Ads 468x60px

الخميس، 30 أغسطس 2012

أحمد البصري يدعي أنه الإمام الثالث عشر






أحمد البصري يدعي الإمام الثالث
أحمد البصري يدعي الإمام الثالث

لقد ابتلى الدين الاسلامي والمسلمون ببعض الذين يحسبون على الاسلام والمسلمين منذ العصور الاولى لانطلاقه وانتشار نوره على الكرة الارضية ، ونتيجة لذلك استغل بعض اعداء الاسلام والذين يتربصون به اولئك المنحرفين الضالين الكاذبين في الطعن بالدين الاسلامي والاستهزاء بالاسلام والمسلمين ولم يختصر هذا الامر على مذهب دون اخر او طائفة دون اخرى بل ان ذلك شمل جميع المذاهب ولم تسلم منه طائفة من الطوائف .
فقد ابتلي المذهب الشيعي باولئك المنحرفين المضلين الدجالين الذين اساءوا للمذهب الحق والطائفة الامامية الاثني عشرية وهذا ما اكده العلماء والباحثون في كتبهم التي ذكروا فيها بعض اصحاب الائمة ووكلائهم وثقاتهم فقد ذكروا ان هؤلاء الوكلاء والاصحاب انحرفوا وضلوا وقد تبرأ منهم الائمة في وقتها ، فقد ذكر ذلك السيد الشهيد الصدر في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) ج1 وهذه مقتطفات من كتابه بالنص على اولئك الوكلاء والاصحاب فقد قال السيد في موسوعته ما هذا نصه( اولهم : ابو محمد الشريعي .قال الراوي : اظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب ابي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) ، ثم اصبح من اصحاب الحسن بن علي العسكري(ع) ، ثم انه انحرف وكان اول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له . وكذب على الله تعالى وعلى حجته(ع) وينسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء .فلعنته الشيعه وتبرأت منه ، وخرج توقيع من الامام (ع) بلعنه والبراءة منه .
ثانيهم: محمد بن نصير النميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، في الربح المادي والمنفعة الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضد شخص اخر
يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهر البراءته منهما .
ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 هـ وتوفي عام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذي توفي عام 260 هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالها الوكالة عن المهدي، وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنا بالعراق وكتبوا عنه .
ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنى المهدي(ع) التحذير منه فكتب الى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد على القاسم بن العلا ، نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكر اسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) .
رابعهم : محمد بن علي بن بلال ابو طاهر البلالي ، كان من اصحاب الامام العسكري .
خامسهم : محمد بن احمد بن عثمان ابو بكر المعروف بالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيد السفير الاول (ره) .
سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمر والباقطاني .
ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر او العزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيم العقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح نصبه وكيلاً عنه عند استتاره من المقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهم ومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح .
تاسعهم : الحسين بن منصور الحلاج .
عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف (الكاتب ) .

وهناك الكثير غيرهم تركنا التعرض الى ذكرهم مراعاة للاختصار فهناك من اصحاب الرسول قد انحرفوا وكذلك من ولاة واصحاب امير المؤمنين (ع) واصحاب الحسن (ع) وقادة جيشه . اما الشيعة والموالين في زمن الحسين (ع) فموقفهم معروف لا يخفى على احد اضف الى ذلك من المنحرفين قسم من اصحاب الائمة من ذرية الحسين (ع) وقد ذكرت ذلك الكتب المعتبرة ولا حاجة الى الاطالة بذكره ، وبناء على ما ورد عن الرسول (ص) { اذا جاءتكم الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين} ومن اجل بيان قضية الامام المهدي (ع) للناس ورد الشبهات التي تحدث قبل قيامه المقدس(ع) وكشف زيف الدعوات الضالة المضلة التي تتسبب في تضليل المؤمنين وانحرافهم والاساءة لرسول الله(ص) واهل بيته الاطهار والمذهب الشيعي والدين الاسلامي الحنيف واظهار بطلان المدعين الكاذبين المضلين الدجالين الذين يحاولون خداع الناس وتظليلهم وتمويههم عن الحق وعن دعاته واهله . ابدأ بسم الله العالم فاقول : ظهر في الاونة الاخيرة شخص يدعى ( احمد الحسن) او البصري وهو من اهالي البصرة واسمه الصريح احمد اسماعيل حسن السلمي يدعي انه رسول للامام المهدي(ع) ووصيه وابنه وانه اليماني الموعود وانه الامام الثالث عشر وانه معصوم منصوص العصمة وانه هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وقد ذكر عدة امور ينسبها الى نفسه ساتناولها من خلال هذا البحث محاولاً الوصول الى الحقيقة .

يذهب أحمد البصري (الحسن) وأتباعه إلى الاعتقاد بأن الأئمة ثلاثة عشر وأنه (أي أحمد البصري) الإمام الثالث عشر ، وحاول إيهام الناس وتضليلهم من خلال التلاعب في بعض الروايات وألفاظها أو تأولها على غير معناها والاعتماد في ذلك على سذاجة الناس البسطاء ، وسوف أثبت بما لا يقبل الشك إنشاء الله تعالى بطلان هذا الاعتقاد الخاطئ المنحرف المخالف لما عليه عقيدة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أنفسهم ولن أستدل إلا بما جاء في الكتب التي ألفها احمد البصري وبعض اتباعه والتي الفوها لتمرير ضلالهم . فقد جاء في كتاب (المهدي والمهديين ) الصادر عنهم والذي يدل على اعتقادهم بأن الأئمة ثلاثة عشر ما قاله الكاتب في الصفحة (90) من كتابه المذكور حيث جاء فيه:
[الأحاديث التي ذكرت أن الأئمة ثلاثة عشر وهي روايات متواترة المعنى] وقد استدلوا بذلك على الرواية الواردة في غيبة الطوسي والتي دونوها في كتابهم ونحن ننقلها نصاً كما في كتابهم في الصفحة (91) وهذا نص ما كتبوه : [ (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم محدثون من ولد رسول الله ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي (ع) هما الوالدان) - ثم قالوا - (خص الإمام الباقر هنا (الاثنى عشر إمام (ع) وهم بأجمعهم من ولد رسول الله (ص) كما سيجيء في الأحاديث المقبلة وهم أيضاً من ولد علي بن أبي طالب (ع) ثم إن الإمام يؤكد هذا في قوله : ( ورسول الله وعلي هما الوالدان ) وهو تأكيد قطعي لا يحتمل اللبس ولا الاشتباه فرسول الله (ص) وعلي (ع) هما أبوا الأئمة الاثنى عشر ٍ] انتهى كلامهم بخصوص هذه الرواية .
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قال الائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحد عشر إماماً هم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أمير المؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومن ولد علي وهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولهم الرواية على غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كون الأئمة اثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجد الكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فما بالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلى ربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حب البعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام في إغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كما ضلّ هو وهوى حيث قال في نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلته في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمة اثنا عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجه عليكم في الرواية نفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليب حينما قال : اثنا عشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) في الجنة أم لا . فإن قلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيان لليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ) فأين هو منزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضح البطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً .
والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه مع الأئمة الاثنى عشر فلا حاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً .
وأورد الكاتب في الصفحة (92 ) من الكتاب ما هذا نصه :[ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنا عشر آخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ] . فأحمد البصري وشياطينه الذين يشتركون معه في الدجل يوهمون الناس ويضلونهم ويصورون الرواية هكذا : استناداً إلى كلمة من (ولدها ) يعني الاثنى عشر غير أمير المؤمنين فهو ليس من ولد فاطمة واثنا عشر من ولدها مع أمير المؤمنين يكون المجموع ثلاثة عشر ومعنى هذا آخرهم القائم يعني أحمد البصري هكذا يفترون على الله ورسوله وأولياءه ولكي يمرروا ضلالتهم ويخدعوا البسطاء الذين يثقون بكلامهم من دون فحص وتمعن مارسوا الدجل وقاموا بتحريف ذيل الرواية الذي جاء فيه : (ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ) وهو الذي كتبوه وقد أشاروا في هامش الكتاب إلى مصادر هذه الرواية فذكر إن من مصادرها ((شرح أصول الكافي للمازندراني ج7 ص373 ، من لا يحضره الفقيه ج4 ص180 ، كشف الغمة ج3 ، وسائل الشيعة بسندين ج11 ص490 ، ج16 ص242 .)) والحقيقة عندما رجعنا إلى هذه المصادر وجدنا أن ذيل الرواية هكذا : (( ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي )) فهم قد قاموا بتغيير كلمة (أربعة منهم علي) إلى (ثلاثة منهم علي) كل ذلك من أجل ألا ينتبه المؤمنون إذا تركوا الرواية على حالها . إن معنى أربع منهم يعني أن يدخل ضمن الاثنى عشر الإمام علي (ع) إضافة إلى علي بن الحسين زين العابدين وعلي بن موسى الرضا وعلي بن محمد الهادي (ع) )) لذلك قاموا بتغيير الرواية لكي يُخرجون علي من دائرة الاثنى عشر إمام ، ويدخل أحمد البصري الدجال بدلاً عن علي (ع) فيضلون الناس ويوهمونهم أن الاثنى عشر إمام كلهم من أبناء فاطمة وراهنوا في ذلك على سذاجة البعض من الناس وبساطة البعض الآخر وثقة البعض بهم وعدم الفحص خاصة إذا ما وجدوا أن الرواية مذكورة جميع مصادرها ، والحقيقة إننا لم نقف عند هذا الحد فرغم أن المصادر التي ذكروها في هامش الكتاب تذكر ((أربعة منهم علي)) إلا أننا بحثنا عن الرواية في كتب ومصادر أخرى مهمة ومعروفة فوجدنا إن تلك الكتب ذكرت : (( أربعة منهم علي )) وهذه بعض تلك المصادر ، ندعو من وثق بهؤلاء الدجالون مراجعتها والوقوف على الحقيقة بأنفسهم كما إننا ندعو كل من يحتمل في أن دعوة أحمد بن الحسن حق بمراجعة هذه المصادر والتأكد منها وهي : ((كمال الدين ج1 ص269 ؛ بحار الأنوار ج36 ص201 ؛ الإرشاد ج2 ص346 ؛ أعلام الورى ص386 ؛ جامع الأخبار ص17 ؛ عيون أخبار الرضا ج1 ص46 )) ألا لعنة الله على الدجالين الذي يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون .
فما معنى هذا الفعل يا ترى ؟! هل هو عصمة أم أنه الدجل بعينه وهل هذه الراية راية حق أم إنها راية ضلالة كما هو واضح . ولعمري إن هذه الأمر لوحده كافٍ في إثبات بطلان حركة أحمد البصري الذي راح هو وأتباعه يكذبون على الله ورسوله والأئمة الأطهار (عليهم السلام)
فأحمد البصري (الحسن) يدعي أنه الإمام الثالث عشر ويحاول سرد الأدلة التي لا تنطلي إلا على من تلبس به الشيطان أو غيرهم من الناس البسطاء فلو عدنا للصفحات الأولى من هذا الكتاب لوجدنا فيه ما يناقض ما ادعاه أحمد البصري وما ادعاه له أتباعه من الذين يساعدونه في إضلال الناس وإظهار الدجل ، فقد ذكروا في الصفحة (32) ما هذا نصه : [ومن المعلوم إنه ثبت عن طريق حديث رسول الله (ص) وأحاديث الأئمة (ع) إن الحجج على الخلق بعد رسول الله (ص) أربعة وعشرين حجة ، أولهم علي بن أبي طالب (ع) يتبعه أحد عشر إماماً ، ثم من بعدهم اثني عشر مهدياً والحديث في هذا الشأن متواتر ولا يقبل اللبس والاشتباه ] فهو في هذا المكان من الكتاب يذكر الحقيقة المعلومة وهي أن الأئمة اثنا عشر أولهم علي ومن بعده أحد عشر إماماً فكيف تدعي أن الأئمة من ولد علي اثنا عشر إماماً وتذكر إن أحمد البصري هو آخر الأئمة ؟ فما هذا التناقض ، أليس هذا دليلاً على بطلانكم واختلاف أقوالكم ولو كان كلامكم هذا من الله لما اختلفت أقوالكم .كما اخبر المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82.
ثم ذكر في الصفحة (33) : [ عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) : يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك (ع) أنه قال : ((يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً . فقال : إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )) ] سبحان الله ينقلون كلام أهل البيت (ع) في كتبهم ثم يخالفونه في نفس الكتب فهلا كان لديكم شيئاً من الحياء فاستحيتم من الناس ، لا نقول من الله ورسوله والأئمة الأطهار.
وقالوا في الصفحة (34) من كتابهم ما هذا نصه : [ ولو تساءلنا ما هي هذه الوصية التي هي من الأهمية حتى يقول فيها رسول الله (ص) : (لن تضلوا بعدي أبداً )) وما هو هذا الشيء الذي يسلمه أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسن وهو بدوره للإمام الحسين وإلى الإمام المهدي الذي هو بدوره يسلمها إلى أبنه أول الممهدين (ع) ، ولا أظنك تحتار يا قارئ في هذه المسألة فهي قطعاً (خاتم الإمامة) المنزل من الله تعالى الذي ورد فيه الحديث بأن كل كتاب من الله يأتي مفتوح إلا أمر الإمامة فإنه يأتي مغلق وكل إمام يفضه ويعمل بالذي فيه . الذي كان مسدد به أمير المؤمنين عليه السلام - أي روح القدس الأعظم - هو الذي يسدد الممهدين عليهم السلام وإليك عزيزي القارئ ما يزيل اللبس من حديثهم عليهم السلام حيث ورد عن ابن عباس ، قال : نزل جبرئيل (ع) بصحيفة من عند الله على رسول الله (ص) فيها اثنى عشر خاتماً من ذهب ، فقال له : إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيب من أهلك بعدك يفك منها أول الخاتم ويعمل بما فيها ، فإذا مضى دفعها إلى وصيّه بعده ، وكذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحداً بعد واحد ، ففعل النبي (ص) ما أمر به ، ففك علي بن أبي طالب (ع) أولها وعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسن (ع) ففك خاتمه وعمل بما فيها ، ودفعها بعده إلى الحسين (ع) ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين (ع) ، ثم واحداً بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم (ع) ] إلى هنا انتهى كلامهم.
ولي سؤال أود أن يجيبني عليه أحد وهو : لو كان أحمد البصري كما يدعي إمام وهو الإمام الثالث عشر فأين هو الخاتم الذي كان من المفروض أن يأتي به جبرائيل لو كان أحمد البصري إماماً كما يدعي هل نسي جبرئيل حاشاه من ذلك أم ماذا ؟ إنني حينما أناقش هذه الأدلة فذلك كله من أجل المغرر بهم والمنخدعين والمُضلَّلين الذين صدقوا بدعوته وإلا فبطلان هذه الأقوال لا يحتاج للنقاش .
ومما يؤكد كذب أحمد البصري (الحسن) وبطلانه ما ذكروه في الصفحة (69) من الكتاب المذكور ، فقد جاء عنهم هذا النص : [وفي سؤال السيد الحميري للإمام الصادق عن الغيبة وصحتها ؟ فقال له الإمام الصادق : (( ستقع في السادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (ص) ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم عجل الله فرجه بالحق ، وهو بقية الله في أرضه وصاحب الزمان ، والله ليبقى في غيبته ما بقي نوح (ع) في قومه ، ولم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] والحمد لله الذي كان لهم بالمرصاد حيث أوقعهم فيما كتبوه بأيديهم من حيث لا يشعرون .
فهذه واضحة الدلالة على أن الأئمة اثنى عشر لا غير أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم فهذه الرواية كافية في بطلان دعواهم بأن الأئمة ثلاثة عشر وأن أحمد البصري هو الإمام الثالث عشر . ولا يمكن أن يردوها أو يقولون عنها أنها ضعيفة أو ما شابه لأننا أخذناها من كتابهم فهم من أحتج بها .
كما أنه يتضح من نفس هذه الرواية أن الإمام محمد بن الحسن المهدي هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا في حين أنهم يدعون أن الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو أحمد البصري (الحسن) وليس الإمام فقد ذكروا في آخر الصفحة (128) ما هذا نصه : [واتضح إن أحمد الحسن هو مهدي آل محمد ، وهو من يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] فهل هذا إلا التناقض بعينه فأين العصمة يا من تدعون العصمة . ) .
ومما يؤكد بطلان دعوى إمامة أحمد البصري وإنه هو الإمام الثالث عشر ما جاء في الصفحة (69) حيث قال ما هذا نصه : [وقد ورد أن قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان المحمدي : (لم يبعث الله رسولاً الا وجعل له اثنا عشر نقيباً قلت : قد عرفت هذا من اهل الكتابين ، قال (ص) : عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة ؟ ثم قال : خلقني الله من نوره ، ومن نوري علياً ، ومن نورينا فاطمة ، ومن انوارنا الحسن والحسين ومن الحسين التسعة الائمة ، قلت : عرفني بهم قال (ص) : سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ، ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الامين على سر الله محمد بن الحسن المهدي الناطق بحق الله ) ] وكتب أيضاً في الصفحة (70) : [وورد عن النبي (ص) أيضاً قوله : (... ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله ) . ومن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً أن الأئمة اثنى عشر وإن آخرهم محمد بن الحسن المهدي عليه السلام).
ومما يؤكد بطلان ادعائهم من ان أحمد البصري (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وليس الإمام المهدي هو ما ذكروه في كتابهم في الصفحة (159) حيث حاولوا الاستدلال على أن أحمد البصري يؤسس دولة قبل قيام الإمام الحجة بن الحسن فأوردوا رواية جاء فيها : [فإذا انقضى ملك بني فلان ، اتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ... ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً] . فهم يقصدون بالشخص الأول أحمد البصري وإن صاحب الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً الإمام الحجة بن الحسن (ع) فهاهم مرة يقولون أن احمد (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ومرة يقولون أن الإمام الحجة بن الحسن هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وهذا هو التلاعب بالروايات وتأويلها بما تهوى نفوسهم الأمارة بالسوء .
ومن وجلهم وكذبهم وتضليلهم وخداعهم للناس وتشويه الحقائق ما نسبوه من روايات معصومية شريفة حيث اوردوا بعض الروايات وقالوا بأن المقصود بها احمد البصري حيث جاء في الصفحة (62 ) من كتابهم المذكور ما هذا نصه : [ ومن تلك الاحاديث ما ورد عن امير المؤمنين (ع) بعد ان سئل عن اسم المهدي (ع) فقالأما اسمه فان حبيبي قد عهد الي الا احدث به حتى يبعثه الله عز وجل . فقال اخبرني عن صفاته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر , يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه , بابي ابن خيرة الاماء ) فعلي ابن ابي طالب يقول هنا في تسميتة هذا الشاب ( اما اسمه فان حبيبي قد عهد إلي أن لا أحدث به به حتى يبعثه الله عز وجل ) سبحان الله هل إن اسم الإمام المهدي كان مخفياً في عهد رسول الله (ص) إذن اين هذا من الروايات الكثيرة التي ينقلها الشيعة والسنة في الإمام المهدي والتي ينقلها الشيعية خاصة في تسمية الإمام المهدي (محمد بن الحسن)]انتهى كلامهم .
واقول : انهم يصرحون بأن أحمد (الحسن) (مربوع القامة ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ) والحقيقة لابد أن تقال ولابد أن يزال الستار لتظهر الحقيقة كما يظهر ضوء النهار لذلك فإني أعلن أمام الله عز وجل وأمام الإمام المهدي (ع) إني سبق وأن رأيت أحمد البصري (الحسن) أكثر من مرة وصفته إنه رجل طويل القامة وليس كما يدعون من أنه مربوع القامة فالمربوع يعني ليس بالطويل وليس بالقصير كما أنه أسمر الوجه شديد السمرة وليس كما يدعون حسن الوجه كما انه جعد الشعر وليس حسن الشعر أو مسترسله كما يدعون أما قوله إن شعره يسيل على منكبيه فهذه هي الطامة الكبرى فإن شعره قصير وإذا تركه يطول فهو لا يكون مسترسلاً بل إنه يكون جعداً لذلك ومن أجل ردّ الباطل والانحراف ودعاة الضلالة ، أقول : لقد جعلتم قسم البراءة من الأدلة على صدق دعواكم فها أنا ذا أقسم قسم براءة فأقول : ( برئت من حول الله وقوته والجأت إلى حولي وقوتي إن كان أحمد إسماعيل البصري (الحسن) هو اليماني وانه مربوع القامة وحسن الوجه وحسن الشعر ويسيل شعره على منكبيه

الموضوع من إعداد مكتب السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
نشر في صحيفة القائم في عام 2006





0 التعليقات:

إرسال تعليق