Ads 468x60px

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

إرهاصات عصر الظهور

إرهاصات عصر الظهور








إرهاصات عصر الظهور



إرهاصات الظهور


إن البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة ، لابدّ أن تمر بظروف صعبة وقاسية من الظلم والجور والانحراف حتى يبدا ظهور الفجر المقدس ، واستنتاجاً من فكرة الحديث النبوي المتواتر القائل: إن المهدي (عليه السلام)يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً .. وبالرجوع إلى الروايات الشريفة ، نجد أن هناك أخباراً دالة على صعوبة الزمان وفساده بشكل مطلق ، فضلا عن الإشارة إلى حوادث معينة .. ومن هذا المنطلق يمكن أن نستلخص عدة أمور:
1- الأخبار الدالة على امتلاء الأرض ظلماً وجوراً:
وهو مضمون مستفيض بل متواتر من الروايات وعلى شكل نص صريح وواضح بامتلاء الأرض جوراً وظلماً قبل ظهور المهدي (عليه السلام) في اليوم الموعود.
2- الأخبار الدالة على وجود الفتن وازدياد تيارها وتكاثرها إلى حد مروع:
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديث طويل يتحدث فيه عن (الفتن المضلة المهولة) وما روى أيضا عن الإمام الجواد (عليه السلام) أنه قال: (لا يقوم القائم (عليه السلام) إلا على خوف شديد من الناس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون ، قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم وتغيير من حالهم .. الحديث).
وللفتنة عدة معان نوجزها في الآتي:
- الامتحان والابتلاء والاختبار
- الكفر والضلال والإثم
- اختلاف الناس بالآراء
- القتل وما يقع بين الناس من حروب.
3- الأخبار الدالة على الجزع من صعوبة الزمن وضيق النفس الشديد منه:
عن أبى عبد الله الصادق (عليه السلام): أنه يعاني المؤمنون في زمـان الغيبة من (ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف) فمن ذلك أن الرجل يمر بقبر أخيه فيقول يا ليتني مكانه .. ومن الواضح أن الجزع وتمني الموت يكون نتيجة للشعور بالمشاكل والمصائب التي يمر بها الفرد في المجتمع المنحرف.
4- الأخبار الدالة على وجود الحيرة والبلبلة في الأفكار والاعتقاد:
كالخبر الذي روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن المهدي (عليه السلام) فيما قال : (يكون حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون) والحيرة هنا يراد بها عدة وجوه.. كالحيرة في العقائد الدينية ، نتيجة للتيارات الباطلة التي تواجه جهلا وفراغا فكريا في الأمة ، مما يحمل الفرد الاعتيادي على الانحراف .. أو الحيرة في الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه بمعنى أن طول غيبته توجب وقوع الناس في الشك والاختلاف في شانه أو الحيرة بالجهاد الواجب في زمن الغيبة من دون قائد وموجه و رائد.
5- الأخبار الدالة على الحروب والقتل:
تصف الأحاديث الشريفة الوضع السياسي في عصر الظهـور بفقدان الاستقرار وكثرة الحروب والاقتتال : (قبل هذا الأمر قتل بيوح .. قيل وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر ) .. بل إن بعض الروايات تصف الحروب والاقتتال بذهاب ثلثي سكان الأرض ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (لا يخرج المهدي حتى يقتل الثلث ويموت الثلث ويبقى الثلث). ويمكن إعادة عنونة هذه الأخبار بحسب ما يتلائم مع معطيات ومصطلحات هذه الأيام وليس حسب مصطلح الرواية: فمثلاً بالإمكان تشبيه الصورة بالآتي : الانحراف الفكري ، الانحراف الاجتماعي ، الانحراف الأخلاقي ، الانحراف الاقتصادي ، الانحراف السياسي ، .. وهكذا ، ولعل أفضل ما يشير إلى ذلك بشيء من التفصيل حديث الرسول صلى الله عليه وآله: عن ابن عباس، قال: (حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثم أقبل علينا بوجهه. فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة. فكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان فقال : بلى يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وآله: إن من أشراط القيامة ، إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا. فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذاب الملح في الماء ، مما يرى من المنكر فلا يستطيع إن يغيره. قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إن عندها يليهم أمراء جورة ، ووزراء فسقه ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة. فقال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إنّ عندها يكون المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً ، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، فعندها إمارة النساء ، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب طرفا ، والزكاة مغرما والفيء مغنما ، ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر فيضا ويغيض الكرام غيضا ، ويحتقر الرجل المعسر ، فعندها تقارب الأسواق ، إذ قال هذا: لم أبع شيئاً ، وقال هذا: لم أربح شيئا ، فلا ترى إلا ذاما لله. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، فعندها تليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وان سكتوا استباحوهم ، ليستأثرون بفيئهم ، وليطأون حرمتهم وليسفكنَّ دمائهم ، وليملأنَّ قلوبهم دغلاً ورعبا ، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إن عندها يؤتى بشيء من المشرق وبشيء من المغرب يلون أمتي ، فالويل لضعفاء أمتي منهم ، والويل لهم من الله ، لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً ولا يتجافون عن مسيء ، جثثهم جثث الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وتركبن ذوات الفروج السروج ، فعليهن من أمتي لعنة الله. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها تزخرف المساجد ، كما تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف ، قلوب متباغضة والسن مختلفة. فقال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها تحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافا . قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يظهر الربا ، ويتعاملون بالعينة والرشا ، ويوضع الدين وترفع الدنيا. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام حد ، ولن يضروا الله شيئا. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها تظهر القينات والمعازف ، وتليهم شرار أمتي. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة ، ويحج أوساطها للتجارة ، ويحج فقراؤهم للريا والسمعة، فعندها يكون أقوام يتفقهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنا ، ويتغنون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، ذاك إذا انتهكت المحارم ، واكتسبت المآثم وسلط الأشرار على الأخيار ، ويفشو الكذب وتظهر اللجاجة ، وتفشو الفاقة ، ويتباهون في اللباس ، ويمطرون في غير أوان المطر ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأَمة ، ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم ، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات: الأرجاس الأنجاس. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، فعندها لا يخشى الغني على الفقير ، حتى أن السائل يسأل في الناس فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في كفه شيئاً. قال سلمان: وانّ هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، فعندها يتكلم الروبيضه. قال سلمان: ما الروبيضه؟ يا رسول الله ، فداك أبى وأمي. قال صلى الله عليه وآله: يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم ، فلم يلبثوا إلا قليلا..) الحديث. هذا لعمري ما كنا ولا زلنا نشاهده في عصور الفسق والضلالة التي نعيشها ونطلع عليها بالحس والعيان ، فصلى الله عليك يا رسول الله إذ أخبرتنا بذلك .. وسلام الله تعالى عليك يا مهدي الإسلام إذ تزيل كل ذلك وتبدله إلى القسط والعدل. إن هذه الأخبار التي ذكرناها هي دالة على فساد الزمان بنحو مطلق ، من دون الإشارة إلى حوادث بعينها ، علماً بأن تقدم عصر الفتن على
الظهور ، أو عصر الظلم على العدل من واضحات الأحاديث والروايات ... ولابدّ من الإشارة والتنويه إلى أن اقتران بعض هذه الأخبار بما قبل قيام الساعة ، لا يكون مضراً بما فهمناه ، باعتبار أن السابق على ظهور المهدي (عليه السلام) سابق على قيام الساعة ، وليس من الضروري أن تكون أشراط الساعة واقعة قبلها مباشرة.







الموضوع الأصلي: إرهاصات عصر الظهور 
الكاتب: الحاج محمد  

0 التعليقات:

إرسال تعليق