Ads 468x60px

الأحد، 26 أغسطس 2012

الطاقات التي يستخدمها المهدي (ع) في حروبه



الطاقات التي يستخدمها المهدي (ع) في حروبه


بسم الله الرحمن الرحيم

إن أصل العلوم التي يأتي بها المهدي (عليه السلام) هي من علم الكتاب. قال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }( ).
وقد أجمع المفسرون على إن من عنده علم الكتاب هم محمد وأهل بيته الطاهرين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) والمعلوم إن المهدي (عليه السلام) هو وارثهم جميعاً وعنده ما عندهم، وخير شاهد هنا هو نقل عرش بلقيس وكيفية قطع هذه المسافة البعيدة بهذه السرعة من قبل وصي نبي الله سليمان (عليه السلام) آصف بن برخيا وذلك لأن عنده علم من الكتاب، قال تعالى: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }( ) هذا فعل من أفعال من عنده علم من الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب، وليس بمهمة سليمان (عليه السلام) أعظم من مهمة المهدي (عليه السلام) وهو المكّون لدولة العدل الإلهي التي وعد بها الله تعالى الأنبياء والمرسلين منذ نشأة التكوين. والفرق بين علم الكتاب وعلم من الكتاب كالفرق بين القطرة والبحر.
ومن خلال علم الكتاب سوف يستفيد المهدي (عليه السلام) من الآيات القرآنية باستخراج واستنباط أسلحة متطورة لم يشهدها العالم وطاقة هائلة لا مثيل لها إلا في بعض أفلام الخيال العلمي، ومن ذلك كله يستخدم المهدي (عليه السلام) هذا العلم ضد الغرب في عدة أماكن مختلفة وفي وقت واحد وقوة قاهرة مما يجعلهم يخضعون مجبورين في أخر المطاف. فيستخرج المهدي (عليه السلام) طاقات عديدة تكون أساسا لأسلحته المتطورة، ومن هذه الطاقات التي يمكننا الإشارة لها.

أولا: الطاقة النورانية
وهذه الطاقة هي أقوى وأسرع من طاقة الضوء المتعارف في وقتنا الحاضر فيسخرها المهدي (عليه السلام) في أسلحته وأسلحة أصحابه، فقد ورد عن محمد بن مسلم عن أبا عبد الله (عليه السلام) في وصفه أصحاب القائم (عليه السلام): (.... فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا عليه أبدا حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره لو إنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة لا يختل فيهم الحديد لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب احدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله)( ).
وورد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( ما كان قول لوط (عليه السلام) { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } إلا تمنياً لقوة القائم (عليه السلام) ولا ذكر إلا شدة أصحابه فإن الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلاً وان قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل )( ).
يتبين من هاتين الروايتين عدة أمور هي:
1- إن أسلحتهم التي يحملون تعمل على نظام هذه الطاقة التي لها القابلية أن تقد الجبل فتفصله، ولها الإمكانية على تقطيع جبال الحديد أي أنها مزودة بأشعة نورانية عالية قادرة على هذا الفعل العظيم الذي تعجز عنه اليوم كل الأسلحة الموجودة .
2- تتميز أسلحتهم عن السيوف التي كانت في ذلك الزمان الذي يتكلم فيه الإمام الصادق (عليه السلام) فهي بقوله من حديد غير هذا الحديد أي تتكون من عناصر مؤثرة تجعلها قادرة على صنع الأعاجيب.
3- إن النورانية العالية التي يتمتع بها أصحاب الإمام تصد وتمنع الرصاص وغيره من اختراق أجسادهم، أو قد يلبسون دروعاً واقية لها القابلية على صد كافة أنواع الأسلحة ومنعها من اختراق الجسد وذلك واضح في قول الإمام الصادق (عليه السلام) لا يختل فيهم الحديد) وبواسطة هذه الأسلحة والقوة التي يُعطون بها قوة أربعين رجل واستجابتهم وطاعتهم لإمامهم، كل ذلك يمكنّهم من فناء أهل المشرق والمغرب في ساعة واحدة.
ويستفيد المهدي (عليه السلام) من محصلة الطاقة النورانية في سرعتها القصوى والتي يكون فيها التلاشي بحيث لا ترى، وهذه معتمدة اعتماداً كلياً على معرفة المهدي لعلم الكتاب، فعن طريق ذلك يمكن الرجوع إلى النقطة بحيث يمكن التنقل السريع والاختفاء بدليل قوله { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }( ). وهي استخدام آصف بن برخيا وصي نبي الله سليمان لجزء قليل من الطاقة النورانية.
ثانيا: الطاقة الصوتية
ويطلق عليها أيضا الطاقة الموجية، فقد أصبح من الثابت في علم الهندسة وحتى المدنية منها وجود الذبذبات الصوتية حيث ان المختصين في هذا المجال لا زالوا يدرسون أسباب انهيار بعض الإنفاق والجسور العملاقة في العالم وذلك بسبب تسليط حزمة من الذبذبات أو الموجات الصوتية الغير محسوسة، حتى إن هؤلاء المختصين عرضوا نتائجهم على غيرهم من العلماء فجعلوا لذلك عدة مراكز خاصة للبحث في الذبذبات الصوتية وإمكانية الاستفادة منها.
وقد ورد عن سوره عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ( أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال: قلت وما الصعب ؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه...)( ) .
إن الرعد والصاعقة يحويان الصوت، وعليه سيقوم المهدي (عليه السلام) بتصنيع الأسلحة الصوتية التي تتسبب في إهلاك الظالمين الذين يقاتلونه (عليه السلام) وهذه الطاقة يستنبطها من قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }( ) - وقوله {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }( )، وهناك آيات عديدة تدل على استخدام المولى عز وجل للصيحة كعذاب على الأقوام التي عتت عن أمره .
وهناك شبه بين ذي القرنين والمهدي (عليه السلام) والقرنين هما قرن الغيب وقرن الشهادة، فيستخدم علم من الغيب وعلم من الشهادة، وهذا ليس معناه الغيب الكلي فالغيب الكلي لا يعلمه إلا الله سبحانه تعالى، إن الشبه بينهما لا يعني تساوي المهمة، فإن مهمة المهدي (عليه السلام) أعظم واكبر، وقد جاء عن أبي يحيى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( إن الله خير ذو القرنين السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لأن الله ادخره للقائم (عليه السلام))( )
قال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنس إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }( ) فيستخدم المهدي (عليه السلام) حرب النجوم في الفضاء الخارجي وكذلك يحارب بالأسلحة النفاذة مثل الصاروخ النفاذ وغيره، وهذه الأسلحة لها قابلية على التلاشي عبر محصلة الطاقة النورانية المتأتية من السرعة القصوى لها كما أسلفنا. فكلٌ يخضع للمهدي، من في الأرض ومن في السماء، وقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: ( يركب المهدي الهواء لا بسحر، ولا بفتنة عين، بل بعلم يعرفه من سبقوه ......)( ).
ثالثاً : الطاقة الظلية
لقد أثبت العلماء إن الإنسان يعيش في عوالم متعددة قبل خروجه إلى عالمنا هذا ومن ضمن هذه العوالم عالم الاظلة( )، فكثيراً ما نشاهد الموجودات ونرى ظلالها، والعلم الحديث يقول بأن الظل هو عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماماً وتتكون حولها مساحة مضيئة قليلاً تسمى شبه الظل وهذا هو التفسير الفيزيائي.
والعلم الحديث لم يصل إلى اقل من القليل في كشف هذا العلم الزاخر.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً }( ). إن الله جل وعلا يؤكد بأن الظل ليس كما يفسره العلم بل هو ابعد من ذلك لأن المولى تبارك وتعالى بإمكانه أن يجعل الظل ساكناً ولكنه جعله متحركاً لحصول المنفعة، وقد تطرق أئمة الهدى (عليهم السلام) في رواياتهم إلى ذكر عالم الاظلة مرات كثيرة.
إن القرآن يذكر بأن الظل من الله وبإمكانه سبحانه أن يجعله ساكناً، قال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }( ).
وقوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ }( ).
وقوله تعالى { وظل ممدود}.
إن الله سبحانه وتعالى استخدم في هذه الآيات الظل لمنفعة وراحة المتقين، كما إنه يستخدم الظل أيضاً لعذاب الكافرين والجاحدين . قال عز وجل {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ }( ). ومن هذه الآية الكريمة يستنبط فيستخرج الطاقة الظلية التي يكون منها الأسلحة الظلية المدمرة ضد الكافرين والجاحدين من أعدائه.

رابعاً: الطاقة النووية والكيميائية
إن اكتشاف القنبلة النووية الكيميائية في العصر الحديث كان تطوراً خطيراً في إنتاج الأسلحة، فقد استخدم هذا السلاح كأداة حسم المعارك بين المتحاربين، وحدث هذا في الحرب العالمية الثانية عندما ضربت أمريكا اليابان بقنبلتين نوويتين، فكان ولازال هذا السلاح مصدر قوة لمن يمتلكه، فهو من احدث وأقوى الأسلحة التي توصل إليها العلم الحديث، ولا زال هذا السلاح محط فخر الدول التي تحوزه.
ومن المعلوم أن اليورانيوم هو الذي يولد هذه الطاقة من خلال انشطاره، ولكن هناك طاقة أقوى من اليورانيوم يستخرجها المهدي (عليه السلام) وهذه الطاقة لها القابلية على صهر الشيء وتسويته مع الأرض، وهذا بالطبع لا يحصل الآن عند تفجير أقوى القنابل النووية والكيميائية .
قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتا ً}( ).
فيستنبط المهدي (عليه السلام) هذه الطاقة الهائلة من هذه الآيات المباركات، فيصنع من هذه الطاقة صواريخ بطول الجبال تكون لها ناراً عظيمة تخترق الأرض وتفسد كل شيء، والدليل على ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكره لأصحاب الرايات السود، فقال: (.... وتهيج جموع أصحاب الرايات السود ناراً عظيمة اسمها صارخ، ويهددون أعداء الله بمعادن كثيرة، أخلاطاً مثل الدائرة وأشكال كثيرة، سهام طول الجبال في قلبها لهب يخترق الأرض ويفسد الماء والهواء، ولا يترك حياً إلا أكل، كالحمحمة يتركه يغدو رماداً تذروه الرياح إن لم تدفنوه، وتطلب نساء اليهود الزوج فلا يجدونه إلا من خارج اليهود، ولا يكون عشرون امرأة أمام قيم واحد ...)( ).

خامساً : الطاقة البايلوجية
أثبتت الأسلحة البايلوجية في هذا العصر قدرتها الفائقة على تغيير كفة النزاع بين الأطراف المتقاتلة والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على جنود الخصم بواسطة أنواع الغازات المختلفة التي تؤدي إلى حالات من تهيج الأعصاب أو التسمم أو تعطيل عمل الأعضاء، وغير ذلك من الإصابات الأخرى.
والمهدي (عليه السلام) سوف يستخدم هذه الطاقة في حروبه ولكن بفارق لا يوصف بين أسلحته البايلوجية والأسلحة الحالية، فيستنبط هذه الطاقة من قوله تعالى عن قوم عاد {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ }( ).
إن الله عز وجل قد سخر الريح لسليمان (عليه السلام) بقوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }( ).
وهو تسخير جزئي، أما التسخير الذي سيكون للمهدي المنتظر هو تسخير كلي، وقد استخدم الله تعالى الريح لإهلاك الظالمين. قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ }( ). وقوله: { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }( ).
وغير ذلك من الآيات، فيقوم المهدي (عليه السلام) بتصنيع هذه الأسلحة التي تعتمد على علمه في الكتاب لإهلاك الظالمين وهي أصل الريح التي سخرها الله تعالى على الأمم السالفة التي كفرت وكذّبت رسلها، وقد جاء في كتاب ( ماذا قال علي في آخر الزمان (لعلي عاشور))( ) قال الإمام علي (عليه السلام): ( وينذر الروم بإطلاق سراح موت فتاك محبوس بقنينة عجيبة، فينذرهم المهدي سلاحاً اسمه الصارخ له صوت كصوت الزلزال، ويأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأى البركان، ناراً هائلة من باطن الأرض، تخرج من مكمن ومخبأ، وتطير في السماء عالياً جداً، ثم تهبط بموت ينزع الناس كأنهم إعجاز نخل منقعر، وله نار لا تبقى ولا تذر .....).
لاحظ التطابق بين قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } وبين هذه الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تذكر أسلحة المهدي (عليه السلام) التي تهبط بموت ينزع الناس كأنهم إعجاز نخل منقعر. وما ذلك إلا دليل آخر على أن المهدي (عليه السلام) سيمثل الله في الأرض وعذابه على الكافرين والجاحدين هو عذاب الله سبحانه وتعالى



منقول من موسوعة القائم / من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني

0 التعليقات:

إرسال تعليق