ان المقصود من الرجعة الروحية هي رجوع بعض ارواح من محض الايمان محضاً بل رجوع ارواح بعض الانبياء والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ، تقوم هذه الارواح بتسديد اصحاب الامام المهدي(ع) من ممهدين وانصار كل بحسب رقيه وايمانه ويقينه واخلاصه فكلما زاد ايمان الفرد الواحد من اصحاب الامام كانت الروح التي تسدده لشخص اكثر ايماناً وورعاً وتقوى اي بعبارة اخرى ومثال على ذلك لو قلنا برجوع روح (سلمان المحمدي) رضوان الله عليه ورجوع روح ابو ذر لكانت روح سلمان مسددة ومؤيدة لشخص من اصحاب المهدي(ع) اكثر ايماناً وورعاً وتقوى من شخص اخر من الاصحاب تسدده وتؤيده روح ابو ذر رضوان الله عليه فنحن على ايمان ويقين بمبدأ التأييد والتسديد ويكون ذلك على نحو تاييد الملائكة والارواح للانبياء والاوصياء والمؤمنين قال تعالى{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } - وكما كان يحدث في الكثير من الاحيان فان مسالة تأييد وتسديد الارواح والملائكة للمؤمنين لاتخفى على كل باحث اسلامي والشواهد والادلة عليها كثيرة ويكون ذلك اي تأييد الروح للمؤمن بخمول روحه الاصلية وهيمنة الروح الراجعة بحيث تكون فوق المؤمن تسدده وتؤيده . وليس المقصود بالرجعة الروحية التناسخ او الحلول فكلاهما باطلاً لا نقول به فضلاً عن الاعتقاد بصحته . فالتناسخ معناه انتقال الروح الى بدن انسان اخر أي ان التناسخ يعتمد على تعدد البدن وقد ذهب ال القول بالتناسخ المعتزلة وقال به ايضاً ابن القيم الجوزية وغيرهم وهو اعتقاد خاطيء وباطل وهو من الاعتقادات الفاسدة . اما الحلول فمعناه حلول روح احد الاشخاص في جسد شخص اخر مكان روحه الاصلية وهو ايضا خاطيء وباطل . ولكن الصحيح هو ما ذهبنا اليه من ان هناك رجعة لبعض الارواح تسدد وتؤيد بعض المؤمنين لا على سبيل التناسخ او الحلول بل تكون تلك الروح قريبة من المؤمن وملازمة له .
الادلة على الرجعة الروحية:-
قلنا ان ما عليه الشيعة الامامية القائلين بالرجعة وهوان الرجعة تكون مادية أي بالاجساد وانها تكون قبل قيام الساعة وهذا ما اجمعت عليه الفرقة وليس في ذلك اختلاف ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الادلة التي تثبت وجود رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او تكون مقارنة لقيامه المقدس صلوات الله وسلامه عليه :
1- جاء في الرواية الشريفة عن ابي الجارود عمن سمع علياً(ع) يقول: ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته وذلك تأويل هذه الاية{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }الممتحنة13 فاذا اشتد القتل قلتم مات او هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الاية {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }الإسراء6) بحار الانوار ج53 وقد جاء في الرواية الشريفة عن امير المؤمنين(ع)قال:(ياعجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له ياامير المؤمنين ماهذا العجب الذي لاتزال تكرره في خطبتك كأنك تحب ان تسال عنه ؟ قال: ويحك ياصعصعة مالي لااعجب من اموات يضربون هامات الاحياء من اعداء الله واعدائنا فكأني انظر اليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل اهل البيت (ع) قال صعصعة: يا امير المؤمنين ؟ اموات الدين ام اموات القبور ؟ قال: لا والله ياصعصعة بل اموات القبور يكرون الى الدنيا معنا لكأني انظر اليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم الليل يالثارات الحسين) نوائب الدهور ج3 فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا ان الذين يرجعون اموات القبور وهذا الحدث والعجب عد من العلامات للامام المهدي اي انه يقع قبل قيام الامام(ع) وان من المعلوم ان الرجعة المادية تكون بعد نهاية دولة الامام المهدي(ع) وليس قبل ذلك فان المقصود بالرجعة قبل قيامه(ع) هي الرجعة الروحية وليست المادية حيث ان انصار الامام سيخوضون حرباً في الكوفة ضد بني العباس وسترجع ارواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأيدهم .
2- جاء في الكافي عن بكير بن اعين عن ابي عبد الله (ع) (.... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي فيقولون له يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا اليه حتى ننظرمن هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي(ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين (ع) الى عسكر المهدي فيقولون ايها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي (ع) هذا مهدي ال محمد (ع) ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) ان كنت مهدي ال محمد فاين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين (ع) ... ثم يقول الحسين (ع) يابن رسول الله اسالك ان تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه : ويأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تطل عسكر الحسين (ع) فيقول الحسين (ع) الله اكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين (ع) وسائر عسكره الا اربعة الاف ...) البحار ج53 . يتبين لنا من هذه الرواية لأول وهلة ان الحسين (ع) يكون مطيعاً للامام المهدي(ع) ويكون تابع وهذا ما لا يقبله الامام المهدي(ع) لابيه الحسين (ع) فان من الثابت عندنا ان الحسين (ع) افضل من المهدي (ع) . ثم ان اتباعه اذا كانوا يؤمنون بان قائدهم هو الحسين (ع) والذي قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الامام المفترض الطاعة فما معنى ان الحسين (ع) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة او ان يظهر مواريث الانبياء فقد كان من الممكن ان الحسين (ع) يخبر اصحابه ان صاحب العسكر المقابل هو المهدي وان عليهم بيعته واتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة الا البينات التي طلبها الحسين (ع) . ثم انهم لو كانوا يعتقدون ان قائدهم هو الامام الحسين بن علي (ع) فكيف يعصي اربعة الاف شخص امره بعد اداء البيعة للمهدي (ع) وهم من كانوا قبل ذلك يأتمرون بامر الحسين (ع) . ولكن الحق وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا ان صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس هو الامام الحسين بن علي (ع) بل هو احد ممهدي الامام المهدي (ع) وهو سيد علوي من ذرية رسول الله (ص) وانه مسدداً بروح الحسين (ع) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الامام الحسين (ع) . واليك ما يؤكد ذلك فقد جاء في بحار الانوار ج53 - ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا ال احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به وباصحابه خبر المهدي (ع) ويقول يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الامر الا ليعرف اصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : ان كنت مهدي ال محمد أين هراوة جدك رسول الله (ص)وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف امير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني الا اربعين الف ... ) البحار ج53. فلو لا حظنا هذه الرواية لوجدناها بنفس مضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين علماً ان الحسين هو وزير الامام المهدي (ع) وهذا ما يؤكد ان الروايتين تتحدثان عن شخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني وزير المهدي المسدد والمؤيد بروح الامام الحسين (ع) ولذلك سمي بالحسين في الرواية الاولى وبهذا تتضح لنا ان هناك رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او مقارنة لقيامه الشريف(ع).
3- روى المفضل بن عمر عن ابي عبد الله(ع) قال:(يخرج مع القائم(ع)من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من اهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً ) الوافي ج2 والملاحظ من الرواية الشريفة ان هؤلاء السبعة والعشرين رجلاً يخرجون من ظهر الكوفة كما انهم يكونون حكاماً للامام المهدي(ع) في البلاد ونحن نعلم ان الحكام الذين يبعثهم الامام المهدي(ع) في الاقاليم هم اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ، فعن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله (ع) قال: ( كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا عدة اهل بدر وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه )غيبة النعماني . فيلزم من هذا ان يكون السبعة وعشرون رجلاً الذين يخرجون مع القائم من ظهر الكوفة والذين وصفتهم الرواية بان الامام يبعثهم حكاماً هم من الثلاثمائة والثلاثة عشر لان هؤلاء هم حكام الارض كما ذكرت الرواية الثانية ولكن هناك عدة ملاحظات:-
أ- لو كانت الرجعة المقصودة في رواية المفضل التي تتحدث عن السبعة وعشرين رجلاً رجعة مادية للزم ان لا يترك واحداً من هؤلاء الرجال السبعة وعشرين الامام المهدي في أي حال من الاحوال ولا يشكوا بشخصه مطلقاً وذلك لمكانتهم ومقامهم الرفيع ومنهم اصحاب رسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع) واوصياء موسى(ع) كما انهم قد عرفوا حقائق الامور فكيف يمكن ان نتصور انهم يتركوا الامام المهدي (ع) ويشكوا فيه (ع) ، فقد جاء في الكافي عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون اجفال الغنم فلم يبق الا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأً حتى يرجعوا اليه واني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به ) . فمن هذه الرواية يتضح ان جميع اصحاب المهدي (ع) يتركونه نتيجة كلام لا يتحملونه من الامام (ع) الا اثنا عشر رجلا منهم هو الوزير واحد عشر رجلا وهم النقباء فلو تنزلنا وقلنا ان هؤلاء الاثنا عشر النقباء هم من السبعة وعشرين رجلاً الذين يرجعون ويخرجون من ظهر الكوفة فما بال الباقين منهم وهم على هذا يكونون خمسة عشر رجلا ، فهل شكوا هم ايضاً بالامام (ع) فلو كان كذلك فما الحكمة من رجعتهم وهل يقبل بذلك عاقل يا ترى . فان الله حينما ارجعهم ، ارجعهم لغاية من اجل نصرة الامام (ع) وطاعته في كل حال فكيف نتصور خلاف ذلك .
ب- ثم يرد ايضاً لو كانت الرجعة المقصودة هنا رجعة مادية فما معنى انهم يخرجون من ظهر الكوفة فان اماكن دفنهم متفرقة ويلزم ان يخرج كل منهم من موضع قبره . ولكن الصحيح والذي هو الحق ان الرجعة المقصودة هنا رجعة روحية فان هؤلاء السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون من ظهر الكوفة هو ممن يوفقون الى نصرة الامام (ع) ويكونون مسددين بارواح سبعة وعشرين رجلا ، خمسة من قوم موسى (ع) وسبعة من اهل الكوفة القدماء ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة والمقداد ومالك الاشتر .
4- وفي غيبة النعماني عن ابي حمزة الثمالي قال : سمعت ابا جعفر محمد بن علي(ع) يقول : ( لو قد خرج قائم ال محمد (ص) لنصره الله بالملائكةالمسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين يكون جبرائيل امامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عن يساره والرعب مسيره عن امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه ، اول من يتبعه محمد(ص) وعلي (ع) الثاني ، ومعه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر ) . فمن هذه الرواية الشريفة وروايات اخرى كثيرة في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار يظهر ان اول من يتبع الامام المهدي (ع) هو محمد (ص) والثاني هو علي (ع) ولا يمكن ان يتصور في حال من الاحوال ان رسول الله (ص) او الامام علي (ع) يكونان تابعان للامام المهدي (ع) وان ذلك يكون بالرجعة المادية ، فهذا لا يمكن قبوله مطلقاً ولكن الاولى والاصح ان يكون المقصود من اتباع محمد وعلي (ص) للمهدي بالرجعة الروحية فان روح النبي المصطفى تكون مع الامام المهدي(ع) مسدده ومؤيده وان روح الامام علي (ع) تكون مسدده ومؤيده لوزير المهدي (ع) وهذا شاهد ودليل اخر على الرجعة الروحية .
5- في دلائل الامامة باسناده عن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ( يكن مع القائم ثلاثة عشر امراة قلت وما يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى ويقيمن على المرضى كما كان مع رسول الله (ص) قلت : فسمهن لي ، قال: القنوى بنت رشيد وام ايمن وحبابة الوالبية وسمية وام عمار بن ياسر ... ) وفي هذه الرواية ايضاً دليل على الرجعة الروحية حيث ان الرجعة المادية تكون بعد دولة الامام المهدي (ع) كما هو ثابت عند الشيعة .
6- في دلائل الامامة ايضاً عن بن عمر ، قال: قال ابو عبد الله (ع) : ( يا مفضل انت واربعة واربعون رجلا تحشرون مع القائم (ع) انت على يمين القائم تأمر وتنهى والناس اذ ذاك اطوع لك منهم اليوم ) . وفي هذا دلالة واضحة ايضاً على الرجعة الروحية . فان هؤلاء الاربعة والاربعون ومعهم المفضل لا يمكن ان نتصور منهم ان يتركوا الامام (ع) كما ذكرنا في الفقرة ثالثة ثم ان ذلك خلاف الحكمة التي من اجلها رجعوا اذا كان المقصود رجعتهم مادية . كما اننا قد بينا ان الرجعة المادية تكون بعد دولة الامام المهدي (ع) ، وبهذا نختصر البحث بايراد الادلة التي تثبت الرجعة الروحية فقد توافقت السنة مع القران في اثبات الرجعة الروحية حيث ان الادلة عليها كثيرة جداً.
الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق