Ads 468x60px

الأحد، 13 يناير 2013

أجوبة شبهات القائلين بالاجتهاد والإجماع من الإمامية

أجوبة شبهات القائلين بالاجتهاد والإجماع من الإمامية








بحث مستل من كتاب سفينة النجاة للفيض الكاشاني



أجوبة شبهات القائلين بالاجتهاد والإجماع الإمامية
و ليت شعري كيف ذهب عنهم ما ينحل به عقد هذه المشكلات عن ضمائرهم, أو كيف خفي‏ عنهم‏ ما ينقلع به أصول هذه الشبهات من سرائرهم, ألم يسمعوا حديث التثليث المشهور المستفيض المتفق عليه بين العامة و الخاصة, المتضمن لإثبات الإبهام في بعض الأحكام, ‏و أن الأمور ثلاثة: أمر بيّن رشده, و أمر بيّن غيه, و أمر مشكل يرد حكمه إلي اللَّه و رسوله ص, وهلا سوغوا أن في إبهام بعض الأحكام حكما و مصالح مع أن من تلك الحكم ما يمكن أن‏ يتعرف, و لعل ما لا يعرف منها يكون أكثر, علي أن الاجتهاد لا يغنى عن ذلك لبقاء الشبهات بعده إن لم تزد به, كلا بل زادت وزادت, أحسبوا أنهم خلصوا منها باجتهادهم‏, كلا بل أمعنوا فيها بازديادهم, أزعموا أنهم هدوا بالتظني إلي التثني, كلا بل التثليث باق ومالهم منه من واق, أو لم يدبروا قول اللَّه عزوجل { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }, أما طن آذانهم ‏أن المراد بالراسخين في العلم الأئمة عليهم السلام, أغفلوا عن الأحاديث المعصومية المتضمنة لكيفية طريق الترجيح بين الروايات عند تعارضها, و إثبات التخيير في العمل, فان‏ كلها حق, أوما بلغهم و بلغك بأيها أخذت من باب التسليم وسعك, أو خفي عليهم أن قول ‏المعصوم إنما يعرف بالحديث المسموع منه عند حضوره و المحفوظ في صدور الثقات أو المثبت في دفاترهم عند غيبته, و لا مدخل لضم الآراء معه اتفقوا أو اختلفوا, نعم قد يكون ‏الحديث مما اتفقت الطائفة المحقة علي العمل بمضمونه بحيث لا يشذ عنهم شاذ و يسمى‏ ذلك الحديث بالمجمع عليه بين أصحابك, فان المجمع عليه لا ريب فيه, و هذا معنى ‏الإجماع الصحيح المشتمل علي قول المعصوم عند قدماء الشيعة لا غير, فلو أنهم تركوا المتشابه علي حاله من غير التصرف فيه, و سكتوا عما سكت اللَّه عنه, و أبهموا ما أبهم اللَّه, وجعلوا الأحكام ثلاثة, و احتاطوا في المتشابه, وردوا علمه إلي اللَّه و إلي رسوله, و خبروا في ‏المتعارض, لاجتمعت أقوالهم و اتفقت كلمتهم و مقالهم, و كانوا فقهاء متوافقين و لأحاديث ‏أئمتهم ناقلين, لا خصماء متشاكسين و عن النصوص ناكبين, و لكان كلما جاء منهم خلف ‏دعوا لسلفهم, لا كلما دخلت منهم أمة لعنت في أختها بصلفهم, و لكان كل أمرؤ بالقرآن والحديث نطيقا و عن الآراء سكينا, و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم و أشد تثبيتا, و ليت شعري ما حملهم علي أن تركوا السبيل الذي هديهم إليه أئمة الهدى, و أخذوا سبلا شتى, و اتبعوا الآراء و الأهواء, كل يدعو إلي طريقة ويذود عن الأخرى.
ثم ما الذي حمل مقلديهم علي تقليدهم في الآراء دون تقليد الأئمة علي الطريقة المثلي, إن‏ هي إلا سنة ضيزى {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.






الكاتب: ناصر الموعود  

0 التعليقات:

إرسال تعليق