Ads 468x60px

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4 الحلقة الرابعة



نكمل بقية الحلقات الخاصة بالجزء الرابعة

الحلقة الرابعة


{ الشاهد الثاني- الإمام الحسن عليه السلام }

إن الأمة التي غدرت برسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام لا يتوقع منها غير الغدر بمن هو من نفس السلالة النبوية
وهل يرجى من هذه الأمة خير والأرض لم تنشف من دماء أولياء الله التي سفكوها ظلما وعدوانا ولأجل ذلك قال الإمام السجاد ( ع) ( ما منا إلا مقتول أو مسموم ) وكان نصيب الإمام الحسن (ع) من القوم السم الذي قطع كبده والتحق بجده وأبيه وأمه شهيدا على يد امة جده التي تدعي إنها خير امة أخرجت للناس وهل يجوز لهم إن يدعوا ذلك لأنفسهم ويقولوا أنهم خير امة أخرجت للناس والإمام الصادق (ع) يكذبهم إن ادعوا ذلك

فقد جاء عن ابن سنان قال { قرأت على أبي عبد الله عيه السلام ( كنتم خير امة ) فقال أبي عبد الله عليه السلام خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت فقال ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } تفسير نور الثقلين ج 1 ص 427

وجاء عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى { ( اصْبِرُوا ) يقول: عن المعاصي ( وصابروا ) على الفرائض (وَاتَّقُوا اللَّهَ) يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر- ثم قال - وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا (وَرابِطُوا) يقول: في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله تعالى وخلقه ونحن الرباط الأدنى فمن جاهد عنا ، فقد جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من عند الله( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ونظيرها من قول الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين }َ
فصّلت 41: 33 - تفسير العيّاشي 1- 197-212

نفس الموقف الذي جرى على أنبياء الله عز وجل وعلى رسول الله (ص) وعلى أمير المؤمنين في خذلان الناس لهم وإعراضهم عنهم تجدد مع الإمام الحسن (ع) فقد خانوا الإمام عليه السلام الذين كانوا يدعون أنهم شيعة أبيه أمير المؤمنين (ع) وأرادوا إن يسلموه إلى عدو الله وعدو رسوله وولي الشيطان معاوية عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وأما السبب الذي جعل الإمام الحسن عليه السلام يتنازل عن الخلافة إلى معاوية عليه اللعنة فهو نفس السبب الذي جعل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام لم يدافع عن حقه في خلافة الأمة بعد استشهاد رسول الله (ص) ولم يجاهد الغاصبين له عليهم اللعنة و هو قلة عدد الأنصار وخذلان الناس له

عند استلام الإمام أمر الخلافة خطب بشيعته وأتباعه للاستعداد للقتال حيث خطب فيهم عليه السلام قائلاً :
{ أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين ( اصبروا ان الله مع الصابرين ) فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون ، اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالنخيلة حتى ننظر وتنتظروا ونرى وتروا . قال : وانه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له . قال : فسكتوا فما تكلم منهم أحد ، ولا أجابه بحرف . فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال : أنا ابن حاتم سبحان الله ؛ ما أقبح هذا المقام ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم ؟؛ أين خطباء مضر الذين ألسنتهم كامخاريق في الدعة ؟؛ فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب ، أما تخافون مقت الله ؟ ولا عيبها وعارها }
هنا اسأل سؤال واحد فقط هل يعتقدون هؤلاء المتشيعة بإمامة الإمام الحسن عليه السلام أم لا إذا كانوا يعتقدون بإمامته فقد عصوا أمره ومن يعصي أمر الإمام المعصوم فقد عصا الله عز وجل ومن يعصي أمر الله عز وجل فليتبوأ مقعده في النار وبئس القرار وإما أنهم لا يعتقدون بإمامته فتلك أمر من سابقتها
و جاء في ( بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة 147والحتجاج ص 157)

عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: { أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي (معك) رجل، فقال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا }


هل من المعقول أن يفضل الإمام المعصوم الطاغية والكافر على قوم يدعون إنهم مؤمنون وشيعة لو كانوا صادقين في دعواهم فالإمام الحسن عليه السلام يفضل معاوية ابن أكلة الأكباد اللعين ابن اللعين على هؤلاء المتشيعة الذين ما انفكت عنهم صفة الغدر بأولياء الله عز وجل فبعد أن غدروا أبيه ولم يتوبوا الله عز وجل من جريمتهم ألحقوها بغدر ابنه الإمام الحسن عليهم السلام ولم تنتهي إلى هذا الحد بل تعدى إلى بقية الأئمة من إل محمد وسوف يلاقي القائم من أمثالهم اشد مما لاقى رسول الله (ص)
أبا الناس إلا أن يسيروا على خطى من قبلهم من الأمم التي سبقتهم في تكذيبهم وقتلهم للأنبياء الله عز وجل و وعبادة الطواغيت والرهبان والأحبار حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة

قال الصحابي الجليل حجر بن عدي للإمام الحسن عليه السلام { خرجنا من العذاب ودخلنا في الجور وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نذمه ورضينا بالخسيسة وطلب القوم امرأ فرجعوا بما أحبوا مسرورين ورجعنا بما كرهنا راغمين }

فقال الإمام الحسن عليه السلام له { ليس كل الناس على ما أحببت إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت }

إذا كان الصحابي حجر بن عدي وهو من المقربين من الإمام علي (ع) يشكك في قرارات الإمام الحسن (ع) فماذا قال عامة من يسمون أنفسهم شيعة في ذلك الوقت وأي وضع عاشه ريحانة رسول الله(ص) في ذلك الوقت إذ الذين معول عليهم مؤازرة الإمام يشككون في قراراته
ولأجل هذا أقدم الإمام الحسن (ع) على هذا الأمر بعد معرفته بنوايا شيعة أبيه وشيعته ومن يدعون أنهم أنصاره خوفا على نفسه ومن بقى من أهل بيته من القتل وهذا ما وضحه في كلام له عليه السلام فقد جاء عن زيد بن وهب الجهني قال: لما طعن الحسن بن علي عليهما السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت : ما ترى يا ابن رسول الله فان الناس متحيرون ؟ فقال: { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22

أقول هذا حال الشيعة الذين شاهدوا حجج الله بأم أعينهم وعاشوا معهم في نفس المكان والزمان هكذا كانت أفعالهم فكيف بالناس اليوم وكيف بهم عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام بماذا سيواجهونه وماذا سيفعلون له لا أتصور أن يكون موقفهم مشرف أو أفضل من موقف الذين سبقوهم بل سيكون موقفهم مخزي وغير أخلاقي بل سيكونون اشد عداوة للإمام من الذين اذووا أل محمد وقتلوهم من قبل وكيف لا والإمام الصادق عليه السلام تنبأ بأفعالهم قبل أكثر من ألف سنة وشابه بين أناس ذلك الزمان والناس في زمان المهدي عليه السلام فانظر عزيزي المؤمن إلى الضيم الذي سيلاقيه الإمام الحجة عليه السلام فقد قال عليه السلام { إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } غيبة النعماني ص159

إذا كان الناس في زمان الإمام الحسن وزمان الإمام الحسين عليهم السلام بهذه الوحشية والقساوة والانحطاط الأخلاقي والفكري والديني فأن الناس في أخر الزمان سيكونون اشد من الذين عاصروا الأئمة بأضعاف المرات في الخسة والنذالة والطغيان

الإمام الصادق عليه السلام: { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363

وورد أيضا عنه عليه السلام { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها} غيبة النعماني

وعن أبي عبد الله (ع)، إنه قال: { مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير} (غيبة النعماني) (212) ولا يصف أمر أل محمد إلا الشيعة وهم من يقولون بغيبة الإمام المهدي عليه السلام
وعن أبي جعفر (ع): { لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها} (غيبة النعماني214)
وأكيد إن أكثر الشيعة سوف يخرجون من دائرة التشيع بسبب ضعف إيمانهم وعدم طاعتهم للإمام عليه السلام وحبهم للدنيا وزخرفها وطاعتهم لفقهاء السوء

يتبع في الحلقات القادمة

والحمد لله رب العالمين


0 التعليقات:

إرسال تعليق