هرمجدون
هرمجدون ما يزال الكثير من شعوب العالم وحكوماتهم ينتظرون هرمجدون تلك المعركة الكبيرة والملحمة العظيمة التي تسمى بملحمة الملاحم وخاصة اهل الديانات اليهود والمسيحيين والمسلمين وكل منهم يحمل منها انطباعات معينة ومختلفة لا تتلائم مع ما يحمل الباقين حيث يعتقد اليهود ان معركة هرمجدون تقع عند عودة المسيح ثانية حيث يقيم لهم بعد ما ينتصر المملكة الكبرى التي تفرض سيطرتها على كل العالم تبقى الى الابد لا تزول وهم يعتقدون ان عودة المسيح (عليه السلام) لا تكون حتى يؤسسوا له دولة في فلسطين تكون نواة الى تلك المملكة وهذا ما وافقهم عليه طائفة الميسوديت الطائفة المسيحية التي ينتمي لها الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، فان الميسوديت التي تضم قساوسة متشددين ومتطرفين يؤمنون بالمسيحية الصهيونية وهذه الطائفة المعبر عنها (بالتحالف الصهيوني -المسيحي )تعتبر ارض اسرائيل هي البقعة المباركة في هذا العالم وان المسيحية الحقة لا بد ان تقوم على اساس التحالف بين اليهود والمسيحيين وان العالم لابد ان يسير على اساس من التوراة والانجيل فان الكتاب المقدس الميسوديت مزيج مشترك يجمع بين التوراة والانجيل وقد تصاعدت في السنوات الاخيرة الاعتقادات بان معركة هرمجدون باتت قريبة وان الاجيال الحالية ستدركها ، ففي عام 1980 تحدث (ريجان) الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية مع المذيع الانجيلي( جيم بيكر) عن معركة هرمجدون في مقابلة تلفزيونية وكان مما قاله: ( اننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون) وفي تصريح اخر له عن هذه المعركة قال: ( ان هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون ) وقال المبشر ( جيمي سواجارت) في برنامج تلفزيوني اذيع في 22 سبتمبر 1985 :( انني اؤمن بان معركة هرمجدون مقبلة ، وستقع هذه المعركة في سهل مجدو .. انها قادمة .. وان التوقيع على اتفاقيات السلام لن يتحقق حتى يأتي المسيح المخلص) . وقد صرح القس ( بيلي جراهام ) بان (نابليون) عندما شاهد (مجدو ) قال: ( ان هذا المكان سيكون مسرحاً لاعظم معركة في العالم وهي معركة هرمجدون ) كما صرح المبشر (جيري فالويل ) قائلاً :( اننا نعتقد اننا نعيش في الايام الاخيرة التي ستسبق مجئ المسيح .. وانا لا اعتقد انه بقي امامنا 50 سنة اخرى ، انني لا اعتقد ان اطفالي سيعيشون حياتهم كاملة) . قال( أوين) المبشر المسيحي :( ان ارهابيين يهودا سينسفون المكان الاسلامي المقدس (المسجد الاقصى) وسيستفزون بذلك العالم الاسلامي للدخول في الحرب المقدسة المدمرة مع اسرائيل (معركة هرمجدون) والتي سترغم المسيح المنتظر على التدخل لأنقاذ اسرائيل ) . وقد الف اليهود والمسيحيين كتباً كثيرة عن معركة (هرمجدون ) وعلاملات قربها والنبؤات الواردة فيها كما توجد الكثير من التصريحات لكبراء القساوسة والاحبار حولها وحول قرب تحققها ولكن مراعاة للاختصار اكتفينا ببعض ما قيل عنها من اعتقادات . اما بالنسبة للمسلمين وانطباعهم تجاهها واعتقادهم بها فاما السنة فانهم يعتقدون ان معركة(هرمجدون) قد وقعت في زمن خلافة عمر بن الخطاب وهي المعركة المعروفة بمعركة( اليرموك) واما السيعة فلا يكاد يذكرها احد بل ان الاعم الاغلب يجهل عنها الكثير بل يجهلها نفسها .وقبل الخوض في تفاصيلها ورأينا بها وهل انها حدثت ام لا ؟ وان كانت لم تقع بعد فكيف تقع ومتى وقت حدوثها؟ وعلى يدي من تكون ؟ وما الى ذلك ، لا بد من معرفة بعض التفاصيل عنها كمفهوم عام وماذا تعني ؟ فاقول: ( هرمجدون) كلمة عبرية مكونة من مقطعين : (( هر )) او (( هار )) ومعناها ( الجبل ) ، و(( مجدون )) هو اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل ابيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا ، وعلى بعد 15 ميلاً من شاطئ البحر المتوسط ، وتعرف ( مجدو ) او ( مجدون) الان باسم ( تل المتسلم) وكلمة هرمجدون تعني جبل مجدون او جبل مجدو . واما ما ذهب اليه اهل السنة من انها قد وقعت وهي معركة اليرموك التي حدثت في زمن خلافة عمر بن الخطاب فهذا غير صحيح ومخالف لما نقل عنهم من احاديث نبوية فقد ورد عن عبد الله بن مسعود عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) قال: ( يكون بين المسلمين وبين اليهود هدنة وصلح - الى ان قال - فيقولون ان العرب تمددت بنا ، ونحن اكثر منهم عددا ، واتم منهم عدة واشد منهم قوة ،، فامرنا نقاتلهم ، فيقول : ما كنت لأغدر بهم قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا ، فياتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غاية ( اي سفينة ) تحت كل غاية اثنى عشر الفاً في البحر ( اي يكون عددهم مليون ومئتي الف جندي) ويقول لهم صاحبهم : اذا ارسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن انفسكم ، فيفعلون ذلك ويأخذون ارض الشام كلها برها وبحرها - الى ان قال - فيقول: يا جبرائيل أغث عبادي ، فينزل جبرائيل في مائة الف من الملائكة , ويقول يا ميكائيل أغث عبادي ، فينحدر ميكائيل في مائتي الف من الملائكة ، ويقول يا اسرافيل اغث عبادي ، فينحدر اسرافيل في ثلاثمائة من الملائكة وينزل الله نصره على المؤمنين ، وينزل بأسه على الكفار ، فيقتلون ويهزمون ويسير المسلمون في ارض الروم حتى يأتوا عمورية وعلى سورها خلق كثير يقولون ما رأينا شيئا اكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما اكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها فيقولون : امنونا على ان نؤدي اليكم الجزية فيأخذون الامان لهم ولجميع الروم على اداء الجزية) . ومن هذا الحديث الشريف يتبين ان هذه المعركة الكبيرة والملحمة العظيمة بين المسلمين والروم لم تقع بعد حيث تكون هذه المعركة حرباً عالمية كبرى يكون فيها نهاية الروم وحكم الاسلام حيث يكون تعداد جنود الروم فيها مليون ومائتي الف جندي وهو ما لم يحصل في معارك الروم مع المسلمين لا في اليرموك ولا غيرها . وهذه المعركة هي معركة هرمجدون التي تكون نهاية اليهود والمسيحيين فيها وانتشار الدين الاسلامي في كل قارات العالم .وعن كعب قال : ( يحضر الملحمة الكبرى اثنا عشر ملكا من ملوك الاعاجم اصغرهم ملكا واقلهم جنوداً صاحب الروم ولله في اليمن كنزان جاء بأحدهما يوم اليرموك كانت الازد يومئذ ثلث الناس ، ويجئ بالاخر يوم الملحمة العظمى سبعون الفاً حمائل سيوفهم المسك ) . وفي هذا الحديث دلالة واضحة على ان معركة اليرموك ليست هي هرمجدون بل ان هرمجدون هي المعركة المعبر عنها في الحديث بالملحمة العظمى تكون على يد طرفها الاول الامام المهدي(عليه السلام) او المسلمين وخاصة اليماني وجيشه والطرف الاخر هي الروم ومما يؤكد ان معركة هرمجدون الملحمة العظمى تكون على يد المهدي هو ما جاء في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : وفد اهل اليمن على رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فقال النبي( صلى الله عليه واله وسلم) :( جاءكم اهل اليمن يبسون بسيساً - الى ان قال - قوم رقيقة قلوبهم راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين الف ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك ) فبالنظر الى الحديثين الشريفين يتبين لنا ان اهل اليمن في الحديث الاول الذين يبلغون سبعين الفاً وحمائل سيوفهم المسك هم انفسهم جيش اليماني الذين يبلغون ايضا سبعون الفاً وحمائل سيوفهم المسك كما يظهر من الحديثين وبذلك يتبين كما لا يقبل الشك ان الملحمة العظمى تكون في زمن الامام المهدي(عليه السلام) وذلك عندما يفتح القدس ويقتل اليهود وينزل عيسى المسيح فيصلي خلفه (عليه السلام) فعند ذلك ترسل الروم قواتها لحرب الامام (عليه السلام) فتقع الملحمة العظمى او الحرب العالمية التي تسمى هرمجدون كما جاء ذكرها في التوراة والانجيل ، وقد جاء في سفر حبقوق (الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران ) وقد فسر البعض من المسلمين ذلك بانه مجيء النبي محمد( صلى الله عليه واله وسلم) من ارض الجنوب من مكة بالتحديد ولكن الحق ان المقصود بذلك ليس شخص النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) فان الموجود في السفر شخصين وليس شخصا واحد وفيه اشارة الى ظهور اليماني وزير الامام المهدي(عليه السلام) حيث ان تيمان هي ارض اليمن واليمن تقع في الجنوب واليماني كما لا يخفى يكون خروجه منها اي من اليمن اما المقصود من القدوس فهو الامام المهدي(عليه السلام) الذي يخرج من مكة لان فاران جبل من جبال مكة . اما بالنسبة لاعتقاد اليهود والمسيحيين من ان هرمجدون تلك الملحمة العظمى والتي يسميها رجال العصر الغربيين ( الحرب العالمية الثالثة) من انها تقع في اخر الزمان عند نزول عيسى المسيح (عليه السلام) وبحسب توقعاتهم تكون في هذه السنوات القليلة المقبلة فان اعتقادهم هذا صحيح فان هذه الحرب هي التي تكون بين المهدي (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) والمسلمين من جهة وبين اليهود والمسيحيين المعبر عنهم بالروم من جهة اخرى حيث انهم يعتقدون ان المسيح سيكون الى جانبهم لأنهم وبسبب اعتقادهم يمثلون جانب الحق وان لهم الاحقية في انشاء المملكة العظمى والتي تبدء من ارض فلسطين ولكنهم وبعد ان يعرفوا ان عيسى المسيح قد نزل ليصلي خلف المهدي(عليه السلام) ويكون تابعاً له ويأمر جميع اليهود والمسيحيين بأتباع حفيد النبي العربي محمد( صلى الله عليه واله وسلم) تأخذهم العزة بالاثم والعناد وعدم التسليم والانقياد لنبيهم المنتظر المسيح فيحاربونه ويحاولون قتله والقضاء عليه كما فعل اجدادهم من قبل حينما ارادوا قتله ولكن الله رفعه وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم . وقد جاء عن الانبياء في كتبهم التعرض لهذه المعركة والملحمة ومصير اليهود والمسيحيين فيها فقد قال النبي دانيال(عليه السلام): (( وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السماء مملكته لا تخرب ابداً ، ولا يغلب سلطانها شخص اخر ، فتسحق وتفنى جميع تلك الممالك وهي تثبت الى الابد )) والمقصود بالمملكة في كلام النبي دانيال (عليه السلام)دولة الامام المهدي(عليه السلام) العالمية التي لا تخرب ابداً الى قيام الساعة حيث ان الامام المهدي(عليه السلام) ينهي جميع المملكات ويسيطر على جميع البلدان اما من قال ان تلك الدولة كانت على يد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فهذا غير صحيح فان دولة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) اقتصرت على منطقة معينة ولم تنهي كل الممالك كما انها لم تبقى الى الابد فقد حوربت الدولة الاسلامية وسيطرت الدولة الاستعمارية على بلاد المسلمين مئات السنين ، واما الدليل على تلك الدولة والمملكة هي دولة الامام المهدي(عليه السلام) الدولة اليهودية او المسيحية هو ما ورد في كلام النبي دانيال (عليه السلام) حيث قال (( شعب اخر )) اي غير الشعب اليهودي الذي كان دانيال منه . وقد ورد ايضا في الكتاب المقدس يشير الى امة المهدي وجيشه وانصاره فيقول (ويصفرلها فتخف مسرعه من اقصى الارض. لا يتعب فيها أحد ولا يكل ولا ينام ولا ينعس ولا يحل حزامه ولا يفك رباط حذائه . سهامها مسنونه وكل قسيها مشدودة ، حوافر خيلها كالصوان وعجلات مركباتها كالزوبعة ، لها زئير اللبوه وكالاشبال تزار وتزمجر وتخطف الفريسة ولا من ينقذ في ذلك اليوم تزمجر تلك الامة على شعب اسرائيل كزمجرة الحجر فاذا السواد والضيق في ارضها ، والنور تحجبه الظلمة ) . وهذا الكلام ينطبق على انصار الامام المهدي (عليه السلام) الذين وصفوا بالاحاديث والروايات الواردة عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته الاطهار(عليهم السلام) بانهم كالليوث رهبان في الليل اي لا ينامون وليوث في النهار حيث انهم من يخرج اليهود من بيت المقدس من يحملون الرايات السود وهم جيش الغضب حيث جاء في كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس (رحمه الله) (( لتخرجن من خراسان راية سوداء حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لها( اي فلسطين ) واخرج المجلسي في بحاره باسناده الى الفضيل بن يسار عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ( رجال كان قلوبهم زبر الحديد - الى ان قال - يكفونه ما يريد يبيتون قياماً على اطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ) فانظر عزيزي القارئ الى تشابه الكلام . حيث اراد بقوله يصفر لها (( الصيحة او النداء)) الذي ينادي به جبرائيل فيهب انصار المهدي واصحابه الى نصرته وقوله( لا يتعب احد ولا يكل)اراد به قوة اصحاب الامام(عليه السلام) حيث ورد ان الله يعطي الواحد منهم قوة اربعين رجلاً ، وقوله (لا ينعس) اشار الى ما ورد في الرواية يبيتون على اطرافهم ويصبحون على خيولهم رهبان بالليل ،واما قوله (لها زئير اللبوه) وتزمجر على شعب اسرائيل اي تثور على اليهود ويهجمون عليهم فيقتلونهم ويخرجونهم من فلسطين ويفتحون بيت المقدس وقوله(فاذا السواد والضيق في ارضها)اشارة الى راياتهم السود التي يركزونها في بيت المقدس والضيق عن شدة غضبهم للحق . وبهذا يتبين للقراء الاعزاء ان معركة هرمجدون او ما تسمى بالملحمة العظمى أو الحرب العالمية الثالثة ستكون بين الامام المهدي(عليه السلام) وانصاره من جهة وبين معسكر الغرب المتحالف ضد الامام من جهة وان النصر سيكون حليف الامام (عليه السلام) وجيشه حتى يعم الاسلام كل انحاء العالم ولا يكون الا الدين الاسلامي الخالص فلا يهودية بعد ذلك ولا مسيحية بل ديناً قيماً حنيفاً دين المهدي(عليه السلام) بقي ان نشير الى عدة جوانب مهمة حصلت في العصر الحديث وهي ان الروم ومن منطلق ايمانهم بان عيسى المسيح لا يعود الا بعد تأسيس مملكة موجودة له لكي يقوم بحكمها وينطلق بعد ذلك ومن خلال هذه المملكة الى فتح العالم كله ليكون مملكة واحدة يحكمها هو وشعبها اليهود والمسيحيين وذلك من خلال معركة هرمجدون التي يعتقدون ان النصر فيها سيكون حليفهم ويقضون بها على المسلمين وكل شعوب العالم التي لا تدين بديانتهم من اجل هذا كله اسسوا ما يسمى اليوم ( بالاتحاد الاوربي ) وقاموا بتوحيد عملتهم بعملة واحدة اسموها ( اليورو ) وهذه المملكة بحسب اعتقادنا هي اخر ممالك الروم واضعفها حيث ان وحدتها ليست جوهرية بل هي وحدة ظاهرية زائفة لا تتعدى التسمية والعملة الجديدة التي تسمى (اليورو) وهي المعبر عنها في رؤيا الملك التي فسرها دانيال(عليه السلام) بالقدمين الذين من حديد وخزف وفيه اشارة الى ان هذه المملكة غير متجانسة فالجديد لا يتجانس مع الخزف ولا يتصل به بل يبقى منفصلا عنه فقد ورد في الاصحاح الثاني ان نبوخذ نصر الملك في السنة الثانية حلم حلماً فسره له دانيال(عليه السلام) فقد جاء في الاصحاح الثاني ما هكذا نصه (( انت ايها الملك رأيت فاذا بتمثال عظيم هال كثير البهاء ، كان واقفاً امامك وكان منظره رهيباً وكان رأسه من ذهب خالص ، وصدره وذراعه من فضة ، وبطنه وفخذاه من نحاس ، وساقاه من حديد ، وقدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف ، وبينما انت تنظر اليه ، انقطع حجر من الجبل من دون ان تلمسه يد فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقها ، فانسحق الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كلها كتبن البيدر في الصيف فحملتها الريح وما وجد لها اثر ، اما الحجر الذي ضرب التمثال ، فصار جبلاً كبيراً وملأ الارض كلها ، هذا هو الحلم اما تفسيره فاخبرك به ايها الملك : انت ايها الملك ملك الملوك لان اله السماء وهبك الملك والعزة والقدرة والجلال وكل ما يسكنه بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء . وهبه لك وسلطك علية جميعاً فانت الرأس الذي من ذهب وبعدك تقوم مملكة اخرى اصغر من مملكتك ، ثم مملكة ثالثة سلاحها من نحاس فتتسلط على كل الارض ثم مملكة رابعة يكون سلاحها صلبا كالحديد لان الحديد يسحق ويطحن كل شيء فكما ان الحديد يحطم كذلك تسق هذه الممالك وتحطم جميع تلك الممالك ، كما رايت بعض القدمين والاصابع من خزف الفخار والبعض الاخر من حديد فلذلك تكون المملكة منقسمة ولكن فيها قسوة الحديد لان الحديد مثلما رأيت مختلط بخزف من الطين وكما ان اصابع القدمين بعضها من حديد وبعضها من خزف فكذلك يكون بعض المملكة صلباً والبعض سريع الانكسار - الى ان قال - ورأيت حجراً انقطع من جبل من دون ان تلمسه يد فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب)) وهذه الرؤيا وتفسير النبي دانيال(عليه السلام) لها يبين لنا ان اقوى الممالك واهمها هي خمسة و ان اخرها المعبر عنها بالقدمين التي من حديد وخزف حيث تكون هذه المملكة اضعف تلك الممالك كلها لانها تكون منقسمة وهي المملكة القائمة الان مملكة الروم (( الاتحاد الاوربي)) حيث انهم متحدين في الظاهر كما قلنا ولكنهم في الحقيقة منقسمين وان الحجر الذي سيضربهم هو الامام المهدي(عليه السلام) حيث انه سوف يسحقهم ولا يبقي لهم اثر وانه يصبح كالجبال يملأ الارض اي تعلو دولته وتكبر وتتسع حتى تشمل الارض كلها . واعلم عزيزي القارئ ان الحلم الذي فسره النبي دانيال(عليه السلام) اشار الى ممالك الروم والمملكة الاخيرة هي التي ضربها الحجر . والنتيجة اننا نختلف مع المسلمين من ان هرمجدون قد مضت ونتفق مع اليهود والمسيحيين من ان هرمجدون قريبة جداً ولكننا نختلف معهم في نتيجة تلك الملحمة العظيمة والحرب العالمية التي سينتصر فيها الامام المهدي(عليه السلام) ومعه عيسى المسيح(عليه السلام) على اليهود والمسلمين ويخرجهم من بيت المقدس ويسيطر على مملكتهم وينهى نفوذهم الى الابد حيث لا مملكة ولا دولة الادولة ال محمد دولة الامام المهدي(عليه السلام) . الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني | ||
الموضوع الأصلي: هرمجدون
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
0 التعليقات:
إرسال تعليق