Ads 468x60px

السبت، 23 مارس 2013

رسوخ فكرة المنقذ في الديانة اليهودية والنصرانية

رسوخ فكرة المنقذ في الديانة اليهودية والنصرانية











الايـمـان بفكرة
المنقذ ثابت عند اليهود, مدون في التوراة والمصادر الدينية المعتبرة عندهم, وقد فصل الـحـديـث عن هذه العقيدة عند اليهود كثير من الباحثين المعاصرين, وبخاصة في العالم الغربي, من امـثـال جـورج رذرفـورد فـي كتابه ملايين من الذين هم احيأ اليوم لن يموتوا ابدا, والسناتور الامـيركي بول منزلي في كتابه من يجرؤ على الكلام، والباحثة غريس هالسل في كتابها النبوءة والسياسة, و... غيرهم كثير.
فكل من درس الديانة اليهودية التفت إلى رسوخ هذه العقيدة فيها وسجلها, والنماذج التي ذكـرنـاها آنفا - في مواضيع سابقة - من هذه الدراسات, اختصت بعرض هذه العقيدة بالذات عند اليهود, والاثار السياسية الـتـي افـرزتـها نتيجة لتحرك اليهود انطلاقا من هذه العقيدة، وفي القرون الاخيرة خاصة، بهدف الاسـتعداد لظهور المنقذ العالمي، الذي يؤمنون به، وسبب هذا التحرك هو ان عقيدة اليهود في هذا المجال تشتمل على تحديد زمني لبدء مقدمات ظهور المنقذ العالمي: يبدا مع سنه (1914) للميلاد ـ وهـو عـام تفجر الحرب العالمية الاولى كما هو معروف ـ, ثم عودة الشتات اليهودي إلى فلسطين، واقامة دولتهم التي يعتبرونها من المراحل التمهيدية المهمة لظهور المنقذ الموعود, ويعتقدون بأن العودة إلى فلسطين هي بداية المعركة الفاصلة، التي تنهي وجود الشر في العالم، ويبدا حينئذ حكم الـملكوت في الارض لتصبح الارض فردوسا. وبغض النظر عن مناقشة صحة ما ورد من تـفـصـيـلات فـي هـذه العقيدة عند اليهود, الا ان المقدار الثابت هو انها فكرة متأصلة في تراثهم الـديـني،وبقوة بالغة مكنت اليهودية ـ من خلال تحريف تفصيلاتها ومصاديقها ـ ان تقيم على اساسها تـحـركـا استراتيجيا طويل المدى وطويل النفس، استقطبت له الطاقات اليهودية المتباينة الافكار والاتجاهات، ونجحت في تجميع جهودها وتحريكها باتجاه تحقيق ما صوره قادة اليهودية لاتباعهم، بأنه مصداق التمهيد لظهور المنقذ الموعود.
وواضـح ان الايـمـان بـهـذه العقيدة لو لم يكن راسخا ومستندا إلى جذور عميقة في التراث الديني الـيـهودي، لما كان قادرا على ايجاد مثل هذا التحرك الدؤوب، ومن مختلف الطاقات والاتباع، فمثل هذا لا يتأتى من فكرة عارضة او طارئة، لاتستند إلى جذور راسخة مجمع عليها.
كـمـا آمـن الـنصارى بأصل هذه الفكرة استنادا إلى مجموعة من الايات والبشارات الموجودة في الانـجـيل والتوراة.

ويصرح علماء الانجيل بالايمان بحتمية عودة عيسى المسيح في آخر الزمان، لـيـقـود الـبـشرية في ثورة عالمية كبرى، يعم بعدها الامن والسلام كل الارض ـ كما يقول القس الالـماني فندر في كتابه ميزان الحق ـ وانه يلجأ إلى القوة والسيف لاقامة الدولة العالمية العادلة. وهذا هو الاعتقاد السائد لدى مختلف فرق النصارى.





الكاتب: احمد الكاشاني 

0 التعليقات:

إرسال تعليق