Ads 468x60px

السبت، 1 سبتمبر 2012

فلسفة المسخ في عصر الظهور الشريف

فلسفة المسخ في عصر الظهور الشريف


تكرر في القرآن الكريم وفي مواضع ومناسبات مختلفة الاشارة والحديث عن مسخ الناس الى مخلوقات اخرى وخصوصا الحيوانات سواء كانت برية اوبحرية . وفي الروايات والاحاديث الواردة عن النبي وآله(ص) نجد الكثير منها يبين ويوضح حوادث المسخ للامم السابقة واقرب كتاب من القراء والذي يعتبر في متناول ايدي الناس هو قصص الانبياء حيث فيه العديد من القصص والحوادث من المسخ في الامم السابقة وهذه الاحاديث والمرويات جاءت من كلا الفريقين اي عن طريق الشيعة وعن طريق اهل السنة والجماعة . اما عن امة محمد (ص) فقد سمعنا كثيرا انها امنة من المسخ اكراما لمحمد(ص) وذلك استنادا الى بعض المرويات عنهم (ع) . ولكن في نفس الوقت هنالك روايات تؤكد حصول المسخ في هذه الامة سواء كان مسخا روحيا او ماديا ملموسا فكيف السبيل لمعرفته ؟ قبل الاجابة عن ذلك علينا معرفة كيفية المسخ ومراحله . اما كيفيته : فهو تحول الانسان ذكرا كان ام انثى الى حيوان بري او مائي ومن اشهر المسوخات هو تحول بعض الناس الى قردة وبعضهم الى خنازير وكالفيلة وسحالي والجري وغير ذلك من المسوخات . اما مراحله فالمسخ على مرحلتين .
الاولى المسخ الروحي :ان تكون روح الانسان قد تحولت الى روح حيوان مع بقاء جسده الانساني وهي متقدمة زمانا على مرحلة المسخ المادي او الجسدي ، وهذه الحالة تبدأ بعد توغل الانسان واتصافه بصفات الحيوانات ، وبعض الناس ينقلب روحيا بين ان يكون انسانا مرة واخرى مسخا من المسوخ بناءا على افعاله وتصرفاته وبعضهم انتهى من هذه المرحلة وترسخت الصفات الحيوانية به فدخل في مرحلة المسخ الروحي التي يعقبها المسخ المادي .
الثانية المسخ المادي : وهو تحول جسد الانسان الى احد انواع الحيوانات بعد ان تحولت روحه قبل ذلك . ومن الروايات التي نصت على حدوث المسخ الكامل في هذا الزمان ما جاء عن ابي بصير قال : (سؤل ابي جعفر الباقر(ع) عن تفسير قول الله عز وجل{ سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق } فقال: يريهم في انفسهم المسخ ...) غيبة النعماني ص269.
وفي نفس المصدر عن ابي بصير قال :قلت لابي عبد الله(ع) ..قول الله عزوجل { عذاب الخزي في الحياة الدنيا وفي الاخرة } ماهو عذاب الخزي ؟ فقال : واي خزي اخزى ياابا بصير من ان يكون الرجل في بيته وحجاله(اي سروره) وعلى اخوانه وسط عياله اذ شق اهله الجيوب عليه وصرخوا فيقول الناس : ماهذا ؟ فيقال: مسخ فلان الساعة فقلت : قبل قيام القائم(ع) او بعده قال : بل قبله . وفي المستدرك ج4 ص515 عن رسول الله(ص) قال: (يبيت قوم من هذه الامة على طعاما وشراب ولهوا فيصبحون قد مسخوا خنازير .) وفي الملاحم لابن طاووس ص143 باب73 قال : عن ابن عباس قال:(تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها الناس فيفزعون الى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود وجههم وتزرق اعينهم ) اما من المصادر السنية في كنز العمال ج14ص276 جاء عن ابن عمر قال:(في امتي خسف ومسخ وقذف ) وعن سعيد ابن راشد قال:( ان في امتي مسخ وخسف وقذف) وعن ابي امامة (ليبتن اقوام من امتي على شرابا وطعاما ولهوا فيصبحون قردة وخنازير ) . وبعد هذا العرض البسيط لهذين الخطين من الروايات التي لايمكن انكارها اوتكذيبها معاذ الله لايبقى الا الخروج الى حالة الوسط وهي ان المسخ حاصل فقط في اخر الزمان كعلامة من علامات الساعة وقد اثبتنا في العدد السابق ان الساعة تعني الامام المهدي(ع) . اما تعدد اصناف المسخ فمبتني على مشابهة الصفات والافعال بين الانسان الممسوخ وبين نوع الحيوان الذي مسخ له كما قدمنا فمثلا1- يمسخ بعض الناس خنازير وذلك لاتصافهم باهم صفات الخنزير وهي عدم الغيرة اولا والعبث بالنعمة التي يعيش فيها ثانيا . وهذا يكون خاصا ببعض الناس وليس كل الشرائح ومسالة عدم الغيرة في زمن الامام (ع) خاصة بعدم الغيرة على الدين وهذه الصفة معني بها بعض رجال وعلماء الدين الذين لاتحركهم غيرتهم على الدين وهم يشاهدون الاعتداء عليه وكذا العبث في النعمة التي يكون اعتماد بقائهم عليها وهي احكام وتعاليم الاسلام فالتلاعب بها من خلال الافتاء الغير مستند الى الكتاب والسنة بعد الاستفادة من هذا المقام يشابه العبث الذي يقوم به الخنزير في حقول المزارع وهذا مطابق للرواية المذكورة اعلاه2- المسخ الى قرد : وهذا النوع من المسخ خاص بالناس المتقلبين في عقائدهم ومواقفهم الذين يقفون مع الحق واهله تارة ومع الباطل واهل تارة اخرى وسرعان ما يتقلبون بمواقفهم حسب الترغيب والترهيب الدنيوي وعلى هذا المقياس من الاتصاف بصفات الحيوان تكون باقي انواع المسوخ . اما مرحلة ما قبل القائم(ع) ففيها حالة المسخ الروحي كما قدمنا وقد اثبت ذلك الكثير من الاشخاص الذين يتمتعون بحالة الكشف فنجد الكثير من القصص المتداولة بين الاوساط العلمية مثل ان احدهم ذهب الى الزيارة فراى الناس على اشكال وهيئات حيوانية مختلفة الا قليلا منهم وغير ذلك كثير ثم ان القرآن استعمل هذه اللغة فشبه الناس الذين يهتمون بطعامهم وباقي غرائزهم اكثر من دينهم { كالانعام بل اضل سبيلا } وعبر عن المحملين بالعلوم والاسفار ولايطبقونها بافعالهم { كالحمار يحمل اسفارا } والى غير ذلك من الصور التي استعملها القرآن ( فاسئل الله ان يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه ).






الموضوع من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني











0 التعليقات:

إرسال تعليق