قتل محمد الاخباري على يد الاصوليين بأمر الشيخ جعفر كاشف الغطاء
ينقل عن السيد رؤوف جمال الدين أن سبب قتل جده الميرزا السيد محمد الأخباري أنه دارت بينه وبين الشيخ جعفر كاشف الغطاء مراسات ومجادلات في مهمات مسائل الأصول فلما انتصر فيها على الشيخ جعفر وأفحمه ولم يستطع الرد على حججه القوية وبراهينه الساطعة واسقط ما في يده وشاع خبر ذلك بين الناس استشاط غضباً وكتب في جوابه حيث لم يكن لديه ما يجيب به (( لقد تعجلت بنار الدنيا قبل نار الآخرة )) فكتب اليه الميرزاالسيد محمد الأخباري : (( لقد توعدتني بما توعد به سلفك جدي الإمام الحسين في يوم عاشوراء في كربلاء )) ثم هجم على السيد في داره في الكاظمية أتباعه وأحاطوا به وبعد مجابهة قتلوه وجماعة كانت معه وصلب ثلاثة أيام !! وذكر حفيده المحقق السيد ابراهيم جمال الدين في خاتمة الجزء الأول من كتاب ايقاظ النبيه في ذكر ما أجمع عليه وأختلف فيه ) لجده الميرزا الأخباري المطبوع في العشار سنة 1356 هـ حكاية عن ابنه السيد علي ما لفظه : (( لما شاع اسمه في الأقطار وذاع فضله في الأمصار بالعلوم الإلهية والكرامات الربانية داعياً الى الفرقة الناجية والطريقة الحقة بالدلائل الواضحة القاطعة والبينات المشرقة الساطعة حسده أهل البغي والعناد فأخذوا يمكرون في إطفاء نوره ويتربصون الدوائر في قتله وقد دس له السم مراراً فما أثر فيه وبعد أن حوصرت بغداد نادى فينا المنادي خذوا الزاد فقد حضر أوان الرحيل فأتى الينا بغتة القوم اللئام وكأني أعرفهم بأسمائهم وعشائرهم فاجتمعوا على الباب لكسره وهم يرموننا بالأحجار فأخرج قدس سره رأسه من نافذة على الطريق يخاطبهم : ((أيها الناس ما ذنبي وما جنيت ألست ابن بنت نبيكم أما أحسنت لكم يوم كذا وكذا فهل جزاء الإحسان الا الإحسان )) فأشار الى رجل كان يميل الينا اسمه يحيى برفع رأسه وكان ذلك عصر يوم الأحد في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1232 هـ بعد صلاة الظهر وكنا في تلك الحالة عشر رجال الوالد والأخ أحمد وموليان لنا والسيد مصطفى بن السيد مهدي والشيخ أحمد الجزائري والشيخ عباس الجزائري وناصر ومنصور النيشابوريان فحملنا عليهم فعلمهم كبيرهم أن احيطوا عليهم من اربع جوانبهم فاحدقوا بنا وأخذنا نجاوبهم حتى جرحوا وجرحنا وبعد قليل رأيت أبي والناس مجتمعون عليه فأخذ يدب عن نفسه حتى وصل الى محل جلوسه للتأليف وموضع عبادته ورأيت أخي الأكبر المسمى بأحمد مطروحاً على الأرض وعليه رجل يضربه بالسيف فحملت عليه أنا والنيشابوريان فقام عنه وفي وجه أخي ضربة بخده الأيمن وحينما رأته أمه صاحت وصرخت وشدت مقنعتها على خده وبعد أن رأى القوم حول أبيه يريدون قتله خرج وهو يقول : لا أعيش بعدك يا أبي محارباً مستسلماً للموت فمذ ضعف على المحاربة ضربه رجل على يده اليمنى وآخر على يده اليسرى فشلتا وصرع وكذلك النيشابوريان وإني حيث أعياني الوصول الى والدي من كثرة النبل وقد اسر الأصحاب كلهم بقيت منفرداً فأراد القوم قتلي ولكن قيض الله لي رجلاً فحماني بالسرداب وكنت أسأله عن الأصدقاء والأحباب وبعد ساعة فإذا القوم خرجوا يرتجزون برجز الكفار فعلمت أن الأمر قد صار وقد حكى لي ذلك الرجل أنه لما بقي أبي وحيداً فريداً أخذ يحاربهم محاربة شديدة الى أن ضربه رجل على أم رأسه وضربه آخر على حلقومه فخر صريعاً وأقبل عدو الله المسمى سليمان والشقي المسمى بالتقي وأرادا حز رأسه فلم يتحرك فأخذا يضربانه بالسيف فكانت عدد جراحاته خمسمائة جراحة وبعد مدة دفنه السيد محمد كاظم بباب بغداد من مقابر قريش . ولم يبق بعد ذلك إلا انا والغلامان وقد أخذوا جميع ما في البيت من كتب وأثاث واسروا عيالنا بعدما أخذوا ما عليهن من آلات الزينة والثياب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .)) ثم قال السيد ابراهيم : وقد ارخ وفاته بقوله مخاطباً أحد معاصريه : أنا لا أخشى القتل في سبيل الدين وقد ارخت وفاتي ( صدوق غلب ) . فيكون مدة عمره حينئذ من يوم ولادته الى يوم وفاته اربعة وخمسون سنة .... الخ | ||
الكاتب: محطم الاصنام
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
0 التعليقات:
إرسال تعليق