Ads 468x60px

السبت، 1 سبتمبر 2012

عالــــم النقطـــة وارتباطـــه بقضيــة المهـــدي(عج)

عالــــم النقطـــة وارتباطـــه بقضيــة المهـــدي(عج)



اختلف المسلمون في معنى كلام الله تبارك وتعالى فقال الاشاعرة ان كلام الله عزوجل نفسي اي هو عبارة عن الاخطارات الحاصلة في النفس . وذهب المعتزلة الى القول بان كلام الله عزوجل ككلام البشر . وذهب الامامية الاثني عشرية للقول بان كلام الله تبارك وتعالى وجودي اي ان الله سبحانه وتعالى اذا تكلم اوجد واصل الوجود هو النور فكلمات الله نورانية وهي نور وهذا القول عرف عن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي تتلمذ على يديه واخذ من علمه علماء المسلمين وفقائهم ومتكلميهم . فقد جاء في الرواية الواردة عنه(ع) (ان الله اذا تكلم اوجد) .
فان المولى تبارك وتعالى اذا اراد ان يخلق خلقاً ويوجد شيئاً تكلم قال تعالى : ( انما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون) يس82.
وذكرنا ان اصل الوجود هو النور ، وان اول عوالم النور هو
النقطة . لذا فان المولى عزوجل اوجد الحروف من النقطة والكلمات من الحروف فالكلام الذي يتكون من مجموعة كلمات يرجع اصله الى النقطة ومن هنا يتبين لنا انه مهما اختلفت الحروف والكلمات وتكاثرت لاتختلف النقطة ومهما توحدت النقطة فان فروعها كثيرة وفروعها هي الكلمات المتكثرة والتي يعود اصل وجودها الى النقطة.وتنكشف لنا قاعدة وهي ان (مبدا الكثرة بالوحدة ومبدأ الوحدة بالكثرة) وبهذا نعرف تفسير قوله تعالى : (فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم)البقرة37.
فقد جاء في تفسير هذه الاية كما عن الامام الحسن العسكري(ع) قال : علي بن الحسين(ع) : حدثني ابي عن ابيه عن رسول الله(ص) قال : (يا عباد الله ، ان ادم لما راى النور ولم يتبين ساطعاً من صلبه ، اذ كان تعالى قد نقل اشباحنا من ذروة العرش الى ظهره ، راى النور ولم يتبين الاشباح،
فقال: يارب ، ماهذه الانوار؟
قال الله عزوجل : انوار اشباح نقلتهم من اشرف بقاع عرشي الى ظهرك ولذلك امرت الملائكة بالسجود لك , اذ كنت دعاء تلك الاشباح
فقال ادم(ع) : يا رب, لو بينتها لي ؟
فقال الله عزوجل : انظرنا يا ادم الى ذروة العرش, فانطبع فيه صور انوار اشباحنا التي في ظهره- كماينطبق وجه الانسان في المرآة الصافية - فرآى اشباحنا.
فقال : ماهذه الاشباح, يارب؟
قال الله تعالى : يا آدم ,هذه اشباح افضل خلائقي وبرياتي, هذا محمد, وانا المحمود الحميد في افعالي, وهذه فاطمة, وانا فاطر السموات والارض, فاطم اعدائي ومن رحمتي يوم فصل القضاء, وفاطم اوليائي مما يعتريهم ويشينهم فشققت لها اسما من اسمي وهذان الحسن والحسين, وانا المحسن المجمل, شققت اسمهما من اسمي. هولاء خيار خليقتي, وكرام بريتي, بهم اخذ وبهم اعطي, وبهم اعاقب وبهم اثيب, فتوسل بهم الي يا آدم واذا دهتك داهية فاجعلهم الي شفعاءك فاني آليت على نفسي قسما حقا ان لا اخيب لهم املا ولاارد لهم سائلا. فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعا الله عزوجل بهم, فتاب عليه وغفر له}
.تفسير البرهان ج1ص 196.

ومهما توحدت النقطة فان فروعها كثيرة او فروعها هي الكلمات المتكثرة والتي يعود اصل وجودها الى النقطة.
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين صحة ما ذهبنا اليه من ان كلام الله وجود وهو نور فالله قد سمى محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كلمات وانه قد خلقهم نورا وجعلهم في صلب ادم بعد ان كانوا في اشرف بقعة من بقاع العرش. وقد خلق الله تبارك وتعالى هذه الانوار الخمسة قبل خلق الخلق بالفي عام وهذه الكلمات (( وهي الاشباح النورانية (الخمسة) هي نفسها التي ابتلى بها الله تبارك وتعالى نبيه وخليله ابراهيم (ع) فقد جاء في الروايةعن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد(ع) قال : { مسالته عن قول الله عزوجل : (واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟ قال : ( هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب علبه, وهو انه قال: يارب اسالك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي, فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله (فأتمهن)؟قال: يعني اتمهن للقائم(ع) اثني عشر اماماً , تسعة من ولد الحسين(ع) ...} تفسير فرات الكوفي-
ان هذه الكلمات في حقيقة الامر يرجع اصلها الى عالم النقطة فهي مصدر الفيض الالهي وهي السبب في وجودهذه الكلمات الخمسة التي تمثل عالم النور كما ان هذه الكلمات الخمسة هي السبب في ايجاد الكلمات السبعة الاخرى وهذا معنى قوله تعالى (فأتمهن) كما مبين في الرواية الشريفة فان مصدر الفيض الرئيسي والاول هي النقطة فهي من كانت وراء ايجاد النقطتين تفيضان على النقاط الثلاثة فاطمة والحسن والحسين(ع) وهذه النقاط الثلاثة تفيض على النقاط التسعة (( الائمة التسعة من ولد الحسين)) وهذه النقاط التسعة تفيض على جميع الموجودات انظر الشكل ((مصدر الفيض الالهي)) وبمعنا يتضح ان اصل الموجودات من الكلمات التسعة وان اصل التسعة من الكلمات الخمسة واصل الكلمات الخمسة يرجع الى النقطة فأصل الخلق والوجود يكمن في النقطة .


الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني




0 التعليقات:

إرسال تعليق