد الدعوة سيتهم بالكذب والسحر والجنون وغيرها كما اتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بذلك فبعد أن كان يسمى الصادق الأمين راح أهل مكة يسمونه بعد الدعوة (بالكذاب الأشر)، قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }( ).



الدعوة للإمام المهدي (عليه السلام)

فاليماني الموعود كما جاء ذكره في الروايات يدعو إلى الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم ...) - غيبة النعماني ص264 .
).
فكما هو واضح من الرواية الشريفة أن اليماني يدعو للمهدي (عليه السلام) الذي عبر عنه الإمام الباقر (عليه السلام) بكلمة (صاحبكم)، وهذه الصفة المهمة يجب توفرها في من يدّعي أنه اليماني خاصة إذا ما علمنا أن الكثير من الدعاة الكاذبين سيظهرون قبل قيام الإمام (عليه السلام).
وإن كل واحد منهم يقوم بالدعوة إلى نفسه، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ) - الإرشاد ص358 .
.
وهذا هو المائز في الحقيقة بين الداعي الحقيقي وبين الدعاة الكاذبين، فالمائز والفارق هو أن الأول يدعو للإمام (عليه السلام) بينما تكون دعوة الآخرين لأنفسهم وإن ادعوا خلاف ذلك.



الدعوة إلى الحق والطريق المستقيم

يمتاز اليماني بأنه يدعو إلى الحق أي أنه يدعو إلى الكثير من الأمور الحقة في زمن كثر فيه الباطل، كما أن اليماني يدعو إلى طريق مستقيم واضح متصل بالإمام (عليه السلام)، وسيأتي تفصيل ذلك إنشاء الله.




يكون اليماني مؤيداً بالرؤيا وشهادة غيره له

فالظاهر أن المولى تبارك وتعالى يؤيد دعوة اليماني بالرؤيا، كما كان شأن الدعوات الإلهية.
المقصود من ذلك أن البعض ممن يسمعون بتلك الدعوة يعطيهم الله عز وجل الرؤيا التي تدل على صدق تلك الدعوة وصدق الداعي، بل تكون بعض الرؤى صريحة في صحة الدعوة وصدق الداعي والله أعلم بحقيقة الحال.









الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني









0 التعليقات:

إرسال تعليق