إنَّ وجود الهداة في كل الأزمنة ضرورة للإقتداء وتصويب المسار، حيث تلتبس الأمور على الناس بسبب اختلاف القادة والزعماء وأصحاب الاتجاهات المختلفة، فيصعب التمييز بين الحق والباطل، أمَّا مع التسليم للهداة فإنَّ المرء يطمئن ، وتنكشف له كل الحقائق، ويسلك طريق صلاحه في هذه الدنيا. عن بريد بن معاويةالعجلي، قال: قلت لأبي جعفر(ع): ما معنى:"إنما أنت منذر ولكل قوم هاد"، قال(ع):" المنذر رسول الله(ص) ، وعلي(ع) الهادي، وفي كل وقت وزمان ، إمامٌ منَّا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله(ص)" (8).
الحجَّة قائمة على البشر منذ آدم(ع) وإلى المهدي(عج)، وهي متحققة بالأنبياء والأئمة المعصومين كي لا يحصل أي خلل في التبليغ أو التوجيه أو القيادة. وبهذا يكون تكليف الإنسان واضحاً وسليماً. والحجة مسؤولية على عاتق الإنسان، إذ عليه تأدية حقها باتباعها، والالتزام بما تمليه عليه في حياته وأعماله. والحجة لا تترك عذراً لمعتذر، فهي تخاطب العقل بالدين والاقناع، والروح بتنميتها وتعزيز صلتها بالله تعالى، والسلوك بإرشاده وفق توجيهات الحلال والحرام. فهنيئاً لمن استمع إلى دليل العقل بوجود حجة الله تعالى على العباد، والتزم بتعاليم الإسلام التي تنير طريقه في كل نواحيها، وآمن بما يدُّله على أن حجة هذا الزمان خلاصة الهداة المعصومين الإمام المهدي(عج)، ثم هنيئاً لمن تتبع أخباره، وعاهده على الالتزام بنهجه وتوجيهاته، وانتظر حضوره وظهوره في الأمة، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
الهوامش:
1- سورة الإنسان، الآية: 3.
2- سورة الكهف، من الآية: 29.
3- سورة آل عمران، الآية: 14.
4- سورة النساء، الآية: 26.
5- سورة المائدة، الأية: 91.
6- سورة الرعد، الآية: 1.
7- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص: 302.
8- المصدر نفسه، ص: 667.
0 التعليقات:
إرسال تعليق