تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الكوثر فضلها 1- ابن بابويه: بإسناده ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «من كانت قراءته: (إنا أعطيناك الكوثر) في فرائضه ونوافله ، سقاه الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان محدثه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصل طوبى». 2- ومن (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، أنه قال: «من قرأ هذه السورة سقاه الله تعالى من نهر الكوثر ، ومن كل نهر في الجنة وكتب له عشر حسنات بعدد كل من قرب قربانا من الناس يوم النحر ، ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرة رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في منامه رأي العين ، لا يتمثل بغيره من الناس إلا كما يراه». 3- وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من قرأها سقاه الله من نهر الكوثر ومن كل نهر في الجنة ، ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرة مكملة رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في منامه بإذن الله تعالى». 4- وقال الصادق (عليه السلام): «من قرأها بعد صلاة يصليها نصف الليل سرا من ليلة الجمعة ألف مرة مكملة رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في منامه بإذن الله تعالى». قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَالْأَبْتَرُ 1- 3) 1- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا محمد بن محمد- يعني المفيد- قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا محمد بن الصلت ، قال: حدثنا أبوكدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن العباس ، قال: لما أنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): «ما هوالكوثر يا رسول الله؟». قال: «نهر أكرمني الله به». قال علي (عليه السلام): «إن هذا النهر شريف ، فانعته لنا يا رسول الله»؟ قال: «نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ، حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان ، حشيشه الزعفران ، ترابه المسك الأذفر ، قواعده تحت عرش الله عز وجل». ثم ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: «يا علي ، إن هذا النهر لي ، ولك ، ولمحبيك من بعدي». ورواه المفيد في (أماليه) قال: أخبرني أبوالحسن علي بن بلال المهلبي ، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن الحسين البغدادي ، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا محمد بن الصلت ، قال: حدثني أبوكدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن العباس ، قال: لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) قال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): «ما هوالكوثر يا رسول الله». وذكر الحديث بعينه. 2- وعنه ، قال: أخبرنا محمد بن محمد ، قال: أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، قال: حدثني أبي ، عن سعيد بن عبد الله بن موسى ، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ، قال: حدثنا المعلى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن عبد الله بن العباس ، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ، أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا ، وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر ، وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحى ، وأعطاه الإلهام ، وأسرى بي إليه ، وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه». قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ قال: «يا بن عباس ، إن أول ما كلمني به أن قال: يا محمد ، انظر تحتك ، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت ، وإلى أبواب السماء قد فتحت ، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي ، فكلمني وكلمته ، وكلمني ربي عز وجل». فقلت: يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال: «قال لي: يا محمد ، إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فأعلمه ، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل ، فقال لي: قد قبلت وأطعت. فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ، ففعلت ، فرد عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنئوني وقالوا: يا محمد ، والذي بعثك بالحق نبيا ، لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض ، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمد ، ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ، ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عز وجل الساعة ، فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب ، فنظروا إليه ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه». قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله ، أوصني. فقال: «عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب ، وهو تعالى أعلم ، فإن جاء بولايته ، قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ، ثم أمر به إلى النار. يا بن عباس ، والذي بعثني بالحق نبيا ، إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا. يا بن عباس ، لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض علي ، ولن يفعلوا ، لعذبهم الله بالنار». قلت: يا رسول الله ، وهل يبغضه أحد؟ قال: «يا بن عباس نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي ، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا. يا بن عباس ، إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه. والذي بعثني بالحق نبيا ، ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ، ولا وصيا أكرم عليه من وصيي». قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصاني بمودته ، وإنه لأكبر عملي عندي. قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى ، وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة ، حضرته فقلت له: فداك أبي وامي يا رسول الله ، قد دنا أجلك ، فما تأمرني؟ فقال: «يا بن عباس ، خالف من خالف عليا ، ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا». قلت: يا رسول الله ، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى (صلى الله عليه وآله) حتى أغمي عليه ، ثم قال: «يا بن عباس [قد] سبق فيهم علم ربي. والذي بعثني بالحق نبيا ، لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا ، وأنكر حقه ، حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة. يا بن عباس ، إذا أردت أن تلقى الله وهوعنك راض ، فاسئلك [فاسلك] طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث مال ، وأرض به إماما ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه. يا بن عباس ، احذر أن يدخلك شك فيه ، فإن الشك في علي كفر بالله عز وجل». 3- وعنه: بإسناده ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: «قال النبي (صلى الله عليه وآله): أعطيت جوامع الكلم». قال عطاء: فسألت أبا جعفر (عليه السلام): ما جوامع الكلم؟ قال: «القرآن». 4- محمد بن العباس: عن أحمد بن سعيد العماري ، من ولد عمار بن ياسر ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن محمد بن عون ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) قال: نهر في الجنة ، عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، شاطئاه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، خص الله تعالى به نبيه وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) دون الأنبياء. 5- وعنه: عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن عمروابن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن علي (عليه السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أراني جبرئيل منازلي في الجنة ، ومنازل أهل بيتي ، عن الكوثر». 6- وعنه: عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن مسمع بن أبي سيار ، عن أنس بن مالك ، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «لما أسري بي إلى السماء السابعة ، قال لي جبرئيل (عليه السلام): تقدم يا محمد أمامك. وأراني الكوثر ، وقال: يا محمد ، هذا الكوثر لك دون النبيين ، فرأيت عليه قصورا كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدر ، وقال: يا محمد ، هذه مساكنك ومساكن وزيرك ووصيك علي بن أبي طالب وذريته الأبرار» ، قال: «فضربت بيدي على بلاطه فشممته فإذا هومسك ، وإذا أنا بقصور ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة». 7- وعنه: عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى الغداة ، ثم التفت إلى علي (عليه السلام) ، فقال: [يا علي] ما هذا النور الذي أراه قد غشيك؟ قال: يا رسول الله ، أصابتني جنابة في هذه الليلة ، فأخذت بطن الوادي فلم أصب الماء ، فلما وليت ناداني مناد: يا أمير المؤمنين ، فالتفت فإذا خلفي إبريق مملوء من ماء ، وطست من ذهب مملوء من ماء ، فاغتسلت. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أما المنادي فجبرئيل ، والماء من نهر يقال له الكوثر ، عليه اثنتا عشرة ألف شجرة ، كل شجرة لها ثلاثمائة وستون غصنا ، فإذا أراد أهل الجنة الطرب ، هبت ريح ، فما من شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا من الآخر ، ولولا أن الله تبارك وتعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا ، لماتوا فرحا من شدة حلاوة تلك الأصوات ، وهذا النهر في جنة عدن ، وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين وليس لأحد فيه شيء». 8- السيد الرضي في كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الشافعي ، بقراءتي عليه فأقر به ، أخبره عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بالسقاء الحافظ الواسطي ، قال: حدثنا أبوالحسن أحمد بن عيسى الرازي البصري ، عن محمد بن عبيدة الأصفهاني ، عن محمد بن حميد الرازي عن جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر وعمر: «امضيا إلى علي حتى يحدثكما ما كان في ليلته ، وأنا على أثركما». قال أنس: فمضينا فاستأذنا على علي (عليه السلام) ، فخرج إلينا ، وقال: «أحدث شيء؟». قلنا: لا ، بل قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): «امضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته». وجاء النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: «يا علي حدثهما ما كان منك في ليلتك». فقال: «إني لأستحي يا رسول الله». فقال: «حدثهما ، فإن الله لا يستحي من الحق». فقال علي: «إن البارحة أردت الماء للطهارة ، وقد أصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة ، فوجهت الحسن في طريق والحسين في أخرى ، فأبطيا علي فأحزنني ذلك ، فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق ونزل منه سطل مغطى بمنديل ، فلما صار في الأرض نحيت المنديل فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة واغتسلت بباقيه ، وصليت ، ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف». فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) ولهما: «أما السطل فمن الجنة ، والماء فمن نهر الكوثر ، والمنديل فمن إستبرق الجنة ، من مثلك- يا علي- وجبرئيل ليلتك يخدمك!». 9- الطبرسي في (الاحتجاج): في حديث النبي (صلى الله عليه وآله) مع اليهود ، قالت اليهود: نوح خير منك ، قال النبي (صلى الله عليه وآله): «ولم ذلك؟» قالوا: لأنه ركب على السفينة فجرت على الجودي. قال النبي (صلى الله عليه وآله): «لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك». قالوا: وما ذاك؟ قال: «إن الله عز وجل أعطاني نهرا في الجنة مجراه من تحت العرش وعليه ألف ألف قصر ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، حشيشها الزعفران ، ورضراضها الدر والياقوت ، وأرضها المسك الأبيض ، فذلك خير لي ولأمتي ، وذلك قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)». قالوا: صدقت يا محمد ، هومكتوب في التوراة ، وهذا خير من ذلك. 10- الطبرسي ، قال: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في معنى الكوثر ، قال: «نهر في الجنة أعطاه الله نبيه (صلى الله عليه وآله) عوضا عن ابنه». قال: وقيل: [هو] الشفاعة. رووه عن الصادق (عليه السلام). 11- ابن الفارسي في (الروضة): قال ابن عباس: لما نزلت: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فقرأها على الناس ، فلما نزل قالوا: يا رسول الله ، ما هذا الذي [قد] أعطاك الله؟ قال: «نهر في الجنة ، أشد بياضا من اللبن ، وأشد استقامة من القدح ، حافتاه قباب الدر والياقوت ترده طيور خضر لها أعناق كأعناق البخت». قالوا: يا رسول الله ، ما أنعم هذا الطائر! قال: «أ فلا أخبركم بأنعم منه؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «من أكل الطير وشرب الماء ، وفاز برضوان الله». قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خيرت بين أن يدخل شطر أمتي الجنة ، وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى ، أ ترونها للمؤمنين المتقين؟ لا ، ولكنها للمؤمنين المتلوثين الخطائين». وأحاديث الكوثر كثيرة ، اقتصرت على ذلك مخافة الإطالة. 12- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا الحفار ، قال: حدثنا إسماعيل ، قال: حدثنا أبومقاتل الكشي ببغداد ، قدم علينا سنة أربع وسبعين ومائتين في قطيعة الربيع ، قال: حدثنا أبومقاتل السمرقندي ، قال: حدثنا مقاتل بن حيان ، قال: حدثنا الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: «لما نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ، قال: يا جبرئيل ، ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: يا محمد ، إنها ليست نحيرة ، ولكنها رفع الأيدي في الصلاة». 13- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد ، عن حريز ، عن رجل ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: قلت له: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ؟ قال: «النحر: الاعتدال في القيام ، أن يقيم صلبه ونحره». وقال: «لا تكفر ، فإنما يصنع ذلك المجوس ، ولا تلثم ، ولا تحتفز ، ولا تقع على قدميك ، ولا تفترش ذراعيك». 14- الطبرسي: في معنى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)عن عمر بن يزيد ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) [يقول] في قوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ): «هورفع يديك حذاء وجهك». وروى عنه عبد الله بن سنان مثله. 15- وعن جميل ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)؟ فقال بيده هكذا ، يعني استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصلاة. 16- وروي عن مقاتل بن حيان ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال: «لما نزلت هذه السورة ، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل (عليه السلام): ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: ليست بنحيرة ، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة ، أن ترفع يديك إذا كبرت ، وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، وإذا سجدت ، فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع ، فإن لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة. قال النبي (صلى الله عليه وآله): «رفع الأيدي من الاستكانة. قلت: وما الاستكانة؟ قال: «ألا تقرأ هذه الآية: (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) ؟». ثم قال الطبرسي: أورده الثعلبي ، والواحدي في تفسيريهما. 17- علي بن إبراهيم ، في معنى السورة: قوله: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال: الكوثر: نهر في الجنة أعطاه الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) عوضا عن ابنه إبراهيم. قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص ، فقال عمرو: يا أبا الأبتر ، وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي أبتر ، ثم قال عمرو: إني لأشنأ محمدا ، أي أبغضه. فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله): (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ) أي مبغضك عمرو بن العاص: (هُوَالْأَبْتَرُ) يعني لا دين له ولا نسب. 18- ابن بابويه: بإسناده ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في حديث: «أشر الأولين والآخرين اثنا عشر». إلى أن قال في الستة الآخرين: «والأبتر: عمرو بن العاص». 19- محمد بن العباس ، قال: حدثنا محمد بن مخلد الدهان ، عن علي بن شهد القريضي بالرقة ، عن إبراهيم بن علي بن جناح ، عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) ، قال: « [ولقد] قال عمرو بن العاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف ، وحرف منه ألف حرف ، وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحو (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) فقالوا: لا يجوز ذلك. [قلت]: فكيف جاز ذلك لهم ، ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية ، فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر ، ولست هناك». المصدر تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني | ||
الموضوع الأصلي: تفسير سورة الكوثر
الكاتب: خادم أهل الذكر
المصدر: منتديات كهف المستضعفين
0 التعليقات:
إرسال تعليق