Ads 468x60px

السبت، 1 سبتمبر 2012

سلسلة الاطوار الكونية (ساعة المهدي)



قال تعالى{وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ }(الحج7 ) وقال تعالى {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً }( الفرقان11).إلى غير ذلك من الآيات الشريف في هذا الصدد .
إن ما بين عالم الملك وعالم الملكوت انطباقات للآيات على المعاني ، وإن أحد وجوه انطباق تفسير الساعة هو على يوم القيامة وهي الساعة الكبرى والانطباق الآخر على يوم الإمام المهدي (عليه السلام) وهو الساعة الصغرى وهناك انطباق آخر للساعة على الإمام المهدي نفسه.
ولكل من هذه الأوجه الثلاث أو الانطباقات الثلاث للفظ الساعة علامات واشراط وردت في الروايات والآيات ، ونتيجة لعسر الفهم أو النقل أو لضعف الثقافة الصحيحة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) اختلطت هذه العلامات أو التبست على الناس ، أما بحثنا هنا فهو في إن الإمام (عليه السلام) ساعة.
فقد جاء عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): (إن الليل اثنتا عشرة ساعة و النهار اثنتا عشرة ساعة ، والشهور اثنا عشر شهراً ، والائمة اثنا عشر اماماً ، والنقباء اثنا عشر نقيباً ، وان علياً ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول الله عز وجل: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً } ( الفرقان11 تفسير القمي ج2 ص 112 - اثبات الهداة ج1 ص 622 - بحار الانوار: ج36 ص 399).
وعلى هذا يثبت إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو ساعة من الاثنتا عشرة لأنه أحد ألائمة الإثنا عشر، وهو الساعة الأخيرة لأنه أخرهم وكما قلنا سابقاً من إن لكل صورة عظيمة صورة صغيرة منها تمهد لها وتكون مقدمة لها، فقد ثبت عند أهل التحقيق إن قيام الإمام المهدي (عليه السلام) هو قيامة صغرى وهي ساعة صغرى ليوم القيامة والساعة الكبرى.
ثم إنه (عليه السلام) يمثل الساعة الأخيرة وهي ساعة العصر الممتدة من بعد الظهر إلى ما قبل المغرب ولذا سمي (عليه السلام) صاحب العصر، وهو المعني بالقسم في سورة العصر، وفي هذا العصر يعصر الناس عصراً ومما ذكر أيضاً إن الأعمال تعرض عليه (عليه السلام) عصر يوم الجمعة ولذا تعصر الناس في هذا الوقت.
ولو طرح هنا سؤال عن الساعات الاثنتا عشرة هل هن من ساعات الليل أم من ساعات النهار؟
وقبل الجواب أقول ذكرنا سابقاً الفرق بين الليل والنهار وقلنا الليل يمثل الظلمة وهي تشير إلى الظلم والانحراف والتيه والتباس الأمور وغير ذلك من المعاني وهي منطبقة على عصر غيبة الإمام المهدي (عليه السلام).
أما النهار فيشير إلى الحق وزوال الظلم وينطبق على زمانه (عليه السلام) ومما يؤكد إن الساعات المعنية في الرواية السابقة هي ساعات النهار ما جاء عن سليمان الديلمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ذاك أمير المؤمنين ..... فيجلي ظلام الجور والظلم، فحكى الله سبحانه عنه وقال {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا } يعني به القائم (عليه السلام).
قلت: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } قال: ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمور دون آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وجلسوا مجلساً كان الرسول أولى به منهم، فغشوا دين الله بالجور والظلم فحكى الله سبحانه فعلهم فقال {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا }) ( الزام الناصب ص101 الجزء الأول).
وجاء أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) ({وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الشمس امير المؤمنين (عليه السلام)وضحاها قيام القائم (عليه السلام) ، لان الله سبحانه قال {وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا } الحسن والحسين (عليه السلام) … {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا }هو قيام القائم (عليه السلام) .. {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا }الجبت ودولته قد غشى عليه الحق ...)(نفس المصدر. ) .
ومن هذا تبين إن المعني من الساعات هي ساعات النهار ولا يخفى إن الاختلاف في التأويل المذكور في الروايتين في انطباق الشمس مرة على الرسول واخرى على امير المؤمنين هو من مقتضيات الازمنة والوظائف ، وكما قدمنا من إن وجوه التأويل متعددة بحسب مقتضياتها .
أما ما جاء في بعض الآيات مثل قوله تعالى { لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ}( يونس 45) ففيها إنها جاءت خاصة في الإمام (عليه السلام) وساعته وليس في القيامة لان القيامة ليس فيها نهار ولا ليل ففيها تكون الشمس قد كورت والنجوم انكدرت ، والنهار من لوازم الشمس فكما هو معروف عندما بتعاطون المنطق انه (كلما طلعت الشمس فالنهار موجود) وبما إنهما متلازمان ففي حال عدم طلوع الشمس فالنهار غير موجود.
وعليه يتبين لنا إن مضمون الآية السابقة مخصوصاً بالإمام المهدي (عليه السلام) . فهو الساعة الاخيرة الباقية وهو إمام العصر وصاحب العصر والزمان.



أما تسميته بصاحب الزمان :
فاقول من الواضح والمعلوم إنه يوم خلق الله الخلق خلق معه الزمان وهو يجري بجريان الخلق ، ولما عرفنا إن زمان الإمام المهدي (عليه السلام) هو آخر الزمان أي نهاية الزمان فما يفهم إن الشيء في آخره يبدأ بالانتهاء والقلة أي إنه يتقلص حتى ينتهي ، ثم يبدأ زمان جديد وبانتهاء زمان الليل والظلمة الناتجة عن غيبته يبدأ الزمان الجديد وهو زمانه (عليه السلام) وهو مختلف عن زماننا هذا ففيه تطول أعمار الناس وتتغير الأرض وما عليها ، وذلك مطابق للروايات الواردة عنهم (عليهم السلام) فمنها ما يثبت هذا المعنى ومنها ما يثبت المعنى الأول وهو قلة وضعف أعمار الناس ، ومنها ما يستفاد منه المعنيين معاً.
فمثلاً جاء نقلاً عن أعلام الورى عن عبد الكريم الخثعي قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) كم يملك القائم قال سبع سنين تطول له الأيام والليالي حتى تكون السنة من السنين مكان عشر سنين من سنينكم هذه فيكون سني ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه … )( بشارة الاسلام ص197).
وعن أبو بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (إذا قام القائم سار إلى الكوفة وهدم بها أربع مساجد ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرفة إلا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وابطل الكنف والميازيب ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا اقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ويمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشرة سنين من سنينكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء قال قلت جعلت فداك وكيف تطول السنون؟
قال يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون.
قال: قلت إنهم يقولون إن الفلك إذا تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله لنبيه القمر وردت الشمس ليوشع بن نون … )



  
  

الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
  
  

  
  

0 التعليقات:

إرسال تعليق