الكوفة مكة المهدي ع
لموقعية
مكه اهميه من حيث انها تحتل مركز الصدارة لجميع البلدان حيث كانت تلقب ( ام
القرى ) وكان فيها بيت الله الحرام الذي هو محل للعبادة والحج توفد عليه
الناس من كل البلدان لتؤدي مناسك حجها فكانت هذه القضية منظورة من قبل
الله جل جلاله ثم إن الفئة التي كانت تعيش هناك غالبيتهم من ولد أسماعيل (عليه السلام) أبو العرب وبعضهم على دين أبراهيم الخليل (عليه السلام)
(الحنفية) اومبدأ الاسلام الذي يعتبر هذا النبي(ابراهيم ع) الباني للكعبة
(بيت الله) فجائت رسالة الرسول على فئة تعتبر هي الخلاصة من دين ابراهيم او
سلالة اسماعيل وهذا ما يؤيد بالايات القرآنية والاحاديث الشريفة فقد قال
تعالى {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا
إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة128-127 .فما جاء عن الامام
الصادق (عليه السلام) ان المراد بالامة هي بني هاشم خاصة ، وعنه (عليه السلام) قال لم يبعث من ذريتهما غير نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) فذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
(أنا دعوة أبي إبراهيم ) . فحكمة اختيار موقعية مكة واختيار اهلها وخصوصا
بني هاشم بالرسالة الالهية هو تكميلاَ لرسالة ابراهيم الخليل(عليه السلام) الذي يعتبر اصلهم .ونفس هذا الكلام لا بد ان يتحقق في قضية الامام المهدي (عليه السلام) وان من المقرر عند الكل بان مكسر الاصنام هو ابراهيم (عليه السلام) ومكسر الاصنام في امة محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) هو علي (عليه السلام)وان
المذهب الذي يمثل جانب الهداية والاعتدال بل يمثل جانب الامتداد للرسالة
الالهية المحمدية هو عند الشيعة الامامية.حيث ان لهم شبه من قريش من ناحية
انهم الخلاصة من اولاد الانبياء وبالاخص ارض النجف والكوفة حيث تحتل مركز
الصدارة العالمية الاسلامية وينبوع العلوم الفقهية ومركز التشيع في العالم
.اذن هم خلاصة دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)فيجب في هذه الحالة ان تبدأ دعوة الامام المهدي (عليه السلام) فيهم لشبههم بقوم محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) من حيث انهم خلاصة دعوة ابراهيم (عليه السلام) بل ان لموقعية مكانها الذي يمثل جانب ام القرى حيث هي المدينة الأم لجميع مدن الشيعة من حيث ان فيها مدفن ومرقد امير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو اصل التشيع بل هو اصل التوحيد وبالاحرى هو اصل التأويل والباطن فكما ان اصل المعرفة والاسلام يعود الى ابراهيم الخليل (عليه السلام) والمتمثل ببيت الله العتيق (الكعبة الشريفة) فجعل الله رسالة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)التي
هي تتميز بالمعرفة ، كذلك سوف يجعل الله جل جلالة الرسالة الاسلامية
المهدية اصل التشيع واصل التأويل لانها رسالة بالتأويل ومن هذا نعرف سر
ولادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (صلوات الله عليه ) في باطن الكعبة
وذلك لانه يمثل محتوى وباطن الرسالة الالهيه المحمدية وهو النهاية لجميع
الرسالات الالهية ومن هذه الناحية تخصص امير المؤمنين (عليه السلام) بعلم التأويل حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) له: (يا علي قاتلتهم على التنزيل وستقاتلهم على التأويل ) وبهذا البيان نعرف حكمة مدفن امير المؤمنين (عليه السلام)في
ظهر الكوفة وبذلك اشارة الى ان باطن الكعبة هو مسجد الكوفة وان مسجد
الكوفة هو الان قبلة الشيعة ولا اقصد بالقبلة التي نتوجه اليها حال الصلاة
انما القبلة التي تقبل عليها الناس من كل البلاد ولهذا اشارات ودلالات
موجودة في الروايات حيث اننا نجد اوجه تشابه كثيرة والعلاقات وشيجة بين
مسجد الكوفة وبيت الله الحرام واليك بعض هذه الوجوه :-
اولاَ:-وجه
الشبه بين الكوفه ومكة من حيث انها تمثل جانب ام القرى وتحتل مركز التشيع
في العالم الاسلامي بل هي منبع العلوم الفقهية كما كانت مكة تمثل مركز
الدين الحنيف بل هي منبع البلاغة والشعر التي كانت تهتم بها العرب وتراها
مائز للانسان .
ثانياَ:-وجه
الشبه من ناحية الارض الحرام فكلنا يعرف بان مكة هي البلد الحرام الذي من
استجار به كان امناَ وتسمى حرم الله قال الله تعالى{وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ
مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ
وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ
النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }البقرة126.
ثالثاَ:-
وجه الشبه من ناحية اختيارها كما اختار الله مكة من دون البلدان كما ورد
في تفسير قوله تعالى {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا
الْبَلَدِ الْأَمِينِ} التين 1-2-3. فعن الكاظم (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)(ان
الله تبارك وتعالى اختار من البلدان اربعة فقال تعالى الاية اعلاه من سورة
التين . التين :المدينة ، الزيتون :بيت المقدس ،وطور سنين :الكوفه ،والبلد
الامين :مكة .وبهذا تشابه الكوفة مكة من حيث الاختيار .
رابعاًَ:-
ما ورد من وجه الشبه بين مسجد الكوفه وبيت الله الحرام حيث اسس الله الحج
للناس الى بيته الحرام الذي يمثل مركز الكون بل مكان دحي الارض او بالاحرى
في قبال البيت المعمور الذي هو في السماء الرابعة حيث جاء في الحديث بان
الملائكة تحج اليه وان هذا البيت اقدم بيت وضع للناس قال تعالى ((ان اول
بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاَوهدى للعالمين )) 96آل عمران .وهذه الاية
في التأويل تنطبق على مسجد الكوفة وذلك ان معنى المسجد هو بيت الله وقد ثبت
عندنا ان اول مسجد عبد الله فيه على الارض هو مسجد الكوفة وما من نبي او
وصي الا وصلى فيه ودعا فيه حتى ورد بان ادم وحواء قد صلوا فيه وان فيه من
البركة والفضل مما يفوق على المسجد الاقصى كما هو وارد في الحديث وانه مهبط
الملائكه وصلى به جبرائيل والملائكة المقربين .
خامساَ:-وجه
الشبه ما ورد بين مسجد الكوفة والكعبة من ناحية العتق قال تعالى ((ومحلها
الى البيت العتيق )) وجاء في التفسير بان البيت عتق من طوفان نوح حيث إن
سفينة نوح طافت على البيت الحرام ثم رجعت فاستوت على الجودي ونحن نعرف بان
هذه الصفة لمسجد الكوفة وذلك لان موقعيتها في ارض العراق الذي سمي بهذا
الاسم نسبه إلى ألعراقه والقدم بل انه من المسلم ان طوفان نوح بدأ من جهة
الكوفة وخصوصا مسجدها حتى فار التنور في موضعه بمسجد الكوفة وان الجودي
الذي استوت عليه السفينة هو في العراق فحركة السفينة كانت من قبل الله جل
جلاله لآن الله يقول {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا
وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }هود41. فحركتها كانت بحكمة
من الله وهي ان نوح (عليه السلام)
ابو الانبياء وان سفينته تمثل جميع الرسالات فأراد الله ان يشير الى أن
مسيرة الرسالات تبدأ منها واليها تعود لآن السفينة طافت على البيت الحرام
وعادت الى العراق وهي اشارة من الله جل جلاله بأن الرسالة المحمدية سوف
تعود الى العراق لأنها تمثل جميع الرسالات وكذلك نجد ان مركزية قيام دولة
الإمام تكون في الكوفة لأنه (عليه السلام ) يمثل جميع الانبياء وبهذا دليل
على ان ظهور دعوة الامام المهدي (عليه السلام) تكون في الكوفة لان الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
قال (ان مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح ) وان محل صنع السفينة كان في مسجد
الكوفة وبداية الطوفان كان من الكوفة وبهذا اشاره الى ان جيش الامام (عليه السلام) الحقيقي المتمثل بخط اليماني الذي هو سفينة المهدي
التي هي تمثل جانب الهدى والحق في قبال طوفان من الفتن الذى سوف يبدأ في
ارض الكوفة ، حيث جعل الله صنع سفينة نوح من الخشب لانه يطفو على الماء
للنجاة من الطوفان وسيصنع سفينة المهدي
من الهداية والحق لانها تطفو على الفتن للنجاة من طوفان الفتن وبهذا
البيان نعرف ان هناك سفن كثيرة لكن كلها تؤول الى الغرق لان منها مارق لانه
تقدم على سفينة أل محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
وغيرها زاهق لانه تأخر عنها واللازم بهذه السفينة لاحق لانها لجج (فتن )
غامرة تحتاج الى توجيه خاص من قبل الله والامام المعصوم لكي ينجو بالسفينة
من الغرق كما ورد في الصلاة على محمد وأل محمد (اللهم صلي على محمد وأل
محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها المتقدم لهم مارق
والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ) 0
سادسا:-الشبه
من ناحية الفضل حيث ورد في الروايات ان فضل مسجد الكوفة كفضل مكة على باقي
المساجد حيث ورد في الحديث ان الصلاة الفريضة فيها تعدل حجه مقبولة وان
النافلة فيها تعدل عمرة مبرورة بل ورد في الحديث لو علم الناس ما هو فضل
مسجد الكوفة لشدوا الرحال إليه من كل البلدان حتى ورد في فضلها ان جلوس
الانسان في مسجد الكوفة بغير تلاوة ولأذكر عبادة فعن الباقر (عليه السلام)قال (لو علم الناس ما لمسجد الكوفة من الفضل لشدوا اليه الرحال من بعد البلاد )وقال (عليه السلام) الصلاة المكتوبة فيه تعدل حجة مقبولة والنافلة تعدل عمرة مقبولة وعلى رواية أخرى الفريضة والنافلة فيه تعدل حجة وعمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
بل ورد في الحديث ان مسجد الكوفة صلى فيه ألف نبي وألف وصي حتى شابه مكة
من ناحية التخيير للمسافر بين القصر والتمام بل ورد ان مسجد الكوفة أفضل من
المسجد الأقصى الذي هو في بيت المقدس وان رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) صلى فيه ركعتان حين اسري به الله . فقد روى الكليني عن الامام الصادق (عليه السلام)
عن هارون بن خارجة قال له: كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلاَ ؟، قلت:
لا، قال: افتصلي فيه الصلاة كلها ،قلت :لا ،قال: اما لو كنت حاضراَ بحضرته
لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة اوتدري ما فضل ذلك الموقع ما من نبي ولا عبد
صالح الا وقد صلى في مسجد الكوفة حتى ان الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)لما
اسري به الى السماء قال جبرائيل أتدري اين انت يامحمد ،انت الساعة مقابل
مسجد كوفان قال فاستأذن ربي حتى اتيه فاصلي فيه ركعتين فنزل فصلى فيه وان
ميمنته روضة من رياض الجنة وان وسطه روضة من رياض الجنة وان مؤخره عروسة من
رياض الجنة والصلاة فيه فريضة تعدل بالف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة
وان الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعباده ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو
حبوا 0
سابعاَ:-
وجه الشبه بين الكعبة بيت الله الحرام وبين مسجد الكوفة من ناحية إقبال
الناس عليها وقصدهم إليها حيث ان الحج معناه القصد وان مسجد الكوفة يقصد
كما يقصد بيت الله (يزار) ومعنا الحج بالتأويل هو الزيارة حتى شابه هذا
القصد (الزيارة )الحج ببيت الله حيث جعل الله له شعيرتان مشهورتان وهما
جبلان شامخان الأول في ظهر الكوفة وهو حرم اميرالمؤمنين (عليه السلام) )(الصفا)والثاني في كربلاء حرم الامام الحسين (عليه السلام)(المروة)وكلنا
يعرف ان من شعائر الله في الحج هو السعي والقصد بين الصفا والمروة قال
تعالى((ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح
عليه ان يطوف بهما ))ومعنى الصفا والمروة هما جبلان في مكة الأول(الصفا)سمي
بذلك لانه نزل عليه صفي الله(ادم (عليه السلام))والثاني
(المروة) نزلت عليه المرأة (حواء) وبهذا نعرف فضل زيارة كل من الحرمين
وانهما ومسجد الكوفة تعادل زيارتهم حجه مقبولة او عمرة مبرورة فما ورد عن
أهل البيت (عليه السلام)من فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد روى السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري عن الامام الصادق (عليه السلام)قال:
من زار امير المؤمنين صلوات الله عليه ماشياَ كتب الله له بكل خطوة حجه
وعمره فان رجع ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين وكما تقدم ايضا ان
في مسجد الكوفة صلاة الفريضة فيه تعادل حجة وعمرة بل ورد عن اهل البيت (عليه السلام) ان من تمام الحج هو زيارة قبورنا ومعناه ان من اراد ان يتم حجه فليزر قبورنا. بل ورد عنهم (عليه السلام)بسند صحيح ان الملائكة في كل يوم يطوفون بالبيت المعمور ثم يتوجهون الى قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فيسلموا عليه ثم الى قبر الحسين (عليه السلام)فيسلموا عليه ثم يعرجوا وهكذا .فعن محمد بن مسلم عن الصادق(عليه السلام)
قال:ما خلق الله من الملائكة وانه لينزل كل يوم سبعون الف ملك فيأتون
للبيت المعمور فيطوفون به .فلذلك نرى اختصاص واستحباب زيارة امير المؤمنين
وقبر الحسين (عليهما السلام) بعد نهاية الحج المبارك حيث ورد استحباب مؤكد
زيارة قبر الحسين في عرفة والعيد وكذلك استحباب زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)في
عيد الاضحى المبارك بل وردت بعض الروايات ان زيارتهم بدل الحج للفقراء
الذين لا يستطيعون الحج . فقد جاء في حديث معتبر عن رفاعة قال لي الصادق (عليه السلام) يا رفاعة أحججت العام قلت جعلت فداك ما كان عندي ما احج به ولكني عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)فقال لي يا رفاعة ما قصرت عما كان فيه أهل منى فقلت لة لا إنني اكره ان يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام)ابداَ0
وبهذا تبين وجه الشبه بين مكة والكوفة وبين الكعبة ومسجد الكوفة وبين
الحج الى بيت الله والسعي بين الصفا والمروة وبين زيارة مسجد الكوفة وقبر
امير المؤمنين وحرم الحسين (عليهم السلام) حيث تبين ان مكة وحج بيت الله
الحرام يمثل مرحلة الظاهر وان مسجد الكوفة وزيارة قبر الامام علي والامام
الحسين (عليه السلام)يمثل مرحلة الباطن .
الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق