بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداء آل محمد من الأولين والآخرين
من بدء الزمان إلى قيام يوم الدين
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني إن الظلامة التي لحقت بالنبي الخاتم وآله الأطهار سلام الله عليهم لم تكن لتنتهي بانتهاء زمن من الأزمان أو بانقراض جيل من الأجيال , بل أن في كل جيل وفي كل زمن يظهر من يسيء لهذا البيت الطاهر , والإساءة التي تأتي من قريب أو ممن يلبس لباس الموالاة والتشيع لهي اقوي وأمر , فالعدو الظاهر كالسلفية وأتباع بني أمية أصبح عدائهم واضح وجلي لكل منصف ولسنا في صددهم الآن , إلا أننا في هذا الموضوع نحب أن نبين بعضاً من تلك الظلامة التي تعرض وسيتعرض لها النبي الكريم آله الأطهار عليهم سلام الله من قبل مدعي الموالاة والتشيع . لا يخفى على احد من الموالين بان الله قد خص أنبياءه وأوليائه بعصمته , فكُتب التأريخ والحديث والكثير من المحاضرات والمناظرات التي حصلت عبر التاريخ تشهد بان مدرسة آل محمد قد دافعت عن عصمة وطهارة الأنبياء والأوصياء , وخصوصاً عصمة وطهارة نبينا الكريم محمد حبيب الله , ولم نشهد أن حديثاً واحداً قد بين خلاف ذلك , إلا إننا ومع الأسف الشديد نشهد ظهور بعض الكتابات تبين خلاف ذلك , وهذه الكتابات لو كانت من أناس عاديين لما أبدينا لها هذا الاهتمام , إلا أن المؤسف فعلاً هو شهرة وقداسة من يكتب في نظر الناس طبعاً . اليوم سنتحدث عن شخص أساء لنبينا الكريم وأساء لعقائد آل محمد , حيث خالف أحاديث الأئمة عليهم السلام خلافاً واضحاً وصريح , كما أنه قد خالف القرآن الكريم , وبهذا فهو قد خالف الثقلين الذي أوصى نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله) بأن نتمسك بهما فهما المنجى الوحيد لمن يطلب رضا الله تبارك وتعالى . تُعد عصمة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) عموماً ونبينا الكريم وأوصيائه ألاثني عشر وأمهم الزهراء فاطمة (عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين) من ثوابت العقيدة التي بثها النبي وآله إلى المسلمين , وقد غصت كتب الأحاديث والسيرة في بيان هذه المسألة , إلا أن الشيخ مرتضى مطهري لا تعجبه هذه المسألة ويا ليت أنه قال بان هذه المسألة لا تعجبه , فو الله لو أنه قالها لقلت في حقه كلام حسن , لأنه في حينها سيكون واضح في الطرح , فالإنسان الذي يجد شيء في عقائد آل محمد ويقول بان هذه العقيدة ولا تعجبني , خير من الإنسان الذي يخالف الشريعة ويقول أن قولي هو قول الشريعة أو ينسب قوله للشريعة . لقد تحدث الشيخ مرتضى مطهري في كتاب (الثورة والدولة) تحت عنوان (ظن العامة في عصمة العلماء) حيث قال بان العامة (أي الناس البسطاء) تشبه العلماء ((بالكُر)) أي الماء الكثير الذي لا يتأثر بملاقاة النجاسة , ثم أعرب بعد ذالك قائلاً : (( إن الإسلام لم يقل ((بكُرية)) أحد ولا بعصمته, وحتى بالنسبة لشخص الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله), لأنه يقول : ((إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) , ولأنه يقول : ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) , كل هذا يدل على عدم وجود أي تمييز , وأنه لا أحد ((كُر)) ولا معصوم . )) الثورة والدولة – مرتضى مطهري-مقالات حول الثورة الإسلامية في إيران-ص360- الطبعة الأولى دار الإرشاد بيروت لبنان سنة 2009م إن الجريمة تكمن في نسبة قوله إلى الإسلام ! فأي إسلام هذا ؟ هل هو إسلام النبي وآله الأطهار عليهم الصلاة والسلام ؟ أم هو إسلام مرتضى مطهري الذي نسجه من خيالاته وتصوراته ؟ نعم هو إسلام مطهري وليس إسلام النبي وآله , وذلك لان القرآن يشهد بخلاف قول الشيخ , قال تعالى : ((إِنَّمَايُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) , وقد غصت كتب الأحاديث بان الآية الكريمة تدل على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) وطهارتهم, وعلى رأس أهل البيت نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله) , فهل الذي يطهره الله ويذهب عنه الرجس يبقى خارج دائرة ((الكُرية)) أو العصمة ؟! ما هذا الكلام يا شيخ هل نصدقك أم نصدق القرآن والعترة الطاهرة ؟! وأنا شخصياً أعتقد أن الآية الكريمة كافية في رد كلام الشيخ مطهري , إلا أن هذا لا يمنع بان نتعرف على كلام العترة الطاهرة (عليهم السلام) أيضا وهذا ما سيأتي الآن نسال الله التوفيق والسداد . جاء في الخبر عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ((إنما الطاعة لله عز وجل، ولرسوله ولولاة الأمر، وإنماأمر بطاعة أولي الأمر، لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته)) علل الشرائع: ص 123 باب العلة التي من أجلها أمر الله تعالى بطاعة الرسول والائمة عليهم السلام. وجاء عن الإمامالصادق (عليه السلام) أنه قال : ((الأنبياء وأوصياؤهم، لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون مطهرون))الخصال- ص 608 وعن ابنعباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ((أنا وعلي والحسن والحسين،والتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون)) عيون أخبار الرضا عليه السلام - ج1 - ص 64, كمال الدين - ص280 وجاء عن الصادق عليه السلام أنه قال : ((ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عبادهمن يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوماً)) عن الخصال - التوحيد / ص 7 - 4. وقال الحسين الأشقر: قلت لهشام بن الحكم: ما معنى قولكم: (( إن الإمام لا يكون إلا معصوماً ؟ )) . فقال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك فقال: ((المعصوم، هو الممتنع بالله من جميع محارم الله)) معاني الأخبار: ص132 ح2 والروايات بهذا المعنى كثيرة جداً ولا يخفى أغلبها على القارئ الكريم لكثرة سماعها وقرأتها , حيث أن مسألة العصمة كما قلنا من المسائل التي غص بها الكلام في كتب الإمامية عامة وكتب الحديث بشكل خاص . أن العلة من كون الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) معصومون عن الخطأ تمكن في تسديدهم بروح القدس كما يشير إلى ذلك خبر أبي جعفر (عليه السلام) حيث قال لجابر الأنصاري رضوان الله عليه : (( يا جابر أن في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح، ... روح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى , ثمقال: يا جابر أن هذه الأربعة يصيبها الحدثان إلا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب)) . إن مطهري قد أعرض عن هذه الأحاديث , وهو نفسه قد قدم في صفحة 352 وما بعدا من كتابه المذكور والذي هو مجموعة من محاضراته , قدم نقداً لاذعاً للحركة الإخبارية وقال في موضوع (( مكافحة الإخبارية )) ما هذا نصه : (( كانت الحركة الإخبارية حركة مناوئة للعقل , وهي تتميز بجمود وجفاف عجيبين )) . نعم هذا الجمود يكمن في تمسك الإخبارية بروايات أهل البيت (عليهم السلام) الذين نهوا عن استعمال العقل في الشريعة , ولسنا الآن بصدد مناقشة مطهري في قدحه العنيف على الخط الإخباري , ربما سنكتب ذالك فيما بعد , إلا أنني أحب أن أبين إن مطهري قدم الحديث عن الحركة الإخبارية باعتبارها حركة جافة وجامدة من وجهة نظره لأنهم يعتمدون على الأخبار المروية عن الائمة (عليهم السلام) !!! , ثم بعد نقده هذا توجه إلى طرح أطروحته العرجاء القائلة بنفي العصمة عن أي شخص في الإسلام حتى شخص النبي الأكرم !! هذه هي الحقيقة , هم يوجهون عقول الناس أول وهلة للإطاحة بالثوابت , ثم بعد ذلك يطرحون ما عندهم من سم يخلطونه بالعسل , وأي سم أكثر من نفي العصمة عن النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ وأي خلط للسم كهذا بعسل آيات الكتاب الكريم ؟ والاستشهاد بالآيات الكريمة لضرب العصمة !! هل من خلط لسم بعسل كهذا يا ترى ؟! نعم هذا هو الدهاء بعينه , لاحظ أخي الكريم أن هذه الطريقة قد أستعملها فقهاء المخالفين من قبل حيث أنهم أسقطوا أكثر الأحاديث , والمشهور عن أبي حنيفة أنه لم يصح له من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة عشر أو اقل من الأحاديث . وهذا ما يفعلونه دائماً في بداية الأمر يسقطون الأحاديث حتى يبقى الواحد منهم يسبح في فضاء الاجتهاد ليكون شريعة خاصة به أو يخترع ديناً مخالفاً لدين النبي وآله الأطهار , وقد فصلنا الكلام عن هذا الموضوع في كتابنا سقيفة الغيبة فراجع . إن هذه المسألة قد اتبعها مطهري أيضا وكما مر , إلا انه لم يتوانى عن الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة في المسائل التي تدعم ما يقول به , وهذه في الحقيقة من مفارقات الأصوليين من الإمامية , حيث أنه في نفس الكتاب تكلم عن التقليد تحديداً في صفحة 362 واستشهد على حجية التقليد المشروع - كما يقول - بالخبر المروي في التفسير المنسوب للعسكري (عليه السلام) والتي فيها : (( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ...)) وهذا الخبر قد أجمع الأصوليين على أنه خبر ضعيف لا يفيد علماً ولا عملاً , فكيف تستشهد بالضعيف يا شيخ مطهري ؟! هل تريد أن تثبت الدين بالخبر الضعيف ؟! أم تريد الاحتجاج بما يخدم طرحك حتى وأن كان الخبر مخالف لكتاب الله أو كان خبراً ضعيفاً يرويه الضعفاء أو المجاهيل , أياً كان من يرويه إذا ثبت أنه يوافق ما يقوله الفقيه لابد أن يستشهد بهذا الخبر . هذه المسألة في الحقيقة من المسائل المضحكة عند الأصوليين , وهذا خير مثال حيث إن الشيخ مطهري استهزئ بالإخباريين لأنهم يقولون بصحة الأخبار الواردة في الكتب الأربعة , وهو الآن يبني عقائده على خبر ضعيف عنده لا يفيد علماً ولا عملاً كما يقول المحقق الخوئي , فمالك كيف تحكم يا شيخ !! على العموم يبقى الفيصل الوحيد بيننا وبين أي إنسان هو موافقة قوله لقول الثقلين ( الكتاب والعترة ) فأن وافق قوله قول الثقلين فأن كلامه حق وأن خالف فهو الضلال وقد بينا بان قول مطهري يعد مخالفة صريحة للثقلين ولما هو من ضروريات الدين وهذا كافي في بيان بطلان قولة , والحمد لله رب العالمين |
||
الموضوع الأصلي: مرتضى مطهري ينفي العصمة عن الرسول الكريم الكاتب: ناطق سعيد المصدر: منتديات كهف المستضعفين
احسنت اخي الفاضل في فضح المرتدين بوركت اياديكم ... وفقكم الله تعالى
ردحذف