|
ارتبطت حالة الجاثوم قديماً بتأثير الأرواح الشريرة أو الجن فما زال البعض يعتقد بذلك، فالجاثوم هي حالة من الشلل أو الرؤى الشبحية الغريبة التي تراود الإنسان في فراشه فتوقظه من نومه وقد يصل يستغرق إحساسه بها لعدد من الدقائق ثم ما يلبث أن يزول تأثيرها وفي الأغلب يشعر الإنسان خلالها بتقييد في حركته وكأن شيئاً ما غير منظور يبقيه في مكانه ونظراً لعدم تمكن الإنسان قديماً من معرفة سبب تلك الحالة فيلجأ لتفسيرها على أنها من الجن والشياطين.
ولكن للعلم الحديث كلمته (وإن كانت ليست نهائية) في ذلك الشأن حيث يطلق على تلك الحالة أعراض شلل النوم Sleep Paralysis التي تحدث عادة خلال أحد مراحل النوم والتي تسمى حركة العين السريعة Rapid Eye Movement ويرمز لها إختصاراً بمرحلة REM (مرحلة حركة العين السريعة مرتبطة دائماً برؤية الأحلام وتتحرك فيها كرتي العينين يمينا ويساراً بشكل متناوب تحت جفني النائم)، وفي بعض الأحيان قد تتحول تلك الحالة إلى مرض وقد تكون في بعض الأحيان عرضاً من أعراض الشقيقة Migrane، تحدث تلك الحالة بالضبط عند إستيقاظ الإنسان أثناء حدوث مرحلة حركة العين السريعة REM حيث يكون الجسد مشلولاً عن الحركة.
يكون خلالها الشخص واعياً لما يحدث ولكن لا يستطيع الحركة. ويستغرق ذلك الشل من ثوان إلى دقائق معدودة ويدب الرعب في الشخص. عندما لا يكون هناك مصاحبة للأعراض العصبية الناتجة عن الإفراط في النوم عند ساعات النهار (ناكرولبسي Narcolepsy) عندئذ تسمى الحالة بـ شلل النوم المعزول Isolated Sleep Paralysis أو إختصاراً بـ ISP ، وهي حالة تشيع لدى الأفارقة بالمقارنة مع نظرائهم البيض وفي المجتمعات الإفريقية يشار إليها بـاسم :"الشيطان على ظهرك". تظهر الصورة المبينة مراحل النوم الخمس .
- بالإضافة لذلك يصاحب حالة الشلل هلوسات مرعبة وإحساس قوي بالخطر . ويعتبر شلل النوم مخيفاً للمرء بسبب وضوح وقوة الهلوسات التي يشاهدها. وكثيراً ما تشبه الكوابيس أو الأحلام كأن يشاهد المرء بعينيه أشخاصاً في الغرفة. كما اقترح بعض العلماء أن شلل النوم تصلح تفسيراً لحالات الإختطاف المزعومة من قبل المخلوقات القادمة من الفضاء وأيضاً كتفسير لمشاهدة الأشباح .
الأسباب المحتملة
يحدث شلل النوم أثناء مرحلة حرك العين السريعة REM مما يكبح حركة الجسم في المشهد أو موضوع الحلم الذي يشاهده الإنسان خلال نومه، لا يعرف الكثير عن فيزيولوجيا شلل النوم مع أن هناك من يقترح ارتباطه بـوجود تشابك post-synaptic الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة في المنطقة الجسرية للدماغ. فالمستويات المتدنية من الميلاتونين قد تؤدي إلى إزالة قطبية التيار الكهربائي الساري في الأعصاب مما يؤدي إلى إيقاف إستجابة العضلات ويؤثر في توليد أية عواقب تتصل بفعالية الأحلام في الجسم على سبيل المثال يؤدي ذلك إلى إيقاف النائم من تحريك ساقيه السائبة عندما يحلم أنه يركض. وهناك أيضاً أسباب أخرى منها النوم بوضعية الإستلقاء على الظهر والوجه للأعلى، وضطراب في مواعيد النوم مثل الغفوات والحرمان من النوم ، وزيادة الضغط النفسي Stress ، والتغييرات المفاجئة في نمط الحياة المعاشة .
وأخيراً .. نبهت بعض الأحاديث الشريفة إلى عدم النوم على الجانب الأيسر وكذلك إلى تجنب النوم وقت الغسق أو العصر. وربما يبين العلم قريباً أهمية الامور التي حذرت منها تلك الأحاديث في الوقاية من "الجاثوم".
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق