Ads 468x60px

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

الرجوع بعد الموت ومتلازمة لازاروس

الرجوع بعد الموت ومتلازمة لازاروس







الرجوع بعد الموت ومتلازمة لازاروس





من المسلم به أنه لا مفر من مصير
الموت الحتمي في نهاية المطاف لأي كائن حي على وجه الأرض ومع ذلك يذكر التاريخ المدون في المعتقدات الدينية والسجلات الطبية الحالية أن هناك أشخاصاً عاشوا ثم ماتوا ثم عاشوا ثم ماتوا أخيراً وهي حالات عادت فيها الحياة إلى أجساد الموتى بعد مرور زمن على وفاتهم الفعلية وقد يتعدى هذا الزمن مئات السنين كما في حالة أهل الكهف التي ذكرها القرآن الكريم وتعد هذه الحادثة وأحداثاً أخرى بمثابة "معجزات إلهية" في المعتقدات الدينية سواء أكانت بواسطة الأنبياء أم بمعزل عنهم .

وفي عصرنا هذا ما زالت هناك ظاهرة نادرة جداً تحير الأطباء وتحدث خلالها عودة تلقائية للحياة بعد الموت (بحسب مفهومنا العلمي عن "الموت السريري") وذلك بعد فشل كافة محاولات إنعاش القلب، وسُجلت أول حالة لهذه الظاهرة سنة 1982 و قد لوحظ حدوثها في السجلات الطبية حوالي 38 حالة حول العالم حتى الآن ، وتدخل هذه الظاهرة حيز الغموض لعدم توافر فرضيات تفسير مقنعة إزاءها ، وتعرف هذه الظاهرة بمتلازمة لازاروس Lazarus Syndrome و كلمة (لازاروس ) أو (لعازر) هو اسم عبري الأصل ويعني "الذي ساعدهُ ربه " ولهذا الاسم صلة بمعتقدات دينية تعود لمسألة الرجعة بعد الموت للحياة .


قصة "لعازر"
الرجوع الموت ومتلازمة لازاروس

(لازاروس) أو (لعازر) في المعتقد المسيحي هو شخصية معروفة أقامها المسيح (عليه السلام) من
الموت حيث يذكر الإصحاح 11 من إنجيل يوحنا أن (لعازر) كان من بيت (عنيا) وهو شقيق (مرثا) و (مريم) وكانوا جميعًا أصدقاء للسيد المسيح (عليه السلام) الذي كان يحبهم. وأتت مارثا عند قدم المسيح (عليه السلام) وهي تنتحب لوفاة شقيقها ، إذ مضى على دفنه 4 أيام ، فطلب المسيح (عليه السلام) إزالة الحجر عن القبر وصلى لله فقام لازاروس من موته وهو يمشي إلى أهله بكفنه.

ولا يذكر لنا الكتاب المقدس شيء عن حياة (لعازر) بعد ذلك ، ولكن بعض الروايات الغير مؤَكَّدة تقول أن (لعازر) تبع بطرس الرسول إلى سوريا، وتروي الكنيسة الشرقية أن يهود يافا Jaffa وضعوه هو وشقيقتيه وآخرين في سفينة بها تسرب ماء متعمدين إغراقهم، ولكن بقوة إلهية رست السفينة بسلام في جزيرة قبرص، حيث عين (لعازر) أسقفًا على كتيون (لارناكا)، وتوفي راقداً بسلام بعد 30 عامًا من مكوثه هناك ، وفي عام 890 بنى الإمبراطور (لاون السادس) Leo VI في القسطنطينية كنيسة ودير باسمه ونقل جزءً من رفاة (لعازر) من قبرص.


لعلة رجوع (لعازر) بعد موته سميت هذه الحالات بــ(متلازمة لازاروس) وقد قلنا بان (لازاروس) يعني (لعازر) :



حالات من متلازمة لازاروس
في السجلات الطبية



-
خضعت امرأة تبلغ 61 عاماً في ولاية ديلاوير الأمريكية للعديد من محاولات الإنعاش و لم تتمكن من استعادة نبضها و أعلن عن وفاتها و عند إيصالها إلى المشرحة لاحظ المشرحون أنها تتنفس ثم رفعت دعوى قضائية ضد المستشفى الذي عولجت فيه بسبب الأضرار الجسدية و العصبية الناتجة عن الحادثة.

-
عانى رجل يبلغ 66 عاماً من تمدد في الأوعية الدموية وخلالها أصيب بأزمات قلبية حادة و ضغط على الصدر و أجريت عليه الصدمات الكهربائية لمدة 17 دقيقة لكن العلامات الحيوية لم توحي بنجاته و بعد 10 دقائق رأى الجراح نبضه على الأجهزة وعولج المريض بنجاح و تعافى تماماً دون أي مشاكل بدنية أو عقلية دائمة.

-
في المملكة المتحدة دخل شاب بعمر 27 سنة إلى المستشفى بعد جرعة زائدة من الهيروين و الكوكايين أدت لتوقف قلبه ، وبعد 25 دقيقة من جهود الإنعاش أعلن شفهياً أن المريض قد توفي ، لكن بعد مضي دقيقة تقريباً من انتهاء جهود الإنعاش لاحظت الممرضة وجود إيقاع القلب على الشاشة و استؤنفت الإنعاش وتعافى المريض بشكل كامل.

صلاح قابيل


في عام 1992 توقف قلب الفنان المصري صلاح قابيل (1931-1992) عن العمل وحسبوه أهله ميتاً فدفنوه و ذهبوا وعلى الرغم من أن الحارس سمع صراخاً من أحد القبور إلا أن الخوف سيطرعليه فابتعد واعتبر ذلك من فعل الأشباح وبعد فترة شوهدت جثة صلاح قابيل خارج قبره! ويبدو أن قلبه عاد للعمل وفتح عيناه وهو في ظلمة القبر حيث لا بصيص لضوء وأحس بصعوبة في التنفس وهو يرفع الحجارة عن القبر وهو يصرخ لعل أحداً ينقذه ولكن بعد فوات الأوان ، نجح صلاح قابيل في إزالة الحجارة عن قبره ولكنه فقد آخر أنفاسه ليموت موتاً فعلياً، فهل كانت هذه متلازمة
لازاروس ولكن لم تسنح الفرصة للأنقاذ ؟

-
أفيد في 14 أبريل 2011 أن رجلاً يدعى ( هوك سوي نغ ) يبلغ 65 من العمر تشاجر مع أخيه خارج منزله و تطور الشجار إلى حد استخدامهما السلاح و أصيب (هوك) بطلق ناري في ذراعه الأيمن و انهار تماماً عند وصوله إلى منزله جراء النزيف الحاد وحمله ابنه و ذهب به إلى المستشفى و أجريت له عملية لكنها فشلت و توفي المريض جراء فقدانه كمية كبيرة من الدم ، وفي هذا الوقت ذهب ابن (سوي نغ) البالغ من العمر 26 عاماً إلى قسم الشرطة مع والدته لتقديم تقرير للحصول على شهادة وفاة والده وعندها تلقى ابنه اتصالاً من الطبيب و استدعاه إلى المشفى ليخبره أن والده عاد إلى الحياة مرة أخرى ! ، وكانت ردة فعل الأسرة غامرة و بقي هذا الرجل فاقداً للوعي لفترة وجيزة .

-
عاد مايكل ويلكينسون البالغ 23 عاماً إلى الحياة وذلك بعد نصف ساعة من إعلان وفاته من قبل الأطباء في حادثة نادرة تُعرف بـ " متلازمة لازاروس " فقد كان أعلن عن وفاته من قبل هيئة الأطباء في مستشفى رويال بريستون Royal Preston Hospital في الأول من فبراير / شباط و لكن و بعد 30 دقيقة من إعلان الموت النهائي من قبل الأطباء قالوا بأن نبضه قد عاد مجدداً و عاش المريض ليومين بعد ذلك و من ثم مات مرة أخرى ويقول التحقيق بأن السيد ويلكينسون انهار بعد ليلة تناول فيها كمية من المشروبات مع عائلته ، وأظهرت التحاليل أنه لم يكن للكحول أي دور في الموت (الثاني). كما أظهر التشريح، الذي جرى بعد الوفاة في مستشفى بلاكبيرن الملكي بأنه كان يعاني من حالة قلبية غير مشخصة بدا فيها بطينه الأيسر متضخماً على نحو غير طبيعي و في تقريره المسجل عن الوفاة قال ديرك بيكر و هو مساعد الطبيب الشرعي في المستشفى المذكور بأنه يعزو الوفاة لأسباب طبيعية.

-
في فبراير 2010 وفي ما بدا أنه كفيلم حقيقي عن الزومبي ، أعلنت امرأة أنها عادة للحياة بعد وفاتها في مدينة كالي الكولومبية ، الحدث الغير عادي وقع في مكان تقام فيه مراسم الجنازة ولدى محاولة العمال تغطيس جسد امرأة بعمر 45 عاماً بالفورمالديهايد ، وإذ بها فجأة تتنفس وتتحرك. وتبين فيما بعد أن المرأة كانت ضحية لمتلازمة لازاروس Lazarus Syndrome والتي تحدث بعد فشل الإنعاش القلبي الرئوي حيث يعود الجسم ينبض في الحياة طوعية بعد المحاولات الفاشلة في الانعاش.

يتحدث تقرير إخباري عن هذه الحالة بعد أن انقطعت أي إشارة على نبض قلب المرأة على شاشة الجهاز فقرروا نزع أجهزة الإنعاش ونزعوه فعلاً لتأكدهم من وفاتها، ولكن بعد لحظات لاحظ الطبيب المشرف حركة عليها في منتصف جسمها فوضع يده أمام أنفها وفمها فأحس بتنفسها ، فعادت إليها الحياة وحيرت حالة هذه المرأة الأطباء بعد أن تأكدوا من وفاتها تماماً .



فرضيات التفسير
ما زالت علوم الطب تواجه هذه الظاهرة النادرة للغاية والمجهولة الأسباب و بعد دراسات أجرتها المراكز الطبية لم تصل إلى نتيجة مقنعة ومع ذلك وضعت نظرية واحدة لهذه الظاهرة هو أن العامل الرئيسي (و إن لم يكن الوحيد ) هو تراكم الضغط في الصدر نتيجة لإنعاش القلب و الرئتين وعند تخفيف الضغط بعد الإنعاش يؤدي إلى السماح للقلب بالتوسع مما يثير نبضات القلب و يعيد تشغيله ومن العوامل المحتملة الأخرى هي فرط تركيز البوتاسيوم في الدم أو جرعات عالية من الأدرينالين .


وينظر الكثير من المشككين إلى هذه الظاهرة على أنها حالة عادية لا تصل لحد كونها ظاهرة غريبة و يعزونها إلى اضطرابات فيزيولوجية أو إفراط في تعاطي الأدوية والمسكنات ( اللوازم الطبية اليومية ) أو زيادة تركيز البوتاسيوم في الدم و يقول بعضهم بأن حالات إنعاش ضحايا الأزمات القلبية تحدث باستمرار و بشكل روتيني في غرف طوارئ المستشفيات و في حالات نادرة فقط يمكن أن يعود نبض المريض مجدداً إلى ما كان عليه ، وبرأيهم :" إذا أراد المؤمنون إقناع المشككين بأنه يمكن للمتوفى أن يقوم بأعجوبة من الموت فيجدر بهم عندئذ الإشارة إلى المقابر إذ لو كان بالإمكان عودة الميت لعاد أشخاص كثيرون سبق لهم أن توفوا و دُفنوا منذ عقود إلى الحياة فخرجوا من قبورهم ".

يبقى الكلام عن هذه الظاهرة الطبية بين مشكك وبين متأمل وبين فرضيات وأطروحات لم يقطع باكثرها الى يومنا هذا ويبقى الحكم للقارئ الكريم .









0 التعليقات:

إرسال تعليق