مريم امة محمد (ص)
وهي دراسة تحليلية قرآنية لسيرة اهل البيت (عليهم السلام) قائمة على الربط – بين الحوراء مريم (ع) وبين سيدة نساء العالمين الحوراء الانسية فاطمة الزهراء وان هناك نقاط تشابه كثيرة بين مريم (ع) وفاطمة الزهراء (ع) وكما ان الله عز وجل ذكر في كتابة الكريم من صفات مريم (ع) تتطابق وحياة وصفات الزهراء (ع) وكان نتاج هاتين الشخصيتين هو الامام المهدي (عج) الذي ولد من ام هي من نسل حواري عيسى وهي نرجس (ع) وهي بنت قيصر الروم وولد من أب هو من نسل محمد (ص) وهو الامام الحسن العسكري (ع) الامام الحادي عشر.
واليكم اوجه التشابه والاشتراك بالصفات بين مريم العذراء (ع) وفاطمة الزهراء (ع) :
1- التشابه في صفتها واسمها ((الصديقة)) وقد ورد في سبب تسميه مريم (ع) بالصديقة لكثرة صدقها وتصديقها الامر الله وانبيائه ولا يدخلها شك في ذلك. ومرتبه الصديقين هي في عداد مراتب الانبياء والشهداء كما قال الله تعالى في كتابه العزيز ((ما المسيح بن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمة صديقه)) المائدة 75 وفي تفسير قوله تعالى: ((وامه صديقه)) قيل: سميت صديقة لانها تصدق بأيات ربها ومنزلة ولدها بدلالة قوله تعالى : ((وصدقت بكلمات ربها)) والصديقين هم الذين يعتقدون بالجق ويؤمنونبه ويعلمون بتلك المعتقدات. وهؤلاء عددهم قليل ونادر في كل زمان ومكان ولعل في بعض البلاد لايوجد صديق واحد ويسهل علينا ان نعرف ان السيدة فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت مرتبه الصديقين، وسماها ابوها الرسول محمد (ص) بالصديقة وذات يوم سئل المفضل بن عمر الامام الصادق (ع) من غسل فاطمة؟ قال: ذلك أمير المؤمنين قال: قد كان ذلك جعلت فداك!
قال: لاتضيقاً. فانها صديقة ولا يغسلها الا صديق، اما علمت ان مريم لم يغسلها الا عيسى ؟! وقال عنها الصادق (ع) في حديث ((وهي الصديقة الكبرى)) وعلى معرفتها دارت القرون الاولى بحار الانوار ج 43 ص105.
2- المباركة .. فهي البركة اذ كانت مريم (ع) هي الخير الكثير اذ انجيت نبي الله عيسى (ع) وهو مبارك .. وكذلك السيدة فاطمة الزهراء (ع) تعني الخير الكثير فلما شمت بالنبي حين مات أحد اولاده وقال: ان محمداً أبتر فان مات ذكره فأنزل الله هذه السورة على نبيه تسلية له كأنه يقول تعالى: ان كان ابنك مات فأنا اعطيناك فاطمة وهي وان كانت واحدة وقليلة، ولكن الله سيجعل فيها الخير الكثير وتصديقاً لهذا الكلام ترى في العالم اليوم لا تخلو ارض من ذرية فاطمة الزهراء (ع) الذين هم ذرية محمد (ص).
3- المرضية .. اذ كانت مريم العذراء (ع) مرضية لزهدها وانفاقها ما تتمكن عليه وراضية بأمر الله تعالى. وكذلك السيدة فاطمة الزهراء (ع) مرضية عند الله تعالىبسبب استقامها واعتدالها.
4- المحدثة .. قال الله تعالى ((واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقتني لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)) وبصريخ الاية ان الملائكة خاطبت مريم (ع) ولاشك انها كانت تسمع نداءهم وتفهم خطابهم والا فما فائدة هذا الحطاب. وقيل: الذي خاطبها هو جبرائيل وحدة اذ قال الله تعالى ((فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا..))
وقد اجمع المفسرون ان المقصود من ((روحنا)) هو جبرائيل (ع) تمثل لها بصورة ادمي فانتصب بين يديها وجرى بينهما كلام وحوار. وكذلك لا يصعب علينا ان نعرف ان السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت محدثة اذ ليست سيدة نساء العلمين وبنت سيد لانبياء والمرسلين باقل شأناً من مريم بنت عمران. وفي رواية عن الصادق (ع) يقول: ((انما سميت فاطمة (محدثة) لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران. والوحي لا يختص بالانبياء فهناك الكثير من الايات القرآنية تبين ذلك فمثلاً قوله تعالى: ((واوحى الى كل سماء امرها)) ((واذا اوحينا الى الحواريين ان آمنوا برسولي)) ((واوحينا الى ام موسى ان ارضعته))
5- البتول .. ومن خصائص مريم العذراء وفاطمة الزهراء (عليهما السلام) لا يطمثن أي لا يصيبهن ما يصيب النساء الاخريات من الطمث والنفاس والانقطاع التام الى الله تعالى في العبادة.
6- العذراء .. أي ان مريم كانت عذراء دائماً وقد ورد في ايات القراى الكريم ((وقالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر
ولم أك بغيا)) .. وقد ورد في احاديث تصرح بأن السيدة فاطمة الزهراء (ع) خلقت من طعام الجنة وصرح بذلك النبي (ص) بانها حوراء انسية وليس في هذا التعبير مجازاً او غلو بل هي حقيقة .. سأل رجل الامام جعفر الصادق (ع) وكيف تكون الحوراء بكل ما آتاها زوجها عذراء قال: لانها خلقت من الطيب.
7- العابدة .. ان عبادة مريم (ع) هي عبادة انقطاع وكذلك فاطمة الزهراء فانها عابدة لانها تنقطع في عبادتها الى الرب العظيم اذ قال الرسول محمد (ص): (وأما ابنتي فاطمة فانها سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين...) (واما مريم فانها سيدة نساء عصرها ..) لكثرة عبادتهن وانقطاعهن عن الدنيا لله تعالى.
8- اختفاء قبر مريم الحقيقي لانها طلبت من ولدها ان يدفنها في مكان بعيد عن الذين ظلموها وظلموا ولدها وكذلك فاطمة الزهراء (ع) طلبت من زوجها امير المؤمنين ان يخفي قبرها حتى لايعثر عليه الذين ظلموها وظلموا زوجها أمير المؤمنين واغتصبوا حقها من الميراث من ابيها وحرفوا سنته من بعده.
9- وهي اهم نقاط التشابه والتي هي سارية حتى يومنا هذا وحتى قيام الساعة هو نزول عيسى بن مريم (ع) وظهور الامام المهدي (عج) ابن فاطمة (ع) في آخر الزمان ليقيموا الحق والعدل في كل بقاع الدنيا وتتحررر بلاد العالم والبلاد المقدسة من السيطرة والهيمنة على يديهم ونشر دين الحق دين الاسلام الجديد في مشارق الارض ومغاربها وكما تحدثت الروايات عن النبي محمد (ص) ان عيسى (ع) يقدم ابن فاطمة الزهراء ليأتم به في الصلاة في يوم الجمعة في ذلك اليوم الموعود في الارض المقدسة كرامتاً لاعظم نبي عرفته الكرة الارضية وكل العالم منذ نشأتها الى قيام الساعة فعجل الله ذلك اليوم وجعلنا واياكم تحت امرتهم (ومن الناصرين والمستشهدين بين يديهم))
الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق