Ads 468x60px

الاثنين، 4 مارس 2013

الرد على احمد الحسن في مسألة عصمة اليماني

الرد على احمد الحسن في مسألة عصمة اليماني






لاشك أن المتتبع لدعوى
احمد الحسن البصري السلمي, يجده قد أعطى لليماني من الألقاب والكنى والأوصاف ما لم يعطى ربعها إلى الإمام المهدي الحجة ابن الحسن عج, حتى أن دعوتهم تحولت – بل منذ بدايتها – إلى دعوة وبيعة للمدعو احمد الحسن, فكل التبجيل والاحترام والهتافات والكتابات لهذا المعتوه ...!!
وهذه المسألة في الحقيقة تدل على دجل منظريها واستغفالهم لبعض الجهلة للدخول في دهاليز هذه الدعوة الملعونة العرجاء, نعم وبكل تأكيد لان اليماني يوصف في أخبار أهل البيت عليهم السلام بانه لا هم له إلا الدعوة إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه, والدليل هو ما جاء في الخبر عن أبي جعفر عليه السلام في حديثٍ طويل حتّى قال : ((خروجالسفياني واليماني والخراساني في سنةٍ واحدة، ... إلى أن يقول : وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنّه يدعو إلىصاحبكم))
إن العلة من كون راية اليماني هي أهدى الرايات الثلاثة المذكورة, هي كون دعوة اليماني دعوة إلى الإمام المهدي وليست دعوة إلى شخص اليماني, وهذه العلة هي التي جعلت دعوة اليماني هي أهدى الرايات, وذلك واضح في تعليل الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله : ((لأنّه يدعو إلىصاحبكم)), وهذه المسألة لا نجدها في دعوة أحمد الحسن البصري أبداً, فكل من أطلع على دعوتهم يجدها دعوة إلى شخص (احمد إسماعيل السلمي) وماهية الدعوة قائمة على أساس دعوة الناس للارتباط به لكونه – في اعتقادهم - هو المعصوم والإمام والحجة على الناس , ومن حقنا أن نسأل كيف يستقيم هذا المعنى مع كون اليماني لا يدعو إلى نفسه بل إلى الإمام المهدي !؟؟
في الحقيقة أن أتباع البصري والبصري نفسه قد استدل بهذا الخبر على عصمة اليماني, و كونه صاحب ولاية إلهية, وكونه حجة لله على الخلق, وووو.... الخ, وقد بينا أعلاه أن أول مواصفات اليماني من كونه لا يدعو إلى نفسه بل إلى الإمام, هذه الصفة لا تنطبق على البصري بل على العكس تماماً كما هو واضح من كتاباتهم وتعليقاتهم .
وقد أستدل بمقطع آخر من الراوية على عصمته وهو ((لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار)), حيث قال البصري : ((وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين))
نقول : هذا التحليل ليس بصحيح ولا يدل على عصمة اليماني أبداً لكون أن اليماني في اعتقادنا مرتبط بالإمام المهدي عجل الله فرجه وهو وكيله وسفيره قبل ظهوره وهذا لا خلاف فيه, ولكن اليماني في الحقيقة هو الواسطة في نقل خبر المعصوم أي انه راوي لحديث المعصوم, أي انه كالسفراء بالضبط, أي انه من ثقاة الإمام المهدي عجل الله فرجه, كما كان السفراء ثقاة للمهدي من قبل, ولم تثبت في أدبيات الشيعة عصمة السفراء إن كنتم تعرفون العصمة ومعانيها أصلاً .


أما إذا قلتم بان قوله يدل على عصمته لان الملتوي عليه من أهل النار, قلنا : إن الالتواء على الشيء يعني مخالفته ومعارضته, والمعنى الذي جاء في الخبر عام وليس بخاص لليماني, أي أن الملتوي على أي شخص يخبرنا بقول المعصوم أنما هذا الالتواء هو مسبب لدخول النار والوقوع في الشرك, كما جاء في الخبر الوارد في الكافي الشريف عن عمر ابن حنظلة سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟
فقال عليه السلام : من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتاً و إن كان حقه ثابتاً، لأنه أخذ بحكم الطاغوت و قد أمرك الله عز و جل أن يكفر بها قلت : كيف يصنعان؟ قال : انظروا إلى من كان منكم روى حديثنا و نظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فلترضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكما، فإذاحكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله استخف و علينا رد، و الراد علينا الراد على الله، و هو على حد الشرك
.
نعم إذا حكم أي شخص بحكم أهل البيت عليهم السلام ورددنا حكمه فقد رددنا على أهل البيت والراد عليهم راد على الله وهو على حد الشرك بالله, فهل سنقول أن هذا الذي يحكم بين الناس إنما هو معصوم ؟! نعم انه يبلغ الناس حكم المعصوم ولكنه ليس بمعصوم ولا تنطبق عليه مواصفات الإمام المعصوم أبداً .
وهذا المعنى تكرر في الكثير من الأخبار أي بكون الرواة للأحاديث الشريفة إنما هم حجة الإمام علينا, كقوله عجل الله فرجه : ((وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم)) وهذا الخبر لا يمكن القول من خلاله بان رواة الحديث معصومون, لان مقام العصمة لا يناله أي شخص كيفما يريد كأحمد الحسن البصري مدعي العصمة والمهدوية , نعم أن هنالك فرق بين حجة الله وبين حجة الإمام المعصوم, فبإمكان أي شخص أن يصبح حجة للمعصوم من خلال اطلاعه على أحاديث أهل البيت عليهم السلام وتبليغ الناس بتلك الأحاديث, فان من يقوم بهذا العمل قطعاً يكون حجة للإمام المهدي عجل الله فرجه على الناس, ولا يمكن القول بان راوة الحديث هم حجة الله لان حجة الله إنما هو المهدي فقط في زماننا هذا, فتأمل الفرق بين التعبيرين .
كما أستدل على عصمة اليماني بكونه على حسب وصف الرواية ((لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)) , نقول : إن هذا المقطع هو من ضمن سياق الرواية , حيث بينت الرواية بان دعوى اليماني قائمة على أساس الدعوة إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه والنص هكذا : (( خروجالسفياني واليماني والخراساني في سنةٍ واحدة، وفي شهر واحد، وفي يوم واحد،ونظامٍ كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كلّ وجه، ويل لمنناواهم. وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنّه يدعو إلىصاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على النّاس وكلّ مسلم، وإذا خرجاليماني فانهض إليه، فإنّ رايته راية هدىً، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يلتويعليه، فمن فعل فهو من أهل النّار؛ لأنّه يدعو إلى الحقّ والى طريقٍ مستقيم)) .
إن الحق والطريق المستقيم الوارد في الخبر إنما هو المهدي الحجة ابن الحسن, لان الرواية حددت ماهية دعوى اليماني وذلك في قوله (عليه السلام) : ((هي راية هدى لأنّه يدعو إلىصاحبكم)) ثم علل الإمام كون الملتوي على هذه الدعوة في النار لأنه يدعو – أي اليماني – إلى الحق والطريق المستقيم المتمثل بالإمام المهدي عجل الله فرجه , وقد بينا بان دعوة البصري إنما هي دعوة لأحمد إسماعيل السلمي, وليس دعوة للإمام المهدي أبداً فانك لو أحصيت كتاباتهم وردودهم ومقالاتهم تجدها كلها تتحدث عن احمد الحسن, إلا قليل أشبه بالمعدوم يتحدث فيها عن المهدي, وبهذا الدليل يثبت بكون هذه الدعوة لا تدعو إلى الإمام الحجة ابن الحسن المتمثل بالحق والطريق المستقيم, بل هي دعوة إلى شخص آخر يحاول الصعود على أكتاف القضية المهدوية لتحقيق أهدافه وطموحاته .
بعد ما تقدم يثبت بان ادعاء العصمة لليماني أنما هو جرم آخر يرتكبه البصري بحق نفسه وبحق الدين المحمدي, وحماقة أخرى تسجل الى جانب حماقاته التي لاتعد ولا تحصى, نسأل الله ان يهدي الجميع الى ما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين







الكاتب: الباحث 

0 التعليقات:

إرسال تعليق