Ads 468x60px

الأحد، 23 ديسمبر 2012

صراع الاصولي الوحيد المبهبهاني مع الاخباري الشيخ يوسف البحراني

صراع الاصولي الوحيد المبهبهاني مع الاخباري الشيخ يوسف البحراني








يعد البهبهاني من تلامذة المحقق
البحراني الشيخ يوسف, وممن لعبوادوراً كبيراً في إثارة الاضطرابات والقلاقل في مدينة كربلاء المقدسة, وحفل تاريخ حياته بأمور غامضة لم يكشف النقاب عنها بجلاء حتى الآن علىالرغم من وجود الشواهد والنصوص الصريحة التي تسلب عنه أدنى وصف للإيمان والصلاح والتقوى فضلاً عن الزعامة والديانة.

الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل الاصفهاني البهبهاني:


ترجم له المامقاني في رجاله بقوله: ولد (قده) سنة ثمانية عشر أو سبع عشربعد المائة والألف باصبهان وقطن مدة بهبهان، فلما استكمل على يده والدهانتقل إلى العراق فورد النجف الأشرف وحضر مجلس بحث مدرسي ذلك الوقت فلميجده كاملاً فانتقل إلى العراق فورد النجف الأشرف وحضر مجلس بحث مدرسي ذلكالوقت فلم يجده كاملاً فانتقل إلى كربلاء المشرفة وهي يومئذ مجمعالإخباريين ورئيسهم يومئذ الشيخ يوسف صاحب الحدائق فحضر بحثه أياماُ ثم وقفيوماً في الصحن الشريف ونادى بأعلى صوته: أنا حجة الله عليكم فاجتمعواعليه وقالوا ما تريد ؟ فقال: أريد أن الشيخ يوسف يمكنني من منبره ويأمرتلامذته أن يحضروا تحت منبري فأخبروا الشيخ يوسف بذلك وحيث أنه يومئذ كانعادلاً عن مذهب الاخبارية خائفاً من إظهار ذلك من جهالهم طابت نفسهبالإجابة لعل الوحيد (ره) يثبت لهم بطلان مسلكهم فباحث الوحيد (ره) ثلاثةأيام فعدل ثلثا التلامذة إلى مذهب الأصولية وسر صاحب الحدائق (ره) بذلك هذاما سمعته من ثقات مشايخي أعلى الله مقامهم ومن غريب ما نقلوا مما يكشف عنقوة ديانة صاحب الحدائق أن مسجد الوحيد (ره) كان محادياً لمسجد صاحبالحدائق وكان الوحيد (ره) يحكم ببطلان الصلاة خلف صاحب الحدائق وكان صاحبالحدائق يحكم بصحة الصلاة خلف الوحيد (ره) وكانوا يخبرون صاحب الحدائق بمايقوله الوحيد فكان يجيب بأن تكليفه الشرعي ذاك وتكليفي الشرعي هذا فكل منايعمل بما كلفه الله تعالى به وكان صاحب الحدائق يتحمل ذلك لأجل رواج مذهب الأصولية انتهى (1).
26-


أقول: لا يخفى ما في كلامه من الاضطراب الذي يجل عنه مثله ذلك أنه ذكر في صدر حديثه أن البهبهاني كان في بيئة فارسية ولما لميكتمل نضوجه العلمي نزح إلى النجف الأشرف لأجل تكميل دراسته وقد أشرنا فيماسبق أنه حضر في تلك الأثناء درس السيد محمد باقر الهمداني في الأصول علىما أفاده آغا بزرك الطهراني في الذريعة وبعد برهة من الزمن تركها ويمم وجههشطر مدينة كربلاء لعله يجد ضالته المنشودة ويحظى بأمنيته وقد حل فيها هيالأخرى بعنوان متتلمذ وهذا ما حذاه إلى المشاركة كتلميذ في بحث إفاداتشيخنا المترجم الشيخ يوسف ثم أن المامقاني لم يذكر أن الوحيد البهبهاني قدأبرز تضلعه وتبحره العلمي أو شهد له في تلك الفترة بذلك كما أنه لم يبرزذلك في محضر ذلك الدرس كما هو المعروف من نظام الحوزات الدينية أن كل طالبيبدأ باستعراض عضلاته العلمية وطاقاته الفكرية ان كان من نوابغ المتتلمذينفي الحوزة فيشهد له حينئذ بطول الباع وسعة الاطلاع ومنثم يشتهر ذكره ويتمكن بعدها إن أراد الاستقلال بالتدريس والجلوس على منبرالإفادة جلسة الرئيس.

في الوقت الذي نجد كيف يحدثنا التاريخ عن سيرة صاحبالحدائق ونبوغه المبكر وكيفية توليه إدارة دفة الزعامة العلمية في شيرازوانه لما حل بأرض الرافدين وحط رحاله في مراكزهاالعلمية والدينية كان فارساً لا يجارى وصنديداً لا يبارى وبطلاً في الفقهوالحديث والأصول لا يمارى استقطب جملة أفاضلها وانبرى للتلقي عنه كافةعلماءها بأنحاء طبقاتها مذعنين بفضله ووفور علمه وبالخصوص أكبابهم علىتداول آثاره باستنساخها ومدارستها والاعتزاز بحضور درسه ونادي بحثهوإفاداته.


إذا كان الشيخ البحراني على ما وصفنا لكل فكيف بشخص غريب عن تلك الحاضرةالعلمية (كربلاء المقدسة) لم يشتهر بعد بدرس ولم يعرف له بعد فضل يأتي ويصرخوينادي في وسط الصحن الشريف بأنه حجة الله على الناس فيذعن له بمجرد دعواهتلك ويصدق وتنصاع له الرقاب وتلقى له مقاليد الزعامة وتلوى فضلاؤها صفحاًعن أستاذها وتعرض عن التلقي عنه بعد أن أحاطت به سنوات وخبرته عن قربوعاينته عن كثب وانقطعت للتتلمذ عليه انقطاع الولهان.

كما انه إذا تمكن الوحيد البهبهاني من إثبات فضله ووفور علمه بعد ذلك فماحاجته لمنع الناس من الصلاة خلف الشيخ البحراني وأزيد من ذلك بمنع تلامذةالشيخ البحراني كافة من حضور درس إفاداته الضيق أوقاتهم وعدم احتمالها أكثرمن درس أم لأمر آخر لم يحدثنا التاريخ عنه؟!
ألم يكن بإمكانه أن يعقد حلقة أخرى يتلقى فيها التلاميذ ما يريد إلقاءه كماهو الحال في شأن سائر الحوزات وإذا كان قد أبدى من العلم ما يتفوق به علىالشيخ البحراني لماذا يصر ابن أخته وزوج ابنته السيد علي صاحب الرياض علىمواصلة تتلمذه على الشيخ البحراني ولكن بصورة خجلة يجل لسان البيان عن ذكرهاعلماً بأن المترجم للعلامة بحر العلوم في مقدمة رجاله المطبوع قد ذكر أنالعلامة بحر العلوم قد تتلمذ على الوحيد في الأصول وفي الفقه على الشيخ البحراني ومن المقطوع به أن الأصول من مقدمات الفقه، فالممارس لإلقاء بحثخارج الفقه أكثر تضلعاً ومهارة وخبرة لأنه يحدد النتيجة لاستدلالاته معإبرازه الإحاطة بمقدماته وشقوق مسائله ولو سلمنا بذلك لماذا لم يجلس الوحيدالبهبهاني على كرسي إفادات الأصول وترك كرسي إفادات خارج الفقه للشيخ البحراني وليس في ذلك تنافي!
وإذا كان في الأصول والفقه أكثر تضلعاً من الشيخ البحراني لما لا نرى له فيالحوزات العلمية كافة آثاراً تذكر سوى الأطناب بذكرها في كتب التراجم معالإكثار من الثناء عليها مجرداً أهناك محذور من ذلك؟ وما هو؟ لماذا لا تطبعكتب من قيل في وصفه أنه مجدد المذهب في المائة الثالثة بعد الألف لماذا لا تقرر كتبه للدراسة في الحوزات.
لماذا تطبع إلافوائده فقط وقد ورد في صدر طبعتها يقلم السيد محمد باقرالشهيدي قوله: (ومما ألف العالم الأكبر الوحيد البهبهاني قدس سره كتابالفوائد الذي بيّن فيه صحة طريقة المجتهدين وبطلان طريقة الإخباريين بما لامزيد عليه ولكن هذا الكتاب المبين والسفر الثمين صار بمرور الأيام مهجوراً لم يذكر بين الأعلام وكاد أن يصير نسياً منسياً.
فقام صديقنا المعظم... بإحيائه وإخراجه من الخفاء إلى الظهور والجلاء (1).


إذ كان بالأهمية القصوى لماذا يا ترى صار بمرور الأيام مهجوراً وكادأن يصير نسياً منسياً.
وكلمة أخرى أود إثباتها هنا وإني على يقين من أن الوحيد البهبهاني لو كانعلى قيد الحياة ونسبت إليه لما رضي بها بل ولحنق واستشاط غضباً منها وهي ماذكره المامقاني في تنقيح المقال في قوله: ونقل مشايخنا أيضاً من كراماتالوحيد (ره) أن روح زوجته بعد وفاتها كانت تأتي وتتجسم وتخدمه إلى مدة وكان بعض الجن يخدمه مدة (2).


لا أدري كيف لم يتأمل المامقاني في تلك الحكاية على الرغم من منافاتهالأبسط الاعتقادات حول مفهوم الموت والروح !!؟؟

وهناك الكثير الكثير من أمثال ذلك لا يسعنا تناوله بجملته قيام البهبهاني بإبعاد المحقق البحراني من مدينة كربلاء إلى بعض نواحيها (المسيّب)
تم الجاء الشيخ يوسففي أواخر عمره الشريف الى مغادرة مدينة كربلاء الىبعض ضواحيها وعلى وجه الخصوص الى قرية المسيّبحيث أمضى البقية الباقية منعمره المليء بالجهاد والتضحية والاستبسال في ميادين العلم والعمل والقيموسوح المبادئ الإنسانية والمثل العليا.
ويرجع سبب هجرته إلى القرية المذكورة إلى أنه هاجر منها حقناً للدماءورعاية لقداسة المدينة المقدسة ورعاية للحرمات فاستوطن القرية الأنفة الذكردون النزوح إلى النجف الأشرف أو سر من رأى أو غيرهما لاحتمال تجدد المأساةوعودة الأدوار المعادية التي تمثل بها البهبهاني الذي كان يناصبه العداءوالحقد وأخذ يحيك الدسائس ضده ويمارس معه كل أصناف الإرهاب والتضييقوالمراقبةويشيع الشائعات ضده بل بلغ الحد به إلى التشنيع مجاهرة وعلانيةوالازدراء بشأنه وقداسة شخصه الشريف من منع حضور درسه وفرض الاقامة الجبريةعليه ومنعه من صلاة الجماعة في مسجده والتهديد والوعيد لكل من يخالف ذلك بالقوة العسكرية التي وضعت في متناول يديه كما سيأتي بيانه.

فلم يكن الشيخ يوسف من أهل المعاندة والمنابذة والمقابلة بالمثل ورد الصاعبصاعين بل كان من أهل القداسة والنزاهة والرفعة والأنفة عن الدخول معالأشقياء في مصارع السفهاء فما كان منه إلا أن أصدر أوامره لمقلديه وأتباعهومريديه وتلامذته بحرمة الدخول مع أنداده فيما يزري ويشين ووجوب الكف عنمقابلتهم بمثل أفعالهم وقبيح صنيعهم وقد أثارت هذه المواقف إعجاب كل منتتبع سيرة شيخنا المترجم قدس سره الشريف وهذا ما حذا بالخوانساري في روضاته إلى التصريح بمثل قوله:
لم يعهد مثله بين علماء الفرقة الناجية في التخلق بأكثر المكارم الزاهية منسلامة الجنبة واستقامة الدربة وجودة السليقة ومتانة الطريقة ورعايةالإخلاص في العلم والعمل والتحلي بصفات طبقاتنا الأول والتخلي عن رذائلطباع الخلف الطالبين للمناصب والدول.
بل ينتابه العجب من مواقف أنداده أولئك فيقول:

والعجب من سمينا العلامة المروج كيف أنكر سيرة هذا الرجل الجليل في زمنحياته وشدد الملامة والتبخيل على من حضر إفاداته بحيث نقل أن ابن أخته الفاضل صاحب رياض المسائل كان من خوفه يدخل على ذلك الجناب سراً ويقرأ عليهما كان يقرأ عليه ليلاً ومتخافتاً لا جهراً. !!!!
وإن كان سمينا سيدنا الآخر سيدنا الفقيه عامله الله بفضل ما لديه وملابالمواهب من سوابغ فضله شافهني بمثل هذه المحادثة ( روضات الجنات ج8ص202.).

وأردفه الشيخ علي البلادي البحراني في أنوار البدرين بعد حكايته بقوله: فتعجب السيد الماهر السيد محمد باقر صاحب الروضات من عدم ارتضاء سميهالمجدد الآقا باقر البهبهاني بطريقة هذا العالم الرباني والكامل الصمدانيفي محله ولاسيما المنقول على ألسن الثقات لما سمع بوفاته والمباينة له فيالمشرب لا توجب هذا المذهب وكلية هذا المطلب ولولا الحكم والقطع بعدالتهواجتهاده ووثاقته لكان للقادح في ذلك الصنع مجال وللقائل في سوء هذهالمعاملة عدم حسن وكمال (2).


ففي الوقت الذي حرموا الصلاة خلفه في صحن سيد الشهداء عليه السلام أوجبالصلاة خلفهم والاقتداء بصلاتهم وفي الوقت الذي منعوا من حضور درسه وبحثهأمر تلامذته بالذهاب إلى حلقات درسهم بما فيهم ابنيه وفلذة كبديه الشيخمحمد والشيخ حسن وقد كان من جملة أولئك أفذاذ تسنموا المجد بعد عصره كالسيدبحر العلوم والسيد علي صاحب الرياض كما عرفت الذي أصر على الارتشاف منمنهل علمه على الرغم من الصعاب الجمة وحالة الإرهاب والرعب التي خيّمت علىأجواء كربلاء فكان يحضر درس الشيخ البحراني متخفياً بالليل لئلا يطّلع عليهأحد.

وفي خضم تلك الأحداث وتلاطم أمواج الفتن رأى الشيخ البحراني على الرغم مماكان عليه من قوة نفوذ وشوكة وجوب الهجرة والانزواء لتلافي عقبات تلك الطامةالكبرى والداهية الدهماء فهاجر منقطعاً لاجئاً مهاجراً إلى حيث طاعة اللهتعالى يبث شكواه وحزنه وآلامه لمالك أزمة الأسباب معداً نفسه للرحيل الأبديوالانتقال إلى العالم السرمدي الأزلي بلا أدنى تبعة أو ذنب يلوث بهماصحيفة أعماله بل خاتمة مشرفة خطت بأحرف من نور على عرش مجد العز والشرفوالإيمان والخلوص من شوائب الدنيا الدنية.

كل من يحاول سبر حياة المحقق البحراني الشيخ يوسف خصوصاً الفترة التيأعقبت مجيء الشيخ محمد باقر بن أكمل الإصفهاني (الوحيد البهبهاني ) يجدنفسه مليئة بالإستفسارات وأسباب الدهشة والإستغراب وهو يتصفح سجلات التاريخالمموهة والمدونة لأحداث تلك الفترة ومادار فيها . وقد استولى عليّ شعورعميق بضرورة البحث الفاحص عن تلك الحقبة وحل رموز تلك الفترة المعقدة بمايكشف النقاب عنها ويوضح المبهم من أحداثها ويضع النقاط على الحروففاستوقفني بعد البحث والتقصي هذا النص الوارد في كتاب الدرر النجفيةص 54 :
(( لقد تقاعدت الهمم في هذا الزمان عن نصرة الدين المبين والسعي فيإحياء شريعة سيد المرسلين وتحصيل الأحكام على الوجه الذي ذكرناه في المقامأو ذكره من تقدمنا من علمائنا الأعلام وقنعوا بما قنعت به منهم الجهّال فيذلك المجال فتصدروا لهذا المنصب النبوي ،وأكثروا فيه من الفتيا فيالأحكام ،وخبطوا خبط عشواء في موارد الحلال والحرام من غير معرفة لهم فيذلك لها ولا وقوف على نهج السبيل فتصدر للحكومة بين الناس من لم يبنِ فيذلكعلى أصل ولا أساس((أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف اللّه بهمالأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون))فصاروا إذا أوردت عليهالمسألة هيأ لها شرح اللمعة أو المسالك أو بعض شروح الإرشاد وأصدر الجوابمنها من غير علم له بإبتنائه على صحة أو فساد((ءأللّه أذن لكم أم علىاللّه تفترون))هذا مع أن أصحاب تلك الكتب متفقون على المنع من تقليدالأموات كما صرحوا به في كتبهم الأصولية .... ولا تجد ذلك في مكان أكثر منهفي بلاد العجم التي آل أمرها بسبب ذلك إلى الإضمحلال والعدم ومن أعظمالبلاء ... الخ

فمثل هذا النص ومن قرائن أخرى كثيرة يستفاد منها أنالبهبهاني قام بالوشاية الى الأمراء على مدينة كربلاء التي كانت خاضعةللبلاط الإيراني ضد الشيخ يوسف حيث أعتبر صدور ذلك منه مساساً بهيبةالسلطان وسلطتها و طعناً بمقام الباب العالي في ايران واتهامه بالفسادوالعبث بأحكام الشريعة على وفق أهوائهمفاقترح عليهم الإنتقام منهوإسقاطنفوذ مرجعيته وإذلاله وإذلال أتباعه ومقلديه تنفيذاً لمآرب شخصية في نفسهكان يضمرها للوقوف في وجه المدرسة الأخبارية فوافقوه على طلبه تملقاً لسلطةالباب العالي ووضعوا تحت تصرفهعدداً من الجندالذين يحتاج اليه لتنفيذذلك .
والسبب الذي ألجأ البهبهاني لمثل ذلك ثلاثة أمور :
الأول : أنه كانحاقداً ناقماً على الأخباريين بحسب عقليته وقناعاته التي كونها لنفسه
الثاني : أنه كان شخصية يحب الظهور والشهرة فلم تساعده الأقضية والأقدارلبلوغ ذلك حيث أن جميع المعادلاتخلاف كفته ، كما أنه ليس بمقدوره مستقلاًوبحسب الوضع التقليدي أن يفرض شخصيتهفي حاضرة علمية عريقة كمدينة كربلاء .
الثالث : أن الطريق الأقصر والأسرع لبلوغ غايته تلك هو اللجوء إلىالمكر والخديعةللوالي على مدينة كربلاء والوشايةضد الشيخ يوسف البحرانيوالإستعانة بالقوة العسكرية للحسم السريع وإيجاد الطفرة المطلوبة . فاصطحب الجند أول ما بدأ حربه الى الحرم الحسيني الشريف ودنسه باقتحامه معهموأصدر أوامره بتعطيل مجلس درس الشيخ يوسف تحت وطأة تهديد السلاح ثم أخذيصرخ بالناس بأنه حجة الله على العباد وأن على جميع طلبة الشيخ يوسف حضوردرسه الذي سيعقده من على كرسي إفادتهمن الغد وبالقوة الجبرية . وقامبنشر العيون والجواسيس في مدينة كربلاء لإعتقال كل من يجرؤ على مخالفة أوامر البهبهانيبعد فرض الإقامة الجبريةعلى الشيخ يوسف البحراني في داره ومنعهمن صلاة الجماعة واصدار أمر بتحريم الصلاة خلفه . قام بنشر الإرهاب والذعرفي جميع أنحاء مدينة كربلاء والمدن والقرى المجاورة لها بالإعتقال والقتلوالتهديد والوعد والوعيد لكل من يخالف أو يظهر ولاءه للشيخ يوسف البحراني ودفاعه عنه، و قد كان لمثل هذه الإجراءاتأكبر الأثر من طمس الكثير من الحقائقالتاريخية خشية من سطوته وجبروته وبطشه . وخيم على مدينة كربلاء جو رهيب منالإرهاصات النفسية والشائعات التي تندد بالفكر الأخباري وتصفه بالإنحرافوالمروق والبعد عن الدين ومذهب الشيعة الإمامية وتسخف مبانيه وقد تجاوزتمواقف البهبهاني أبعاداً خطيرة وتعدى حدوداً بالغة الشناعة والفضاعةوالفضاضة كما أشار اليه سعد الأنصاري في كتابه (الفقهاء حكام على الملوك)حيث يقول :
(( استخدم العلامة البهبهاني سلاح العنف والعلم والتوعية في مطاردةفلول الأخباريين ولا سيما بعد أن أفتى بتكفيرهم ، وكان يرافقه حرس خاصخلال تنقلاتهمن مدينة إلى أخرى لمطاردتهم وتصفيتهم إذا تطلب الأمر ذلك))
وهذا ما ذكره أحد تلامذته وهو الشيخ جعفر النجفي أو الشيخ جعفر كاشفالغطاء مؤلف كتاب ( كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ) في الرد علىمزاعم الأخبارية وتفنيد آرائهم الذي صار من كتب الفقه المتداولة في كل منالعراق وايران خلال العهد القاجاري , حيث يقول :
(( إن تصدي العلامة البهبهاني للحركةالأخبارية وتصميمه على سحقها بكل ما لديه من قوة ومكانة علمية واجتماعيةأسفرت عن تراجع الحركة في كل من العراق وايران ،ولولاه لحققت انتصاراتجديدة ومع أن الجدل ظل قائماً في ايران حول الأخباريين والأصوليين فإنهزيمة الأخباريين في مدن العتبات المقدسة في العراق كانت نكراء وربما لامفر منها بل حتمية كما يقول الأستاذ حميد الغار(العلماء حكام على الملوكص 41 ) .
فانظر بأم عينيك الى مثل هذه الجرأة والتبجح بمثل تلك الجرائمالتي يندى لها الجبين ، ويمج بها على أنها انتصارات ضد خارجين عن الدينودائرة المذهب .





الكاتب: محطم الاصنام 

0 التعليقات:

إرسال تعليق