Ads 468x60px

الخميس، 21 مارس 2013

أوجه الشبه بين نبي الله يوشع والإمام علي عليهما السلام

أوجه الشبه بين نبي الله يوشع والإمام علي عليهما السلام









عن انس بن مالك قال : قلنا لسلمان : سل النبي صلى
الله عليه واله عن وصيه ،
فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟
قال صلى الله عليه واله : يا سلمان من كان وصي موسى ؟
قال : يوشع بن نون .
قال صلى الله عليه واله : فان وصيي ووارثي ،يقضي ديني ، وينجز موعدي ، علي بن ابي طالب

المصدر :فضائل الصحابه : احمد بن حنبل 2:615/1052) (المحب الطبري :71 فصل ذكر اختصاصه عليه السلام بالوصايه والارث

مما تقدم من الحديث انه حينما سأل سلمان (رضي الله عنه ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) عن وصيه قال له :( صلى الله عليه وآله وسلم) : (من كان وصي موسى ؟) فأجاب سلمان : يوشع بن نون ثم عقب : صلى الله عليه واله : بذكر وصيه علي بن أبي طالب
اذا لم تكن هذه المقارنه عبثا بل انها تحكي عن مزيد من أوجه التشابه والتماثل بين وصي موسى ووصي محمد (ص) وهنا سوف نذكر بعض أوجه التشابه المستقاة من الاحاديث الشريفة :




1ـ السبق إلى الإيمان:


يتميز أمير المؤمنين ع من بين سائر أفراد ألامة بعمق وجوده في كيان الرسالة, فهو المسلم الأول والمصلي الأول والمجاهد الأول في تاريخ الإسلام وهكذا كان يوشع بن نون (عليه السلام) فقد جاء في الحديث عن ابن عباس : قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (( السباق ـ أو السبق ـ ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى ياسين ، والسابق الى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب )

وقال المفجع البصري في هذه الخصلة من التشابه :

وله من صفات يوشع عندي رتب لم اكن لهن نسيا
كان هذا لما دعا الناس موسى سابقا قادحا زنادا وريا
وعلي قبل الــــــــبرية صلى خائفا حيث لا يعاين ريا
كان سبقا مع النبي يصلي ثاني اثنين ليس يخشى ثويا




2ـ رد الشمس:


ردت الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام) مرتين, مره في حياة الرسول وذلك حينما تغشى الوحي رسول الله فتوسد فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) ففاتته صلاة العصر .

ومره أخرى في زمان خلافته لما أراد أن يعبر الفرات ببابل حينما عاد من قتال الخوارج فاشتغل الكثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ففاتتهم الصلاة معه (عليه السلام) فشكوا ذلك إليه فسأل الله تعالى أن يرد الشمس فأجابه الله تعالى إلى ذلك .

وردت الشمس إلى يوشع بن نون (عليه السلام) وصي موسى حينما فاتته الصلاة في وقتها وقيل : بل ردت له حينما خرج لقتال الجبارين في مدائن الشام فأدركه المساء وقد بقيت منه بقيه فدعا الله تعالى فرد عليه الشمس وزاد في النهار ساعة حتى استأصلهم ودخل مدينتهم وجمع غنائمهم .
وذكر الكثير من الشعراء هذه الفضيلة مقارنين بين علي ويوشع عليهما السلام منهم السيد الحميري حيث قال :



ردت عليه الشمس لما فاته وقت الصلاة وقد دنت للمغرب
حتى تبلج نورها في وقتها للعصر ثم هوت هوي الكوكب
وعليه قد ردت ببابل مرة اخرى وما ردت لخلق معرب
الا ليوشع او له ولردها ولحبسها تأويل امر معجب


قال السيد المرتضى في شرحه لبائية السيد الحميري : معنى (او) ها هنا معنى الواو فكانه قال : إلا ليوشع وله .



3ـ قتال الجبارين:


عهد موسى إلى يوشع (عليهما السلام) بأنه يقاتل الجبارين في بلاد الشام فقاتلهم في بيت المقدس واريحا والبلقاء حتى مكنه الله منهم ، وعهد رسول الله لأمير المؤمنين بأنه يقاتل المارقين والناكثين والقاسطين فقاتل الجبارين وائمة الضلال من هذه ألامة .




4 ـ خروج الصفراء على يوشع ،والحميراء على علي !


حينما قام يوشع بالأمر بعد موسى (عليهما السلام) خرجت عليه صفراء ـ او صفوراء ـ بنت شعيب زوجة موسى فقالت : أنا أحق منك بالأمر وتبعها بعض منافقي بني إسرائيل فقاتلهم يوشع وظفر بهم وقتل مقاتليهم وهز الباقين واسر صفراء وعفا عنها وأحسن صونها حتى أوصلها مع حرس من النساء إلى قومها .

( راجع : إكمال الدين 27و 145 ،إثبات الوصية م المسعودي :52:بحار الانوار 13:366/ 8و369/15)
وهكذا كان الأمر مع عائشة حينما خرجت على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) .
واذا كانت بنت شعيب الخارجة على إمام زمانها صفراء فأن بنت أبي بكر التي خرجت على إمام زمانها كانت حمراء فانظر كيف أصبح اللون علامة لهما وهو وجه من التشابه العجيب ! وهذا من مصاديق قوله (صلى الله عليه وآله) : (( يكون في هذه الامة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة )) (الفقيه 1:130/609)




5ـ الفتوة :



كان يوشع فتى موسى (عليهما السلام) وقد جاء في الذكر العزيز (وإذ قال موسى لفتاه ) سورة الكهف, وجاء أيضا ( فلما جاوزا قال لفتاه ) سورة الكهف , والمراد من فتاه هنا هو نبي الله يوشع بن نون وصي موسى (عليهما السلام) وبه وردت الاخبار .

وهكذا كان أمير المؤمنين فتى محمد المصطفى (ص) وقد جاء في الرواية أن جبرائيل نادى يوم احد مرارا :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي

وذلك حينما قتل علي أصحاب الألوية يوم فر الجمع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال جبرائيل لرسول الله (إن هذه للمواساة ) فقال صلى الله عليه واله (وما يمنعه وهو مني وانا منه ) فقال جبرئيل وانا منكما.



6ـ السبق في العلم:


ورد في الحديث أن موسى (عليه السلام) أوصى إلى يوشع لأنه كان اعلم أمته بعده, وان النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) لأنه اعلم أمته بعده .
فقد روى الطبراني عن سلمان رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله لكل نبي وصي، فمن وصيك ، فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال (يا سلمان ) فأسرعت إليه ، قلت :لبيك ،

قال : تعلم من وصي موسى ؟
قلت : نعم يوشع بن نون .
قال : لم ؟
قلت : لأنه كان أعلمهم .
قال : (فان وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن ابي طالب ) (المعجم الكبير / الطبراني 6:221/6063)



7ـ أتباعه هم الفرقة الناجية:


ورد في الحديث عن علي (عليه السلام) ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقه ، سبعون منها في النار وواحدة ناجيه في الجنة ، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى (عليه السلام) .... وتفترق هذه الامه على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصي محمد (صلى الله عليه وآله) وضرب بيده على صدره ) (الاحتجاج / الطبرسي /263)



8ـ مدة بقائه مع النبي


روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن عبد الله بن مسعود قال : قلت للنبي )صلى الله عليه وآله) يا رسول الله ، من يغسلك اذا مت ؟ قال ( يغسل كل نبي وصيه )
قلت من وصيك يا رسول الله ؟ قال (علي بن ابي طالب ) قلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟ قال ( ثلاثين سنة ،فان يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة) .



9ـ عدد الائمة بعده




روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام) ـفي حديث ـ قال (استتر الائمة بعد يوشع بن نون إلى زمان داود (عليه السلام) ارببعمائة سنة ،وكانوا احد عشر ، وكان قوم كل واحد منهم يختلفون إليه في وقته ،ويأخذون عنه معالم دينهم حتى انتهى الأمر إلى آخرهم ،فغاب عنهم ، ثم ظهر لهم فبشرهم بداود (عليه السلام) ،وأخبرهم أن داود (عليه السلام) هو الذي يطهر الأرض من جالوت وجنوده ،ويكون فرجهم في ظهوره ) .
وكذلك كان عدد الائمة بعد أمير المؤمنين احد عشر إماماً وقد مارست ألامة في شأنهم شتى أنواع التغييب ألقسري عن ممارسة دورهم القيادي الذي جعله الله لهم فكان نصيبهم السجن او القتل او السم . وتربى على ايديهم أجيالا من أصحابهم المتقين الذين كانوا يختلفون إليهم ويأخذون عنهم معالم دينهم حتى انتهى الأمر إلى آخرهم وهو الإمام الحجة بن الحسن المنتظر لإقامة دولة الحق والعدل والسلام ومحق أسس الجور والظلم والباطل ( لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون ) سورة الروم

فهذه بعض أوجه التشابه بين يوشع وأمير المؤمنين عليهما السلام






الكاتب: خادم أهل الذكر  

0 التعليقات:

إرسال تعليق