Ads 468x60px

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

سلسلة الرد على تناقضات السيد الصرخي (ح1) التناقض في اتخاذ القدوة والمثل الأعلى

سلسلة الرد على تناقضات السيد الصرخي (ح1) التناقض في اتخاذ القدوة والمثل الأعلى






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
سلسلة الرد على تناقضات السيد الصرخي
الحلقة الأولى
التناقض في اتخاذ القدوة والمثل الأعلى










لا شك أن المثل
الأعلى والقدوة التي يتخذها الإنسان تؤثر فيه سلباً وايجاياً , وعلى هذا الأساس كان هذا الموضوع هو الحلقة الاولى من سلسلة الرد على تناقضات وتهافت السيد محمود الصرخي , ولسنا هنا في مقام الإساءة لشخص السيد , بل هذا نقاش علمي مبني على الأدلة التي سقيت فروعها من كتب السيد نفسه تارة ومن الكتاب والعترة في قبالها .
ولا يخفى فأن الرد على ما يطرحه الباحثين لا يعد في ساحة المثقفين قدح في الباحث أو الكاتب أبدا , فليس لدينا عداء شخصي بيننا وبين السيد ولله الحمد , بل إننا من منطلق تقويم النظريات الخاطئة التي يطرحها أي إنسان في المجتمع سواء كان فقيهاً أو باحثاً أو ملحداً أو غير ذلك .
فالمهم عندنا هو الوصول إلى ما يتوافق مع الكتاب والعترة الطاهرة , وهذا بطبيعة الحال هدف كل مؤمن موالي , ولا أظن أن هنالك من يعارضنا في ذلك , إلا أن الإنسان قد يتوهم ويحسب نفسه على الطريق الصحيح وهو ليس كذلك , وفي هذه الحالة يتوجب على المؤمنين أن يبينوا له اعوجاج طريقه , كما أن هذا الوجوب يتضاعف إذا كان الاعوجاج في العقيدة والدين فالأمر يصبح تكليف , فإذا لم ينهض من يدحض الباطل , لتغير الدين وتبدلت الأحكام والعقائد , ومع الأسف الشديد فأن تأريخ الغيبة مليء بمواقف التخاذل والانعزال , ولولا التخاذل والانعزال لما طالت الغيبة كل هذه الفترة المظلمة في تأريخ الإنسانية ككل , ولما ظهرت البدع واندثرت السنن .

إن موضوعنا لهذا اليوم يكمن في كيفية اتخاذ القدوة الحسنة والمثل الأعلى للمؤمن , وهل يمكن للمؤمن الموالي أن يختار قدوة أو مثل أعلى بإرادته ؟؟ أم إن هذا المثل الأعلى والقدوة قد نصبه الله لعباده المسلمون لآمره ؟ هذه الأسئلة سيتم جوابها بإذن الله تعالى في السطور التالية نسأل الله التوفيق والسداد .

يقول السيد الصرخي في كتابه الموسوم بـ ((التقليد والسير في طريق التكامل)) في موضوع ((المثل الأعلى غير المعصوم)) ما هذا نصه : ((ويمكن القول أن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى))

نقول : إن قولك هذا مرفوض تماماً , إذ كيف لك أن تختار القدوة وتجعله الأفضل والأنسب !! والله يقول في كتابه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
مع علمنا جميعا بان الله قد أختار لنا قدوة ومثل أعلى وهم محمد وآله الأطهار خصوصاً وفي زماننا هذا بوجود من هو خير البشر في الكمال والرقي وقدوة الله التي أختارها لعباده الإمام المهدي (عليه سلام الله) إلا إذا قلتم بان الإمام لم يعد موجودا ً من الأساس لنختار غيره قدوة , وهذا القول على فرضه يعتبر جريمة في حق الله ورسوله وآله الأطهار .
ومع هذا فلا يصح للإنسان العاقل أن يختار بنفسه قدوة فما كان لهم الخيرة والله قد قضى بتنصيب المهدي (عجل الله فرجه) أماماً للمسلمين , وقدوة لهم , وجعل الولاية له ولآبائه الأطهار , والذي كمل دين الخاتم بهم ومن رضي بغيرهم أو استبدل قائمهم بغيره فبأس للظالمين بدلا الذي اختاروا المفضول على الفاضل وجعلوه قدوة ومثل أعلى .

إننا متفقون على أن من يؤسس لعقيدة أو نظرية فأن الآثم عليه إذا كانت خاطئة أو منحرفة , ويتحمل وزر من عمل بفتواه أو بكلامه وهذا أمر لا خلاف فيه , إلا أن الخلاف يكمن في قول السيد الصرخي الذي جعل فيه مرجع التقليد هو المثل الأعلى والقدوة للمسلمين مع إننا نعيش هذه الأيام عصر الظهور الشريف والذي وصف فيه الائمة بان فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء وقد بين السيد الصرخي ذلك ايضا في كتابه الدجال حيث قال ما هذا نصه : (( الحذر ... الحذر ... ثم الحذر من علماء وفقهاء آخر الزمان فالنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (ص) حذرونا منهم ووصفوهم بأنهم أشر خلق الله فينطبق عليهم عنوان أشر الخلق والخليقة , وأنهم أهل الفتنة وبيتها , فمنهم تخرج الفتنة وإليهم تعود , وأنهم أهل الكذب والنفاق فيتفقهون لغير الدين بل للمال والمنصب والهوى والدنيا , وأنهم الغاصبون والمبغضون ويهود الامة والقاسطون والمارقون والناكثون لأنهم يتأولون القرآن ويعارضون ويحاربون الإمام صاحب الزمان (ع) ويقولون له أرجع لا حاجة لنا بك , وإن الدين بخير فهم الدجال أو الأخطر من الدجال والأشر من الدجال وقد خاف النبي (ص) منهم ومن خطرهم على الأمة أكثر من خوفه من الدجال , وبالتأكيد فأن أي أطروحة للدجال فهم أتباعه وشيعته ومناصريه وأبواقه وفقهاؤه وعملاؤه )).
إلى أن يصل إلى موضوع التحاق الكثير من الشيعة بالدجال حيث يقول : ((وكذلك الكلام من الشيعة فيلتحق منهم بالدجال الملايين عشرات بل مئات الملايين , والسؤال هو كيف يلتحق هؤلاء بالدجال وكيف يسكتون ويرضون بإعماله ولا ينتصرون للحق وصاحب الحق (عليه السلام) وما هي الدعوى بل ما هو الأسلوب الذي يسلكه الدجال للتأثير على هؤلاء وجعلهم من شيعته وإتباعه ؟
والجواب واضح وبديهي , ففي المجتمع المسلم عموماً والمجتمع المتدين ( بكافة مستويات التدين ) من المسلمين خصوصاً , فأن الدجال إن لم يكن هو الفقيه نفسه فإنه يحتاج الى الفقيه كي يبرر له أعماله ويعطيها الغطاء الشرعي لخداع الناس وتصديقهم بدعوى الدجال ورضائهم بأفعاله , لأن عالمهم وفقيههم ومرجعهم يرى (المصلحة والصلاح والشرعية) في عمل الدجال , وبالتأكيد فأن الفقيه ومرجع التقليد لا يقول للناس المغفلة والمغرر بها أن هذا هو الدجال , بل يشير إلى الدجال بعنوان المصلح أو المنقذ أو المحرر أو العادل أو رجل (الديمقراطية أو ... ) إلى أن يقول : (( فالدجال لا يستطيع أن يكيد كيده وأن يفعل فعله وأن يحقق مآربه وأهدافه الشيطانية إلا بسكوت ومساندة ومساعدة الفقيه والفقهاء ومراجع التقليد ..)

نقول : هذا كلام متناقض مع الطرح الأول , فأنت الذي قلت في كتابك ((التقليد والسير في طريق التكامل)) بان الأنسب جعل مرجع التقليد هو القدوة والمثل الأعلى للمسلمين , وعدت الآن توبخ من اتخذ الفقيه مرجع التقليد قدوة يقتدى به في زمن الظهور وهل نحن الآن إلا في زمن الظهور الشريف ومنتدياتكم تشهد بذلك فالكثير من مواضيعكم يحمل عنوان (( تحقق علامة من علامات الظهور ....)) فهل انتم راضين بهذه المواضيع ؟! أم أنتم غافلين عما يكتب في منتدياتكم ؟! ام أنتم غافلين عما كتبه السيد الصرخي في بحوثه التي جعل الدجال أمريكا تارة , وجعل السفياني أمريكا تارة أخرى , وهل أمريكا إلا هي في عصرنا الحالي , فينتج من هذا أن هذا العصر في مفهوم السيد الصرخي هو عصر الظهور , وهو يريد أيضا أن يجعل ((مرجع التقليد)) , والذي وصفه بأنه المضل للناس والذي يبعد الناس عن الإمام , أن يجعله قدوة للناس !! فهل نجعل من يضلنا عن إمامنا قدوة ؟؟!! وكيف لنا أن نختار القدوة في دين الله ؟ هل هو أمر راجع إلى رغباتنا ؟ أم هو أمر مفوض إلينا ؟ أجيبونا يرحمكم الله .

أذا كان التقليد في الفروع الفقهية كما تدعون , فان الأمر يرجع في التقليد إلى سؤال الفقيه عن المسائل الفقهية , وهذا هو التقليد عندكم بعينه , وهو مرفوض عندنا كما هو معلوم , أما جعل المرجع قدوة يقتدى به فهذا تجاسر على الائمة عليهم السلام وعلى قدوة الله التي اختارها لعباده في هذا الزمان المتمثل بصاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف , فكيف لنا أن نستبدل قدوة الله المفترض الطاعة بقدوة يخطئ ويصيب ؟؟!! هل هذا فعل العاقل ؟! , والعاقل في أخبار أهل البيت علهم السلام هو من أطاع الله ولم يعصه , وهل استبدال قدوة الله بغيره عمل عاقل ؟؟!! مع اعترافنا بان هذا القدوة المختار من قبلنا سيجيء يوم يضل الناس عن الطريق الصحيح ويوقعهم في قعر جهنم كيف لا وهو من سيحارب القائم عجل الله فرجه وأهلك أعدائه ... ثم إننا كيف نعقل أن نختار قدوة متقلب ومتناقض في أقواله وأفعاله , ألم يحصل لنا درس من أخبار الائمة وأثارهم وكما نقل السيد الصرخي نفسه في كتابه ((الدجال)) .

ثم من التناقضات الأخرى هو قولهم بان المرجع الأعلم هو من يوصل الناس إلى الإمام المهدي ؟! ولا أثر لقولهم هذا في شيء من الروايات والأحاديث الشريفة , إن كنتم متمسكين بالكتاب والعترة يتوجب عليكم أن يكون قولكم موافق للثقلين , وان لا تجتهدوا في العقائد , فقولكم هذا اجتهاد واضح في العقيدة التي رسخها آل محمد عليهم السلام , فمن أين لكم بان المرجع الأعلم هو من يوصل الناس للإمام المهدي عجل الله فرجه , مع العلم بان مرجعكم الأعلى يقول بان الفقيه مرجع التقليد إن لم يكن هو الدجال بعينه فأن الدجال يحتاج إليه لتبرير أعماله وأفعاله , وهذا الأمر يوقعنا بشبهات كثيرة , وخير ما نختتم به حلقتنا هذه هو قول أمير المؤمنين عليه السلام : ((من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسُنة زالت الجبال ولم يزل)) فعلى كل إنسان عاقل أن يتمسك بالكتاب والعترة الطاهرة وان يجعل الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو القدوة وهو المثل الأعلى وهو القائد لا غيره لا يقوم مقامه احد إلا بإذنه ولم يتحقق هذا الأذن في مرجع التقليد , بل الأدلة على خلاف هذا القول وكما ذكر السيد محمود الصرخي نفسه في كتابه (( الدجال )) والحمد لله رب العالمين .








الكاتب: ناطق سعيد  

0 التعليقات:

إرسال تعليق