لا تعد الفكرة التي تتحدث عن الصلة بين التجارب الماورائية (الخارقة للعادة) والمرض العقلي فكرة جديدة ، فالأناس الذين يرون غالباً أشياء لا يراها الآخرون أو يسمعون أشياء لا يسمعها الآخرون وعلى نحو أكثر من غيرهم يُنظر إليهم على أنهم أشخاص غير عاديين في حين أن المرض العقلي يمكن أن يؤدي في الواقع إلى جعلهم يعتقدون بأن لديهم تجارب ما ورائية أو خارقة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل شخص يعتقد أنه عاش تلك التجارب مريض عقلياً.
تأتي إحدى أهم الصلات بين الظواهر الخارقة والمرض العقلي مباشرة من معايير التشخيص لبعض الأمراض العقلية. على سبيل المثال ، يعتبر سماع الأصوات أحد أعراض مرض الفصام الذهني Schizophrenia فضلاً عن العديد من الأمراض العقلية الأخرى. وهكذا عندما يسمع شخص ما صوتاً يكون مؤهلاً على الفور لينطبق عليه معيار محدد من معايير التشخيص .
في النهاية ، تبقى مسألة وجود صلة بين الخوارق والمرض العقلي مجرد صلة ظرفية (متعقلة بالظروف المحيطية). من الأفضل في الواقع أن نفصل بين فكرة التجارب الماورائية والمرض العقلي . فالصلة الموجودة صلة واهية (ضبابية)، وفي كثير من الحالات لا توجد إطلاقاً. والمسألة تعتمد على طريقة تفسير المرء لحادثة ما فهو الذي يساعد على تحديد ما إذا كان الحدث خارقاً أو نفسياً أو أمراً آخر .
0 التعليقات:
إرسال تعليق