الربا في عصر الظهور الشريف
كانت الجاهلية الاولى قد وصلت الى المطاف الاخير عندما ظهرت الدعوة الاسلامية على يد النبي الخاتم محمد ( ص ) وكانت وقتها في اوسع عظمتها لو صح التعبير ومن اهم الامور التي اشتهرت في ذلك العصر هو تفشي الربا او التعامل بالربا حتى وصل الامر بالفقراء ان يبقى مدنياً طوال حياته او انه يتخلى عن كل ما يملكه بل ان الامر قد يصل الى مراحل اشد من ذلك واقسى كان يتخلى المدين عن زوجته او احد اولاده من اجل الوفاء بدينه وقد عرف هذا الامر واشتهر في قريش حتى ظهر الاسلام ونزل القران وحرم التعامل بالربا قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275. وقد حرم المولى تبارك وتعالى في هذه الاية الكريمة بالنص الواضح الذي لا يقبل التأويل الربا ونهى عنه في ايات اخرى قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130. والربا كما ذكره الفقهاء ينقسم الى البيع الربوي والقرض الربوي فالربا في البيع بشرط الاجل وزيادة في الثمن اما القرض الربوي فمعناه الزيادة التي يدفعها المقترض الى المقرض على المال الذي اخذه قرضاً . وقد تحدثت الكثير من الروايات المعصومية الشريفة عن الربا واكدت حرمة التعامل به والنهي عنه كما انها تحدثت عن اكل الربا والمستحل له وما هو مصيرهما وما الى ذلك كما ان الروايات اكدت على ان الربا الذي حرمه الله عز وجل ورسوله ( ص ) والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم ونهوا عنه ، سيظهر من جديد في اخر الزمان وتعود الناس للتعامل به بل ان الروايات دلت على ان الناس يستحلون الربا في اخر الزمان وليس معى ذلك انهم يقولون ان الربا حلال كما قد يتصورالبعض ، الا انه سوفيقوم بعض الفقهاء بأستحلال بعض المعاملات التي يسمونها بأسماء معينة الا انها في الحقيقة هي الربا بعينه وقد عد هذا الامر من العلامات الدالة على قرب الظهور المقدس للامام المهدي(ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن رسول الله ( ) قال :( ليأتين على الناس زمان ، لا يبقى احد الا اكل الربا فان لم يأكله اصابه غباره .....) نهج الفصاحة ج2 ص500 . وعن محمد بن مسلم قال سمعت ابا جعفر (ع) يقول :( القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون فلا يبقى في الارض خراب الا عمر وينزل روح الله عيسى بن مريم(ع) فيصلي خلفه فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم قال اذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج وقبلت شهادات الزور وردت شهادات العلم واستخف بالدماء وارتكاب الزنا واكل الربا واتقي الاشرار مخافة السنتهم وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن وخسف بالبيداء وقتل غلام من ال محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأ الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فأذا خرج اسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ...) بحار الانوار ج52 ص191 - ولما كانت دعوة الامام المهدي (عليه السلام ) شبيهه بدعوة جده رسول الله ( ص ) كما دلت عليه الروايات المعصومية الشريفة والتي بلغت من الكثرة بحيث لا يستطيع احد ان ينكر ذلك وكما اثبتنا ذلك في الحلقات من هذا البحث فعليه لابد من ان تسبق ظهور دعوة المهدي عليه السلام ان تعيش الناس وتمر بعصر جاهلية ثانية وقد تقدم عنها في الحلقات السابقة الا ان موضوعنا اليوم هو عن ظاهره الربا التي هي من ظواهر الجاهلية الاولى والتي لابد ان تبرز وتظهر قبل دعوة المهدي عليه السلام اي في عصر الجاهلية الثانية وقد ظهر الربا في الاونة الاخيرة وانتشر وخاصة في مكة المهدي في التاويل حيث ان الكوفة لها شبه بمكة تلك البقعة المقدسة التي ظهرت فيها دعوة النبي محمد ( ص ) لقد انتشر الربا هذه المرة ولكن تحت مسميات جديدة ومختلفة عما كان عليه الربا في ذلك العصر وللاسف الشديد فقد اشتبه البعض وقاموا بأستحلال الربا ظناً منهم ان هذا الامر ليس من اصناف الربا فراح البعض يبيع الاوراق النقدية كالدولار وغيرها بالعملة المحلية لاجل معين وبزيادة في الثمن بحجة ان الدولار اوالعملة الاجنبية ليست من نفس الجنس وقد انتشرت هذه الظاهرة وتفشت في مجتمعنا وللاسف الشديد وخاصة بين المؤمنين والملتزمين دينياً لقد توجس البعض من المؤمنين واستشكلوا على هذه الطريقة في التعامل وناد بهم فطرتهم وقادتهم الى الاعتقاد بحرمة هذا التعامل لأنه الربا بعينه الا ان انتشار تلك المعاملة في المجتمع الديني جعل الناس شيئاً فشيئاً وخاصة بعد الحاجة والاضطرار الى التعامل بهذه الطريقة المخالفة للشريعة الاسلامية والتي نذكر مثالاً عليها حيث يذهب الشخص المحتاج الى مبلغ من المال الى مكاتب الصيرفة وبيع العملة فيشتري المبلغ الذي يحتاجه كان يكون مئة دولار مثلاً بمبلغ من المال كأن يكون مئة وخمسة وسبعون الف دينار (( 175,000)) دينار يسددها بعد خمسة عشر يوماً بينما سعر المئة دولار عند الشراء لا تزيد على المئة وخمسون الف ينار . كما ان بعض التعاملات التي انتشرت في زماننا هذا هو الشراء بالآجل فيبيعه صاحب المحل او البضاعة بسعر فيه زيادة عن السعر المتعارف وذلك بسبب الآجل فأن اصحاب المحلات يبيعون اليوم الحاجة الواحدة بسعرين فان للبيع نقداً سعراً وللبيع آجلاً سعراً اخر وهذا هو الربا بعينه كما هو واضح واما ما يسمى بالحيلة الشرعية فيه حيلة قد انطلت على الكثيرين من الناس لا انها لا تنطلي على رب العالمين وعلى الرسول الكريم ( ص ) والائمة الطاهرين عليهم السلام ولا تنطلي على المؤمنين المخلصين واصحاب الفطرة السليمة التي لم تتلوث بماديات هذا العصر عصر الجاهلية الثانية وقد اشار السيد الشهيد ((قدس)) الى حرمة هذا النوع من التعامل وخاصة في بيع النقد اي العملة المحلية بالعملة الاجنبية ولم يجوز التعامل بهذا النوع من التعامل الا وفق ضوابط وشروط قد بينها وذكرها . ان هذا النوع من المعاملات المحرمة لا ينتهي والا يقضى عليه الا بخروج القائم المهدي ( عليه السلام ) فيحرم هذه المعاملات الربوية وينهى عنها كما فعل جده رسول الله (ص) عندما ظهر ودعا الى الاسلام .
|
|||||||||||
الثلاثاء، 28 أغسطس 2012
الربا في عصر الظهور الشريف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق