Ads 468x60px

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4 الحلقة السادسة



نكمل بقية الحلقات الخاصة بالجزء الرابعة

الحلقة السادسة

( المستوى السادس - الروايات الدالة على إن سبب الغيبة هو إعراض الناس عن الإمام (ع) وقلة عدد أنصاره )

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يخفى على كل مسلم إن الله عز وجل لا يظلم أحدً ولا يحب الظلم ولا يأمر به بل على العكس من ذلك إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وان مقتضى رحمته أن لا يترك الناس يسلكون طرق الضلال ومن ثمة يدخلون إلى النار فليس لذلك خلقهم بل يريد لهم الخير والصلاح في الدنيا والآخرة ولأجل ذلك أرسل أكثر من مائة ألف نبي ومرسل وورد في الروايات المأثورة أن بني إسرائيل كانوا يقتلون كل يوم سبعين نبي ولم يكن هذا العدد من الأنبياء والرسل إلا لأجل إن يرشدوا الناس إلى الخير والصلاح في الدنيا والآخرة إذ أطاعوه لكن ماذا كان جواب الناس لرسل الله عز وجل إلا القتل والتكذيب والتنكيل فهل يستحق مثل هؤلاء الناس هذه النعمة الكبيرة وأقصد نعمة الحجج الذين يسلكون بالناس طريق الخير وطريق الجنة بل من غير المعقول أن يثاب المجرم ولا يعاقب فهنا ستقلب الموازين ولا يبقى مكان للعدل إذا جرة مساواة من يشكر النعمة ومن يكفر بها إن سبب غيبة الحجج والأنبياء عن الناس يعود إلى عدم استحقاق الناس لهذه النعمة العظيمة وبطبيعة الحال فان ظهور الحجة أو غيابه عن الخلق يعتمد على أمر مهم إلا وهو الاستحقاق فإذا كان الناس مستحقين لهذه النعمة فسيظهرها الله لهم أما إذا كانوا غير مستحقين لها فسيرفعها عنهم ومن المعلوم إن اكبر نعمة انزلها الله على الخلق هي نعمة الإمام فقد جاء في كتاب الكافي ( ص - 217)

عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):{ ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب، ثم. تلا هذه الآية: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة}

وعن الهيثم بن وأقد، عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: { ( واذكروا آلاء الله ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا }

وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) الآية، قال: { عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه }

وبطبيعة الحال فان الأمة إذا أَغضَبت الله عز وجل وأعرضت عن أوليائه فان الله سوف يرفع هذه النعمة التي لم يقدروها ولم يقوموا بشكرها فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1ص343

وقال (ع) { إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم }

إن عدم الاستحقاق هو السبب الذي جعل أكثر حجج الله يضطرون للاختفاء والغيبة عن أعين الناس
ووردت روايات كثيرة عن أل محمد (ع) يؤكدون فيها على إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) هو أعراض الناس عنه وقلة عدد أنصاره وان الله عز وجل غيب الإمام المهدي عليه السلام عن الناس لشدة غضبه عليهم بعد أن اعرضوا عن حجته وبابه الذي منه يؤتى وتركوا طاعته وأوجبوا طاعة غيره من فقهاء السوء الذين نصبهم الناس في مقام الحجة وما كان من الفقهاء إلى أن يدخلوا أتباعهم إلى الظلال عن طريق مبايعة الطواغيت سراً وعلانية ولأجل ذلك قال النوبختي في كتابه فرق الشيعة { إن الفقهاء بايعوا جعفر الكذاب بعد وفاة الإمام العسكري -ع- }

وبعد إن شاهدة الناس مبايعة الفقهاء لجعفر الكذاب بايعوه مباشرةً ‘ كان الناس يثقون بالفقهاء أكثر من رسل الإمام المهدي (ع) والدليل على ذلك ترك الناس للسفراء بل وترك أمر الإمام حين أمرهم بالرجوع إلى السفراء ولم يفعلوا

وهذا حال الناس في كل زمان يقلدون فقهائهم ويطيعونهم طاعة عمياء إما أذا وصل الأمر إلى طاعة المعصوم فان الناس كما وصفهم الإمام الصادق عليه السلام { بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا }

وهذا الأمر في زماننا موجود مع شديد الأسف فان الناس يطيعون ويقدرون فتوى الفقيه إذا أفتى ويلتزمون بأمر الفقيه إذا أمرهم أما إذا وصل الأمر إلى وصايا الإمام المهدي (ع) وطاعته ووصايا إل محمد وطاعتهم فيكون ثقيل على الناس أطاعة أمر الإمام بل يعصون الله عز وجل ولا يعصون الفقيه في كثير من الحالات والدليل على إن الناس تركوا السفراء واتجهوا إلى الفقهاء هي قلة التواقيع الصادرة من قبل الإمام المهدي عليه السلام على قلة أسئلتهم على مدى سبعين سنة مما يعني ذلك إن الناس كانوا كل عام يسالون الإمام مسالة واحد فهل يعقل هذا

إن الفقيه في هذا الزمان تأتيه في اليوم ألاف الأسئلة والاستفتاءات إما عن طريق المكاتب المنتشرة بين دول العالم وإما عن طريق المؤسسات أو عن طريق المواقع في الانترنت فهل الفقيه أفضل من الإمام عند الناس حتى وصل بهم الأمر أن لا يسألوا السفراء على مدى السبعين عام سوى بعض الوريقات القليلة لا أقول سوى لا حول ولا قوة إلا بالله

{ الأدلة الروائية على سبب غيبة الإمام المهدي (ع) }

{ الدليل الأول }

عن المفضّل بن عمر قال0 قال أبو عبد الله ع: { واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة الله لساخت بأهلها ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ }
و قال أمير المؤمنين ‏عليه السلام عَلى منبر الكوفة { واعلموا إن الأرض لا تخلو من حجة للّه و لكن اللّه سيعمى خلقه منها بظلمهم و جورهم و إسرافهم على أنفسهم } ( بحار الأنوار، ج 51ص 112و 113ح 8 )

هذا الكلام الطاهر من الفم الطاهر يكفينا مؤونة في إثبات المراد فهنا الإمام علي (ع) يقول إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) عن أنظار الشيعة طيلة هذه القرون هم أنفسهم بدليل قله (ع) { ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ }

والخطاب هنا موجه إلى من يقول بإمامته أما عامة المسلمون فلا يقولون بإمامته فضلا عن غيبته أما قراءة الإمام هذه الآية فمعناه إن من يدعون إنهم أحبائه وأوليائه وأنصاره سيكذبون الإمام عند ظهوره كما فعلت الأمم من قبلهم بأنبياء الله عز وجل والدليل على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام قال { إذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يظن انه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر } غيبة النعماني ص 332

ولا أتصور إن أحدا من الشيعة لو سألته وقلت له هل ستحارب الإمام المهدي (ع) سيقول لك نعم بل سيقول بكل ثقة إني سأكون من أنصاره وأعوانه وهنا سيكون التعارض بين قول وتنبأ المعصومين وبين قول هؤلاء

وهذه الرواية الشريفة تؤيد ما ذهبنا إليه من إن الإمام المهدي (ع) سوف يلاقي اشد مما لاقي الأنبياء واشد مما لاقى محمد (ص) واشد مما لاقى أل محمد عليهم السلام قال الإمام الصادق (ع) { إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر للقي من الناس ما لقي رسول الله (ص) والكثير }

وقال عليه السلام: { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363) .

إذا كان رسول الله (ص) يقول { ما أؤذي نبي مثلما اؤذيت } فهذا المظلوم الأول في العالم الإمام المهدي عليه السلام سوف يلاقي اشد مما لاقىاه عليه واله السلام

وعندما علل الإمام الصادق (ع) سبب حرب الناس لرسول الله (ص) قال _ السبب في عبادتهم للأصنام الحجرية وعدم طاعتهم للحجة المرسل من قبل الله عز وجل وشابه بقصد بين حربي الناس للنبي والإمام المهدي (ع) بسب عبادة الأصنام وعدم طاعة الحجج أما الأصنام التي سوف تعبد في زمن الإمام المهدي (ع) فإنها أصنام بشرية بدليل قول الإمام الصادق (ع) { وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه } والأصنام هنا الفقهاء الذين سيخرجون على صاحب العصر والزمان (ع) فهم الذين لديهم إمكانية مناقشة الإمام وإمكانية تأول القران على الإمام عليه السلام أما عامة الناس فليسلهم حظاً من ذلك

والدليل على محاربة الفقهاء والعلماء للإمام المهدي عليه السلام وخاصة فقهاء الكوفة والنجف نورد هذه الأدلة من أحاديث العترة الطاهرة عليهم السلام فقد جاء عن أبو عبد الله عليه السلام انه قال { فإذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } ( كتاب نور الأنوار المجلد الثالث ص- 345- )
و جاء أيضا عن الإمام الصادق (ع) انه قال { يقدم القائم عليه السلام حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه , وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه و يخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله .. فيقولون : ارجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم }

( بحار الأنوار : ج 52 ص 387 )

هنا الطامة الكبرى ليت الناس والفقهاء والمجتمع ألنجفي يحاربون الإمام ويكتفوا بل وصل الأمر بهم أن ينظموا إلى السفياني الملعون على لسان النبي الأكرم (ص) وسأورد دليل ثاني يثبت إن الناس سينظمون إلى السفياني الملعون فقد جاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال { ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني } (البحار: 52/387)

و جاء في بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99: { إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله }

وأيضا على نفس المعنى في يوم الخلاص ص 279 { أعداؤه الفقهاء المقلدون ، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ، ورغبه فيما لديه}


وأما عامة الناس فسوف يكذبون الإمام المهدي عليه السلام بعد إن يكذب الفقهاء الإمام وورد أيضا { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها } غيبة النعماني
وعن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله يقول { إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب أتدري لم ذلك؟قلت لا قال للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه } بحار الانوارج52 ص363

وعن قتيبة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع)انه قال { إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له مم ذلك؟قال مما يلقون من بني هاشم }

{ الدليل الثاني }


ورد عن أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدرك‏الوسائل 28- 78

وقال الإمام الصادق عليه السلام { أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون } كتاب غيبة النعماني 210- 211

يريد الإمامين الصادقين المصدقين عليهم السلام أن يقولوا في هذين الحديثين الشريفين إن أمر ظهور الإمام المهدي أو عدم ظهوره مرتبط بالناس وبإعمالهم وصلاحهم أو فسادهم فإذا توفر هذا العدد من المؤمنين المخلصين الذين يثق بهم الله وال محمد فسيظهر الإمام لا محال إما إذا لم يتوفر هذا العدد فان الغيبة ستطول إلى أن يتوفر هذا العدد المطلوب لنجاح المشروع الإلهي المنتظر ومن غير الممكن أن يكون السبب في غيبة الإمام من ناحية الله تعالى , ولا من ناحية الإمام المهدي عليه السلام لان كمال لطفه تعالى يقتضي ظهور وليه كما إن مقتضى عصمة الإمام المهدي عليه السلام هو أن لا يغيب عن وظائفه وهداية الناس وإرشادهم ولذالك قال الشيخ الطوسي : { ليست غيبة المهدي من الله ولا منه عجل الله فرجه الشريف , بل من المكلفين والناس وهي من غلبة الخوف وعدم تمكين الناس من إطاعة الإمام فإذا زال سبب الغيبة وقع الظهور }

إن تخاذل العام والخاص عن نصرة الحق نفسه الذي جعل أل محمد (ع) يداهنون أعداء الله ويستخدمون التقية مع السلاطين والطغاة كما حصل لأمير المؤمنين عليه السلام عندما اغتصبت الخلافة وعتدي على الزهراء عليها السلام ولم يدافع أو يحارب بل سكت عن حقه إما إذا كان له أنصار لرد كافة الحقوق ولما ضربت الزهراء ولا يسقط جنينها ولم يكن هناك خليفة أو أمير أو ملك وَلَرُد الملك لإل محمد عليهم السلام كما قال أبالحسن عليه السلام : { اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف }

{ الدليل الثالث }

قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343

و روي عنه عليه السّلام أنّه قال{ إنّ الله إذا كَرِه لنا جِوارَ قومٍ، نَزَعَنا من بينِ أظهرُهم }

إن وجود المعصوم بين عامة الناس واقصد أتباع المذاهب التي لا تؤمن بإمامه ليس له فائدة على صعيد الديني والعقائدي وبعبارة اُخرى إن الناس إذا لم تؤمن بالمعصوم كحجة منصب من قبل الله عز وجل لا يفيدهم قربهم الجسدي من المعصوم عليه السلام وهل ينفع القرب الجسدي لمخالفي أوليائه الله إذا لم يطيعوا أوامرهم ‘ بكل بديهية أقول لا ينفع القرب الجسدي من الحجة إذا لم يطاع طاعة عمياء فيكون الحديث الذي أوردناه يخص الذين إذا رفع الحجة عنهم يلحقهم الضرر من رفعه وهم الشيعة فقط لأنهم واقصد الشيعة هم من يؤمنون بولايتهم عليهم السلام فيكون رفع الحجة من بين أظهرهم نذير خطر وغضب الإلهي محيط بهم يجب تداركه ‘ وإلا فان أتباع المذاهب الأخرى هم اصلاً في حالت غضب الإلهي مستمر منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعندما نقضوا عهد أمير المؤمنين وبايعوا إبليس والخلفاء إلى ألان بل إلى يوم القيامة حتى يعودوا إلى رشدهم وينقضوا كل بيعة إلا بيعة لله وال محمد عليهم السلام فقد جاء ما يؤيد ما نقول قال الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ( بحار الأنوار ج28/236
ح22)

وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: { كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لإعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك، فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال ما ت ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلو وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد } ( الكافي - باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله ص- 375- )

ومن المعلوم لكل مسلم إن الله عز وجل إذا غضب على قوم أخرجهم من رحمته إلى سخطه وهذا يعني إن الناس في هذا الزمان اقصد زمان الغيبة إذا نقلوا على فورهم إلى القبر والإمام غائب عنهم ومنهم فماذا سيكون مصيرهم أكيداً النار مثوىً لهم والعياذ بالله
ولا يستطيع أن يتجرءا حداً أو جماعة من كل فرق الشيعة ويقولون ‘ إن الإمام المهدي عليه السلام لم يغب عنا ولو للحظة ‘ ونصبح ونمسي معه وهو ظاهر لنا ‘ وإنما غاب عن قوم ولم يغب عنا ‘ فهذا لم يدعيه أحدا منذ أكثر إلف سنة أو أكثر

{ الدليل الرابع }

محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان
الرواية طويلة أخذت منها موضع الحاجة إلى أن قال الإمام المهدي (ع) { وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجل يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي }

أقول: لماذا إذا عرف السائل علة الغيبة سوف يسوءه سببها و أمرها ويسوء كل مؤمن ‘ كان الأولى بالمسيئين والخاطئين والعاصين إن يسوءهم أمر الغيبة وسببها فهم أولى بها صليا إذ إن رفع الحجة عن الناس لا يضر سوى الحق وأتباعه ولا يفرح به سوى إبليس وأتباعه من الإنس بل حتى الجن ثم أقول هل عدم وجود الإمام ظاهراً للمؤمنين فيه سبب وجيه أو فائدة هذا من المحال ومن غير المعقول ولا يقول به احد سوي اذاً لماذا الإمام المهدي (ع) قرن في جوابه للعمري قضية البيعة وماذا كان يقصد حينما قال { لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي }

أقول: إن الإمام حينما ذكر أبائه عليهم السلام وذكر بيعتهم للطواغيت يريد أن يشير إلى أمر وهو مهم إن الناس لم ينصروهم بل نصروا الطواغيت ولم يطلب أل محمد من المسلمين عدد كبير من الأنصار مقارنتاً بأعدادهم الكثيرة في ذاك الزمان فقد ورد إن الإمام الصادق (ع) لم يطلب سوى سبعة عشر فرد مؤمن يثق الإمام بهم وبدينهم لكي يجاهد الطواغيت والفاسدين لكن عجز المحبون والموالون والمتشيعون أن يكون فيهم هذا العدد القليل بل اقل من القليل بالنسبة لإعدادهم الكبيرة ولكي يكون كلامي مستند إلى دليل فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السالم ما يؤيد كلامي عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله(ع) انه قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر}

إن الإمام المهدي (عليه السلام )كان يقصد الفرق بين وضع أبائه (ع) الذي عاشوه وهم ليس لهم من يناصرهم ولم يكن لهم العدد المطلوب وهو(313) وبين وضعه الذي سيكون عليه من بعد انقضاء الغيبة وبعد القيام المقدس وبعد أن يأخذ التمحيص والغربلة دورهم في الناس ويتمخض عن قلة قليلة من المخلصين كل الشيعة ويخرج منهم هذا العدد القليل جداً نسبتاً إلى أعدادهم الكبيرة وهو قول أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدرك‏الوسائل 28- 78

وهذا يدلل على إن الناس لا ينصروا الحق ولا ينصروا أل محمد إلى قيام الإمام عليه السلام وإما الذين سوف ينصرون القائم هم القلة القليلة بالنسبة لإعداد الذين يدعون إنهم أوليائه وأنصاره وأتباعه وشيعته فقد جاء ما يوضح المضمون أكثر فعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول { إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مالقي رسول الله(ص) والكثير } ورسول الله (ص) يقول { ما اوذية نبي مثلما أوذيت } وذكرت في مقدمة البحث كيف إن الناس خذلوا رسول الله (ص) وتركوه وحيدا في كثير من المواقف

وعن عالم أل محمد عليه السلام قائلا { إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } (غيبة النعماني ص159)

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه { كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (النور:55).

وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون } اقرب الناس إليه ليس المخالفين بل الشيعة هم اقرب إليه وسيكونون أشدهم عداوة له أما الناس فسوف تنسلخ من الإسلام كما وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام

يتبع في الحلقات القادمة

والحمد لله رب العالمين







0 التعليقات:

إرسال تعليق