لذا فأن المرء ما أن يفيق مما هو فيه من شهوانية النفس وثورة الغضب تراه لائما لنفسه متحسراً على ردود فعله غير المنضبطة، وفي النهاية يرجع الى ذاته ويسكن الى نفسه ويثق بفكره ويتذكر ثم يهتدي الى سبيل سوي بإرادة ذاتية نابعة من سكينة عقله المتحرر من قيود الغضب ودرن الحياة . ولأن الإسلام دستور دين ودنيا، كان لابد له من أن يكون البلسم الناجع الذي يبلسم منغصات حياة بني الإنسان، لذا تراه عبر جليل قول الرحمن مرة، وعظيم قول النبي الكريم تارة اخرى، يذكر الإنسان بعقله وعظمة تفعيله وإعماله بدلاً من تثبيطه وإهماله، مرغباً له بأن يزيده قوة الى عقله بالتذكرة والبصيرة وبإعطائه الثقة الكاملة في التأمل بآيات الله سبحانه وتعالى باعتبار أن العقل يدعو الى المثل العليا، ويندب إلى الخير الأبدي ويفضله على الشهوات العاجلة . لذا ترانا نتلمس عمق الترابط بين الدين كحالة إعتقادية وبين الفكر والعقل كحالة ذاتية من خلال الحديث النبوي الشريف: (أصل ديني العقل)
وبذلك فأن العقل إنما هو عقال للنفس البشرية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق