نكمل بقية الحلقات الخاصة بالجزء الرابعة الحلقة السابعة { الدليل الخامس } جاء في كتاب الغيبة {ص 266} وفي بحار الأنوار { ج52-ص12} إن علي بن مهزيار شكى للإمام غيبته عنهم فقال { سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب فقال (عليه السلام) { يا أبن مهزيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم وأمرني أن لا اسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها والله مولاكم اظهر التقية فوكلها بي فانا في التقية إلى يوم يؤذن لي فاخرج } إن علي ابن مهزيار من الثقات الأجلاء كما وصفوه من المعاصرين له من المحدثين بل عده الفقهاء والمحدثين من أبواب الإمام ومن نوابه ويكفيه فخراً انه نال من دون غالبية الشيعة تزكية الأئمة عليهم السلام وهو الذي كتب إليه أبو جعفر (عليه السلام) كتابا ذكر فيه مدحه والدعاء له بأن يسكن الجنة ويحشر معهم ، وفيه : { يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا فجزأك الله جنات الفردوس نزلا فما خفي علي مقامك ولا خدمتك فذي الحر والبرد في الليل والنهار فأسأل الله تعالى إذا جمع الخلائق أن يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء } وليس هذا مرادي من البحث لكن لأبين قطرة من بحر فضل هذا المؤمن الذي لم يعطه الكتاب والباحثين أي اهتمام نرجع إلى موضوعنا إن علي ابن مهزيار مع قربه من الأئمة وتزكيهم له إلا انه لم يكن مؤهلاً لكي ترفع عنه هذه الحيرة والغيبة بشكل دائم ويكون حاله كحال الخضر عليه السلام وحال الثلاثون الذين يستأنس بهم الإمام في غيبته إلا هذه الرحمة والرؤية المؤقتة التي مَن الله بها عليه ولكنها لم تدم طويلاً وعندما شكى له طول الغيبة قال له الإمام المهدي عليه السلام أمرني أبي وهو معصوم اقصد الإمام العسكري (ع) فيكون أمرني الله عز وجل أن لا أجاور قوم غضب الله عليهم فيكون كل من لم ترفع عنه الغيبة فهو في حالة غضب الإلهي مستمر كحال أتباع المذاهب الذين لم يرزقوا نعمة الإمامة فبقوا في تيه وحيرة وغيبة وحجب عنهم أخبار السماء وبقوا في غضب الإلهي منذ قبض روح رسول الله {ص}كما قال الإمام الصادق (ع) عندما قال له عبد الله الملك بن أعين { فهلك الناس إذا ً؟ قال: أي والله يا ابن أعين، هلك الناس أجمعون، قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال (ع): إنها فتحت على الضلال، أي والله هلكوا إلا ثلاثة ثم لحقهم أبو ساسان وعمّار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة } (البحار ج28/238 ح24) ولا يستطيع احد في الشرق والغرب من الشيعة إن يقول إن الغضب الإلهي مختص بالمذاهب الأخرى دون الشيعة ويدعي انه قد رفعة عنه الغيبة وانه يلتقي بالإمام ليلاً ونهاراً وانه متى أراد أن يلتقي بالإمام كان له ذلك كما كان حال الناس في زمن رسول الله وباقي الأئمة عليهم السلام ولزيادة الأدلة نورد هذا الحديث الشريف فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343 { الدليل السادس } جاء عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: { إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف عليه السلام، قال قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: " أئنك لانت يوسف؟ قال: أنا يوسف } الكافي - باب في الغيبة - ص 336 – أما إني لو ذكرت هذا الحديث فقط لإثبات المطلب لكفاني مؤونة البحث وكثرة الأدلة التي سقتها في هذا الفصل لكن لزيادة الحجة أورده أقول بعد طلب العون من ربي : هنا الإمام الصادق عليه السلام شابه بقصد بين الإمام المهدي عليه السلام وغيبته وبين النبي يوسف عليه السلام وغيبته وشابه بين الذين غيبوا النبي يوسف عليه السلام والذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام وجعلهم اقصد الذين غيبوا الاثنين النبي والإمام في خانة الذين خرجوا من رحمة الله إلى غضبه ومن المعلوم إن إخوة يوسف (ع) هم من غيب النبي يوسف عليه السلام وهم من أرادوا قتله ونفيه ولأجل فعلهم المشين فقد خرجوا من رحمة الله عز وجل وأصبحوا أسرى غضب الله عليهم وغضب أبوهم النبي يعقوب (ع) عليهم وبقوا عشرات السنين مطرودين من رحمة الله ورضا أباهم يعقوب النبي عليه السلام لكن بعد هذه المدة الطويلة عرفوا عظم ذنبهم وكبير جرمهم وأيقنوا بالهلاك إن بقوا على نفس حالتهم وسوف يكون مصيرهم النار إن لم يغيروا ما بأنفسهم ويصلحوا ما كسروا لا مصير إلى النجاة إلا أن يتوبوا إلى الله عز وجل وهذا ما جرى فقد عرف الله منهم التوبة النصوحة والندم الحقيقي وعرف الله إنهم عرفوا عظيم جرمهم وعرف النبي يوسف ذلك أيضا وسامحهم بعد أن اعترفوا بذنبهم إنهم حسدوه وغيبوه وأرادوا قتله لولا أن تدخل احد إخوته ولكن هناك فارق بين الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام والذين غيبوا النبي يوسف (ع) فقد وصف الإمام الصادق (ع) الذين غيبوا الأول واقصد النبي يوسف قال { أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه } وفي رواية أخرى وصفهم بـــــــــــ { الباء عقلاء وأولاد أنبياء } ووصف الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام بأنهم كما قال الإمام الصادق (ع) { وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير } وقال في وصفهم أيضا { فما تنكر هذه الأمة الملعونة } فقد وصفهم الإمام بأشباه الخنازير وبالأمة الملعونة وإذا ربطنا قول الصادق عليهم السلام بقول الإمام المهدي عليه السلام سنجد الوصف متطابق جداً بحق الملعونين بسبب غيبة إمامهم فقد ورد عنه عليه السلام انه قال لعلي ابن مهزيار { أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم } أقول إذا لم تعمل الأمة خطوات فعلية إصلاحية أخلاقية وفكرية قبل فوات الأوان فان الندم والتوبة لاتنفع عند قيام الإمام عليه السلام ويكون الخسران المبين والعياذ بالله فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام ما يشير إلى صعوبة الأمر وخطورة الموقف على الشيعة في زمان الغيبة والظهور ويحذرهم من سيف القائم ونقمته قائلاً { كذبت ثمود بطغواها: قال عليه السلام : ثمود رهط من الشيعة ، فإن الله سبحانه يقول : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون) فهو السيف إذا قام القائم عليه السلام : وقوله تعالى : ( فقال لهم رسول الله ) هو النبي صلى الله عليه وآله : ( ناقة الله وسقياها ) قال : الناقة الإمام الذي فهمهم عن الله ( وسقياها ) أي عنده مستقى العلم ( فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) بحار الأنوار - العلامة ألمجلسي - ج 24 - ص 72 وعن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) { قال هم مكذبو الشيعة لأن الكتاب هو الآيات و أهل الكتاب الشيعة } بحار الأنوار ج : 23 ص : 369 وقول الله عز وجل { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } قال الإمام الصادق ( ع ) في هذه الآية :( نزلت في أهل زمان الغيبة) ـ الغيبة للنعماني ـ { الدليل السابع } جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه: { کل ذلک لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالي لعدوه إبليس إلي أن يبلغ الکتاب أجله ويحق القول علي الکافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في کتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (النور:55). وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتي يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون } الاحتجاج 1: 256. في هذه الرواية عدة ملاحظات اولاً : إن الإمام علي عليه السلام في حديثه جعل علامة تسبق استخلاف الأرض من قبل الإمام المهدي عليه السلام والثلاثمائة والثلاثة عشر تكون قريبة جدا من الاستخلاف وهذه العلامة هي كما قال الإمام ع { وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه } والإمام ع هنا يشير إلى ذهاب الإسلام كلياً ولا يكون على دين الإسلام احد ويعضد هذا القول قول رسول الله ص فقد جاء عنه (ص ) انه قال { إنما بعثت بين جاهليتين لآخرهما اشد من أولهما } ( معجم أحاديث الإمام المهدي علي كوراني ج1 ص 44) بل الجاهلية التي تسبق قيام الإمام المهدي عليه السلام اشد من الجاهلية التي سبقت رسول الله (ص ) وكما كان حال الناس قبل البعثة النبوية سيكون حال الناس قبل بعثة القائم من أل محمد عليهم السلام ولزيادة الأدلة أورد هذه الرواية الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } والدليل الأخر على خروج الناس من الإسلام هذه الرواية الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام فقد قال في خطبة له { فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع } الغيبة للنعمانى. ثانياً : قوله عليه السلام { وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له } وهنا المقصود فالأمام المهدي ع لم يغب عن الناس إلا عندما تبينت بوادر الغدر من الناس به عليه السلام والأمر الثاني الذي جعله يضطر للغيبة أن الشيعة هم من أراد الغدر به كما غدروا بآبائه من قبل بدليل قول الإمام علي عليه السلام ( لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ) ومن المعلوم أن النواصب والمخالفين ليس اقرب الناس أليه فيكون الشيعة اقرب الناس أليه وهم الوحيدون المؤمنون به عليه السلام والنتيجة تكون أن الإمام عليه السلام غاب بسبب الشيعة وعدم نصرته بل أرادوا الغدر به لو أمكنهم ذلك كما فعلوا بآبائه من قبل وسوف تكون النصرة للقائم والقلة القليلة المؤمنة به من قبل الله تعالى وحده وبالمباشر عن طريق الملائكة والرعب وان لم ينصره الشيعة والناس بدليل قوله تعالى { وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون } إلى هنا قد انتهينا من ذكر الأسباب التي أجبرت الإمام المهد ي عليه السلام للغيبة طيلة هذه القرون الطويلة ونكتفي بهذا القدر من الأدلة مراعاةً للاختصار يتبع في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين
الكاتب: الراجي رحمة ربه
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
|
|
الاثنين، 8 أكتوبر 2012
كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج4 الحلقة السابعة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق