Ads 468x60px

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4 الحلقة الثانية




نكمل بقية الحلقات الخاصة بالجزء الرابعة

الحلقة الثانية

{ -5- النبي هود ع }

قال تعالى

{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ(65)قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ*قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ*أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ* أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا ءالاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وءابَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ*فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ }

قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :
{ كانوا كأنهم النخل الطوال فكان الرجل منهم يضرب الجبل بيده فيهدم منه قطعة وكانوا يعبدون أصناماً سموها آلهة , ولذا قال لهم هود(ع) { أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآباؤكم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ}
وعن أبي جعفر عليه السلام :
{ الريح العقيم تخرج من تحت الأرضيين السبع , وما خرج منها شيء قط إلا على قوم عاد , حين غضب الله عليهم , فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم , فعصفت على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظاً منها على قوم عاد , فضج الخزنة إلى الله من ذلك. وقالوا: يا ربنا إنها قد عتت علينا ونحن نخاف أن نهلك , ممن لم يعصك من خلقك وعمَّار بلادك , فبعث الله جبرئيل (ع) فردها بجناحه , وقال لها أخرجي على ما أمرت به , فرجعت وخرجت على ما أمرت به فأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم }

وهل يهلك الله عز وجل إلا القوم المجرمون المعاندون الذين سفكوها بأيديهم دماء أولياء الله عز وجل

( -6- النبي صالح ع )

أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا وعدد قليل من الذين امنوا به

قال تعالى
( كذَّبَتْ َثمُودُ ِبالنُّذُر َفَقاُلوا َأبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبعُهُ ِإنَّا إذًا لَّفِي ضَلَاٍل وَسُعُرٍ َأأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَليْهِ مِن بَيْننَا بَل هُوَ كَذَّابٌ أشِرٌ سَيَعْلَمُون غَدًا مَّن الْكَذَّابُ الْأشِرُ إنَّا مُرْسِلو النَّاَقةِ فِتْنَة لَّهُمْ َفارْتَقِبْهُمْ وَاصْطِبرْ وَنَبِّئهُمْ َأنَّ اْلمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْب مُّحْتَضَرٌ َفنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فتعاطى َفعَقرَ َفكيْفَ كَان عَذاِبي وَنُذُر ِإنَّا أرْسَلنَا عَليْهمْ صَيْحَة وَاحِدَة َفكانُوا كَهَشِيم المحتظر ) القمر ٢٣-٣١
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله النبي"صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ) نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير كان النبي صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ،
ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له{ قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } (62) (هود)
لقد كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ما كنا نتوقع أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. استنكروا الحق والواجب ودهشوا أن دعاهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة

( -4- النبي عيسى ع )

قال تعالى: ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفلكما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) (87)
تصرح هذه الآية الكريمة بان الأنبياء سلام الله عليهم لم يؤمن بهم الناس بل جوبهوا بالرفض فمنهم من قتل ومنهم من كذب ومنهم من عذب اشد عذاب ومن ضمنهم النبي عيسى عليه السلام
قال تعالى
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (53) (آل عمران)
إن الآية الكريمة تخبرنا إن النبي عيسى (ع) مع كل هذه المعاجز من إحياء ألموتي وعلاج كل الإمراض المستعصية على الناس وعلمه بالتوراة ومجيئه بالنجيل لم يؤمنوا به إلى اثنا عشر وهم الحواريين وقوله ( فلما أحس منهم الكفر ) أحس من قومه جميعا الكفر وإنهم لم يصدقوه قال النبي عيسى عليه السلام من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله وكان عدد أنصار النبي عيسى اثنا عشر شخص وهم الحواريين بل حتى الحواريين أذا نظرنا إلى سيرتهم مع نبي الله عيسى (ع) نجد إن هنالك أفعالا كان ينكرها النبي عيسى (ع) التي كانوا يفعلونها وقص الله تعالى عن هذا الأمر في كتابه العزيز
قال تعالى:{ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ } (المائدة)
فأجابهم عيسى أن اتقوا الله في أمثال هذه الأسئلة إن كنتم مصدقين بكمال قدرته تعالى
فردّ الحواريينَ:
{ نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين } المائدة:113
ولما رأى عيسى إصرار الحواريين على طلب مائدة ، قام إلى مصلاه، يدعو الله قائلاً: { اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين }المائدة:114
فقال عز وجل: { إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين } المائدة:115.
وبعد إن جاء النبي عيسى (ع) بهذه المعجزة بعد معاجز كثيرة قبلها لم يؤمن قومه الذين كانوا حاضرين أيضا إلى جنب الحواريين فعاقبهم الله عز وجل فمسخهم بكفرهم وطغيانهم وتكذيبهم بمعجزة عيسى (ع) التي طلبوها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في كلام له في هذا الأمر: ( يا عباد الله إن قوم عيسى لما سألوا عيسى أن ينزل عليهم مائدة من السماء قال الله وتعالى:(إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) فأنزلها عليهم، فمن كفر بعد منهم مسخه الله إما خنزيرا، وإما قردا وإما دبا وأما هرا، وإما على صورة بعض من الطيور والدواب التي في البر والبحر حتى مسخوا على أربعمائة نوع من المسخ ) تفسير الإمام العسكري

وما كان من الله عز وجل إلا أن يوبخهم على أفعالهم السيئة وعدم إيمانهم بكل ما أتاهم به نبيه عيسى ابن مريم عليه السلام فقال عز وجل{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}.
أقول مع كل هذه المعجزات التي جاء بها عيسى ابن مريم عليه السلام إلى بني إسرائيل لم يؤمن به سوى ألاثنا عشر، واستمر أكثرهم على كفرهم وعنادهم وما مصير من يفعل ذلك إلا الخسران المبين



{ -7- النبي محمد ص }

قال تعالى

{ وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ *وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُون *وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } الأنعام 8- 10
قال تعالى

{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ *وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) } الأنعام 25 -29 -
{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } فصلت -5-
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت (26)

{ وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ *إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ* وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ * كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ *لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } الحجر -6-13
{ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً *سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } الإسراء 762- 77

{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا* إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا* أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا* أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } الفرقان -14 – 44

إن التكلم عن معاناة النبي الكرم (ص) والآلام التي لاقاها من قومه لا يسعه كتاب فان جميع الأنبياء والرسل لم يروا ما رآه ولم يحصل لهم ما حصل له (ص) من قومه وهو القائل روحي فداه (ما اوذية نبي مثلما أوذيت)
دعا رسول الله محمد (ص) قومه ثلاثة وعشرون سنة ولم يؤمن به سوى ضعفاء القوم وهم قلة قليلة وعندما أيقن سادة القوم من كبرائها وسادتها إن دعوته (ص) حق وعلموا إن الله ناصر رسوله وفشلت كل محاولات القتل التي دبروها نزعوا بعد معاناة وحروب ثوب الشرك ولبسوا ثوب الإسلام ظاهريا وبذلك دخلوا دين الإسلام أفواجا لغايات كشفها الله في كتابه الكريم لرسوله (ص) وكان من يدعون أنهم مسلمون تراهم بأكثر المواقف يتركون النبي الأكرم (ص) وحيدا لا ناصر له ولا معين كما حدث في معركة احد عندما فر مسلمون من المعركة فما بقي معه (ص) إلا ولي الله علي ابن أبي طالب عليه السلام فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام انه قال في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام -

{ اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعالَمينَ إلى أن قال { إذ يُصْعِدُونَ وَلا يَلْوُونَ عَلى اَحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ في اُخْراهُمْ } وأنت تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكينَ عَنِ النَّبِيِّ ذاتَ الْيمينِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّى رَدَّهُمُ اللهُ تَعالى عَنْكما خائِفينَ، وَنَصَرَ بِكَ الْخاذِلينَ، وَيَوْمَ حُنَيْن عَلى ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزيلُ ( إذْ أعجبتكم كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ ثُمَّ اَنْزَلَ اللهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنينَ)، وَالْمُؤْمِنوُنَ اَنْتَ وَمَنْ يَليكَ، وَعَمُّكَ الْعَبّاسُ يُنادِي الْمُنْهَزِمينَ يا أصحاب سورَةِ الْبُقَرَةِ، يا أهل بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَؤُنَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعادُوا آسيين مِنَ المَثُوبَةِ، راجينَ وَعْدَ اللهِ تَعالى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ { ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ} ، وأنت حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظيمِ الأجر، وَيَوْمَ خَيْبَرَ إذ اَظْهَرَ اللهُ خَوَرَ الْمُنافِقينَ، وَقَطَعَ دابِرَ الْكافِرينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الإدبار، وَكانَ عَهْدُ اللهِ مسئولا،}

فهذه الأمة الإسلامية كما تدعى تركوا نبيهم وحيدا في وسط السيوف والرماح وفروا خوفا على حياتهم وهانت عليهم حياة نبيهم وهم يقرؤون القران ويعرفون ما جزاء من يفر من الزحف والقتال وما جزاء من يغري نبي الله ويتخاذل في نصرته ألا النار
وفي معركة الخندق تخاذل المسلمون جميعا عن نصرة النبي الأكرم عندما تمكن بعض فرسان المشركين ، وفي طليعتهم عمْر بن عبد ود من اقتحام الخندق وتحدّى المسلمين صائحا هل من مبارز متحديا بذلك جميع المسلمين وأقبل عمرو بن عبد ود يصول بفرسه ويجول داعياً النّاس إلى المبارزة، ولكنَّ أحداً من المسلمين لـم يجرؤ على مبارزته إلاَّ عليّاً عليه السلام، حيثُ ترك مكانه وجاء إلى النبيّ (ص) يطلب منه أن يأذن بلقائه، ولكنَّ الرسول (ص) منعه من ذلك. وهكذا تكررت نداءات عمرو مراتٍ عدّة، وفي كلِّ مرة لا يخرج إلاَّ عليّ (ع)، ولما رأى عمرو أنَّ أحداً لا يُجيبه، جعل يتحداهم ويتهمهم في دينهم ويذكّرهم بالجنّة التي يدّعون،من قتل في سبيل الإسلام دخلها والنبيّ (ص) يصوِّب نظره نحو المسلمين ويدعوهم إلى مبارزته، فلم يستحب له أحد وأخيراً، سمح الرسول (ص) لعليّ (ع) بمبارزة عمرو ودعا


ربّه: ( ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) ثُمَّ قال له( برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه) وبرز عليّ (ع) لعمرو بعد أن دعاه إلى ثلاث: وهي الإسلام أو الرجوع إلى مكة بمن يتبعه من قريش، والأخيرة الدعوة إلى البراز، فرفض الأولين واستجاب للثالثة، بحيث تمكّن عليّ (ع) من قتله، وفيها قال رسول اللّه (ص) ( لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل أعمال أمتي إلى يوم القيامة) وجاء في حديث آخر: ( إنَّ ضربة عليّ يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين)

و يوم برز له أمير المؤمنين علي (ع) تخاذل الجميع ولم يخرج لعمر بن عبد ود العامري احد من الذين يدعون إنهم مسلمين قولا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم كأنهم رضوا إن يقتل النبي الأكرم ويدرس الإسلام

والمؤمن الوحيد بالنبي (ص) هو نفسه الذي لم يتخاذل يوما من الأيام ولم يرضى إن يقتل النبي الأكرم وله مواقف كثيرة لولاه لقضي على الإسلام وصاحب الإسلام ولأجله قال النبي (ص) ضربة علي لوحدها أفضل من أعمال المسلمين جميعاً من ذلك اليوم وإلى يوم القيامة و معلوم لكل مؤمن أنه لولا الإمام علي عليه السلام لما قام الإسلام من الأساس فالله نصر رسوله بابن عمه و شد أزره به إما باقي المسلمون فقد خانوا الله وخانوا الرسول وخانوا الأمانة ولو لم يكن سوى هذا الموقف المخزي للمسلمين لكفى به كاشف عن كذب دعواهم بقولهم أنهم مسلمون لله وللرسول وسارو على خطى الأمم التي سبقتهم من بني إسرائيل بالكفر والطغيان
وجاء في فقرة من زيارة أمير المؤمنين عن لسان الإمام الرضا عليه السلام قال - يَوْمَ بَدْر وَيَوْمَ الأحزاب- { إذ زاغَتِ الأبصار، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الْظُّنُونا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَديداً وَاِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إلا غُرُوراً وإذ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أهل يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَريقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ اِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَة اِنْ يُريدُونَ إلا فِراراً}

وَقالَ اللهُ تَعالى { وَلَمّا رأى الْمُؤْمِنُونَ الأحزاب قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إلا ايماناً وَتَسْليماً}
فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ { وَرَدَّ اللهُ الَّذينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالوُا خَيْرا وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيَّاً عَزيزاً} بحار الأنوار (ج 97) ( ص 362) يتبع في الحلقات القادمة





0 التعليقات:

إرسال تعليق