* * *
واليك الآن اسماء الشهداء الممتحنين مرتبة على الحروف وملحقة بما يتصل بكل منهم من معلومات:
أ - شريك بن شداد أو ثداد الحضرمي وسماه آخر عريك بن شداد.
ب - صيفي بن فسيل الشيباني، رأس في اصحاب حجر حديد القلب شديد العقيدة سديد القول. القي القبض عليه واحضر لزياد فقال له: «يا عدو اللّه !! ما تقول في أبي تراب ؟»، قال: «ما اعرف ابا تراب»، قال: «ما أعرفك به ؟»، قال: «ما أعرفه»، قال: «اما تعرف علي بن أبي طالب ؟»، قال: «بلى»، قال: «فذاك ابو تراب»، قال: «كلا، ذاك أبو الحسن والحسين عليه السلام». فقال له صاحب الشرطة: «يقول لك الامير: هو أبو تراب، وتقول انت: لا ؟»، قال: «وان كذب الامير أتريد ان أكذب انا واشهد على باطل كما شهد !؟» [انظر الى خلقه وصلابته] قال له زياد: «وهذا ايضاً مع ذنبك !!، عليَّ بالعصا»، فأتي بها، فقال: «ما قولك ؟»، قال: «أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد اللّه المؤمنين »، قال: «اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالارض»، فضرب حتى لزم الارض !! ثم قال: «أقلعوا عنه - ايه ما قولك في علي ؟»،
قال: «واللّه لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت الا ما سمعت مني». قال: «لَتَلعننَّه، أو لاضربن عنقك !» قال: «اذاً تضربها واللّه قبل ذلك، فان أبيت الا ان تضربها، رضيتُ باللّه وشقيت أنت !».
قال: «ادفعوا في رقبته» - ثم قال -: «أوقروه حديداً، والقوه في السجن !».
ثم كان في قافلة الموت مع حجر، ومن شهداء عذراء الميامين.
ج - عبد الرحمن بن حسان العنزي. كان من أصحاب حجر وسيق معه مكبّلاً بالحديد، ولما كانوا في مرج عذراء طلب ان يبعثوا به الى معاوية - وكأنه ظن أن معاوية خير من ابن سمية -. فلما ادخل عليه، قال له معاوية: «يا اخا ربيعة ! ما تقول في علي ؟» قال: «دعني ولا تسألني، فهو خير لك !»، قال: «واللّه لا ادعك»، قال: أشهد انه كان من الذاكرين اللّه كثيراً، والآمرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس». قال: «فما قولك في عثمان ؟»، قال: «هو اول من فتح باب الظلم واغلق أبواب الحق»، قال: «قتلت نفسك»، قال: «بل اياك قتلت، ولا ربيعة بالوادي» - يعني ليشفعوا فيه أو يدفعوا عنه -. فردّه معاوية الى زياد في الكوفة وأمره بقتله شرَّ قتلة !!..
وكان عبد الرحمن هذا هو القائل يوم كبسهم جلادو معاوية في مرج عذراء: «اللهم اجعلني ممن تكرم بهوانهم وأنت عني راضٍ، فطالما عرضت نفسي للقتل فأبى اللّه الا ما أراد».
وذكره حبة العرني، فيما حدث عنه في تاريخ الكوفة، (ص 274) قال: «وكان عبد الرحمن بن حسان العنزي من أصحاب علي عليه السلام، اقام بالكوفة يحرض الناس على بني أمية، فقبض عليه زياد، وأرسله الى الشام، فدعاه معاوية الى البراءة من علي عليه السلام، فأغلظ عبد الرحمن بالجواب، فردّه معاوية الى زياد فقتله».
وقال ابن الاثير (ج 3 ص 192) والطبري (ج 6 ص 155) أنه دفنه حياً بقس الناطف(1).
أقول: ولو أدرك معاوية قتلات زياد لشيعة علي في الكوفة، وقطعه الايدي والارجل والالسنة، وسمله العيون، لما زاده وصاة بابن حسان العنزي حين أمره بان يقتله شر قتلة، وهل قتلة شرّ من هذه الفتلات والمثلات ؟ ولكن زياداً نزل على وصية معاوية فابتدع قتلة الدفن حياً !!.(2).
وما أدراك ما سيلقى معاوية على هذه الوصاة، وما سيجازى زياد على هذه القتلات يوم يردون جميعاً الى اللّه مولاهم الحق ؟؟.
* * *
د - قبيصة بن ربيعة العبسي. وسماه بعضهم ابن ضبيعة - بدل ربيعة - وهو الشجاع المقدام الذي صمم على المقاومة بسلاحه وبقومه، لولا أن صاحب الشرطة آمنه على دمه وماله، فوضع يده في أيديهم، ايماناً ببراءة «الامان» الذي كان لا يزال متبعاً لدى العرب فضلاً عن أهل الاسلام، ولولا أن الخلائق الاسلامية والعربية معاً، كانت قد تبخرت عند القوم، أو انهم كانوا قد فهموها على أنها وسائل للغلبة والبطش فحسب !.
وأُحضر ابن ضبيعة العبسي لزياد فقال له: «اما واللّه لاجعلن لك شاغلاً عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء !!» [انظر الى المنفذ الضيق الذي
ينظر منه الاقوياء]، قال: «اني لم آتك الا على الامان»، قال: «انطلقوا به الى السجن».
ثم كان بعد ذلك في الركب المثقل بالحديد الذي يسار به الى القتل صبراً. وفي الحديث: «من آمن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وان كان المقتول كافراً(1)».
ومروا به - ولما يخرجوا بالقافلة من الكوفة - على داره فاذا بناته مشرئبات اليه يبكينه، فقال للحرسيين وائل وكثير: «ائذنا لي فاوصي الى أهلي»، فلما دنا منهن وهن يبكين سكت عنهن - ساعة -، ثم قال لهن: «اسكتن»، فسكتن، فقال: «اتقين اللّه عزّ وجل واصبرن فاني ارجو من ربي في وجهي هذا احدى الحسنيين: اما الشهادة وهي السعادة، واما الانصراف اليكن في عافية. وان الذي يرزقكن مؤونتكن هو اللّه تعالى، وهو حي لا يموت [انظر الى النفس الملائكية في اهاب البشر الانساني] أرجو ان لا يضيعكنَّ، وأن يحفظني فيكن». ثم انصرف.
وباتت الاسرة اليائسة الولهى (كما يشاء معاوية) تخلط البكاء بالبكاء، وتصل الدعاء بالدعاء، وكم لبنات قبيصة يومئذ من أمثال.
قال الطبري: «ووقع قبيصة من ضبيعة في يدي أبي شريف البدّي فقال له قبيصة: ان الشر بين قومي وبين قومك آمن فليقتلني سواك، فقال: برّتك رحم ! ثم قتله القضاعي !».
أقول: وأيّ نفس قوية هذه التي تنتبه في مثل هذه اللحظة الى الحؤول دون الشرّ بين القومين والاحتياط على الاصلاح.
ه - كدام بن حيان العنزي.
و - محرز بن شهاب بن بجير بن سفيان بن خالد بن منقر التميمي
وكان من رؤساء الناس، ومن نقاوة الشيعة المعروفين بتشيعهم، وكان محرز هذا على ميسرة جيش معقل بن قيس في حربه للخوارج سنة 43، وكان جيش معقل في هذه الحرب ثلاثة آلاف هم نقاوة الشيعة وفرسانهم على حد تعبير الطبري فيما وصفهم به (ج 6 ص 108).
من منا يذكر هؤلاء الشهداء ؟؟ رضوان الله تعالى عليهم وأجركم الله ياشهداء العذراء السلام على علي امير المؤمنين وعلى كل اهله ومواليه واصحابه الذين قتلوا لانه لم يسبوه او يلعنوه كما امرهم معاويه اللعين
فالسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا صبرا ويوم يبعثون احياء بيد يدي رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الميامين
0 التعليقات:
إرسال تعليق