الامام المهدي والمستقبل
الإمام علي عليه السلام يتكلم عن عجائب الإمام المهدي عليه السلام في سورة الكهف: ( ... وللمهدي آية عظيمه ورؤى عليمه في سورة الكهف وتمام رايته في الصف ويعقل المهدي ذاته لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ويوسع الله له حمل النفس وبسط تكليفها يفهم خبايا تصلح أخطاء جساماً وخطايا عظاماً وقع فيها القوم وتمادت لهم فاعتادوها فيقوم لها فيذمونه أوسع الذم ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدم وهو الولي , وفي الكهف سر الفتيه وآية عيسى وآية موسى في غار الجبل مجهل في محضن النائمين ببقية معبد إلى حين بيت المقدس والعبد منتظر له مقام ومقال , وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المآل وتنام أنطاكية سوريه على السر قريب البحر وتعرك الشام أعجب العرك وتقبل الروم بعون الترك يفتح الله للمهدي المفتاح فتدخل الروم في دين الله أفواجاً دون سلاح ولا تجمع له الجند والجيش إلا شياطين الروم وفتنة الدجال كيداً له بعدما علم المرسوم فلا تنهزم له راية فيها رقم أسم الله الأعظم .. يجمع الله له الرقيم والرقم وتقوم قيامه تعجب لها الأمم وإن تسألوني فإن الكهف بحر المدد ومدد البحر ينفد ولا ينفد الكهف بالمدد من نقطه ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا...) / ماذا قال علي عليه السلام عن آخر الزمان / ص271/ح395. التفسير: ويمكن لنا أن نفسر هذه الفقرات بشيء من التفصيل والله العالم وبه المستعان: 1- وللمهدي آية عظيمه ورؤى عليمه: أي إن للمهدي آية عجيبة إلى درجة العظمة أي إنها من علامات عجائبه ورؤى عليمه ( لها دلالات من العلم بالواقع ما يعجب منها العليم ...) وهذه الآيات والعجائب أين يظهرها إنها وقائع يكشفها الإمام المهدي من خلال سورة الكهف ولذلك قال في الفقرة الآتية : آية عظيمة ورؤى عليمة في سورة الكهف وتمام الصف : في سورة الكهف : أي إن هذه الآيات هي توجد في سورة الكهف أو إن كل ما في سورة الكهف سوف يطبقه الإمام المهدي عليه السلام عند خروجه ويفتح العالم بأسراره العجيبة والتي تذهل حتى العليم الذي بلغ من العلم ما بلغ أو أدعى لنفسه ذلك وبعد ذلك سيد الأوصياء يبين من خلال الجفر تلك الأسرار والتي سنوضحها بعد قليل من خلال شرح الفقرات فانتظر يرحمك الله ... وتمام الصف : أي وتمام سورة الصف ... فالإمام المهدي عليه السلام يظهر أسرار سورة الكهف ويتممها بسورة الصف أو إن نهاية سورة الصف التي تشير إلى ظهور الإسلام المحمدي الأصيل على اليهود والنصارى وعلى جميع العالم .. وإنه الإسلام مؤيد من قبل الله عز وجل بقائده الموعود المهدي عليه السلام وهي إشارة لطيفه وجديرة بالاهتمام من سيد الأوصياء روحي فداه حيث يوضح من خلال هذا الجفر إن الإسلام المحمدي الأصيل ( الغير منحرف ) سيتعرض إلى إطفاء نوره مرات ومرات ولكن بالنتيجة إن هذا النور سيعم سكان العالم أجمع ولو كره الكافرون . ولاحظ الترابط اللطيف بين سورة الصف وسورة الكهف : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ 4 )/ الصف. وهي إشارة إلى أصحاب القائم حيث أشارت الروايات إلى قوتهم بزبر الحديد وإلى وصفهم كأنهم رباهم أب واحد وأم واحده . (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)/ الصف. وهي إشارة إلى محاولة الكفار والنصاب للنيل من نور محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين لإطفائه ... (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)/ الصف. أي إن هذا الدين الحق لا بد وأن يظهر على جميع الأديان ولو كره المشركون ولا يبقى دين ظاهر غيره . (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13)الصف. عزيزي الموالي : فالمقصود ( وبشر المؤمنين ) أي وبشر المنتظرين . (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14)/ الصف. وهي إشارة إلى إن هناك طائفة من المؤمنين ستبقى أنصار لله عز وجل ولرسوله ولأهل بيته وهو المتمثل بالشيعة الإمامية سددهم الله عز وجل وهي المحافظة على هذا النور .. وسوف يواجهون الطائفة الأخرى التي تحاول أن تظهر عليهم ( النصاب وأهل الخلاف ) ولكن النتيجة سوف تكون للطائفة المنصورة والمؤيدة من قبل الله عز وجل وهم الذين يمثلون اليوم التوحيد السليم وهم ( الطائفة الشيعية الاثنا عشرية ) ولله الحمد . فيكون المقصود مما تقدم : بـ ( وتمام رايته في الصف ) هي الإشارة إلى الآية (9) منها والتي تقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). فإن الإمام المهدي سينشر راية الهدى لتعم الجميع ... 2- ويعقل المهدي ذاته لا يكلف الله نفساً إلا وسعها : التفسير : فسيد الأوصياء عليه السلام يشير إلى عظمة الإمام المهدي عليه السلام وإنه عارف بالله عز وجل ويعرف مقامه عند الله عز وجل ومنزلته وهو يعرف نفسه ومطلّع على سرائر النفوس فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها أي وكما يريد الله عز وجل بالدقة المتناهية ... 3- ويوسع الله له حمل النفس ويبسط تكليفها : أي يحمل كل نفس على مستواها ويعطي التكاليف على ذلك المستوى ولذلك تظهر به مظاهر الرحمة الإلهية .. حيث لا يكلف النفس إلا ما آتاها من طاقة وسعة . فله العلم الخاص والواقعي والحقيقي بنفوس البشر... 4- يفهم خبايا تصلح أخطاءً جساماً : ونتيجة هذا العلم اللدني الخاص عنده من الله عز وجل بهذه النفوس البشرية فهو يفهم خبايا النفوس وما يصلحها .. ولذلك فهو يقوم بفعل بسيط يصلح به عيب كبير ... أو يتكلم بكلمة يصلح بها أمه كبيره أو يعمل عمل صغير جداً تكون نتائجه عظيمة وكبيره وهكذا فهذه الخبايا والأسرار التي يعرفها الإمام روحي فداه ستصلح الأخطاء الجسام التي وقع فيها القوم ما قبل الظهور وعبر العصور المتطاولة . 5- وخطايا عظاماً وقع فيها القوم وتمادت لهم فاعتادوها : وهذه الخطايا التي يصلحها الإمام المهدي هي من الأمور العظام ... فالناس ما قبل الظهور اعتادوا على الأخطاء والمخالفات الشرعية والأخلاقية حتى أصبحت عندهم وكأنها أمر صحيح وطبيعي لا يمكن التخلي عنه بأي حال من الأحوال فكيف يقبلون التغير فيها وهم يعدونها من الحضارة والتقدم والحرية ... على الرغم إنها مخالفة للواقع الإسلامي والأخلاقي .. لذلك عندما يريد تغييرها وبالفعل يغيرها سوف يقفون بوجهه بشده ولذلك قالت الفقرة التالية : 6- فيقوم لها فيذمونه أوسع الذم : أي روحي فداه يتصدى لها فيذمونه بقوة وشراسة إلى درجة القتال معه لذلك قالت الفقرة التالية : 7- ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدم وهو الولي : أي لولا إنه مؤيد ومسدد بقوة الله ونصره لذبحوه وقتلوه وصلبوه كما فعلوا بجده الحسين عليه السلام ( وهو الولي ) على الرغم من أنه هو صاحب الولاية العامة على البشر بعد الله عز وجل وهو واجب الطاعة ... (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). وفي الكهف سر الفتيه وآية عيسى وآية موسى في غار الجبل : ثم يرجع سيد الأوصياء الإمام علي عليه السلام ليبين أسرار سورة الكهف وعلاقتها بالمهدي عليه السلام والأسرار التي تحدث عنها من آية عظيمة ورؤى عليمه .. 8- في الكهف سر الفتية : أي إن الإمام يشير إلى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9 ))/ الكهف. أو إلى قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)/ الكهف . فقد وردت في بعض الروايات إن من الأسرار التي يظهرها الإمام المهدي إنه يخرج أهل الكهف من كهفهم وقد ذكرت الروايات إنهم ينبعثون مرة ثانية ليكونوا من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام . * ففي الإرشاد للمفيد : ( ... ويرجع سبعة وعشرين رجلاً ـ خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبا دجانه الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً )/ الإرشاد للمفيد ج2ص386. سر تكلم رأس الحسين : عزيزي أنظر إلى هذا الترابط العجيب وتذكر إمامك الحسين عليه السلام المظلوم العطشان الذي رُفع رأسه على القنا ... أنظر فقد صحت الروايات الموثوقة إن رأس الإمام الحسين عليه السلام وهو على الرمح كان يقرأ القرآن ويردد هذه الآية التاسعة من سورة الكهف كثيراً .. (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) . فكان سيد الشهداء عليه السلام يشير إلى هؤلاء القوم بهذه الآية إلى ولده القائم الحجة بن الحسن روحي فداه بأنه هو الذي سينتصر ولو بعد حين وإنه هو صاحب الكهف والأسرار الذي يقضي على كل باطل ومزيف وان يظهر الحق والصلاح في الأرض كما ناديت أنا بذلك وإذا كانت آية أهل الكهف عجيبة فإن آية المهدي أعجب وأعجب فهو الذي يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام كما أشارت الروايات لذلك بسبب رضاهم بفعال آبائهم أي إنهم مازالوا على نفس النهج من الإنحراف عن الإسلام الأصيل . فالإمام الحسين عليه السلام كان يتوعد القوم الكافرين المنحرفين بالإمام المهدي عليه السلام أي لا تحسبوا إن نوم أهل الكهف هو نوم غفله بل نوم حكمة وكذلك لا تحسبوا إن صبر أهل البيت عليهم السلام عنكم كل تلك الفترة هو صبر عن خوف وإنما هو صبر عن حكمة وسيظهر الحق ولو بعد حين عندها لا تنفع الظالمين معذرتهم .. وإن دولتنا آخر الدول وهي دولة الحق ... ولنرجع إلى سورة الكهف ولتكتشف إن هذه السورة كيف فيها إرتباط بالإمام المهدي عليه السلام ودولته ... فتأمل معي قوله تعالى : (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2 مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)/ الكهف. ويبشر المؤمنين... أي المنتظرين من أهل الولاية الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسنا. ماكثين فيه أبدا: أي ماكثين بطول فترة دولة الحق مع صاحب الزمان عليه السلام وهم المنتظرون أبدا : أي عدم زوال الأجر الحسن إلى يوم القيامه ... وهي إشارة لطيفة من هاتين الآيتين : حيث قالت الأولى (... ويبشر المؤمنين ) وهم المنتظرون . أما الثانية قالت : ( ماكثين فيه أبدا ) وهو الأجر الحسن والمقصود به الرفاهية وتحقق العدل فالماكثين فيه أبداً وحسب فهمي والله العالم أن ماكثين فيه أبداً هو العمل الصالح ومن المعروف العمل الصالح الذي ينتج الأجر الحسن الطويل الأجل لمجموعة كبيرة من المؤمنين والمكوث فيه لا يتوفر إلا بدولة الإمام المهدي عليه السلام وذلك لتوفر العدالة الكاملة في عصر الظهور وما بعده ولنواصل تفسير الفقرات الباقية : 9- وفي الكهف سر الفتية وآية عيسى وآية موسى: وآية عيسى وآية موسى : وهي إشارة إلى قوله تعالى الآية الرابعة في سورة الكهف : (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ). أي إن الإمام المهدي عليه السلام هو الوحيد الذي ينذر مسيحي العالم الذين هم مشركون بالله الواحد الأحد حيث هؤلاء قالوا بأن عيسى ابن الله .. فالإمام المهدي روحي فداه هو الذي يقضي على هؤلاء ولا يبقى مشرك ولا كافر على هذه البسيطه .. هناك إشارة لطيفة من سيد الأوصياء عليه السلام حيث لماذا قال ( وآية عيسى ) حيث كان من آيات عيسى عليه السلام هو إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى وكذلك بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام فإنه يفعل تلك المعجزات والكرامات بما يفوق بها المسيح نفسه ولهذا تجد سيد الأوصياء عليه السلام وصف ذلك ( وآية عيسى ) إشارة لذلك . فقد وردت الروايات .. بإحياء الموتى ورجوعهم إلى أهليهم عند ظهور الإمام المهدي وشفاء المرضى وطول الأعمار وغيرها وقد ذكرناها فعلاً فراجع . وآية موسى : وهي إشارة إلى قوله تعالى في الآية 65 من سورة الكهف : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا). حيث تبين قصة موسى مع العبد الصالح ( الخضر ) عليهما السلام وكيف إن العبد الصالح عليه السلام وصل إلى هذه الدرجة من العلوم اللدنيه التي تعلمها من الله عز وجل مما جعل نبي الله موسى عليه السلام يبحث عنه وكيف عمل وتصرف العبد الصالح عليه السلام بالأعمال التي فعلها أمام موسى عليه السلام وكلها أعمال باطنية في مكنون الغيب وتخالف ظاهرها الشرعي والأخلاقي مئة بالمئة لهذا كان موسى عليه السلام يعترض بشده على هذه الأفعال وفي كل مره الخضر عليه السلام يقول لموسى عليه السلام ويذكره بالعهد الذي قطع على نفسه... (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (67 )وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)/ الكهف . على الرغم كانت الأفعال التي قام بها هي أفعال بسيطة لا تكلف الجهد الكبير في إنجازها ولكن لها مردودها المستقبلي العظيم والكبير ... وهذه هي الخبايا التي تحدّث عنها الإمام علي عليه السلام في بداية الحديث حيث قال عن المهدي عليه السلام ( يفهم خبايا تصلح أخطاءً جساماً ).. أي إن الإمام المهدي عليه السلام يقوم بأمور بسيطة وتعترض عليه أغلب الناس إلى درجة أن يفكروا في قتله لولا إنه مؤيد من الله عز وجل لكن هذه الخفايا التي يقوم الإمام روحي فداه سيتضح للناس بعد ذلك إنه عليه السلام كان هو المحقق فيها كما اتضح لموسى عليه السلام الأمر بعد ذلك عندما بين له الخضر عليه السلام الأمور الثلاثة التي قام بها حيث قال : (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا) الكهف :78. هذا من جهة ... ومن جهة ثانية ( وآية موسى ) إن نبي الله موسى عليه السلام كانت له معجزات عجيبة وكذلك إن الإمام المهدي عليه السلام له هذه المعجزات أيضاً حيث كانت عند موسى عليه السلام ( العصا ) التي تلقف ما يأفكون .. وآية وأمدد يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء وكذلك غرق فرعون وغيرها كثير ... وكذلك ورد إن الإمام المهدي عليه السلام عنده عصا موسى وغيرها من الآيات والبينات التي كانت موجودة عند الأنبياء . * فعن الصادق عليه السلام إنه قال في ذكر المهدي عليه السلام : ( إن رجلاً من فارس يأتي القائم عليه السلام فيطلب منه معجزة موسى فيلقي العصا فتصير ثعباناً مبيناً فيقول الرجل هذا سحر فتلقفه بأمر شبيه موسى )/ مكيال المكارم ج1 ح471ص189. 10- في غار الجبل مجهل في محضن النائمين ببقية معبد إلى حين بيت المقدس: وهي إشارة إلى مكان الجبل أو الكهف الذي اختفى فيه أصحاب الكهف فهو فعلاً في غار الجبل المجهول. في محضن النائمين: وهو المكان المحدد والمخصوص الذي نام فيه الفتية ( أصحاب الكهف ). ببقية معبد : وهو إشارة إلى المسجد أو المعبد الذي بني حول أصحاب الكهف وهو مصداق قوله تعالى : ( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) الكهف :21. 11- إلى حين بيت المقدس : إلى مكان بيت المقدس وهذا يعني إن الإمام المهدي عليه السلام ليس فقط عنده معجزات وكرامات الأنبياء وآياتهم العظام بل يعرف أكثر وأكثر فهو يعرف الجبل الذي اختفى فيه أصحاب الكهف وحتى المكان الخاص والصغير الذي ناموا فيه أهل الكهف بالإضافة إلى إنه يعرف حتى المسجد الذي بني عليهم وكذلك يعرف أسرار بيت المقدس وما فيه من خبايا من يوم تأسيسه إلى يوم ظهور الإمام المهدي عليه السلام . 12- والعبد منتظر له : والمقصود بالعبد المنتظر له هو العبد الصالح ( الخضر )عليه السلام صاحب موسى عليه السلام الذي ذكرناه قبل قليل وهو مصداق قوله تعالى : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا )/ الكهف :65. أي إن العبد الصالح ( الخضر ) عليه السلام متشوق إلى ظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو من المنتظرين له على الرغم إنه يلتقي به ويأنس به في عصر الغيبة الكبرى .. وإنما إنتظار العبد الصالح للإمام المهدي عليهم السلام هو الطموح الذي يشعر به كل مؤمن مخلص حقاً أن تظهر كلمة ( لا إله إلا الله ) حقاً وصدقاً وأن يرى كل العدل في أرجاء المعمورة متحقق ... هذا من جهه .. ومن جه ثانية : إن العبد الصالح عليه السلام منتظر ليرى علومه الباطنية واللدنيه تتحقق من قبل الإمام المهدي عليه السلام من حيث إنه يحكم بالباطن وهذا بطبيعة الحال يسر ويشرح صدر الخضر عليه السلام أن يرى شخصاً أعلم وأقدر منه يطبق إرادته الحقة في أرض الواقع ... مقام ومقال : فسيد الأوصياء عليه السلام يشير إلى مقام العبد الصالح عليه السلام ومقاله وحواره الطويل الذي سوف يدور بين العبد الصالح والإمام المهدي عليهم السلام وهو بلا شك كله حوار وأسرار عجيبة سوف يظهرها للناس تدهش الجميع .. 13- وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المآل : إن تأوه سيد الأوصياء عليه السلام على الناس الذين كانوا يصغون اليه وهو يتحدث بهذا الحديث عن آخر الزمان فيقول (آه) لو تعلمون كم هي الأسرار التي يظهرها الإمام المهدي عليه السلام حتى يكشف أسرار السموات السبع وكيف تسخر له الأسباب بحيث أكثر مما سمعتم وعلمتم عن ذي القرنين نفسه وإنما قال عليه السلام : في المآل : أي إذا رجعتم إلى سورة الكهف مره أخرى والآيات التي تشير فيها إلى عظمة ذو القرنين وهو مصداق قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83 )إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84 )فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85 ))/ الكهف. فإن تمكين الإمام المهدي عليه السلام أكثر وأعظم من تمكين ذو القرنين نفسه وبما إن ذا القرنين بلغ أسباب السموات سوف يبلغها الإمام المهدي عليه السلام ... * ففي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن الله عز وجل خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب فأختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ولو أختار الصعب لم يكن ذلك له لأن الله عز وجل أذخره للقائم عليه السلام )/ البحار 52/321. 14- وتنام أنطاكية سوريه على السر قريب البحر : وهي إيماءه إلى إن بعض المعجزات أو ظهور الأسرار سوف تكون في هذه المنطقة المعروفة (أنطاكية) وهي الآن نائمه في غفله عما يحدث لها في آخر الزمان . انطاكيه : وهي مدينه ساحليه تقع في جنوب تركيا وشمال الحدود السوريه وكانت سابقاً تابعة لسوريا ولكن بعد الحرب العالمية الأولى ألحقت بتركيا . 15- وتعرك الشام أعجب العرك : أي إن الشام سوف تكون محلاً للعراك والفتن وسوف تكون أعجب المعارك فيها وعندما تحدث في بلاد الشام هذه الفتن والتي يكثر فيها القتل ماذا يحصل بعد ذلك ؟ وهذا ما تجيب عليه الفقرة الآتية : 16- وتقبل الروم بعون الترك : أي سوف تتدخل (الروم) وهم الغربيون اليوم بعون ومساعدة من تركيا ... وهي إشارة إلى وقوف الغرب والأتراك إلى جانب السفياني في معركة ضد الإمام المهدي عليه السلام ومن خلال مما تقدم تكشف إن الإمام روحي فداه يستخدم بعض الأسرار التي تنطوي على بعض المعجزات والآيات والبينات في مقاومة هؤلاء الكافرين والمارقين . 17- يفتح الله للمهدي المفتاح : فيفتح الله عز وجل للمهدي عليه السلام هذه الأسرار العجيبة والخبايا التي تصلح أخطاءً جساماً ... فماذا يحدث بعد ذلك ؟ تجيب عليه الفقرة الآتية : 18- فتدخل الروم في دين الله أفواجاً دون سلاح : فيدخل أهل الغرب في الدين الإسلامي الأصيل أفواجاً وبدون قتال أو إستخدام السلاح أي إنهم نتيجة هذه الخبايا والأسرار التي يظهرها الإمام المهدي عليه السلام سوف يخضعون لها ويسلمون بدون إستخدام السلاح معهم . ويكون هذا الفتح المهدوي أكبر من الفتح الإسلامي الأول الذي أشارت إليه سورة النصر (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1 )وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2 )) فيكون الفتح المهدوي هو المصداق التام لسورة النصر المباركة . 19- ولا تجمع له الجند والجيش إلا شياطين الروم وفتنة الدجال : بعد هذا الفتح والنصر المهدوي سوف لا يبقى أحد إلا ودخل في الإسلام إلا شياطين الغرب والكذابين والمنحرفين والمخنثين و ( أهل الزواج المثلي ) ... وفتنة الدجال : والذين يمثلون أشبه بالحركة الدينية وهي في واقعها منحرفة وباطله ومن هنا نكتشف إن الذي يواجه الإمام المهدي عليه السلام حركتين وهما : الحركة الأولى : وهي تمثل خط الشياطين وهم المنحرفين أخلاقياً وسلوكياً واليوم الذي يسمونهم بأهل الشذوذ الجنسي وغيرهم من أهل الزواج المثلي وتبدو هذه الحركة غربية بحته . الحركة الثانية : وهي فتنة الدجال والتي تمثل الجماعات الدينية أيضاً المنحرفة والتي لا يسوغ لها الواقع الجديد وهذه الحركة لا شيء تحارب سوى حقداً وكيداً للإسلام أو للإمام المهدي عليه السلام ... فتتحد هاتان الحركتان على محاربة الإمام المهدي عليه السلام ... 20- بعدما علم المرسوم : الحركتان إنما يحاربان الإمام المهدي عليه السلام بعدما علم المرسوم أي بعدما صار الواقع الفعلي ظاهر للإسلام أو ربما علم المرسوم أي بعدما نفذ التخطيط الإلهي وصارت الأمور بيد الإمام المهدي عليه السلام . 21- فلا تنهزم راية فيها رقم إسم الله الأعظم : أي في النهاية سيقضي الإمام روحي فداه على هاتين الحركتين لأن رايته فيها تمثل إسم الله الأعظم أو ترفع شعار ( الله أكبر ) أو لأنها راية رسول الله صلى الله عليه وآله التي ينشرها الإمام المهدي عليه السلام عند الحرب لأن هذه الراية إذا رفعت لا بد من تحقق النصر الإلهي . 22- يجمع الله له الرقيم والرقم : أي يجمع الله له ( الرقيم ) والمقصود بهم أصحاب الكهف وهو مصداق قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) . والرقم : هو (313) وهم أصحاب الإمام المهدي عليه السلام والتي عبرت عنهم بعض الروايات بالأمة المعدودة وكعدة أهل بدر . 23- وتقوم قيامة تعجب لها الأمم : أي إن خروج أهل الكهف من كهفهم وهؤلاء الأصحاب الـ (313) وظهور الإمام المهدي عليه السلام وكشفه الأسرار العجيبة للعالم وحلوله للمشكلات المتفاقمة بطريقة سهلة وبسيطة وقيامه بمحاسبة الناس كما فعل العبد الصالح مع موسى عليهم السلام بالأفعال الثلاثة المعروفة ووجود العبد الصالح عليه السلام بجنبه إنها لتذهل الأمم ويعجز عن تفسيرها العالم العليم لما تظهر من آيات وعجائب أرضية وسماوية ... 24- وإن تسألوني فإن الكهف بحر المدد : أي وإن تسألوني عن سورة الكهف وما فيها من أسرار وما يظهرها لواقعها الإمام المهدي عليه السلام فإنها بحر المدد والعطاء ... 25- مدد البحر ينفد ولا ينفد الكهف بالمدد من نقطة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) أي إن البحر ومداده ينتهي ولا تنتهي أسرار سورة الكهف بل ومداد البحر ينتهي عند أول آية في سورة الكهف وهي : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ) بل وليس عند أول آية بل في أول نقطه من هذه الآية ... ينتهي البحر ولا ينتهي مدد سورة الكهف من الأسرار والعلوم العجيبة والخفايا التي سيظهرها الإمام المهدي عليه السلام . فسيد الأوصياء عليه السلام يقول : لو تكلمت وفسرت وشرحت سورة الكهف وأصبحت جميع البحار والمحيطات والأنهار مداد ( حبراً ) أكتب به لأنتهت جميع البحار والمحيطات والأنهار وأنا لم أبلغ في تفسير نقطة في أول آية من سورة الكهف وهي قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1 ))... فسلام الله عليك يا سيد الأوصياء وعلى أولادك الأطهار وعلى خاتم الأوصياء مولانا صاحب العصر والزمان ما بقي الليل والنهار وإلى يوم القيامة وما بعده .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين . رابعاً: من فتوحات المهدي عليه السلام الكنوز والحور العين: * عن عقد الدرر عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق قال : ( ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبني أربعمائة سفينة في ساحل عكا ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرسوس فيفتحونها بأسنة الرماح ، ويوافيهم المهدي (عج) فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا إنطاكيه وينزل المهدي (عج) على قبة العباس فيبعث ملك الروم ويطلب الهدنه من المهدي (عج) ويطلب المهدي (عج) منه الجزيه فيجيبه إلى ذلك غير إنه لا يخرج من بلد الروم فلا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج ويقيم المهدي(عج) بإنطاكيه سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه (لا إله إلا الله) فتتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته حتى ينزل على القسطنطينيه فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ويستخرج منها ثلاثة كنوز : كنز ذهب وكنز فضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقسمون الأموال بالغرابيل فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصائح : ألا إن الدجال قد خلّفكم في أهليكم فيكشف الخبر فإذا هو باطل ويسير المهدي (عج) إلى روميه ويكون قد أمر بتجهيز أربعمائة مركب من عكا فيقيض الله تعالى لهم الريح فما يكون إلا يومين وليلتين ويحيطوا على بابها ويعلقون رحالهم على شجره على بابها مما يلي غربيها فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا اليهم راهباً كبيراً عنده علم من كتبهم فيقولون أنظر ما يريد فإذا أشرف على المهدي (عج) فيقول : إن صفتك التي هي عندي وأنت صاحب روميه ، فيسأله الراهب عن أشياء فيجيبه عنها فيقول له المهدي (عج) أرجع فيقول : لا أرجع أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فتكون كالرمانة على نشر (الرمله على نشز في رواية أخرى) فيقتلون بها خمسمائة ألف مقاتل ويقتسمون الأموال حتى يكون الناس في الفيء شيئاً واحداً لكل أبن منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام ..) / ماذا قال علي عليه السلام عن آخر الزمان /ح574ص379/ح532ص345وكذلك ح140 ص72. التفسير : وإن كانت أكثر الفقرات واضحة ولكن سنبين إن شاء الله منها المتشابه أو البعيد عن الأذهان والله أعلم وبه المستعان : 1- ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب : وهذا يعني ان بعد إستقرار دولة الإمام المهدي عليه السلام في بعض مناطق الدول العربية والإسلامية ( إيران ـ العراق ـ سوريا ـ الحجازـ اليمن ـ مصر...) إلا إنه لازال بعض الجيوب في الدول المجاورة منها أو بلاد الغرب بصورة عامة لم يكن الفتح قد وصل إليها بعد ... لذلك فالإمام المهدي عليه السلام يعد لهذه الحرب بالطرق الطبيعية أو يريد أن يرهب العدو أو يحذره ببعض الأساليب بدل إراقة الدماء لذلك فهو يأمر بإنشاء المراكب ، والمقصود ( بالمراكب) ومفردها (مركب) هي السفن البحرية واليوم تسمى بالبوارج أو البواخر وغيرها من الأسماء... والإمام يريد إستخدامها لأجل الغزو العالمي ... 2- فيبنى أربعمائة سفينة في ساحل عكا : أي يكمل بناء (400) سفينة بحرية مقاتلة ويبدو من كلمة ( فيبنى )تعبير يرمز إلى شيء جديد في إنشاء هذه السفن .. وذلك لأن من المتعارف عليه أن يعبر عن إنشاء السفن ـ بصناعة السفن كما هو الواضح من التعبير القرآني عندما خاطب الله عز وجل نبيه نوح عليه السلام في صناعة السفينة ( الفلك ) حيث قال تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا...) أي التعبير المتعارف هو الصنع وليس البناء ... فالبناء هنا يشير إلى إن هذه السفن المصنوعة (400) إنها سفن غير عادية ولا يمكن خرقها بأي آلة حربية بالصاروخ وغيره ... فهي تختلف بكيفية الصناعة وحتى في الشكل المتعارف عليه إنها خارقة للعادة ... لذلك فهو لا يستخدم السفن التي سيطر عليها أو خضعت تحت سيطرته كالسفن الحربية الإيرانية أو العراقية أو الخليجية أو المصرية أو غيرها وإنما يأتي بشيء جديد ... ولكن هذه السفن أين تتواجد أو أين يكون موقعها الجغرافي البحري ؟ فالفقرة التالية تجيب عليها : في ساحل عكا : عكا: وهي إحدى مدن فلسطين المحتلة من العدو الصهيوني حاليا وتقع في الساحل الشرقي من البحر المتوسط وهذا يعني إن الإمام المهدي عليه السلام يكون قد أحتل دولة إسرائيل وحرر منها الأراضي الفلسطينية ولذلك هو يبني السفن في سواحلها . ويخرج الروم في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف : ويخرج بعض أهل الغرب المتدين منهم بالديانة المسيحية .. مائة صليب : أي مئة راهب أو زعيم ديني يقودون الثورة ضد الإمام المهدي عليه السلام وكل مئة زعيم ديني مسيحي تحت طاعته (10,000) فيكون المجموع مليون مسيحي محارب يقف بوجه الإمام حجة الله ووليه الأعظم المهدي روحي فداه وهؤلاء يتحركون بهذا العدد حتى يصلون إلى مشارف مدينة طرسوس ... ثم بعد ذلك يفتحونها بالحرب وهؤلاء إنما يتحركون بدافع عقائدي ديني وطائفي وبغضاً للإسلام لذلك هؤلاء القادة يعتبرون أنفسهم يمثلون الحق وليس غيرهم . طرسوس : وهي إحدى المدن التركية والتي تقع في جنوبها ويعتقد إنها المدينة القديمة لأصحاب الكهف . 3- ويوافيهم المهدي عليه السلام فيقتل من الروم حتى يغير ماء الفرات بالدم : أي يتحرك بإتجاههم المهدي عليه السلام بهذه السفن الغريبة الصنع والمواصفات الغير عادية وبأصحابه الذين قلوبهم كزبر الحديد فيقتل هؤلاء المشركين المعاندين من المسيحيين وبما إن عددهم ما يقارب المليون أو أكثر فيتغير ماء الفرات إلى لون الدم لكثرة القتل الذي يقع فيهم ويبدو إنهم سيبادون إبادة كاملة عن بكرة أبيهم ... لذلك بعد هذه المعركة الذي أعد لها الإمام المهدي عليه السلام الإعداد الكامل وأنتصر فيها إنتصاراً عظيماً تنكسر شوكة العالم الغربي بأسره ولا تعد لهم قائمة بعد هذا اليوم مطلقاً ولنتابع الفقرات الآتية ... 4- وينهزم من في الروم فيلحقوا إنطاكيه : فينهزم الغربيون المحاربون بعد الإبادة التي تعرضوا لها فيلحقوا بإنطاكيه انطاكيه : وهي مدينة ساحلية تقع في جنوب تركيا مجاورة للحدود الشمالية لسوريا. 5- وينزل المهدي على قبة العباس : أما الإمام المهدي عليه السلام بعد إنتصاره فيتخذ قبة العباس مكاناً عسكرياً موقتاً له حيثما تهدأ وتستقر الأمور وليرى ماذا يتصرف هؤلاء المعاندين والمنحرفين . قبة العباس : وهي مدينة في حيفا وهي حالياً محتلة من قبل العدو الصهيوني وتقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط وفيها معبد قديم للديانة البهائية وهذا الإسم (قبة العباس ) قد يرجع في تسميته إليهم . 6- فيبعث ملك الروم بطلب الهدنة من المهدي عليه السلام : أي يطلب ممثل الدول الغربية كأن تكون أمريكا أو مجموعة الدول الأوربية أو كلهم متحدون والمهم يختارون من بينهم رئيساً عاماً عليهم أو ربما ( البابا) وخصوصاً بعدما يرون إن الدول الإسلامية والعربية كلها توحدت تحت قائد عام ورئيس عام وأي قائد هذا إنه القائد المعصوم الفاتح للعالم بأسره (الإمام المهدي الموعود) عليه السلام فيطلب هذا الملك (الرئيس) الهدنة من الإمام عليه السلام أنظر ماذا يقول له الإمام عليه السلام ولنستمع للفقرة الآتية : 7- ويطلب المهدي عليه السلام منه الجزية فيجيبه إلى ذلك غير إنه لا يخرج من بلد الروم فلا يبقى في بلد الروم أسير : أي الإمام عليه السلام يقبل الهدنة منه ولكن بثلاث شروط : الشرط الأول : دفع الجزية المقصود بها ربما التعويضات للحرب أو رسوم اقتصادية جديدة يشرطها عليهم بطريقة معينه ولها وقت معلوم أو محدد من قبله . الشرط الثاني : إن هذا الملك (الرئيس) المفاوض يشرط عليه الإمام الإقامة الجبرية في مكان محدد من بعض الدول وذلك لوجود حكمة يراها الإمام في ذلك أو إن الإمام المهدي عليه السلام لا يخرج من الروم أي لا ينسحب بعد اليوم من المناطق المحررة. الشرط الثالث : هو إخراج الأسرى من المسلمين وهؤلاء الأسرى لم يكونوا بفعل الحرب التي حدثت وإنما هؤلاء من المسلمين الذين كانوا قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام ساكنين في الدول الغربية فعندما ظهر الإمام وحدث ما حدث حجزوا هؤلاء المسلمين عندهم ووضعوهم كرهائن أو أسرى عندهم وإلا الحرب التي حدثت كانت خسارة مئة بالمئة من الدول الغربية وإنتصاراً عظيماً للمسلمين بحيث جعلهم يتفاوضون بهذه الطريقة المذعنه للإمام المهدي عليه السلام ومن الواضح لم يكن أسير واحد من المسلمين في هذه الحرب . 8- ويقيم المهدي (عج) بانطاكيه سنته تلك : فينزل الإمام المهدي عليه السلام من منطقة قبة العباس بعد هذه الهدنه إلى مدينة انطاكيه فيقيم فيها مدة سنه ليراقب الوضع العام للدول المحرره والتي لازالت في هدنه معه . ثم ينظر ماذا يفعل بعد هذه الهدنه وسوف تجيب عليها الفقرة الآتية : 9- ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله : أي بعد إنتهاء فترة الهدنه ولربما كانت الهدنه المعطاة سنه وهي مدة إقامة الإمام المهدي عليه السلام في إنطاكيه أو بسبب عدم تطبيق أحد الشروط الثلاثة فيقرر الإمام روحي فداه فتح العالم بأسره ودولة من بعد دوله هو ومن تبعه من المسلمين أي إن هناك ثلة من المسلمين باقية معه ومرابطه وليس كل المسلمين ... ولكن هذه المره الإمام المهدي عليه السلام لا يستخدم الحرب المادية العادية أو كما استخدمها في الحرب الماضية ... من الواضح يستخدم الحرب المعنوية القرآنية إنه سيعطي جيشه مفاتيح كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وكلمة التكبير (الله أكبر) ... لذلك كلما مروا على حصن من بلد الروم (أي دولة غربية) إلا قالوا عليه ( لا إله إلا الله ) ماذا ستجيبك الفقرة الآتية : 10- فتتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته : أي إن الحيطان من قول لا إله إلا الله سوف تسقط وهذا يعني إن البيوت التي يمر عليها ( الجيش الإسلامي) بقيادة الإمام المهدي عليه السلام سوف تقع على أهلها ما لم يخرجوا إلى العراء ويسلموا طائعين مذعنين إنها ليست حرب تقليديه أو نوويه قد يمكن الوقاية منها إنها حرب الآفاق (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...) /فصلت :53. إنها الحرب الإلهية فتنتفض عليهم الحيطان والأسوار من كل صوب ومكان حتى يذعنوا بأنه الحق ... فيرتبك العالم الغربي بأسره وهم يرون هذه الحرب الغير عاديه ... فيتضح لهم الأمر حيث بالأمس القريب حاربهم بأسلحة بحريه تختلف في صناعتها وشكلها وهيئتها فأنتصر عليهم وقتل ما قتل واليوم لا يرون مع المسلمين تلك الأسلحة وإنما فقط شعار التوحيد والتكبير فيشاهدوا الآفاق تنتفض عليهم وتقتلهم ما هذا الهلع الذي سيلحق بهم والخوف والجزع .. بعد هذا ماذا يفعل الإمام عليه السلام ستوضحه الفقرة الآتية : 11- ينزل على القسطنطينية فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها : القسطنطينيه: هي مدينة اسطنبول حالياً وهي عاصمة تركيا تقع ما بين قارتين ( آسيا وأوربا) ويبلغ عدد سكانها (13)مليون ... وفي هذه المرة الإمام المهدي عليه السلام سينزل مدينة القسطنطينيه المعروفة ( اسطنبول ) حاليا ولكن يكون فتحها أيضاً من خلال التكبير في هذه المره ... فيجف الخليج المحيط بها ويمشي الجنود على الخليج بعدما كان بحراً عميقاً إنها معجزات موسى التي تحدث للإمام المهدي عليه السلام والتي تكلم عنها سيد الأوصياء في سورة الكهف نعم إنه مصداق قوله تعالى : (أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ)/ الشعراء : 63. ولكن الإمام المهدي عليه السلام يجعل جيشه هو الذي يعمل العجائب إذ يعطيهم هذا التكليف البسيط بظاهره العظيم في واقعه وباطنه إنه (الله أكبر) فيجف البحر وتسقط أسوار المدينة ولكن تبقى هناك شرذمة من المعتوهين والمخنثين والمنحرفين دينياً وأخلاقياً أو من المتعصبين وبعد كل هذه المعجزات الباهرة يبقى هؤلاء مماطلين كما هو عادة أهل الضلال والعناد وهؤلاء يبقون لا يستجيبون للجيش الفاتح بأحدث الطرق الحربية ولنرى ماذا يفعل بهم الإمام عليه السلام لننظر إلى الفقرة الآتية : 12- فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل : وهؤلاء الـ (300,000) مقاتل يبدو لنا ومن سياق الخطبة يجتمعون حول البلاط الملكي إذ جميع الناس سلمت وأذعنت للإمام المهدي عليه السلام وجيشه ولكن هناك ملك أو رجل ديني مسيحي ( البابا ) أو يهودي معاند أو مجموعة من هؤلاء المتعصبين المعاندين قد تجمعوا في هذا البلاط الملكي ويبدو إنه قصر محصن وكبير جداً وهؤلاء الجنود يحرسون القصر الملكي ومن به ... ولكن الإمام المهدي يأمر جيشه في هذه المرة بقتلهم واستئصالهم جميعا فلا يبقى منهم أحد فيدخلون البلاط الملكي ومن الواضح إن القتل هذا ليس بالسلاح بعدما عرفنا قبل قليل إن الإمام عليه السلام أمر باستخدام مفاتيح كلمة التوحيد وكلمة التكبير وربما بهما معاً تم قتلهم حيث لاحظنا في بداية الفتح المعنوي ( أي إستخدام الأسلوب المعنوي الإعجازي أو تحريك الفاض القرآن بالواقع ) أي إن الإمام عليه السلام أمر أول مرة باستخدام كلمة التوحيد فتساقطت الحيطان ... وعند دخول القسطنطينية استخدموا كلمة (التكبير) فنشف البحر وسقطت الأسوار ... ولنتابع الفقرة الآتية وماذا يستخرج منها : 13- ويستخرج منها ثلاثة كنوز : كنز من ذهب وكنز من فضه وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر : فعندما يسيطرون على القسطنطينية (اسطنبول) وعلى مركزها يستخرج الإمام المهدي عليه السلام بعض الخفايا والأسرار ليرى العالم ماذا يظهر لهم المهدي عليه السلام من عجائب إنه يستخرج ثلاثة كنوز : الأول : كنز ذهب وهذا معروف . الثاني : كنز فضه وهذا معروف ايضا . الثالث : كنز أبكار ! وهذا يحتاج إلى شرح وهو من العجائب ... يستخرج كنز أبكار : فالكنز من المعروف هو تعبير عن شيء ثمين مخزون أو مضموم أو مخفي أو شيء ثمين غير معروف ولذلك عبر عنه بالكنز . ولهذا قال سيد الأوصياء عليه السلام : ويستخرج ثلاثة كنوز : أي يظهر ثلاثة كنوز ومن ضمن هذه الثلاثة هو كنز أبكار : أي نساء شابات وكلهن أبكار وإنما عبر عنهن بالكنوز لأنهن غير معهودات أو غير متصورات كباقي النساء من الطهر وعدم الدنس وعدم المساس بهن لا من بشر ولا من جن إنه مصداق قوله تعالى : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ).الرحمن إنهن النساء الموعودات ( الحور العين) الذي جاء ذكرهن في سورة الرحمن ... وقد أثبتنا ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب من أن ظهورهن يكون في عالم الدنيا وليس في عالم الآخرة ... واليوم وجدت الإمام علي عليه السلام يتحدث عنهن وقد كنت سابقاً عندما أثبت الحور العين وهما صنفان في سورة الرحمن يظهرهما الإمام المهدي عليه السلام لم أعثر على هذا الجفر للإمام عليه السلام ولا على هذه الخطبة والتي أنا الآن بصدد شرحها ... وهذا يؤيد ويدعم ما ذهبت اليه سابقاً والحمد لله رب العالمين وباعتقادي إن هذا الصنف الذي يظهره الإمام المهدي عليه السلام من الأبكار ( الحور العين ) هو الصنف الثاني الذي يرتبط بظهور ( الجنتان المدهامتان) (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَا مَّتَانِ )/الرحمن ومن الملاحظ إن الآية (70) من سورة الرحمن عبرت عن هؤلاء النسوة الأبكار بالخيرات ومفردها ( خيره ) أي إنها كثيرة الخير ومتزنة في السلوك ليس لديها زائدة ولا ناقصة وهو تعبير يطلق عادة على أهل الدنيا ولنستمع إلى قوله تعالى في هذه الآية (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ)... والآن أورد هذه الإشكالات المتصورة على هذا الموضوع ثم نواصل تفسير الرواية ... الإشكال الأول : إن هذه النساء هن من هذه النسوه العاديه وليس فيهن المواصفات التي تتحدث عنهن سورة الرحمن وإنما هؤلاء نساء وجدن في هذه المدينه ( إسطنبول ) أو الدولة التركيه وإنهن حالهن حال النساء المؤمنات الطاهرات الذين حفظن إيمانهن طبقاً لقوله تعالى (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ)/ الأحزاب :35 والجواب : ويمكن ان أوجز بعدة نقاط : 1- إن الإمام علي عليه السلام قال ويستخرج منها ثلاثة كنوز كنز ذهب وكنز فضه وكنز أبكار ومعنى الاستخراج هو الإظهار أي إنهن كن مخفيات عن العالم الخارجي ثم أظهرهن الإمام المهدي عليه السلام بالأسرار التي عنده كما يظهر الذهب والفضة المخفيان عن الناس بصورة عامه وهذه هي الأسرار والعجائب التي ذكرها سيد الأوصياء من علاقة سورة الكهف بالإمام المهدي . 2- إنه لا يتصور في مثل هذه المدينة الكبيرة بعد أن وصل الفساد الجنسي والأخلاقي إلى درجه كبيره فيها لا يتصور وجود نساء مسلمات مؤمنات وبهذا العدد الكبير جداً حيث ذكر عددهن (70,000) وكما ستسمعه بعد قليل من شرح فقرات الخطبة والعدد السبعين هو عادة يشير للكثرة العالية جداً فكيف عندما يقول ( فيفتضون سبعون ألف بكر) أي فقط التي يتزوجن منهن هو (70,000) أي فيكون الأبكار التي يتحدث عنهن الإمام عليه السلام بمئات الألوف . 3- وعادة لا يعبر عن الحافظين فروجهم والحافظات بالكنوز وإنما نقول مؤمنات صالحات طيبات ... ولا نقول عنهن كنوز ... وكذلك بالنسبة للرجال نقول رجل طيب ومؤمن وتقي ... الإشكال الثاني : لماذا لا يكون المقصود بالكنوز هو الإيمان العالي درجه كما جاء في حديث كنوز الطالقان ( ويحاً لطالقان فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا من فضه ولكن بها رجالاً عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي آخر الزمان )عصر الظهور ص119في حديث كنوز الطالقان. وهؤلاء النسوة من هذا القبيل ... والجواب : وبعدة نقاط: 1- إن عدد هؤلاء رجال الطالقان هو(24) رجل بينما عدد هؤلاء النسوة المفتضات فقط هو سبعون ألف ... وإنما عبر عن أولئك الرجال بالكنز وذلك لندرتهم وقلتهم من ملايين الرجال الموجودين في بلاد الطالقان بل وفي العالم . 2- لو كن هؤلاء النسوة من الكنوز كرجال الطالقان لماذا لم يصبحن من جيش الإمام المهدي عليه السلام نفسه بل من قواده مثل باقي النساء الصحابيات حيث ذكرت الروايات وكما سمعت من الكتاب إن عدد أصحاب الإمام المهدي عليه السلام (313) رجل بينهم (50) أمرأه وفي رواية أخرى (13) ... 3- لو كان لفظ الكنز يطلق على المؤمنين بصورة عامة لأصبح كل المؤمنين هم كنوز بالنسبة للكافرين... وبهذا تصبح تسمية الكنز عامة وعاديه ولا تثير الاهتمام بين صفوف المؤمنين. 4- ثم إنه من غير المتصور أن يوجد نساء عفيفات بهذه الكثرة في مدينة إسطنبول مثلاً والتي تمثل أكثر الديانات المسيحية واليهودية تطرفا وإن عدد المسلمين وخصوصا في هذه المدينة يكاد لا يذكر ... وتركيا بصوره عامه وإن كانت تحسب على الدول الإسلامية إلا إن الواقع الحياة فيها من الناحية الدينية غير واضح فيها بل الواضح فيها الأسلوب الغربي والحضارة الغربية بشكل صارخ وفاضح بل الغرب يأتون إليها للأغراض غير المشروعة أخلاقياً ... ثم في بلد المقدسات والبلاد المعروفة إسلامياً لم يظهر فيهن هذه النساء والموصوفات بالكنوز . الإشكال الثالث: سند الرواية التاريخي بأنه ضعيف ( الرواية ضعيفة ) الجواب : قد أثبت صحة هذه الرواية السيد الصدر قدس سره في موسوعته في الجزء الثالث (تاريخ ما بعد الظهور) الفصل الثالث حيث ذكر هناك نقاط ضعف خمسه لهذه الرواية إلا انه بعد ذلك ذكر لها نقاط قوة من عدة زوايا وبذلك اثبت صحتها وتراجع عن نقاط الضعف التي أشكل عليها . وبعد هذا الجواب نكمل شرح الفقرات التالية من الخطبة ليتضح الأمر أكثر : 14- فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال بالغرابيل : أي إن هؤلاء الجنود المهديون بعد أن حققوا هذا النصر العظيم المؤيد من الله عز وجل بكلمة التهليل ( لا إله إلا الله ) وبكلمة التكبير ( الله أكبر ) وبالقائد المعصوم المهدي عليه السلام صاحب المعجزات والكرامات وذخيرة الأنبياء وأسرار الملك الديان سوف يتوج الله عز وجل هذا النصر بهذه النساء الكنوز الأبكار فيكشف الإمام المهدي عليه السلام الحجاب وما كان مستور عن الأبصار والقلوب فيرى الجنود المخلصون لقائدهم هذه الحوريات على أرض الواقع فيأمر الإمام المهدي عليه السلام لهم بهذا الزواج الممزوج بنشوة النصر وتجلي بعض أسرار الغيب واكتشاف صنف جديد من نساء الدنيا ولربما هذا الكشف له عدة إشارات نذكر منها : الإشارة الأولى : إن اكتشاف هكذا نساء بهذه القداسة والطهارة بحيث لا يصل إليهن أي كان من الرجال إلا من كانت لديه مواصفات خاصة مما يجعل الرجال يحثوا الخطى لزيادة التقوى وعدم التفكير في الحرام أو في النظر إلى الحرام ... إذ أكثر الرجال يقعون في سهام النظرات المحرمة وقد وصفت بسهام إبليس فيكون على الأقل رادع لهم من تلك المعصية . الإشارة الثانية : مما يجعل عوام النساء يحثّن الخطى في تهذيب أنفسهن عسى يصلن إلى درجة عالية من الإيمان بحيث تكون مقبولة لدى الإمام عليه السلام فيرضى عنهن حتى يجعل لكل واحده منهن ما يناسبها من الزوج الصالح والذي يكون بدرجة مقامها كما بينا سابقاً في الجزء الأول من هذا الكتاب . الإشارة الثالثة : تقليل ظاهرة الفساد الجنسي في العالم إذ بوجود هذا الصنف الجديد من النساء الطاهرات وبكثره مما يجعل التنافس نحو الطهارة والقداسة فالرجال سيسعون إلى درجة أفضل من التقوى حتى يتحقق لهم الزواج من النساء الجدد وكذلك النساء سيحافظن على مستوى الإيمان . الإشارة الرابعة : إنها إحدى معجزات الإمام الحجة عليه السلام والتي يجلب بها أنظار العالم من جهة ومن جهة ثانية يجعل رجال الغرب الفاسدون يكفوا عن فسادهم ويبحثوا عن التقوى أو مما يجعل رجال العالم الإسلامي لا ينظروا إلى النساء الغربيات على أساس أنهن أكثر جمالاً واعتدالاً ولياقة أو بالعكس . الإشارة الخامسة : إنهاء ظاهرة الدعارة أو تجارة بيع النساء السائدة الآن في الغرب وفي بعض المناطق العربية والإسلامية ...وربما تكون هناك غير هذه الإشارات فالإمام اعلم بهذه المقاصد والخفايا التي يظهرها للعالم. بعد هذا النصر والزواج سوف يقتسمون الأموال بالغرابيل وذلك لكثرتها ... 15- فبينما هم كذلك إذ سمعوا بصائح : ألا إن الدجال قد خلّفكم في أهلكم : فبينما هم في هذا الحال إذ يسمعون هاتفاً أو خبراً يذاع بأن الدجال قد ظهر ورائكم وقد استولى على أهلكم ولكن في ذلك الزمن لا يوجد الكذب والإفتراء ويبدو هذا الصائح أو ذائع الخبر كان من المبطلين والمضلين فسرعان ما يكشف زيفه . 16- ويسير المهدي (عج) إلى روميه ويكون قد أمر بتجهيز أربعمائة مركب من عكا: ثم يتجه الإمام المهدي عليه السلام نحو الغرب من خلال تركيا منطلقاً من عاصمتها اسطنبول بعدما قضى على السفياني في سوريا وأحتل إسرائيل وحرر فلسطين وبالتالي حرر تركيا ومكث في عاصمتها اسطنبول والآن هو منطلق وجنده نحو الدول الغربية فهو كان سابقاً قد جهز (400) مركب والتي حارب فيها في المعركة الأولى والآن هي المراكب باقية نفسها إذ كما قلنا سابقاً لم يؤثر فيها شيء من آلة الحرب والآن جاء وقتها للذهاب فيها عبر المحيطات نحو أوربا ... ولنتابع الرحلة معاً في الفقرة التالية : 17- فيقيض الله تعالى لهم الريح فما يكون إلا يومين وليلتين ويحطوا على بابها ويعلقون رحالهم على شجرة على بابها مما يلي غربها: فتنزل الكرامة الإلهية لهم وهو تسخير الريح فتظهر هنا معجزة سليمان للمهدي عليه السلام فتسير السفن الحربية بواسطة الريح وبمدة يومين سيصلون إلى روميه أو ( إيطاليا حاليا) فيصلون ساحل محيط بها وفيها أشجار وربما جزيرة جميلة على سواحل الحدود الإيطالية وتقع غربيها ... فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا إليهم راهباً كبيراً عنده علم من كتبهم 18- فيقولون أنظر ما يريد : فإذا أشروا على المهدي أي تطلع إلى الإمام المهدي عليه السلام فيقول ( الراهب ) إن صفتك التي هي عندي وأنت صاحب روميه فيسأله الراهب ( فيسأل الراهب الإمام المهدي عن أشياء فيجيبه عنها ) فيقول له المهدي (عج) أرجع فيقول ( الراهب ) لا أرجع حتى أسلم على يديك فيشهد الراهب ويسلم ... بعد ذلك تشير الرواية إلى إنه يدخلها الإمام المهدي عليه السلام ويقتل فيها (500) ألف مقاتل وبعد ذلك يستولي على روميه بأكملها ويقتسمون الأموال بالتساوي تماماً. رومية :( وهي روما حالياً عاصمة إيطاليا من اكبر مدن شبه الجزيرة الإيطالية تقع في الجزء الغربي منها وتعتبر مركز الكنيسة الكاثوليكية ) مخطط فتح العالم ما بعد الظهور المقدس حسب هذه الرواية: وبهذا نكون قد انتهينا من تفسير هذه الرواية ... عزيزي الموالي : وهناك أحاديث كثيرة في كتاب الجفر متشابه ومقطعه أو بعضها يكمل البعض أما في السياق أو في المفهوم .. خامساً: بابا الفاتيكان * ففي الحديث (578): وفي الجفر عن الإمام علي عليه السلام ( ... وتخرج الروم في مائة صليب كل صليب عشرة آلاف فيقيمون في طرسوس جمعهم نداء من يسمونه الباب...) / ماذا قال علي عليه السلام عن آخر الزمان ح578ص382. وكذلك ح219ص142. أي إن الذي يجمع الدول الغربية وخصوصاً المسيح لمقاتلة الإمام المهدي عليه السلام هو نداء البابا وهو الأب الروحي عند المسيحين ... فتصبح حرب عقائدية عالمية بعدما كانت في بداية الأمر حرب طائفية . سادساً : الأسلحة الفتاكة الغربية تنقلب ضدهم: * وفي الحديث الذي قبله (577) : وفي الجفر عن الإمام علي عليه السلام : ( يجمع الروم رايات غدر لولدنا المهدي لكن الله عز وجل راعيه وهو يده التي يبطش بها يستخرج الله له الروم من أساء منهم وخان الأمانة ـ ومن أحسن الله له يجازون بنياتهم ويسلط الله غضبه يوم وادي ( مجدو) على جمع مزوم يولون الدبر . بعدما يعذبهم الله شهراً بالموت الأحمر والموت الأسود بأيديهم زرعوه وبدمائهم أكلوه فأكلهم وتتغير الأرض من دمائهم ، طيور كالجبال ترمي بالنار وبيوت من زبر الحديد لها طاقات وثقوب ترمي قدر ميل ونصف ميل وربع ميل هم صنعوها ويسلطها الله عليهم ...) أقول : في هذا المقطع من الجفر يشير سيد الأوصياء عليه السلام إن الله سبحانه سينصر المهدي عليه السلام على الدول الغربية بآيات عجيبة فهم بعدما سمعوا بظهوره قد تجمعوا واستعدوا لقتاله ولكن الله عز وجل سيسلط عليهم في يوم اتفقوا عليه سراً لمقاتلته ومباغتة الإمام المهدي عليه السلام بعدما طلبوا الهدنة منه ولكن الله تعالى يجازيهم بنياتهم من أساء منهم فيبتليهم بالموت الأحمر والموت الأسود فينقسمون على أنفسهم ويقتتلون فيما بينهم وتتغير الأرض من دمائهم ويستخدمون أسلحتهم التي كانت معده لقتال الإمام المهدي عليه السلام ويستخدمون في هذه الحرب الطائرات ( طيور كالجبال ترمي بالنار) فيستخدمون الصواريخ والراجمات والقاذفات ( وبيوت من زبر الحديد لها طاقات وثقوب ترمي قدر ميل ونصف ميل وربع ميل هم صنعوها وسلطها الله عليهم ) . ولنكمل الحديث : ويكون التفسير في هذه المرة مباشرةً بين أقواس وينذر ( المهدي) الروم ( الدول الغربية أو إيطاليا) بإطلاق سراح موت فتاك ( واسع الإنتشار وقوي) محبوس بقنينة عجيبة ( القنبلة النووية ) فيذرهم المهدي سلاحاً أسمه الصارخ له صوت الزلزال ( صواريخ محملة برؤوس نوويه ) ويأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأى البركان نار هائلة من باطن الأرض تخرج من مكمن ومخبأ ( أي يخرج الإمام المهدي عليه السلام هذه القنابل النووية والصواريخ من باطن الأرض وهي كذلك اليوم حيث توجد هذه الأسلحة في مخبأ داخل الأرض .. وربما يكون الإمام عليه السلام قد أستلمها من إيران التي تقع تحت نفوذه في هذه الفترة أو قد صنعها منذ فترة مع أصحابه بطريقته الخاصة ) وتطير في السماء عالياً جداً ثم تهبط بموت ( أي إن هذه الصواريخ الجوية تصعد مسافات عالية في الجو ثم تهبط على الهدف أو إشارة إلى الطائرات المحملة برؤوس نووية ..) ينزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر وله نار لا تبقي ولا تذر ( وهي كذلك الأسلحة النووية) ينادي ( المهدي ) على الروم ( الغرب ) أنها لواحة لمن غدر ( خان العهد أو الصلح ) فيطلب ملك الروم الهدنه ( قد يكون بابا الفاتيكان ) وهو يمثل المسيحيين في العالم ويأبى المهدي إلا أن يدخل بلده فيصالح المهدي على العطاء ولا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج وعلموا لو غدروا هدها وجعل أعاليها أسافلها ( قد بينا ذلك في تفسير الحديث 574) . ويقيم المهدي بأنطاكيه سنته ( أنطاكيه وهي حالياً مدينة تركية تقع في جنوبها ) ثم يسير ومن تبعه على الروم بدعوه من صالحيهم وإنتقاماً ممن قتلوا له رجالاً ( في هذه المرة صالحي الروم والذين فقدوا أهاليهم نتيجة الحرب الأهلية التي دارت بينهم يطلبون من الإمام المهدي عليه السلام إنقاذهم من سيطرة المتنفذين عليهم فيستجيب الإمام عليه السلام لهم ويسير بجيشه الفاتح نحوهم ) فلا يمرون على حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله فتتساقط حيطانه / ماذا قال علي عليه السلام ح578ص381ـ382. سابعاً : التسابيح هي أسلحة المهدي عليه السلام : * وفي الحديث (579) ففي جفر الإمام علي عليه السلام ( ... يرزق الله المهدي تسابيح تتنزل لها الأملاك الغلاظ الشداد لا يعلمها إلا معلم من الله ، يفتح بها القسطنطينية وروميه وبلاد الصين ويفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفاً من الرجال لا يخافون في الله لومة لائم طعامهم القرآن ومائهم تسبيح الله ، تحملهم قباب تطير في الهواء وأربعمائة مركب من شواطئ المسلمين يقيض الله لهم الريح فلا يكون إلا يومين وليلتين حتى يحطوا على بابها فإذا رآهم أهل روميه أحدروا إليهم راهباً كبيراً عنده علم من أسفار خبيئة ، فإذا أشرف على المهدي أحنى رأسه وقال: والذي أرسلك بما جئت به إن صفتك التي هي عندي أراها فيك ، وأنت صاحب روميه ، لو جاءني غيرك ما أسلمته المفتاح ، وإن لك كنوزاً عندنا ، فيغضب عليه قومه ويسأل الراهب المهدي مسائل يعجب لها من رأى أو سمع فيقول له المهدي بعد حسن الجواب ارجع فيقول كيف أرجع وأنا أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات ، فتكون كالرملة على نشز ويفتحها الله لوليه وعداً ناجزاً حضر أوانه )/ ماذا قال علي عليه السلام ص382. | ||
الموضوع الأصلي: الامام المهدي والمستقبل
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
0 التعليقات:
إرسال تعليق