نكمل بقية الحلقات الخاصة بالجزء الرابعة
الحلقة الثالثة
{ المستوى الخامس - خذلان الناس لإل محمد عليهم السلام }
سيكون هذا المستوى على شكل شواهد
{ الشاهد الأول – خذلان الناس لأمير المؤمنين عليه السلام }
قبل إن نسلط الضوء على ظلامة أمير المؤمنين عليه السلام من قبل الناس وإعراض الأمة عنه هناك أمر مهم يجب إيضاحه أقول هل طاعة أمير المؤمنين ع واجبة وهل طاعته طاعة الله وهل يسع الناس إن يتركوه ويطيعوا غيره وهل يقبل الله إعمال الناس وان كانت صالحة من دون إقرار بولايته وطاعته والتزام أوامره ونواهيه وهل عدم نصرته تخرج الأمة من الإسلام إلى الكفر وكل هذه الأسئلة سيتكفل إل محمد عليهم السلام بالإجابة عنها
إن الله عز وجل اوجب طاعة أمير المؤمنين (ع) وقرن طاعة علي بطاعته وطاعة رسوله
عن أبي بصير سالت أبا عبد الله ع عن قول الله عز وجل { يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والي الأمر منكم } - النساء 59 - فقال { نزلت في علي ابن أبي طالب والحسن والحسين } الكافي ج1 ص317
على ضوء ما تضمنته الآية الكريمة من المساواة في الطاعة بين الله والرسول والي الأمر يكون الذي يخذل أمير المؤمنين ولم ينصره فكأنما يخذل الله عز وجل ويخذل رسول الله (ص) والذي يخذل الله ورسول الله (ص) يكبه الله على منخريه في قعر جهنم وان كانوا كل أهل الأرض لأن الله عز وجل لا يأبه بالكثرة إن لم يؤمنوا به وبرسله
قال رسول الله (ص) { علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار }
قال أمير المؤمنين ع في حديث اذكر منه موضع الحاجة { أنما الطاعة لله ولرسوله ص ولولاة الأمر وإنما أمر الله بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية } الوسائل ج 18 ص 93
قال رسول الله ( ص) { أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم يهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض } مختصر بصائر الدرجات ص 90
تشير الروايات بوضوح إلى إن طاعة أمير المؤمنين (ع) هي طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله وعدم طاعته هو عدم طاعة الله عز وجل وعدم طاعة الرسول (ص)
{ خذلان المسلمون لأمير المؤمنين ع }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين (ع) { بأبي الوحيد الشهيد فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ فقال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي، أحقاد بدر وترات أحد. قلت: في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك. فأبشر يا علي، فإن حياتك وموتك معي، وأنت أخي وأنت وصيي وأنت صفيي ووزيري ووارثي والمؤدي عني، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي عني فأبشر يا علي، فإن حياتك وموتك معي، وأنت أخي وأنت وصيي وأنت صفيي ووزيري ووارثي والمؤدي عني، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي عني، وأنت تبرء ذمتي وتؤدي أمانتي وتقاتل على سنتي الناكثين من أمتي والقاسطين والمارقين، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه. فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك، فإنك بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه. وإن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم: إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم، وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه }
هنا يبين الرسول الأعظم (ص) إن الناس من بعده سوف تعصي أمر الله وأمر رسوله بطاعة ولي الله الذي نصبه الله لهم ويضرب الرسول الأعظم (ص) مثلا يشبه من خلاله كل من لم ينصر أمير المؤمنين بعبدة العجل من قوم موسى عليه السلام بقوله { فإنك بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه } إما إذا أردنا إن نحصي أتباع أمير المؤمنين (ع) فهم لا يتجاوزون أصابع اليد وباقي من يسمون أنفسهم مسلمون فهم كاعبدة العجل وعبدة العجل في النار كما بين الله عز وجل
وجاء في الزيارة الواردة عن الإمام الرضا (ع) بحق أبيه أمير المؤمنين (ع) قال ( ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفّينَ وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حيلَةً وَمَكْراً، فَاَعْرَضَ الشَّكُّ، وَعُزِفَ الْحَقُّ وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، أشبهت مِحْنَةَ هارُونَ إذ أمره موُسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ يُنادى بِهِمْ وَيَقوُلُ: (يا قَوْمِ إنما فُتِنْتُمْ بِهِ وَاِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعوُني وأطيعوا أمري قالوُا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفينَ حَتّى يَرْجِعَ ألينا موُسى)،
وَكَذلِكَ أنت لَمّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ قُلْتَ يا قَوْمِ إنما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وَخالَفُوا عَلَيْكَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ، فأبيت عَلَيْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ إلى اللهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ إليهم فَلَمّا أسفر الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وألزموك عَلى سَفَه التَّحْكيمَ الَّذي أبيته وأحبوه وَحَظَرْتَهُ، وأباحوا ذَنْبَهُمُ الَّذي اقْتَرَفُوهُ وأنت عَلى نَهْجِ بَصيرَة وَهُدى، وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَة وَعَمىً، فَما زالُوا عَلَى الِّنْفاقِ مُصِرّينَ، وَفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدينَ حَتىّ أذاقهم اللهُ وَبالَ أمرهم، فأمات بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ، فَشَقِيَ وَهَوى ) بحار الأنوار ( ج 97) ( ص 362)
وجاء في كتاب الاختصاص – أبي عبد الله محمد بن نعمان العكبرى البغدادي ص ( 186 )
(حديث سقيفة بني ساعده)
عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن جده قال: { ما أتاني على علي عليه السلام يوم قط أعظم من يومين أتياه، فأما أول يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، وأما اليوم الثاني فو الله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه إذ قال له عمر: يا هذا لم تصنع شيئا ما لم يبايعك علي فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك، قال: فبعث قنفذا، فقال له: أجب خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، قال علي عليه السلام: لأسرع ما كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وآله ما خلف رسول الله صلى الله عليه وآله أحدا غيري، فرجع قنفذ وأخبر أبا بكر بمقالة علي عليه السلام فقال أبو بكر: انطلق إليه فقل له: يدعوك أبو بكر ويقول: تعال حتى تبايع فإنما أنت رجل من المسلمين، فقال علي عليه السلام: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا أخرج بعده من بيتي حتى أؤلف الكتاب فإنه في جرائد النخل وأكتاف الإبل فأتاه قنفذ وأخبره بمقالة علي عليه السلام، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقمت معهم و ظنت فاطمة عليها السلام أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب وأغلقته، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا على علي عليه السلام و أخرجوه ملببا. فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت: يا أبا بكر وعمر تريدان أن ترملاني من زوجي والله لئن لم تكفا عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي، فخرجت وأخذ بيد الحسن والحسين عليهما السلام متوجهة إلى القبر فقال علي عليه السلام لسلمان: يا سلمان أدرك ابنة محمد صلى الله عليه وآله فإني أرى جنبتي المدينة تكفئان، فوا لله لئن فعلت لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها، قال: فلحقها سلمان فقال: يا بنت محمد صلى الله عليه وآله إن الله تبارك وتعالى إنما بعث أباك رحمة فانصرفي، فقالت: يا سلمان ما علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي، فأصيح إلى ربي، قال سلمان: فإن عليا بعثني إليك وأمرك بالرجوع فقالت: أسمع له وأطيع فرجعت، وأخرجوا عليا ملببا قال: وأقبل الزبير مخترطا سيفه وهو يقول: يا معشر بني عبد المطلب أيفعل هذا بعلي وأنتم أحياء وشد على عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه وسقط السيف من يده فأخذه عمر وضربه على صخرة فانكسر ومر علي عليه السلام على قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال: ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) واتي بعلي عليه السلام إلى السقيفة إلى مجلس أبي بكر، فقال له عمر: بايع، قال: فإن لم أفعل فمه؟ قال: إذا والله نضرب عنقك، قال علي عليه السلام: إذا والله أكون عبد الله وأخي رسول الله صلى الله عليه وآله المقتول، فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم وأما أخا رسول الله صلى الله عليه وآله فلا - حتى قالها ثلاثا - وأقبل العباس فقال: يا أبا بكر أرفقوا بابن أخي، فلك علي أن يبايعك فأخذ العباس بيد علي عليه السلام فمسحها على يدي أبي بكر وخلوا عليا مغضبا فرفع رأسه إلى السماء، ثم قال: اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف}
والنتيجة إن امة رسول الله (ص) كما تدعي لم تطع الذي طاعته طاعة الله عز وجل ولم ينجوا من هذا الامتحان سوى سبعة نفر منهم ثلاثة في وقت السقيفة واغتصاب الخلافة والأربعة الباقين من بعد هذه الحادثة فقد جاء عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت عبد الله الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله (ع) فلم يزل يسأله حتى قال له { فهلك الناس إذاً؟ قال: أي والله يا ابن أعين، هلك الناس أجمعون، قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال (ع): إنها فتحت على الضلال، أي والله هلكوا إلا ثلاثة ثم لحقهم أبو ساسان وعمّار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة } (البحار ج28/238 ح24)
ورد عن أبي بكر الحضرمي قال : قال الإمام أبو جعفر عليه السلام : { أرتد الناسُ إلا ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقداد ، قال قلت فعمَّار ؟ قال : قد كان حاص حيصة ثم رجع ثم قال : إن أردت الذي لم يشك ، ولم يدخله شئ فالمقداد ، فأما سلمان فانه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة ، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أبا عبد الله هذا من ذلك ، بايع فبايع.وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين (ع) بالسكوت ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم فأبى إلا أن يتكلم فمرَّ به عثمان فأمر به ثمَّ أناب الناس بعد ،وكان أوَّل من أناب أبو ساسان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حقَّ أمير المؤمنين (ع) إلاَّ هؤلاء السبعة } بحار الأنوار ج28/239 ح26
ما رواه أيضاً الكشي عن حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا حدثنا محمد بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل { وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } بحار الأنوار ج28/236 ح22
وأيضاً الكشي عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : { جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى عليِّ عليه السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأوليهم بالنبي صلى الله عليه وآله هلمَّ يدك نبايعك ، فو الله لنموتن قدامك ، فقال علي عليه السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين فحلق أمير المؤمنين عليه السلام ، وحلق سلمان ، وحلق مقداد وحلق أبو ذر ، ولم يحلق غيرهم ، ثم انصرفوا فجاؤا مرة أخرى بعد ذلك ، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأوليهم بالنبي صلى الله عليه وآله هلم يدك نبايعك ، وحلفوا ، فقال إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين ، فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة ، قلت : فما كان فيهم عمار ؟ فقال : لا ، قلت فعمار من أهل الردة ؟ فقال : إن عمارا قد قاتل مع على عليه السلام بعد } بحار الأنوار ج28/236 ح21
ومع ما ورد في قرب الإسناد للحميري في تفسير قوله تعالى {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى(23) حيث قال الإمام أبو عبد الله (ع): فو الله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله (ص) يقال له الشبيث الثبيت وزيد بن أرقم ) قرب الإسناد ص79 ح255
ورد في رواية الحضرمي { إن الذي لم يشك ولم يدخله شيء إنما هو فقط المقداد وأما صديقاه فقد وقعا في مشكلة فسلمان عرض في قلبه عارض وأبو ذر خالف أمير المؤمنين (ع) بأمره له بالسكوت فلم يسكت، فكان عاقبتهما وعقابهما إن سلمان وجئت عنقه، وأن أبا ذر نفي عن المدينة إلى الربذة }
ويؤكد ما قلنا ما ورد في الاختصاص ص9 عن أحمد بن محمد بن عيسى مرفوعاً إلى الإمام الصادق (ع) قال { إن سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار فعاقبه الله أن وجئ في عنقه حتى صيَّرت كهيئة السلعة حمراء، وأبو ذر كان منه إلى وقت الظهر، فعاقبه الله إلى أن سلّط عليه عثمان حتى حمله على قتب وأكل لحم إليتيه وطرده عن جوار رسول الله (ع)، فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الأسود لم يزل قائماً قابضاً على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين (ع) ينتظر حتى يأمره فيمضي }
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: { ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم، وكان علي (ع) يقول: وأنا إمامهم وهم الذين صلوا على فاطمة ع } رجال الكشي ج1 ص33 ح13
عرف عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه بأنه كثيرا ما كان يشتكي من الشيعة في الكوفة فيقول : { ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي . استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا . وأسمعتكم فلم تسمعوا . ودعوتكم سراً جهراً فلم تستجيبوا. ونصحت لكم فلم تقبلوا . أشهود كغياب ، وعبيد كأرباب ؟ أتلو عليكم الحكم فتنفرون منه . وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها . وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا ، ترجعون الى مجالسكم ، وتتخادعون عن مواعظكم ، أقومكم غدوة ، وترجعون الى عشية كظهر الحية ، عجز المقوم ، وأعضل المقوم . أيها الشاهدة أبدانهم ، الغائبة عقولهم ، المختلفة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم . صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه . لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ، يا أهل الكوفة منيت بكم بثلاث واثنتين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمي ذوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء ، تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر }
ماذا أقول وبأي شيء اعلق و ماذا عساي أن اكتب بعد هذا الحديث هل من المعقول هؤلاء شيعة وهل هؤلاء يستحون من الله ومن رسوله ومن أمير المؤمنين اذ وصل الأمر أن يتمنى أمير المؤمنين ع أن يستبدلهم بأتباع الباطل وأتباع الطاغوت وهل من المعقول أنهم أي الشيعة كانوا يؤمنون بالإمام عليه السلام انه حجة منصب من الله عز وجل ومفترض الطاعة أقول إن كانوا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم
وهذا موقف أخر لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام هوا أخزى من المواقف الأخرى ويبين هذا الموقف مدى غربة أمير المؤمنين ع وسط أتباعه ومدى ظلمهم له
فقد جاء في الأثر { عن نصر بن مزاحم وكان صبيحة ليلة الهدير قد أشرف على عسكر معاوية عندما جاءه رسول الإمام علي عليه السلام أن ائتني فقال : ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي اني قد رجوت الفتح فلا تعجلني . فرجع يزيد بن هانىء الى علي عليه السلام فأخبره ، فما هو الا أن انتهى الينا حتى ارتفع الرهج ، وعلت الأصوات من قبل الأشتر ، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام ، فقال القوم لعلي : والله ما نراك أمرته الا بالقتال . قال : أرأيتموني ساررت رسولي أليه ؟ . أليس أنما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون ؟ قالوا : فابعث اليه أن يأتيك وإلا فو الله اعتزلناك . فقال : ويحك يا يزيد قل له : أقبل فان الفتنة قد وقعت . فأتاه فأخبره فقال الأشتر : أيرفع هذه المصاحف ؟ قال : نعم . قال : والله ألا ترى الى الفتح . ألا ترى الى ما يلقون . ألا ترى الى الذي يصنع الله لنا ؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف عنه . قال له يزيد : أتحب أنك ظفرت هاهنا وأن أمير المؤمنين بمكانه الذي هو فيه يسلم الى عدوه ؟؛ قال : لا والله لا أحب ذلك . قال : فافهم قد قالوا له وحلفوا عليه لترسلن الى الأشتر فليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان أو لنسلمنك الى عدوك فأقبل الأشتر حتى انتهى اليهم وقال : يا أمير المؤمنين احمل الصف على الصف تصرع القوم . فتصايحوا : ان كان أمير المؤمنين عليه السلام قد قبل ورضي فقد رضيت . فأقبل الناس يقولون : قد رضي أمير المؤمنين ، قد قبل أمير المؤمنين ، وهو ساكت لا ينطق بكلمة مطرق الى الأرض ، ثم قام فسكت الناس كلهم ، فقال : ان أمري لم يزل معكم على ما أحب الى أن أخذت منكم الحرب ، وقد والله أخذت منكم وتركت وأخذت من عدوكم ولم تترك ، وانها فيكم أنكى وأنهك ألا أني كنت أمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأموراً ، وكنت ناهياً فأصبحت منهياً ، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون ثم قعد }
روى الشريف الرضي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال : { أما بعد : يا أهل العراق فإنما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أقلصت ، ومات قيمها ، وطال تأيمها ، وورثها أبعدها ، أما والله ما أتيتكم اختياراً ، ولكن جئت أليكم سوقاً ، ولقد بلغني أنكم تقولون : علي يكذب قاتلكم الله فعلى من أكذب }
وقال عليه السلام في موضع أخر لشيعته : { قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً ، وجرعتموني نغب التهمام أنفاساً ، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان }
نكتفي بهذا النقل أما إذا أردنا أن نحصي كل ما جرى على أمير المؤمنين (ع) من قبل شيعته في الكوفة فهذا ما لا يسعه كتاب والنتيجة وبكل وضوح إن الإمام علي عليه السلام عاش وحيدا غريباً ولم ينصره من الذين يدعون إنهم شيعته إلا أحاد والكثرة مصيرها مصير الذين حاربوا الأنبياء والرسل عليهم السلام
يتبع في الحلقات القادمة
والحمد لله رب العالمين
الكاتب: الراجي رحمة ربه
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
0 التعليقات:
إرسال تعليق