معالم حكومة بني العباس الثانية
قد يتساءل البعض لماذا تسمى الدولة التي تقوم قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) بدولة بني العباس علماً إنها دولة شيعية كما يتبين من الأحاديث والروايات ؟ والإجابة على هذا التساؤل تكون على ثلاثة أوجه:
إما إن حكام دولة بني العباس الثانية ينتسبون إلى العباس بن عبد المطلب، أي إنهم يرجعون نسباً إلى العباس بن عبد المطلب وهذا يعني إنهم من بني هاشم.
يُحتمل إن المراد بتسميتهم بني العباس لأن أفعالهم وأعمالهم وسيرتهم مُشابهة لأفعال وأعمال وسيرة ملوك بني العباس الأوائل .
أو أن تكون هذه التسمية جامعة للوجهين الأول والثاني أي بمعنى إنهم ينتمون نسباً إلى العباس بن عبد المطلب وأيضاً يسيرون بسيرة حكام الدولة العباسية آنذاك.
أضف إلى ذلك إن قيام دولة بني العباس الثانية يكون مشابه إلى حد كبير قيام الدولة الأولى لبني العباس، حيث إن العباسيين الأوائل بدأ تحركهم للإطاحة بالأمويين من خراسان.
فقد رفعوا الشعار: (الرضا من آل محمد) والثأر للإمام الحسين وإرجاع الحق إلى أهله (أي الأئمة)، فاستطاعوا بذلك خداع عوام الشيعة وأشراف سادة القوم تحت هذا الشعار فقادوا الشيعة لإعلان الثورة ضد الأمويين، حيث بدأ تحركهم من خراسان إلى العراق والشام، ونجحوا في إسقاط الحكم الأموي.
وكذلك يأتي بني العباس في أخر الزمان ويرفعون شعارات إنسانية من قبيل إعادة الحق على أهله ونصرة الشيعة المظلومين من قبل الحكم الأموي، ويأتون أيضاً من خارج العراق ليُقيموا دولتهم .
فقد جاء في الرواية الشريفة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان، جاؤوا بنعي الإسلام فمن سار تحت لوائهم لم تنلهم شفاعتي يوم القيامة)( ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: (إذا خرجت الرايات السود فإن أولها فتنة وأوسطها ضلالة وآخرها كفر)( ) .
والرايات السود المقصودة هنا كما هو واضح هي نفسها الراية الثانية التي جاء وصفها في الرواية الواردة عن عبد الله بن أبي الأشعث والتي تذكر إن الراية الأخرى : (أولها وزر وأخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله)( ) .
وبهذا يتبين لنا إن ملوك دولة بني العباس الثانية يأتون من خارج العراق ليُقيموا حكومتهم فيه، كما إنهم يدّعون التشيع والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) وهم براء من ذلك، ففي الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (...حتى يظهر قومُ لا خلاق لهم يدعون لولدي وهم براء من ولدي، تلك عصابة رديئة لا خل
0 التعليقات:
إرسال تعليق