Ads 468x60px

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

الحرب المقدسة بين القائم عج وفقهاء الحوزة




بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


{ أعداء القائم عليه السلام وأماكن تواجدهم }


أعداء القائم عليه السلام حسب تصنيف روايات أل محمد { ع } يصنفون إلى فرق وملل ومذاهب وشخصيات دينية وشخصيات سياسية ودول ومدعين :

وسأوضح بعونه تعالى ملامح أعدائه عليه السلام بالتفصيل وسأسلط الضوء على أكثرهم عداوة له عليه السلام حسب ما جاء بالروايات الشريفة :

وسيكون تسلسل أعداء القائم حسب الأشد عداوة له عليه السلام


اولاً - أعدائه ممن ينتسبون إلى التشيع

ثانياً - أعدائه ممن ينتسبون إلى مذاهب المخالفين

ثالثاً - أعدائه ممن ينتسبون إلى الأديان السماوية اليهود والنصارى

رابعاً - أعدائه من عامة الناس وعامة الحركات والتيارات والدول والشخصيات


{ أعدائه ممن ينتسبون إلى التشيع }



إذا أردنا أن نعرف الحق والحقيقة فمن غير الممكن أن نعرفها دون الرجوع إلى أهلها وهم محمداً واله الطيبين الطاهرين عليهم السلام فهم الذين أوصانا الله عز وجل الرجوع لهم في معرفة الحق والحقيقة فهم العلماء الأتقياء وهم الذين قال الله عز وجل بحقهم وحق جدهم المصطفى (ص) { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }

فقد جاء، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال: فقال: نعم، هم الذين قال الله تعالى: { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } وهم الذين قال الله عز وجل: { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا }

والذين قال الله بحقهم { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }

فقد عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: { ذروة الأمر وسنامه(4) ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }

والذين قال الله بحقهم { وآتيناهم ملكا عظيما}

فقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل: { وآتيناهم ملكا عظيما} { قال: الطاعة المفروضة }

والذين قال الله بحقهم { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله }

فقد ورد عن أبو عبد الله عليه السلام انه قال: نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا، ولنا صفوا المال ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } فمنهم عليهم السلام نأخذ الحق والحقيقة فلا حق ولا حقيقة عند غيرهم

{ موقف الشيعة من الإمام المهدي عليه السلام }


يقسم الشيعة إلى قسمين هم القائد والقاعدة وبعبارة أخرى الفقيه والعامة من الناس فهم صنفين لا أكثر حسب العقائد الشيعية

وسأبدأ بالقسم الأول وهم ( المراجع والفقهاء ) وموقفهم من الإمام المهدي عليه السلام إن الفقهاء هم القادة للشيعة ولهم التأثير الأهم والأقوى من عامة الناس على قضية الإمام عليه السلام فأن أزمة الأمور بيد الفقيه وليس بيد العوام وجاء عن أل محمد عليهم السلام أحاديث كثيرة تحذر المؤمنين في كل زمان وخصوصاً أخر الزمان من فئة لها حصة الأسد في محاربة الإمام المهدي عليه السلام وهم الفقهاء الخونة وتذكر الروايات الشريفة إن الفقهاء سيحاربون القائم عليه السلام حرب لا هوادة فيها ليس ذلك إلا لأنه الوريث الشرعي والوحيد لقيادة الأمة بأمر الله عز وجل وهذا لا يروق لفقهاء أخر الزمان المنحرفين الذين عاشوا بترف ورخاء بملك الإمام المهدي عليه السلام وارثه وأمواله وهو غائب عنهم واشربوا في قلوبهم حب التقديس الذي حصلوا عليه من غير مجهود من قبل الناس الذين صور لهم الفقهاء أن طاعة الفقيه واجبة بل طاعته طاعة الله وطاعة الأئمة من أل محمد عليهم السلام ومن خالف الفقيه فقد خالف الله وخالف رسول الله وقالوا { أي الفقهاء } إن ولاية الفقيه هي ولاية رسول الله { ص } :

ونحن بدورنا نقول إذا كان الفقيه له ما للإمام فأي فرق بين الفقيه وبين رسول الله { ص } والأئمة عليهم السلام ولماذا ينتظر الناس الامام المهدي عليه السلام ليملاها عدلاً وقسطا فالفقهاء موجودين وبكثرة فهم كألامام فلا داعي لمجيئه عليه السلام
وهذ الامر سيتحقق في ظهوره عليه السلام برد الناس الامام الاكتفاء بالفقهاء ( كما سيقول فقهاء الكوفة والنجف واتباعهم له عليه السلام عند دخوله النجف ( ارجع يبن فاطمة الدين بخير ) وقولهم ان الدين بخير صحيح وذلك ان دينهم هم بخير وليس دين محمد واله واكيد ان الشيعة لا يحتاجون الامام المهدي عليه السلام لان عندهم البديل وهو الفقيه وهم لا يؤمنون بأي امام مهدي الا اذا اعترف به الفقهاء والمراجع فأن الناس لا تنتظر الامام المهدي بل ينتظرون الفقيه ان يدلهم على الامام المهدي فأذا اتي عليه السلام وانكره الفقهاء كما سيفعلون في الكوفة والنجف فأن الناس اكيداً سوف ينكرون الامام ويحاربونه اشد مما حورب رسول الله (ص ) فقد جاء عن الامام الصادق عليه السلام وهو يبين هذه الحالة بدقة و وضوح قال {
إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر }
(غيبة النعماني ص159)
وهنا تقع الكارثة باتباع الفقهاء فهم ومن غير دراية سيقاتلون الامام المهدي عليه السلام ليس الا لتقليدهم فقهائهم واطاعتهم طاعة عمياء فيؤدي بهم هذا التقليد الاعمى الى حرب ال محمد عليهم السلام من حيث لا يشعرون


ان الفقهاء مختلفون فيما بينهم في كل شيء فهذا يحلل وهذا يحرم فكيف تكون طاعتهم كطاعة النبي الأئمة عليهم السلام ثم أقول هل رسول الله أو احد الأئمة كان يفتي بخلاف الإمام الأخر بل الأمر هذا من المستحيل أن يصدر عن أل محمد عليهم السلام بدليل ما ورد عنهم عليهم السلام فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام انه قال { أبى الله عز وجل أن يكون في حكمه اختلاف أو يكون بين أهل علمه تناقض } بحار الأنوار ج 25 ص
74
و عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدا لله عليه السلام قال: { سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحد }

و عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: { قال لي: نحن في العلم والشجاعة سواء وفي العطايا على قدر ما نؤمر }

في هذه الروايات الشريفة حقيقة مفادها إن حجج الله من المستحيل أن يختلفوا فيما بينهم كما يفعل الفقهاء فيما بينهم فنسل كما سألنا فيما مر كيف يكون طاعة الفقهاء طاعة محمد وال محمد والفرق واضح بين الفريقين فهؤلاء علمهم من الله وعلمهم ليس فيه اختلاف { ولو كان من غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا } وهؤلاء علمهم من عقولهم و قياساتهم وأرائهم واجتهاداتهم ولو كان من عند الله لما اختلفوا فيما بينهم
ويقولون -أي الفقهاء - من لم يطع الفقيه يدخل النار ومن لم يقلدهم فأعماله باطلة و بهذه الأفكار التي ليس لها صلة بال محمد عليهم السلام قد ملكوا البلاد والعباد وصار الناس لهم عبيد بمعنى الكلمة وليس بغريب أن يحارب الفقهاء الإمام المهدي عليه السلام لأنهم يعلمون جيداً انه سوف يحارب هذه الأفكار الشيطانية التي جعلتهم ارباباً للناس من دون الله ويعلمون جيداً أيضا انه عليه السلام إذا عاد من بعد غيبته سوف يجردهم من مميزاتهم التي ميزتهم عن باقي الناس ومما غصبوه من أموال ومكانة دينية واجتماعية من أصحابها الحقيقيين في غيبتهم ولأجل حربهم المصيرية مع الإمام عليه السلام سوف يستخدمون كل هذه الوسائل واقصد المكانة الدينية المغتصبة والأتباع والأموال لمحاربة الإمام عند مجيئه بل وقبل مجيئه فهم متيقنين إن الإمام إذا جاء فلن يبقى ذلك التقديس ولا ذلك إلجاء ولا يبقى أحدا من الناس يأتمر بأمرهم ولا يسمع منهم ولا يكون لهم إذا قام القائم عليه السلام ذلك التمييز الطبقي الذي رفعهم إلى درجات الأرباب عند الناس كأحبار ورهبان اليهود فقد تسلق فقهاء اليهود ذلك السلم ووصل بهم إلى ما وصفهم الله عز وجل في كتابه { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } وفقهاء هذا الزمان تسلقوا نفس ذلك السلم وهذا ما أشاروا إليه والنبي واله (ع) في كلامهم فقد ورد عن النبي الأكرم ( ص ) انه قال { والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لا يخطئكم سنة بني إسرائيل} (بحار الأنوار ج52 : 180)

ومعلوم أن بني إسرائيل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، كما أخبر عنهم القرآن الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31.

و ورد عن الإمام الصادق (ع) { إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون }

وكما استولى فقهاء اليهود من الأحبار والرهبان على مقامات الأنبياء عند غيابهم أو عند قتلهم بأيديهم وبمساعدتهم فهكذا فعل الفقهاء في زمن الغيبة من سلب ما للإمام من مقام وأموال وألقاب وهذا واضح في قول رسول الله (ص) وهو يوضح كيف إن احد حقول العترة الطاهرة عليهم السلام يستحوذ عليها من لا ورع له ولا دين له فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال { تقسم أموال ذوي القربى بالزور ويتقامر عليها وتشرب بها الخمور } ( بشارة الإسلام ص 134)

: وفي رواية ثانية عن الإمام علي ع قال ( أموال ذوي القربى تقسم في الزُّور ويتقامر بها ويشرب بها الخمور ) روضة الكافي ، ج 8 ، ص 36 إن أموال ذوي القربى في القران كما قال الله عز وجل الخمس وهو خاص بال محمد عليهم السلام ولا احد يأخذ الخمس من الناس إلا الفقهاء فليس للسياسيين أو الملوك أو أي احد أن يأخذ الخمس من الناس وحتى لوا أرادوا ذلك فان الناس لا يعطوهم الخمس فهم يتصورون انه من حق الفقهاء وليس لأحد حق فيه :

والدليل على إن الخمس خاص لإل محمد عليهم السلام وليس لغيرهم سأورد بعض الروايات الشريفة التي تثبت ذلك فقد جاء عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: { نحن والله الذين عنى الله بذي القربى، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، فقال: { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين } منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس } الكافي للكليني

وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الو شاء، عن أبان، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: { واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسة و للرسول ولذي القربى } قال: { هم قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله والخمس لله وللرسول ولنا } الكافي للكليني

الله اختص ذوى القربى عليهم السلام بهذا المال دون غيرهم لكن سلبه منهم الفقهاء بغير وجه حق والنبي الأكرم (ص ) يقول إن أموال عترتي سوف تسلب بل وتصرف في غضب الله عز وجل على أيدي من يدعون إنهم حماة الدين وقادة الإصلاح فقد أنساهم الشيطان الله عز وجل وإمامهم الغائب وفرحوا واستبشروا بالأموال التي تجبى لهم من كل أصقاع الأرض :
وقد اعترف الفقهاء بعد كثرة الضغوط عليهم من قبل بعض الناس عن الدليل الشرعي على أخذهم مال محمد وال محمد عليهم السلام فقالوا :
اولاً :- العلامة جعفر كاشف الغطاء في كشف الغطاء ص (364) أكد على عدم وجود دليل على وجوب دفع الخمس للفقهاء في زمان الغيبة وذكر إباحة الأئمة للخمس للشيعة في زمان الغيبة وعدم وجوب دفعه لاحد .
وجاء عن الشيخ الأنصاري عن هذا بقوله: { قد عرفت اعتراف المفيد ومن تبعه بعدم النص في المسألة}

المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن أكد ثبوت إباحة المنافع والمساكن والمتجر حال الغيبة وعدم دفع الخمس لأي شخص فقال: { لا يجب إخراج حصة الموجودين من أرباب الخمس منها } (انظر كتاب شرائع الإسلام 182-183 كتاب الخمس ).

و يحيى بن سعيد الحلي مال إلى نظرية إباحة الخمس وغيره للشيعة وعدم إعطاء الخمس لأي احد في زمان الغيبة وفتواه هذه جاءت بعد إن عرف أن لا دليل يوجب اخذ الخمس من الناس (كتابه الجامع للشرائع ص151).

الحسن بن المطهر الحلي الذي عاش في القرن الثامن أفتى بإباحة الخمس للشيعة وإعفائهم من دفعه ولم وجب على الناس دفع الخمس كما في (كتاب تحرير الأحكام 75).
الشهيد الثاني قال في ( مجمع الفائدة والبرهان 4/355-358) ذهب إلى إباحة الخمس بشكل مطلق وقال: إن الأصح هو ذلك كما في كتاب (مسالك الإفهام 68)وفتوى الشهيد الثاني على نفس النسق الذي سار عليه الفقهاء الأوائل من عدم اخذ الخمس من الشيعة لعدم وجود دليل على أخذه
المقدس الأردبيلي قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج، وقال: إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة. }

وهنا المقدس الاردبيلي يعترف بكل صراحة ويقول { لعدم وجود دليل قوي }

السيد محمّد علي طباطبائي قال: إن الأصح هو الإباحة (مدارك الإفهام 344).

8محمّد باقر السبزواري المتوفى أواخر القرن الحادي عشر قال: { المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء ورواية محمّد بن مسلم ورواية داود بن كثير ورواية إسحاق بن يعقوب ورواية عبد الله بن سنان وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب: إباحة الخمس للشيعة.}

وتصدى للرد على بعض الإشكاليات الواردة على هذا الرأي وقال: إن أخبار الإباحة أصح وأصرح فلا يسوغ العدول عنها بالإخبار المذكورة.
وبالجملة فإن القول بعدم وجود دليل على اخذ الخمس من الشيعة من قبل الفقهاء في زمان الغيبة لا يخلو من قوة انظر

محمّد حسن الفيض الكاشاني في كتابه مفاتيح الشريعة (229) مفتاح (260) اختار القول بسقوط ما يختص بالمهدي، فقال: لتحليل الأئمة ذلك للشيعة.

كل هذه الاعترافات التي وردة في أقوال الفقهاء بأن الخمس ليس من حق الفقهاء ولا يجوز لهم أخذه ومن أخذه منهم فقد خالف قول أل محمد عليهم السلام ومن خالف أل محمد عليهم السلام فقد خالف الله عز وجل ومن خالف الله عز وجل يكبه الله على منخريه في نار جهنم
فصار معلوم لدى كل مؤمن إن الخمس ليس من حق الفقهاء بالدليل القاطع والساطع وحتى لم سمعت أخي المؤمن من الفقهاء إن المرء إذا لم يسلم خمس أمواله للفقيه فهو من أهل النار أو تقرأ في ورسائلهم العملية إن المرء إذا لم يعطيهم أمواله فصلاته باطلة ومصلاه في بيته مغصوب حتى يسلم أمواله أو ولا يجوز الصلاة فيه ابداً فلا تصدقهم أو تصدق فتاواهم فقط طالبهم بالدليل على أخذهم للخمس فسترى كيف إنهم ينكسوا رؤوسهم ويجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق

فهم يعلمون جيداً إن أل محمد عليهم السلام قد أباحوا الخمس للشيعة في زمان غيبة القائم عليه السلام
إما على صعيد العقائد الخاصة بالإسلام الحقيقي فقد تعمدوا عدم إيضاح معالم الدين الحقيقي للناس الذي أتى به النبي الأكرم (ص) ولم يقولوا الحقيقة للناس من إن الأرض لا تصح من غير حجة معصوم منصب من قبل الله ولم يقولوا للناس إذا غاب المعصوم فقد الخير وأصبح معدوم بعدم وجود صاحب الخير والفيض الإلهي وهو الحجة عليه السلام ولم يقولوا للناس إن سبب غيبة الإمام (ع) منا نحن الذين ندعي مناصرتهم وموالاتهم ومشايعتهم وليس كما أوهمناكم من قبل وقلنا لكم إن لغيبة الإمام فوائد كثيرة وكبيرة :

إن الفقهاء اليوم وفي كل زمن رسخوا في أذهان عامة الشيعة فكرة إن الدين بخير وان غاب المعصوم فلا يوجد ضرر لغيابه وصور الفقهاء للناس إن الإمام غائب لمصلحتنا وليس هناك داعي لمجيئه فنحن ( اي الفقهاء ) نسد الفراغ الحاصل بسبب غيابه عليه السلام فنحن الإمام ونحن أية الله العظمى ونحن حجة الإسلام ونحن ولي الأمر ونحن أهل الذكر ونحن الراسخون بالعلم ونحن ونحن ونحن000 ظلما وعدوانا لإل محمد عليهم السلام

وإذا رجع المؤمن إلى الثقلين سيعرف إن أولي الأمر هم أل محمد والراسخون في العلم هم أل محمد وأية الله العظمى هو أمير المؤمنين عليه السلام والحجة على الإسلام هو الإمام المهدي عليهم السلام بعد الإمام العسكري لكن الفقهاء سلبوهم كما سلبهم الذين من قبلهم فهذا الفاروق وهذا الصديق وهذا سيف الله المسلول وعادة السنن وانطبقت على أل محمد وعلى أعدائهم الذين سرقوهم ألقابهم من قبل :
ندخل في صلب الموضوع فأقول هناك عدة أسباب سوف يستغلها الفقهاء لمحاربة الإمام عليه السلام وإن السبب الأول الذي سوف يوهمون الناس به لقتال الإمام المهدي هو إنه عليه السلام أتى بدين جديد ليس كدينهم الذي ورثوه من أبائهم وساروا عليه أكثر من ألف سنة وان دينهم لا يشبه دينه وان دينه عليه السلام ليس كدين جده المصطفي (ص) فيصورون للناس إن دينهم أحق من دينه لأنهم ألفوا هذا الدين منذ القدم وهذه السنة أكاد اجزم أنها جرت على كل أنبياء الله عز وجل فقد قال تعالى

فقد قال قوم هود { َقاُلوْا أجْئتَنَا لِنَعْبُدَ الّلهَ وَحْدَهُ وَنَذرَ مَا كَان يَعْبُدُ آبَاؤُنَا }

وقال قوم صالح: { قاُلوْا يَاصَالِحُ أتَنْهَانَا أن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا.}

و قوم نوح { فَقَال الْمَلأُ الَّذِينَ كَفرُوا مِن قوْمِهِ ما سَمِعْنَا بهَ ذا فِي آبَائِنَا الْأوَّلِينَ}

وقال قوم شعيب : { َقاُلوْا يَا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ..}

وقال قوم موسى { فَلمَّا جَاءهُم مُّوسَى بآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قاُلوا مَا سَمِعْنَا بهَذا فِي آبَائِنَا الْأوَّلِينَ }

وقال قوم إبراهيم { أرَاغِبٌ أنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إبْراهِيمُ ..} و { قاُلوا بَل وَجَدْنَا آبَاءنَا كذلِكَ يَفعَلون}

لا تجد قوم أرسل الله عز وجل أليهم حجة أو رسول إلا قالوا هذه الكلمات حتى قوم النبي الأكرم (ص) قالوا نفس هذه الكلمات وكذبوه
فقد قال تعالى{ ثمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } سورة المؤمنون (44)

{ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ * فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ }
(45) سورة الحج
إن سنن الأنبياء كلها ستجري على الإمام المهدي عليه السلام فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له : يا ابن رسول الله ولم ذلك , قال : لأن الله عز وجل أبى أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم قال الله تعالى ( لتركبن طبقا على طبق) أي من كان قبلكم } بحار الأنوار ج52 ص90 .

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال : ( إن سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) الإكمال ص334
وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : ( في القائم منا سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم ) الوافي ج2 ص
102
وبالنتيجة سيستخدم الفقهاء هذا السلاح ضد الإمام المهدي عليه السلام كما استخدمه الرهبان والأحبار في محاربة الأنبياء والرسل والناس والنتيجة كما حصل سابقاً مع الأنبياء عليهم السلام سيحصل مع وارثهم الإمام المهدي عليه السلام فسوف يطيع اغلب الناس الفقهاء لأن الناس لا يصدقون إلا الفقهاء ولا يطيعون إلا الفقهاء وإلا يعبدون إلى الفقهاء كما قال الإمام الصادق عليه السلام {أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم }

مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 2 - ص
142
وورد عن الإمام الصادق انه قال { إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله } بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99:

وأيضا نفس المعنى في يوم الخلاص ص 279 { أعداؤه الفقهاء المقلدون ، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ورغبه فيما لديه }

وجاء أيضا عن أبو عبد الله عليه السلام انه قال { فإذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } ( كتاب نور الأنوار المجلد الثالث ص- 345- )

ومن خطبة لأمير المؤمنين (ع) جاء فيها: { وينتقم ( أي القائم ) من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه أم جاء نبي بعده فاتبعوه أم القوم كانوا صوامت على عهده، فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر أولوا الألباب. فكم من ولي جحدوه وكم وصي ضيعوه وحق أنكروه ومؤمن شردوه وكم من حديث }

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج2ص-184-200

وهنا أقول : لعل سائل يسأل ويقول كيف إن دين القائم يختلف عن الدين الموجود اليوم وكيف يكون الدين الذي يروج له الفقهاء ليلاً ونهاراً ليس دين أل محمد عليهم السلام وما هو الدليل القاطع على هذا الكلام الغريب على أسماعنا :
أقول بعد طلب العون من ربي : ما من قوم من الأقوام الذين أرسل الله تعالى لهم رسول إلى انحرفوا بعد موته فرسول الله (ص) بعد أن وضح للناس الصراط المستقيم وبين لهم الحق من الباطل وبين للناس الشرائع والإحكام وهذا ما بينه الإمام الرضا (عليه السلام) فقد قال: { إن الله لم يقبض نبيه حتى أكمل له الدين ،وانزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء ،بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملاً، فقال عز وجل: { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وانزل عليه في حجة الوداع ، وهي آخر عمره( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وأمر الإمامة من تمام الدين إلي أن قال: وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بيّنه ،فمن زعم إن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ،ومن رد كتاب الله فهو كافر به } هذا في حياته (ص) أما بعد موته (ص) ماذا فعل الناس ‘ فعلوا كما فعل كل قوم بع رحيل نبيهم غيروا دينهم وانحرفوا عن الحق الذي رسمه الله لهم فقد بين أمير المؤمنين (عليه السلام ) كيف إنهم انسلخوا من الإسلام فور غياب نبيهم فقال أبي عبد الله (ع ) أنه قال لما بويع لأمير المؤمنين ع بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب خطبة ذكرها يقول فيها { ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ص و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و الله ما كتمت وسمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم }

وأما بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام فقد ارتد الناس إلى الكفر والشرك الا ثلاثة فقد من كل الأمة الإسلامية كما تدعي كذباً فقد نقل المجلسي في كتاب البحار ج11 ص42 الرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : { ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبوخالد الكابلي ويحيى ابن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم ان الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول: "كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء }

و ورد في خطبة عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) عن حال الناس ودخولهم في الظلال بعد قتل حفيد رسول الله (ص ) فقد قال ( فو الذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع ) الغيبة للنعمانى

إن جميع المصلحين الأنبياء والرسل والأوصياء عندما أرسلهم الله عز وجل إلى أقوامهم كان هناك انحراف عقائدي عند الناس المرسل إليهم النبي أو الرسول إما إذا لم يكن هناك أي انحراف فليس هناك من داعي لإرسال الرسل من قبل الله عز وجل فان قوم موسى عليه السلام عندما أرسل الله لهم النبي عيسى عليه السلام ماذا كان حالهم آنذاك كانوا قد غيروا دين موسى وحرفوه وحرفوا التوراة وصنعوا لهم دين غير الدين الذي أتى به موسى عليه السلام وكان أبطال التحريف هم الرهبان والأحبار فهم فقهاء نبي إسرائيل وعلمائهم في ذلك الزمان وهذا الأمر لا يخفى على كل من له أدنى اطلاع بالقرآن وروايات أل محمد عليهم السلام
ونبينا الأكرم عندما أرسله الله إلى قومه كان قومه أحناف على دين إبراهيم عليه السلام فماذا وجد آنذاك وجد إن الناس انحرفوا عن دين إبراهيم وتعاليمه وعبدوا الأصنام التي هشمها إبراهيم عليه السلام بيده فقال لهم النبي الأكرم (ص) إن الذي تفعلونه لم يفعله إبراهيم (ع) الذي تقولون انه نبينا وان هذا الذي انتم عليه اليوم ليس دين الله عز وجل بل هي أحكام جاهلية الله برئً منها فما كان جوابهم إلى أن قالوا له عليه واله الصلاة السلام بل أنت كذاباً اشر هذا الذي نحن عليه هو دين الله ونحن نعبد الأصنام لان الله أوصانا أن نفعل هكذا ونتقرب بها إليه وهذا الذي نحن عليه ما أتى به إبراهيم وآبائنا الأولون يتعبدون بهذا منذ ألاف السنين فهل من المعقول أن يكون ديننا غير صحيح وآبائنا كانوا يتبعونه فهل من المعقول إنه غير صحيح والناس كلها تعتقد به فهل إن كل الناس ليس على صواب وأنت وحدك المصيب: هذا من المحال وأنت تكذب على الله ونحن لا نترك ديننا لأجلك وقولهم هذا لرسولهم واضح في كتاب الله عز وجل فقد قال الحق سبحانه بحقهم { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون } المائدة/ 104. { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } الزخرف/
23
وهذا بعينه سوف يحصل للقائم من أل محمد عليه السلام فدعوته كدعوة جده كما قال الصادق المصدق عليه السلام { إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } (غيبة النعماني ص159)

إن الذي يدمي القلب إن الذين سوف يفعلون هذا الأفعال المشينة بالقائم (ع) هم من الذين يدعون إنهم مسلمون وإنهم من أشياع الأئمة عليهم السلام ومن الذين يقولون صباحا ومساءا ( اللهم عجل لوليك الفرج )
وهم أنفسهم أصحاب هذه الادعاءات الكبيرة والعظيمة سيحاربون الإمام اشد مما حورب رسول الله صلى الله عليه واله وهذا كله بسبب الفقهاء الذين سوف يغشون الناس ويوهمونهم ويقولون لهم إن الذي نحن وانتم وآبائنا عليه لهو الحق وان هذا الذي يقول أنا المهدي كذاب و دينه الجديد لم نسمع به وآبائنا الأولون من قبل وهو ليس دين النبي وال البيت عليهم السلام

والإمام الصادق عليه السلام قبل أكثر من ألف عام صور المنظر والموقف الذي سيكون بين الإمام المهدي عليه السلام والفقهاء في الكوفة عندما سيقول لهم الإمام إن دين الحق معنا نحن أل محمد وان الذي انتم عليه ليس دين الله عز وجل وانتم الذين حرفتموه وغيرتموه وهم بدورهم اقصد الفقهاء سيقولون كلمتهم الملعونة ( ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا بك الدين بخير ) حيث جاء عن الإمام الباقر انه قال }يقدم القائم حيث يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معم فيدعوهم الإمام ويناشدهم حقه ويخبرهم انه مظلوم مقهور ويقول يا أيها الناس ألا من حاجني في الله فانا أولى الناس بالله ، ومن حاجني في آدم فانا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني ، ومن حاجني في محمد فانا أولى الناس بمحمد ، ومن حاجني في كتاب الله فانا أولى الناس في كتاب اللهفيقولون يا ابن فاطمة ارجع من حيث جئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناك واختبرناك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف فيقتلهم {

وعن أبي الجار ود أنه سأل الإمام الباقر (ع) : { متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجار ود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد... إلى قوله (ع): ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وسمروا ساماتهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع، لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء... ثم الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى } ( المعجم الموضوعي: 568 – 569)

وهنا الإمام الصادق عليه السلام يعطينا تصور كامل عن مجرى الأحداث التي ستجري مع القائم (ع ) من فقهاء السوء بأعظم حديث قرأته في حياتي حيث يقول { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شي‏ء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار
2/246
أيضاً في بشارة الإسلام و إلزام الناصب عن الإمام الصادق (ع)
{ يقود على فترة من الدين فمن أبى قتل و من نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله (ص)يحكم به أعداءه الفقهاء أو المُقَلَدون يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه و سطوته ، ورغبة فيما لديه يبايعونه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي }

وألان سوف أقوم بحول الله وقوته بذكر الفرق الفكري والمنهجي بين دين القائم (ع) ودين الفقهاء الذي يدين به غالبية الشيعة اليوم على ضوء ما جاء في القران وكلام العترة الطاهرة
أقول بعد أن اثبتا عن طريق الروايات الشريفة فيما سبق إن القائم سيأتي بدين مختلف عن الذين الموجود عند الفقهاء حسب كلام محمد وال محمد عليهم السلام وليس معنى ذلك إن الإمام يأتي بدين غير الذي أتى به جده المصطفى بل يأتي بدين جده بعد إن يستبدل الفقهاء والناس الإسلام بدين الرأي والقياس والبدع والاجتهاد وهذه الأسباب هي نفسها التي تجعل الناس يحاربون الإمام المهدي عليه السلام وستكون كلمة الفصل في حرب القائم للفقهاء بقولهم للقائم عليه السلام { ارجع لا حاجة لنا بك إن الدين بخير }

ولزيادة الدليل أورد هذه الروايات التي تؤيد ما ذهبنا أليه فقد ورد عن عبد الله بن عطاء قال سالت أبا جعفر ع فقلت إذا قام القائم ع بأي سيرة يسير في الناس فقال ( يهدم ما قبلة كما فعل رسول الله ص ويستأنف الإسلام جديد ) بحار الأنوار ج52ص
354
وعن أبو بصير عن أبو عبد الله ع –قال ( الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقلت اشرح لي هذا أصلحك الله فقال ع يستأنف الداعي منا دعاء جديد كما دعا رسول الله ص ) بحار الأنوار-ج13 ص 194-
وقد جاء عن الإمام الصادق ع انه قال ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم بالقائم لقيامه بالحق ) الوافي ص113ج
11
وروي بالإسناد إلى عبدا لله بن عطاء قال سألنا أبا جعفر الباقر (ع) فقلت { إذا قام القائم (ع) بأي سيرة يسير في الناس فقال (ع) يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صويستأنف الإسلام جديدا }

من هذه الروايات نعرف إن الإمام المهدي ع يأتي بدين جديد غير الذي كان معهودا عند الناس عندما يقترب عصر الظهور الشريف وهذه مقاطع من الأدعية الكريمة تؤيد ما ذهبنا أليه أيضا فقد ورد { وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سننك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين } دعاء زمن الغيبة
{ أين الْمُنْتَظَرُ لإقامة ألامت وَاْلعِوَجِ، أين الْمُرْتَجى لإزالة الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أين الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الفرائض و َالسُّنَنِ، أين الْمُتَخَيَّرُ لإعادة الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أين الْمُؤَمَّلُ لإحياء الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أين مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وأهله } دعاء الندبة

{ الفرق بين دين القائم ودين الفقهاء }


أولا - أمر الله عز وجل محمد وال محمد أن لا يقولوا برأيهم ولا يفتوا الناس من عندهم بل أمرهم بنقل الفتوى منه سبحانه إلى الناس فقط والتزم أل محمد بهذا الأمر فقال سبحانه { ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيً يوحى } إن النبي الأكرم مع كمال عقله وغزارة علمه وقربه من رب الأرباب لم يجز له الإفتاء من عنده أو برأيه بل يقول ما يقوله الله له وأوصيائه كذلك ويؤيد هذا القول قول الإمام الصادق عليه السلام { ولا نقولبرأينا ولا نقول إلا ما قال ربنا }
وقوله (عليه السلام ) في موضع أخر : { حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحديث رسول الله قول الله عز وجل } ( الكافي باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب )

وقول أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل: { وإن الله لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقربولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بمايحب ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم وعلم أنبيائهوأصفياءه من الأنبياء والأصفياء } وسائل الشيعة ج 18 - ص 21 إكمال الدين

ومن هذه الروايات نفهم إن الله تعالى لم يفوض لإل محمد الإفتاء من عندهم أو برأيهم بل الإفتاء خاص لله فقط وإما دور محمد وال محمد الواسطة فقط لنقل أحكام الله عز وجل إلى الناس وهذا واضح في الأحاديث السابقة :
أقول :إن المسلمون في زمن النبي الأعظم (ص) كانوا إذا أرادوا أن يسالوا عن أمر كانوا يأخذون حكمه مباشرةً من رسول الله (ص) وهو بدوره يفتيهم من عند الله عز وجل كما قال الله عنه في القران الكريم { ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيً يوحى } فيكون موقفهم سليم وشرعي بأخذ أحكامهم من الباب الذي أمرهم به لكن بعد رحيل النبي الأكرم (ص) فقدوا الواسطة بينهم وبين الله عز وجل الذي كان يأتيهم بأخبار السماء وبحلال الله وحرام فكانت الحيرة حاضرة بينهم فانقسموا إلى فرقتين وإمامين كما وصف حالهم الإمام الصادق بدقة فقال عليه السلام: { إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان قال الله تبارك وتعالى: { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم، قال: { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } يقدمون أمرهم قبل أمر الله، وحكمهم قبل حكم الله، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل }

القسم الأول منهم عرفوا الحق وعرفوا أهله وهم قليل لا يتجاوزون عدد أصابع اليد وهم المعروفون بالشيعة فقد التجأوا إلى خليفة رسول الله (ص) و وصيه علي ابن أبي طالب (ع) الذي أمرهم الله عز وجل بطاعته وسؤاله فهم أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم فكان موقفهم سليم وشرعي بنص القران والسنة وبدورهم أل محمد كانوا يفتون الناس عن الله سبحانه وليس لهم حاجة إلى الآراء الشخصية أو القياس أو الاجتهادات الظنية

فقد ورد عن أبي بصير سالت أبا عبد الله ع عن قول الله عز وجل { يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والي الأمر منكم } - النساء 59 - فقال { نزلت في علي ابن أبي طالب والحسن والحسين } الكافي ج1 ص317 و قال رسول الله (ص){ علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار }

وقال أمير المؤمنين ع في حديث اذكر منه موضع الحاجة { أنما الطاعة لله ولرسوله ص ولولاة الأمر وإنما أمر الله بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية } الوسائل ج 18 ص 93
تشير الروايات بوضوح إلى إن طاعة أمير المؤمنين (ع) هي طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله وعدم طاعته هو عدم طاعة الله عز وجل وعدم طاعة الرسول (ص)

والقسم الثاني وهم باقي المسلمون فقد كفروا بالإمام الذي نصبه الله عز وجل لهم وتبعوا وقلدوا أناس لم يأمرهم الله بطاعتهم بل حرم طاعتهم واوجب النار لمن أطاعهم فقد ورد عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل { وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } بحار الأنوار ج28/236 ح22
و عن جابر قال: سالت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } قال: { هم والله أولياء فلان وفلان، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما، فلذلك قال { ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هو بخارجين من النار } ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم }

هلك الفريق الأول لأنهم قلدوا واتبعوا الذي يفتي من عقله ورأيه واجتهاداته الشخصية وهم الأئمة المزيفون غير معصومون الذين ليس لديهم إي اتصال بالسماء
ونجا الفريق الثاني الذين اتبعوا الذي يفتي من عند الله عز وجل وليس للظن أو الاجتهاد أو الآراء الشخصية أي سبيل إلى فتواه وعلمه وهم شيعة المعصومين (ع) وكانوا على هذه الحال من إتباع الحق وإتباع المنصوص عليهم من قبل الله عز وجل منذ زمن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام مروراً بالحسنين والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والقائم من أل محمد عليهم السلام لكن بعد غيبة القائم (ع) وقعوا بنفس الفخ الذي وقع فيه أتباع الخلفاء والمذاهب المخالفة لإل محمد عليهم السلام فقد فقدوا الواسطة بينهم وبين الله عز وجل وبابه الذي منه يؤتى وهذا الأمر ألجأهم إلى ما التجأ أليه أتباع الخلفاء قبلهم فقد استخدم أبناء العامة القياس والاجتهاد والرأي والاستحسان عند فقد الحجة من بين أظهرهم واقصد بالحجة النبي الأكرم (ص)واستعانوا بالعقل لمعرفة الشرع فهم يأسوا من السماء وأخبارها وكذلك الشيعة بعد أن غاب الإمام بسببهم وبسبب ذنوبهم كما قال هو صلوات ربي عليه وعلى أبائه الطيبين الطاهرين لعلي ابن مهزيار بعد أن شكا للإمام غيبته عنهم فقال { سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلبفقال (عليه السلام) { يا أبن مهزيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم وأمرني أن لا اسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها والله مولاكم اظهر التقية فوكلها بي فانا في التقية إلى يوم يؤذن لي فاخرج } كتاب الغيبة {ص 266} وفي بحار الأنوار { ج52-ص12} التجأوا إلى الاجتهاد والقياس والرأي والعقل لمعرفة الشرع لأنهم فقدوا الواسطة الذي كان يأتيهم بأحكام الله عز وجل وقصد القائم من أل محمد عليه السلام بعد غيبته فاضطر فقهاء الشيعة بعد أن أكثر الناس من سؤالهم عن أمور الدين وأحكام رب العالمين إلى إفتاء الناس من عند غير الله عز وجل وللأسف سلك غالبية الشيعة مسلك فقهائهم الذين بدورهم سلكوا مسلك العامة والنواصب بابتداع دين غير الذي أتي به محمداً صلى الله عليه واله وسلم

أقول : إن الذي يقلد إنسان في أقواله وأفعاله غير منصوص عليه من قبل الله عز وجل وأن كان اكبر الفقهاء سيكون مصيره الانحراف عن الدين الحق وذلك إن المعصوم يفتي من ربه وباقي الفقهاء ليس لهم هذه الخاصية بل يفتون برأيهم واجتهاداتهم الظنية وقياساتهم الباطلة ويدخلون أتباعهم إلى الظلال الذي وقع فيه أتباع الخلفاء

ونتيجة استخدام الفقهاء إلى هذه الأدوات اللعينة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة عاد الناس إلى الجاهلية بفضل الفقهاء المجتهدين في دين الله عز وجل فقد ورد عن النبي الأكرم { ص } انه قال { بعثت بين جاهليتين لآخرهما شرّ من أولهما }
يتبع بحول الله













0 التعليقات:

إرسال تعليق