Ads 468x60px

الخميس، 30 أغسطس 2012

رد أدلة احمد البصري الواهية




رد أدلة احمد البصري الواهية




أدلة أحمد البصري الواهية
أدلة أحمد البصري الواهية


اللهم صلي على محمد وآل محمد وألعن أعداء آل محمد من الاولين والاخرين
تبين في هذا المنتدى المبارك جملة من أكاذيب البصري الملعون وها نحن الان نبين هشاشة وتهافت ادلة هذا الكاذب حيث ذكر ان من أدلة صدق دعاوه عدة نقاط وفي الحقيقة ما هذه الادلة الا دالة على كذب دعوى هذا الملعون الكاذب حيث وسنناقش هذه الكاذيب فيما يلي :

أولا : العلوم الدينية والعقائد :ــ
قالوا بان احمد البصري تحدى العلماء بعلوم القرآن والكتب السماوية الأخرى كالإنجيل والتوراة وإحكام ما تشابه في كلام العترة الطاهرة (ع) واثبت قدرته تلك بان كتب في تلك المجالات مستمدة من الإمام المهدي (ع) و تلك المؤلفات مطروحة في الأسواق والمكاتب وعلى صفحات الانترنت لعدة سنوات ولم تجد من يتصدى لها أو يقابلها الحجة بالحجة علما انه أبدى استعداده للجواب عن أي سؤال في القرآن والتوراة والإنجيل والعقائد والفقه. أنتهى الدليل الاول
نقول : هذا كذب وافتراء محض فقد استجاب لهذه الدعوة خلق كثير فلم يجيب بصريكمبشيء أبدا من الذين تحدوا البصري هو الشيخ الغزي وقدم له كل التسهيلات وقالله بالحرف الواحد (( أبو كريوة يبين بالعبرة))ولم يحظر وقال له أجهز لكبث مباشر والتكاليف كلها علي ولم يستجيب , وقال له إذا كانت دعوتك مستجابةادعوا الله أن يعلمك النطق الصحيح وان تقرءا اللغة العربية بشكل سليم , ولكنالهرب من المناظرة كان هو الحل الوحيد , وهذه المناظرة التي دعا إليها الغزيمع البصري لم تكن الأولى بل قد وجهت إليه دعوات كثيرة فلم ولن يستجيب أبدا, كيف يستجيب لدعوة تظهر زيفه على الملأ . فيا أيها العاقل تأمل إن الإنسانيستطيع أن يتحدى كل الخلق وليس هذا التحدي بمعضلة أبدا بل إن التحديالحقيقي هو المواجهة فما بالك بشخص يتحدى ويهرب ويتحدى ويهرب فهل هذا من فعلرجال الله لا والله ما هذا إلا فعل الدجالين .
ثمبماذا يتحدى الناس هل بالقراءة السوقية والقروية فهو يقراء القرآن قراءةقروية , أولا عليه أن يتعلم التلاوة ثم يأتي ويحاجج الناس بالقران فهذه مهزلةفكرية يا عباد الله .


ثانيا : معجزات الأنبياء والمرسلين (ع) :ـ
قالوا بان البصري قد طالب فقهاء النجف وعن طريق وكلائهم إقامة معجزات من احمد البصري عندما أرادوا أن يتملصوا من تحديه لهم بالعلوم التي عجزوا عن مجاراته فيها . فأعلن استعداده لطائفة من علماء الشيعة في العراق ولبنان وإيران على إقامةأي معجزة جرت على أيدي الأنبياء والمرسلين في القرآن يطلبونها منه على شرطأن يعلنوا طلبهم أمام الناس حتى يكون ذلك حجة عليهم وعلى الناس ولا يكذبوابعد إقامتها فيتهمونه بالسحر . أنتهى الدليل الثاني
نقول : هذه الدعوة يستطيع أي إنسان أن يدعيها لعلمنا جميعا بان الفقهاء لاينزلون من عروشهم العالية لكي يلتقوا بمدعي, فهذه المسألة سالبة بانتفاءالموضوع عندهم, وأنا شخصيا لي تجارب مع هؤلاء الفقهاء, وقد طالب الشيخالغزي بصريكم بان يدعوا الله بان يظهر معجزة للبصري نفسه وان يظهر على شاشةالتلفاز أو بشريط مصور او صوتي وان يقرأ القرآن بالشكل الصحيح أو أن يقرأنصف ساعة أي خطاب بشرط أن يخلوا من العبارات اللغوية الخاطئة وإذا قالبصريكم بان هذه القواعد بدعة وإنها لم تظهر على لسان معصوم وان لأهل البيتقراءات تختلف فقد قال له الغزي أظهر لنا مصادر هذه القراءات , وأرشده حتى إلىالمصادر التي توجد فيها قراءات أهل البيت عليهم السلام ولم يستجيب لطلبه , أما نحنفنقول إن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام عندما جاءوا إلى أقوامهم جاءوابما في أيديهم ولم يهدموا كل شيء ونحن نرى النبي الخاتم (صلى الله عليهوآله وسلم) انه جاء بقرآن يعجز أهل اللغة على الإتيان بمثله فما بالك بشخصيدعي انه إمام معصوم وهو يقرأ القرآن خطأ ويفترى على آل الرسول عليهمالسلام بقوله أن هذه قراءات أهل البيت عليهم السلام , فنسب القصور والعجز إلى الائمة عليهم السلام ولمينسبه لنفسه , فأي جرم هذا وأي ضلال هذا إلا تخافون من الله ورسوله كان حريبه أن يعترف بخطاه ولا ينسب الخطأ إلى آل البيت عليهم السلام فما لكم كيف تحكمون .


ثالثا : المباهلة : -
قالوا بان البصري بعد أن كذبوه الفقهاء بدون أية مواجهة تذكر دعاهم إلى المباهلة على سنةرسول الله (ص) فامتنعوا كما امتنع وفد نصارى نجران عن مباهلة الرسول محمد(ص) (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْتَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَاوَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْلَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران:6 أنتهى الدليل الثالي
نقول : قد باهلكم أتباع الصرخيولم يحدث لهم شيء فما تقولون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


رابعا : قسم البراءة :
قالوا بان البصري قد دعا إلى قسم البراءة المقدس ولم يستجيب أحد منهم ومعروف عن هذا القسم أن من يقسم به كاذبا يعجل الله بهلاكه .أنتهى الدليل الرابع
نقول : لماذا لم يقسم هو ؟! علما بأن الائمة عليهم السلام لم يقولوا بان المدعيعليه أن يقسم أو أن يباهل , فإذا كان البصري ملتزم بما نص عليه آل محمد عليهمالسلام كان عليه لزاما أن يبين في أي خبر قال الائمة عليهم السلام إذا أدعى مدعي فعليه أن يقسم قسمالبراءة او أن يباهل الناس ما هذا الكلام يا عباد الله ؟! أفهموا كلام الائمة عليهمالسلام أولا وأفهموا إننا مأمورون بإتباع من يأتي بعظائم الأمور من الرجعةوأشباهها والأمور العظيمة كثيرة جداً ولم يبين منها البصري شيء لا طبيا ولاعلميا ولا جغرافيا , المجتمع اليوم قد تطور علمه وعلى المدعي أن يأتي بشيء قدعجز العلم عنه وهذه من العظائم , علما بان العظائم في الدين هي الرجعة أولاوالتأويل ثانيا وقد أطلعت على تأويل بصريكم فلم أجد فيه شيء جديد أنما هونقل من الكتب تأويل الائمة عليهم السلام وتأويل الائمة عليهم السلام ليس بجديد بل يستطيع أي انسان ان يأتي بروايات التأويل ويدعي بعد ذلك انه عالم بالتأويل فتأمل .


خامسا : الروايات :
قالوا بأن البصري قد احتج على الناس أجمعين بالروايات التي تذكر اسمه وصفته وكيفية خروجه قبل الأمام المهدي (ع) ولم يقتصر احتجاجه بالروايات المنقولة في الكتب الشيعية بل تعداها إلى كتب العامة واحتج بآيات من القرآن الكريم ومن التوراة أيضا ومن الانجيل .... واهم تلك الروايات هي وصية رسول الله (ص) . أنتهى الدليل الخامس
نقول : قد تم نقاش هذه الروايات وبين السيد القحطاني قصور فهم البصري وتهافتكلامه وليس من ناقشه السيد فقط , بل قد ناقشه خلق كثير ومن الذي أعجبني كلامههو الشيخ الغزي فأنظر واسمع الناقش وتأمل استقطاع البصري للروايات .


سادسا : الكرامات والإخبار بالمغيبات :ـ
قالوا بأن من تلك الكرامات التي جرت على يد السيد احمد الحسن شفاء أصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان والشلل وغيرها ومعرفة ما في سرائر الناس والإخبار بأحداث غيبية كثيرة ومنها سقوط الطاغية صدام و بشهادة عشرات المؤمنين وهناك إثبات في الأقراص وهناك كتب فيها تفصيل الكثير من تلك الكرامات والغيبيات وبشهادة أصحابها وهم مستعدين للقسم على صدق ما شاهدوا . أنتهى الدليل السادس
نقول : لو اطلعت على المتصوفة والعرفاء لوجت مثل هذه الأمور بشكل مفرط وهذهالخزعبلات لا تعد دليلاً مطلقا على صدق مدعي الإمامة والعصمة فما بالك بانالدجال يحي الموتى ويقتل الخضر ثم يحييه فهل سنتبع الدجال يا ترى فهذهالأمور لا تعد دليلاً أبدا وقد نقل الناس كما نقلت أنت أن المدعي ضياءالكرعاوي زعيم جند السماء كانت الأشجار تسجد عند سجوده وفي يوم قد جلبوا لهشاة وكال لهم أن الله قد شوي لكم كبد الشاة ( المعلاك مشوي من الله)وحينما ذبحوا الشاة وجدوا ان الكبد مشوي فعلا فعلت الصلوات والتكبيرات ........
اعلم ان هذه الأمور من أساليب المشعوذين ولم يقل الائمة إذا ادعى مدعي فطلبوا منه الكرامات والمعاجز أبدا فتأمل .


سابعا : الإيمان عن طريق الغيب :
قالوا بان دعوة البصري قد أيدت بأدلة غيبية ومنها الرؤيا الصادقة والمكاشفات بأهل البيت والأنبياء (ع) التي يشهدون فيها بصدق الدعوة اليمانية والدليل الغيبي الآخر هو الاستخارة حيث آمن الكثير من المؤمنين بناءا على تأييد الاستخارة لهم ومعلوم إن هذا منهج القرآن والعترة في الاحتكام إلى الله في الأمور العقائدية المشتبهة . أنتهى الدليل السابع
نقول : هذا هراء وتخبط فلم يرد نص معتبر من الائمة عليهم السلام يقول بان صدق صاحب الدعوة يتوقفالى الرؤيا والاستخارة . اعلم ان هذه امر حساس وهذه المسائل لا تصلح كدليلأبدا وللأخ الأستاذ ناطق سعيد كتاب تحت عنوان ((الرؤيا بين الحقيقة والوهم )) بين من خلاله ضعف الاحتجاج بالرؤيا وإنها لا تصلح كدليل أبدا أنقل منهبعد أذنه شيء يسير قال :
(( ... أختلف الناس في حجية الرؤى بشكل ملفت للنظر فمنهم من أعطى حجية لها بشكلمطلق وجعلها دليلاً مستقلاً ومنهم من تنزل وقال بأنها مؤيدة لأفعالنا ومنهممن أنكر حجيتها بالجملة فهذه أصناف ثلاث لمن تناولوا موضوع حجية الرؤيا .
والصحيحأن للرؤيا حجية ولكن حجيتها مقيدة بما عرفناه في عالم اليقظة , ومثال ذلكإذا رأى العبد رؤيا تأمره بطاعة الله وتنهاه عن المعصية فأن مثل هكذا رؤيالا خلاف على حجيتها لأنها تأمرنا بإتباع دين الله وتعاليمه ومثل هذا الأمرلا يصدر من الشيطان كما يفهم العاقل منه لأن الشيطان لا يأمرنا بطاعة اللهأبدا بل إنما هو دأبه إغواء بني آدم لما فيه هلاكهم ولا يتحقق الهلاكبإتباع أوامر الله واجتناب معاصيه , فيثبت من هذا أن مثل هكذا رؤيا إنما هيالحق الذي لا ريب فيه .
وقديرى العبد رؤيا تأمره بأتباع أمر معين لم يرد به خبر في الشريعة , فأن مثلهكذا رؤيا لا يأخذ بها , لان معرفة الدين لا تتحقق في عالم الرؤيا بل لابد من نص والنصوص لا تأخذ من عالم الرؤيا بل لابد من أخذها من عالم اليقظةسواءً سماعاً من المعصوم بالمباشرة أو رواية عنه , وفي كلتا الحالتين لابدأن يكون الأمر في عالم اليقظة .
وقد أدعى جماعة من المخالفين ثبوت أوامر الدين من خلال الرؤيا وقد كذبهم الائمة (عليهم السلام) فقد ورد أن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)قال لعمر بن أذنية : ﴿ياعمر بن أذينة ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم ؟ فقال : جعلت فداكأنهم يقولون : إن أبي بن كعب الأنصاري رآه في النوم ، فقال (عليه السلام) : كذبوا والله ، إن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 18 - ص 354
وروي أيضاً عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) أنه قال: ﴿ماتروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال(عليه السلام) : فيأذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: أنهم يقولون إن أُبي بن كعب رآه في النوم،فقال(عليه السلام) : كذبوا فإن دين الله أعز من أن يرى في النوم﴾فروع الكافي ج 3 - ص 484
ومنهذين الخبرين الشريفين يتبين لنا أن أمر الدين -وليس الفروع فقط- بل الدينبالجملة لا يؤخذ عن طريق الرؤيا , وذلك لان الحجة التي يحتج بها الله علىعباده إنما هي الحجة الواضحة والحجة الواضحة لا تتحقق في عالم الرؤيا أبداً , لان هذا العالم تشوبه الظنون والأوهام فربما تكون رؤيانا صحيحة وربما لاوإذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال , وقد بينا فيما تقدم جزءاً من سماتالرؤيا الصالحة وهي الرؤيا المبشرة برضا الله تبارك وتعالى وهذه الرؤيامشروطة بمعرفة الإنسان لنفسه وهذه المعرفة لا تتم إلا بعرض النفس الإنسانيةعلى القرآن الكريم فأن وجد العبد نفسه عاملة بكتاب الله ومؤتمرة بأوامرهومنتهية عن معاصيه وقد وصلت إلى مرحلة التقوى كما وصفها الكتاب فأن مثل هذهالنفس هي التي تستحق للرؤيا المبشرة , وإن عرض الإنسان نفسه على كتاب اللهفوجد أن مواصفات نفسه لا تنطبق على الشروط فليعلم أن رؤياه ما هي إلا منإغواء الشيطان لأن الشيطان يغوي الناس ويبين لهم بأن حالهم التعيس هو أفضلالأحول فينغر الإنسان برؤياه فيبقي حاله على ما هو عليه , والكلام في هذاالموضوع قد تقدم وقد بينا سمات الرؤيا الصالحة كما وردت عن آل محمد (عليهم السلام) فإن تحققت السمات المذكورة في الأخبار فأن الرؤيا حق لا ريب فيها , أماإذا فقدت جزءاً من هذه السمات أو فقدت السمات كلها فأنها لاشك أما منالشيطان اللعين أو أنها من حديث النفس وقد تقدم الكلام عن القسمين , إلا أنالكلام هنا عن حجية الرؤيا بشكل عام .
وقد قال بعض الناس إن الرؤيا ما هي إلا تأييد لأفعالنا وإنها ليس حجة بشكلمطلق بل أنها مؤيد ليس إلا , والجواب على هذا الطرح هو أن هذا الكلام جميلإلا أنه غير تام إلا في حالة واحدة وهو كون الرائي لمثل هذه الرؤى يكونعلى علم بأن أفعاله فيها لله رضا , فأن كان مثلاً سائراً لمساعدة أخ له فيالدين ورأى رؤيا تحثه على أبداء المساعدة للإخوان فأن مثل هذه الرؤيا حقلأنها مطابقة للشرع والشيطان لا يوافق الشرع بل يعارضه وينافيه , وهذا مثالأول يندرج تحته أمثلة عديدة لا داعي لذكرها بل نكتفي بالقول بأن أي رؤياتأمرنا بأتباع أوامر الله أو تنهينا عن معصية الله فأن مثل هذه الرؤى كماذكرنا لا يمكن أن يتخللها الشيطان , لأننا قد عرفنا بأن الشيطان يبعدنا عنالله ولا يقربنا منه وهذه الرؤيا تقربنا من الله ولا تبعدنا عنه .
أماإذا رأى أحد رؤيا تحذره من شخص معين وهذا الشخص ربما يكون في الظاهر منالمؤمنين ففي هذه الحالة لا تكون الرؤيا حجة ولا يمكن الاعتماد عليهالاحتمال أن تكون من الشيطان والشيطان دأبه هو التفريق بين الناس وبثالعداوة والبغضاء بينهم والاحتمال رائج هنا لمثل هذه التدخلات الشيطانية , وعليه لابد أن يحذر المؤمنين من أمثال هذه الرؤى والتي قد تؤدي بهم الىمهلكة , جعلنا الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .
........
, فلو أطلع المنصفين على رؤى المختلفين والمتشاجرين عقائدياً لوجد أن معاختلافهم في الطرح والأسلوب ومع تنافرهم في العقيدة والهدف والتوجهات يرىالمنصف أنهم يجتمعون على القول بان رؤاهم مؤيدة لعملهم ومؤيدة لأفعالهموأقوالهم , وهذا تناقض والتناقض لا يصدر عن الله تعالى بل إنما يصدر منحديث النفس ومن الشيطان , بل الأنكى من هذا أن بعض الناس كانوا يعتقدونبمذهب معين أو بدين معين وكانوا يرون الرؤى التي تؤيد اعتقادهم ثم بعد ذلكاعتنقوا مذهب مغاير عن مذهبهم الأول أو دين يختلف عن دينهم الأول فأصبحوايرون رؤى تؤيد مذهبهم الجديد أو دينهم الجديد , والعاقل لابد أن يقول بأنأحدى الرؤى حق والثانية باطلة أو الاثنين يشتركان في البطلان إذا تحقق أنالشخص أنتقل من مذهب ديدنه الضلالة الى مذهب أخر هو على الضلالة أيضاً فأنالرؤى المؤيدة لكلا المذهبين باطلة .
......
وعلى العموم أن التحدث في حجية الرؤى يطول إلا أن ما يكفي المقام ويروي الضمان هو ما قاله آل محمد (عليهمالسلام) فأن المؤمن لابد أن يُسلم الأمور لهم لا أن يتقدم عليهم ويفتي منغير علم بكلامهم فأن هذا الأمر من أخطر المسائل التي تجعل فاعليه محط للعنالله ولعن اللاعنين , ونحن أن رجعنا إلى آل الرسول الأطهار (عليهم السلام) لوجدنا بأنهم قد بينوا بأن أكثر الرؤى كاذبة وهذه المسألة أنما وضعها اللهفي الرؤى حتى لا يعتمد عليها كل الاعتماد وهذا الكلام قد ذكره الإمامالصادق (عليه السلام) حيث قال للمفضل في كتاب التوحيد ما هذا نصه : ﴿فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الامر فيها ، فمزج صادقها بكاذبها ، فأنهالو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء ، ولو كانت كلها تكذب لم يكنفيها منفعة ، بل كانت فضلا لا معنى له ، فصارت تصدق أحيانا فينتفع بهاالناس في مصلحة يهتدى لها ، أو مضرة يتحذر منها ،وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الاعتمادبحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 58 - ص 183
وقد ذكر الفقهاء بأنحالالشك في حجية شيء من الأمور، هو عدم الحجية ، وهذا يعني أنه مع الشك فيحجية الرؤى والأحلام ، فلا ريب في الالتـزام بعدم حجيتها إلى أن يقومالدليل على ذلك .
وعنكلام الفقهاء نعلق قائلين : إن رفع الحجية عن الرؤيا يجعلها عبث وحاشا للهأن يخلق شيئا عبثاً بل نقول أن الرؤيا الصادقة هي ما تؤكد حال اليقظة أيإذا رأينا النبي أو أهل البيت (عليهم السلام) وهم يصدوننا عن أمر قد صدوناعنه في اليقظة فهي رؤيا حق لا ريب فيها وان كانت تخلو من معصوم , أما إذاكانت الرؤيا تخالف الأوامر التي أمرنا بها المعصوم في حال اليقظة فأنهاكاذبة لا يمكن الاعتماد عليها لأن ما سمعناه في عالم اليقظة هو الحجة علينالا ما نراه في عالم الرؤيا ولهذا لم نجد في أي خبر وصفاً للرؤى بأنهاأمرات ناهيات أي لا يمكننا الاعتماد عليها في الأمر والنهي أو في الإقبالعلى عمل معين لم يرد به نص صريح من قبل الحجة الذي ينصبه الله للناس .
أماإذا لم نستطع أقامة الدليل الشرعي على صدق الرؤيا فأننا في هذه الحالةيتوجب علينا التوقف فيها وأن لا نعطي رأينا الشخصي النابع من الظنونوالأوهام وكذلك لا يمكننا شرعنة الرؤيا بما نشتهي أو بما نكره فهذه الطرقليست من الطرق التي ترضي الله تبارك وتعالى .
والكلامفي كل ما تقدميتعلق بفهمنا للرؤيا والرؤيا تحتاج إلى مؤل والتأويل هوخلاف الظاهر وهذه المسألة ترجعنا إلى المربع الأول وهو الحاجة إلى الحجةالمنصب من قبل الله فلا مؤل غيره , والدليل على هذا الكلام هو أن التأويلمن مختصات المعصوم وليس من مختصات سائر الناس ولا بد من الشخص المؤل أنيكون مطلعاً على أسرار الملكوت وحيثياته والكلام في هذا الموضوع يطول وقدفصلنا له موضوع مستقل سنأتي على بيانه فأنتظر .
.....
رؤية المعصوم في عالم الرؤيا :
عندتصفحي لكتابات مثبتي حجية الرؤيا وجتهم يجمعون على أن الرؤيا التي فيهاالنبي أو أحد المعصومين فأن حجيتها لا نقاش فيها , وهم مطبقون على هذاالأمر مع تعارض رؤاهم في المعنى والمضمون إن أخُذ بظاهرها , والأخذ بظاهرالرؤيا هو ديدنهم وهم سائرون عليه إلا قليل من الرؤى التي يتعاملون معها , علماً بأنهم مجمعون على أن للرؤى تأويل والتأويل كما هو معلوم بخلاف الظاهر , إلا أنهم مثلاً حين يرون رؤيا معينة تأمرهم بمتابعة فلان من الناس أخذوابظاهر الرؤيا دون تأويل وهذه المسألة من المسائل المشهورة عندهم .
والحقيقال أن من الرؤى الصادقة ما يؤخذ بالظاهر ومنها ما يؤخذ بالتأويل إلاأنني على قناعة تامة بأن التأويل لا يعلمه حق علمه إلا الحجة وما دونه هوفي الحقيقة ممن يتبع الظن والتخمين ليس إلا .
وعلىالعموم فأن الأخبار قد أشارت إلى أن من رأى النبي أو أحد الأوصياء فأنه قدرآه لان الشيطان لا يتمثل بصورة النبي او الوصي ومن هذه الأخبار ما جاء عنأبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال حدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ﴿منرآني في منامه فقد رآني ، لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورةأحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم . وإن الرؤيا الصادقة جزء منسبعين جزء من النبوة ﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 58 - ص 234
وكذلك ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : ﴿من رآني في منامه فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورةأحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء منسبعين جزء من النبوة ﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 58 - ص 176
وقدوردت أخبار أخرى بهذا المعنى قد نقلت في كتب الحديث , وهذه الأخبار قدتمسك بظاهرها مثبتو حجية الرؤى , والذي يدعونا إلى مناقشتها هو أننا قد قصةعلينا رؤى متناقضة فرؤيا تأمر صاحبها بأن يتابع الشيخين والصحابة وفيالرؤيا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقصة علينا رؤى تأمر صاحبهابأن يبلغ الناس بأن الذي ورث العلم هو مالك ابن انس ! ورؤى تقص على النقيضوكلها فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأين الحق يا ترى ؟
سؤالوجيه يطرح نفسه بكل قوة , وهذا السؤال قل من أجابوا عليه , والعلة من ذلكهو تفادي مثبتوا حجية الرؤيا لمثل هذا الكلام بل تراهم يذكرون ما يثبتكلامهم ويذرون ما ينافي أصل الموضوع وهم بذلك ممن يؤمن ببعض ويكفر ببعضوهذا لا يليق بالمؤمن أبداً فعلينا كما قلنا في بداية الموضوع بأننا إنأردنا أن نبحث مسألة في منظورها الشرعي علينا أن نأتي بكل ما جاء فيالثقلين ثم نتبع الأخبار إتباع تسليم لا إتباع انتقاء , فقد قرأت لبعضالذين يحتجون بحجية الرؤيا فوجتهم يذكرون الأحاديث انتقاء فيذكرون ما يفيدالطرح ويذرون ما يخالف عقيدتهم فلهم أن يقولوا وعلى الله أن يرضى , وهذاالأمر كما قلنا مما لا يليق بالمؤمن السائر في طلب العلم .
وفيالحقيقة كما قلنا أن الذين يرون الرؤى التي فيها رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلم) قد تباينت رؤاهم فرؤيا يأمر النبي بشيء ورؤيا ينهى عنه فكيفنحكم بالله عليكم في مثل هذه المنامات ؟
وقبلأن نجيب على هذا السؤال لنقدم ما قاله الفقهاء في هذا الموضوع تحديداً حيثأنهم تباينت أقوالهم فمنهم من تمسك بحجية رؤيا المعصوم في عالم الرؤيا دونأن يناقش رؤى النواصب أو المخالفين والتي فيها رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلم) وكأن هذا النوع من الفقهاء قد أسدل ستاراً حول هذا الموضوع لكييتفاداه بكل وجه , وهذا الموقف يشابه كثيراً موقف المثبتين لحجية الرؤيا , وفي الحقيقة أنني أطلعت على أقوالهم فوجدت أن من يقول بهذه المقالة فيالغالب هم فقهاء العرفان والتصوف , وهذا الموقف بالأساس يرجع إلى المتصوفةحيث أنهم أعطوا حجية للرؤيا بشكل تام , حيث أن المتصوفة يعدون العقل منبعالأوهام والأباطيل وهم قد يفضلون الجنون عليه أحياناً ومن هنا نشأ تقديسالمجانين لدى العوام في بعض الأقطار الإسلامية وأفتخر أبن عربي أنه أصيببالجنون غير مرة .
ويرىبعض المتصوفة أن النوم يقظة واليقظة نوم . فالنفس البشرية مشغولة أثناءاليقظة بصور المحسوسات وهموم البدن وهي عندئذ نائمة لا تفهم سوى ما يأتي بهالحس من أوهام وأباطيل . وأما في النوم فينجلي عن بصرها الغشاء وتحلق فيسماء المعرفة طليقة لا يشغلها شاغل .
ويعتقدالغزالي أن ما يبصره الإنسان أثناء نومه أولى بالمعرفة مما يدركه عن طريقالحواس . وقد أخطأ الناس حين ظنوا بأن المعرفة تقع إبان اليقظة , إذ همينسون أن العقل مشغول عند ذلك بهموم حياته الدنيوية فلا يستطيع أن يفهم منأمور الحق شيء (الاحلام بين العلم والعقيدة – الدكتور علي الروردي – ص 39)
وهذاالموقف في الحقيقة يشابه كثيراً موقف مدرسة العرفاء الإمامية ومن أطلع علىالمدرسة العرفانية يجد بينها وبين المتصوفة الكثير من التشابه ولسنا هنافي محل ذكر نقاط التشابه بين الطرفين بل نقول إن مسألة تقديس الرؤيا وجعلهادليلاً هي من المسائل التي تشابه الطرح فيها بين المدرستين علماً بأنالعرفاء في المدرسة الإمامية اقل تعصباً للرؤيا من المتصوفة وهذه نقطة تحسبلهم لا عليهم .
أماالقسم الثاني من الفقهاء وهم القسم الغريب حقاً فهم من ذكر الأخبار التيتخص ﴿من رآني في منامه فقد رآني﴾ ثم ذكر أخباراً أخرى تنافي هذا الخبربالكلية وصوب هذين الاثنين دون فحص أو تدبر , وليس لنا مع هذه النوعية منالفقهاء كلام , ولأنهم في الحقيقة يتجاهلون الواقع بل يتجاهلون رؤىالمخالفين ولا يذكرونها بل يذكرون رؤى الموالين دون غيرهم .
أماالقسم الثالث وهم القسم الأكثر موضوعية كالشيخ المفيد (رحمه الله) حيث ذكرما هذا نصه : ﴿ وأما رؤية الإنسان للنبي صلى الله عليه وآله أو لأحدالأئمة عليهم السلام في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام : قسم أقطععلى صحته ، وقسم أقطع على بطلانه ، وقسم أجوز فيه الصحة والبطلان ، فلاأقطع فيه على حال .
فأماالذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي صلى الله عليه وآله أو أحدالأئمة عليهم السلام وهو الفاعل لطاعة أو آمر بها ، وناه عن معصية أو مبينلقبحها ، وقائل لحق أو داع إليه ، وزاجر عن باطل أو ذام لمن هو عليه .
وأماالذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان ضد ذلك ، لعلمنا أن النبي صلى اللهعليه وآله والإمام عليه السلام صاحبا حق ، وصاحب الحق بعيد عن الباطل .
وأماالذي أجوز فيه الصحة والبطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي والإمامعليهما السلام وليس هو آمرا ولا ناهيا وعلى حال يختص بالديانات ، مثل أنيراه راكبا أو ماشيا أو جالسا ونحو ذلك .
وأماالخبر الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وآله من قول " من رآني فقد رآني ،فإن الشيطان لا يتشبه بي " فإنه إن كان المراد به المنام يحمل على التخصيصدون أن يكون في كل حال ويكون المراد به القسم الأول من الثلاثة الأقسام ،لان الشيطان لا يتشبه بالنبي صلى الله عليه وآله في شئ من الحق والطاعات ، ... ، وقد كان شيخي - رحمه الله - يقول : إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظةأنه إله كفرعون ومنجرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة ،فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبي ؟ مع تمكن إبليسمما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المعترض في المنام . ومما يوضح لك أنالمنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله والأئمة منها ما هوحق ، ومنها ما هو باطل ، أنك ترى الشيعي يقول : رأيت في المنام رسول اللهصلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهويأمرني بالاقتداء به دون غيره ، ويعلمني أنه خليفته من بعده وأن أبا بكروعمر وعثمان ظالموه وأعداؤه ، وينهاني عن موالاتهم ويأمرني بالبراءة منهم ،ونحو ذلك مما يختص بمذهب الشيعة ، ثم يرى الناصبي يقول : رأيت رسول اللهفي النوم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم ،ويعلمني أنهم أصحابه في الدنيا والآخرة ، وأنهم معه في الجنة . ونحو ذلكمما يختص بمذهب الناصبية فنعلم لا محالة أن أحد المنامين حق والآخر باطل ،فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت الدليل في اليقظة على صحة ماتضمنه ، والباطل ما أوضحت الحجة عن فساده وبطلانه . وليس يمكن الشيعي أنيقول للناصبي : إنك كذبت في قولك : إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وآلهلأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه ، وقد شاهدنا ناصبيا يتشيع وأخبرنا فيحال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه فبان بذلك أنأحد المنامين باطل ، وأنه من نتيجة حديث النفس ، أو من وسوسة إبليس ونحوذلك ، ﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 58 – ص 211 - 212
وقولالشيخ رحمه الله لا يحتاج إلى تعليق لأنه مطابق للواقع , فليست كل الأخبارتحمل على ظاهرها كما هو معلوم فأن من الأخبار ما يصرح بأن الأرض مسطحةوليست كروية وقد تمسك بها بعض الجهال ومن الأخبار ما يصرح بأن الشمس تنزلفي قاع البحر عن المغيب وتظهر في اليوم الثاني والأخبار بهذا الطراز كثيرة , ولا يتصور القارئ بأنني أقلل من شأن رؤية النبي أو أحد المعصومين (عليهم السلام) في عالم الرؤيا أبدا وحاشا لله من هذا , بل أقول ما قاله الشيخ المفيدوأتفق مع قوله فلا يمكن مثلاً أن نعتمد على رؤيا تأمرنا بالتبرؤ من الائمةأو أن ندين بدين الشيخين حتى وأن كان فيها النبي وفق تصوراتنا أو أوهامنافمثل هذه المنامات لا يمكن الاعتماد عليها .
وعلىالعموم أن الفقهاء الذين ناقشوا هذا الموضوع قد بينوا بأن الحديث يتحدث عنرؤية النبي بصورته لان الحديث يقول ﴿فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا فيصورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم﴾ وعليه فأن رأى أحد الناسالنبي مثلاً أو رأى أحد الأوصياء فلابد أن يكون عالماً بصورة النبي وبصورةالوصي فإن علم صورته وأتاه النبي بنفس الصورة تحقق صدق الرؤيا وإلا فأنرؤياه باطلة . وممن كان هذا ديدنه في التعبير هو أبن سيرين فقد نقل أنه كانإذا أتاه أتي وقص عليه رؤياه وفيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قالله أبن سيرين قص علي مواصفات النبي فأن أخبره بمواصفاته التي وردت فيالتأريخ أخذ برؤيا الرجل وعبرها له وأن أخبره بخلاف المواصفات قال له لم تر .
وممايزيد الوثوق بان الناس ترى النبي أو الإمام بغير صورته هو أن أكثر الناسترى الأئمة بصورهم المرسومة المتداولة في الأسواق والتي يقطع التاريخ الذيذكر مواصفات النبي والائمة على بطلان هذه الصور وهذه المسألة مما تؤكد بانالناس ترى النبي أو الائمة على خلاف صورتهم الحقيقية فهذه المسألة يجبالالتفات إليها في في غاية الأهمية كما لا يخفى .
ومع ما تقدم يبقى السؤال ملحاً هل رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عالم الرؤيا حجة أم لا ؟
وفيالحقيقة أنا لا أملك دليلاً على النقيض ولا أملك دليلاً يوافق الكلام بلأقول : إن بين يدي تناقضات يجب أن تحل حتى نفهم هل أن الرؤيا بأحدالمعصومين (عليهم السلام) حجة أم لا , وأعتقد أن مثل هكذا جواب لابد أن يصدر من إمام معصوم مفترضالطاعة ولا يملك من هو مثلي جواباً شافياً ومقنعاً , إلا أننا سنحاول الخوضفي هذا الموضوع وفق روايات أهل البيت (عليهم السلام) فنسأل الله التوفيق والسداد .
لقد تتبعت أخبار آل محمد (عليهم السلام) فوجت فيها ما ينافي القول بعدم تمثل الشيطان بصورة النبي أو الإمام , إلاأن هذه المنافاة متفاوتة في الأخبار فقد ورد في الخبر الشريف في تفسير عليبن إبراهيم في قوله تعالى : ﴿إِنَّمَاالنَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَبِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قال : فأنه حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ﴿كان سبب نزول هذه الآية أن فاطمة (عليها السلام) رأت في منامها أنرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسنوالحسين (عليهم السلام) من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فتعرض لهم طريقان ، فأخذرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضعفيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاة كبراء - وهي التي في إحدى أذنيها نقط بيض - فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك . فلما أصبحت جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحمار فأركبعليه فاطمةعليها السلاموأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهطريقان فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات اليمين كما رأت فاطمةحتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآلهوسلم) شاة كما رأت فاطمةعليها السلامفأمر بذبحها ، فذبحت وشويت . فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحيةمنهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتىوقع عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية ؟ قالت : يا رسول الله إنيرأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم فلاأراكم تموتون . فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى ركعتين ثمناجى ربه ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد هذا شيطان يقال له : الدهاروهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به ،فأمر جبرائيل فجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟ فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات فشجهفي ثلاث مواضع . ثم قال جبرائيل لمحمد : قل يا محمد إذا رأيت في منامكشيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة اللهالمقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيتو من رؤيايويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فأنهلا يضره ما رأى وأنزل الله على رسوله ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ﴾ الآية ﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 43 - ص 90 - 91
وكذلك ورد في تفسيرالعياشي : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ﴿رأت فاطمة (عليها السلام) في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلافأحزنها ذلك ، فأخبرت به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يارؤيا ! فتمثلت بين يديه قال : أنت أريت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا فقال : يا أضغاث ! أنت أريت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : نعم يا رسول الله ، قال : فما أردت بذلك ؟ قالت : أردت أن أحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعي ليس هذا بشئ﴾بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 43 - ص 91
ومماتقدم في الخبرين الشريفين يثبت عكس ما ورد في الأخبار التي ذكرناها وهيالتي تعطي معنى عدم قدرة الشيطان على التمثل بشخص المعصوم في عالم الرؤياكما أنه يناقض التفسير القائل بأن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بصورةالمعصوم وذلك لأن سيدة نساء العالمين (عليها السلام)تعرف صورة الرسول وصورة أمير المؤمنين والحسنين (عليهم السلام) فكيف أستطاع الشيطان أن يتمثل في صورهم وهم أعظم الخلق ؟!
والغريبأن المثبتون لحجية الرؤى لا يتطرقون لمثل هذه الأخبار لا من قريب ولا منبعيد وكأن المسألة انتقاء للأخبار فهل هذا هو ديدن المؤمنين يا ترى هل وصلبنا الأمر إلى أن ننتقي ما يعجبنا من أخبار آل محمد (عليهم السلام) ونترك ما لا يرضينا !!
والأخبار لم تنتهي إلى هذا الحد فقد ورد في الخبر عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ﴿أخبرني عن حمزة (قال المجلسي : لعله حمزة بن عمارة الغالى) أيزعم أن أبي يأتيه ؟ قلت : نعم ، قال كذب والله ما يأتيه إلا المتكون، إنإبليس سلط شيطانا يقال له : المتكون ، يأتي الناس في أي صورة شاء ، إن شاءفي صورة كبيرة وإن شاء في صورة صغيرة ، ولا والله ما يستطيع أن يجئ فيصورة أبي (عليه السلام)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 – ص 281
وهذاالخبر الشريف يبين بأن الشيطان يستطيع أن يأتي الناس بغير صورة الإمامالمعصوم ويدعي بأنه هو الإمام , لأنه قد يكشف على مثل حمزة الذي عاشرالإمام الباقر (عليه السلام) وعرف صورته والراجح أن يأتي بصورة قريبة من صورة الإمام فيشتبه عليه أنهالإمام المعصوم , وكثيراً ما يرى الناي بعضهم بعضاً بغير الصور المعتادة فيعالم اليقظة والاختلاف متباين فبعض الناس يرى س من الناس بغير صورتهبالكامل وبعضهم يرى ص من الناس باختلاف في الصورة , ففي جميع الحالات يحتملأن الشيطان داخل في الموضوع , وهذا إن قلنا بصحة الخبر المتقدم لانه فيالحقيقة خبر رؤيا الزهراء (عليها السلام)يضعف من هذا القول فـتأمل .
وفيالحقيقة أن الأمر قد يزداد ضراوة فيدعي شخص أنه يرى الله في عالم الرؤياكما أدعى ذلك الكثير من فقهاء المخالفين من أمثال أبا حنيفة الذي أدعى بأنهرأى الله تسعة وتسعون مرة وزاد المأة وكما ذكرنا رؤيا في بداية الموضوع , والحقيقة أن هذه المسألة من المسائل التي طرحت على الائمة (عليهم السلام) فقد جاءعن حفص بن عمرو النخعي قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل : جعلت فداك إن أبا منصور حدثني أنه رفع إلى ربه وتمسح على رأسه، وقال له بالفارسية يا پسر ! فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : ﴿حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن إبليس اتخذ عرشا فيما بين السماء والأرض واتخذ زبانية بعددالملائكة فإذا دعا رجلا فأجابه وطئ عقبه وتخطت إليه الأقدام تراءى له إبليسورفع إليه، و إن أبا منصور كان رسول إبليس، لعن الله أبا منصور، لعن اللهأبا منصور، ثلاثا.بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 – ص 281
وكذلك ورد عن إبراهيم الكرخيقال : قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) : إن رجلا رأى ربه عز وجل في منامه فمايكون ذلك ؟ فقال : ﴿ذلك رجل لا دين له إن الله تبارك وتعالى لا يرى في اليقظة ولا فيالمنام ولا في الدنيا ولا في الآخرة﴾بحار الانوار - العلامة المجلسي - ج4 – ص - 33
وفيالخبرين دلالة على أن الشيطان يستطيع في المنام أن يدعي بأنه الله تباركوتعالى , فإذا كان للشيطان القدرة على أن يدعي في الرؤيا بأنه الله فما هوالمانع من أن يدعي بأنه الإمام أو أن يدعي بأنه النبي أو ما شابه هذاالادعاء ثم يغوي الناس كما يغويهم في اليقظة ولا يخفى فأن للشيطان إمكانياتتؤهله لمثل هذا الإغواء فقد ورد في الحديث الشريف المروي عن الإمام (عليه السلام) أنه قد ذكربعد أن عصى إبليس ربه واستكبر طرد من جنة ربه وقال الله له :﴿اخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي إلى يوم الدين﴾ , فقال إبليس : ﴿يارب فكيف وأنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل ؟ قال : لا ولكن سلني منأمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطيك ، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين ،فقال الله : قد أعطيتك ، فقال : سلطني على أولاد آدم ، قال : سلطتك ، قال : أجرني فيهم مجرى الدم في العروققال : قد أجريتك ،قال : لا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان ، وأراهم ولا يروني وأتصور لهم فيكل صورة شئت ، فقال : قد أعطيتك ، قال : يا رب زدني ، قال : قد جعلت لكولذريتك صدورهم أوطانا ، قال : رب حسبي فقال إبليس عند ذلك فبعزتك لأغوينهمأجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعنإيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين﴾تفسير نور الثقلين ج2 ص10
ولايخفى في الخبر بأن الله قد أعطى لإبليس القدرة على التصور لبني آدم بكلصورة يشاء وهذه القدرة لم تحصر في عالم اليقظة بل إنها سارية في عالمالرؤيا أيضاً بل إن عالم الرؤيا أكثر تأثيراً عند الناس كما قلنا .
ومماتقدم نفهم بأن للشيطان القدرة على التصور في عالم الرؤيا ويبقى السؤالالذي طرحناه وهو هل رؤيا النبي حجة أم لا , وهنا أختم كلامي بقول الشيخالمفيد والذي ذكرنا ومحصله إن كانت الرؤيا تأمرنا بما أمرنا به النبي أوالإمام في عالم اليقظة فأن لمثل هذه الرؤى حجة أما إذا كانت الرؤيا تأمرنابخلاف ما أمرنا النبي أو الإمام في عالم اليقظة فأن مثل هذه الرؤيا لا يمكنأن تكون صحيحة فضلا عن كونها حجة لأن الله قد بعث أنبيائه في عالم اليقظةولم يبعثهم في عالم الرؤى والأحلام ولهذا فأن أقوالهم حجة علينا في عالمناهذا وليس في غيره .
أماأذا أدعى مدعي بأن الرؤيا دليلة كالمدعي الباطل أحمد الحسن أو ناصر محمداليماني أو غيرهم فأن مثل هذا الإدعاء لا يمكن أن يكون حجة وفق أخبار أهلالبيت (عليهم السلام) , لأننا مأمورون بان نسأل المدعي عن عظائم الأمور التي لا يعلمها إلا مثلهوجواب المدعي سيكون دليلاً على أحقيته أو بطلانه , أما الرؤيا فلا تعددليلاً مستقلاً على صدق الدعوة أبداً كما أنها لاتعد دليلاً على صحة مسلكمن مسالك الحياة ابداً اذا لم توافق النصوص الصريحة . )) الرؤيا بين الحقيقة والوهم – الأستاذ ناطق سعيد
وبعدكلام الأستاذ لا يسعنا القول بان الرؤيا حجة على الناس كما قلتم وإلا صارتحجة أيضا على خصومكم الذين رؤوا الرؤى التي تدل على بطلان عقيدتكم وفيالرؤيا المعصوم أيضا, ولصارت الرؤيا حجة أيضا على من رأى رؤيا تدعوه إلىالتمسك بالشيخين أو التمسك بابي حنيفة أو غيره من فقهاء المخالفين وقد ذكرالأستاذ ناطق سعيد العديد من رؤى المخالفين والتي فيها رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم وكان الرسول في الرؤيا يؤيد أبا حنيفة أو يؤيد الشيخين أوغيرهم من أئمة المخالفين فكيف يستقيم هذا التناقض يا اصحاب العقول .


ثامنا : حاكمية الله :
قالوا بان احمد الحسن قد دعا إلى حاكمية الله وهو انفرد بهذه الدعوة لان الجميع ينادون بحاكميه الناس والديمقراطية الأمريكية البغيضة مصادرين بذلك حق خليفة الله الإمام المهدي (ع) المنصب من قبل الله سبحانه وتعالى .. وهذا وحده يعتبر دليل بصدق الدعوة لأنه الوحيد الذي طالب بحاكمية الله وتفعيل دستور القرآن بدل الدساتير الوضعية . أنتهى الدليل الثامن
نقول : هذا كلام سخيف لأنه وبكل بساطة توجد هنالك جهات عديدة دعت إلى أن يكونالقرآن هو الدستور للدولة وعلى رأس هؤلاء هم الوهابية والسلفية وغيرهم بلحتى هنالك حركات شيعية تدعوا إلى هذا الشيء, فهل كل من يدعوا إلى جعلالقرآن الكريم دستورا للدولة يكون هو المعصوم ؟! وهل هذه الدعوة تدل علىصدق الداعي ؟! وقد ورد بان القائم عج يأتي الناس بكتاب جديد وبقضاء جديدووو... الخفكيف يستقيم هذا الكلام مع دعوا البصري .


تاسعا : بين الانحرافات والشبهات :
قالوا بان البصري قداظهر الكثير من الانحرافات في منهج الحوزة مثل التعاملات الربوية وشبهة الآكلوالمأكول واكل فقهاء آخر الزمان للخمس رغم انه مباح للشيعة وبنص كلامالإمام المهدي (ع) واخذ الأجر على الصلاة ووجوب التقليد وتسمية آية الله وغيرها الكثير . أنتهى الدليل التاسع
نقول : لقد اظهر العديد من الباحثين بطلان التقليد وليس الآن فقط بل منذ قرونفالحركة الإخبارية نادت ببطلان التقليد وبينت العديد ومن الانحرافات وقدنادى الباحث الإسلامي عالم سبيط بهذا الشيء أيضا ونادى السيد القحطاني بهذاالشيء أيضاً وكتب العديد من المقالات البحوث وكتب الأستاذ ناطق سعيد كتابسقيفة الغيبة وبين فيه بطلان طريقة الأصوليون وبين انحرافهم فهل كل من يبينالانحرافات يكون معصوماً ؟؟!! هذا ليس بدليل أبدا ولا يعد إلا لغوا في الكلام .
هذه هي الأدلة التي طرحها البصري وما هي إلا أدلة بطلانه لمن كان له عقل فكل إنسان يستطيع أن يعرض هذه الأدلة على الكتاب والعترة ليجد بعدها عن الاحتجاج بصحة الدعوى وقد بينا جزء يسير من النقاش والبقية اتركها للأعضاء الكرام نسأل الله ان يوفقهم ويرعاهم والحمد لله رب العالمين .


0 التعليقات:

إرسال تعليق