| شاء الله تبارك وتعالى أن يبتلي رسله وأنبياءه بصنوف الأذى والشدائد، ومع أن هذه سنة جارية في الخلق أجمعين، إلا أن للمؤمنين في ذلك أكثر من غيرهم، وللأنبياء أشد أنواع البلاء كما قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" ، وذلك البلاء لتمحيصهم، ورفعة درجاتهم، وإقامة للحجة على أعدائهم، وليكونوا قدوة للمؤمنين والعاملين من بعدهم، ولتتضاعف أجورهم وتتكامل فضائلهم، وقد يُبتلى الأنبياء وأقوامهم في وقت واحد، كما قال سبحانه وتعالى:"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ"
ولذا تجد أن أنبياء الله تعالى ورسله يتعرضون للسبِّ والشتم والاستهزاء من قبل أعدائهم، كما يتعرضون للضرب والسجن بل والقتل، كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم؛ فقد قتلوهم بغير حق، كما قال تعالى "وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ" .
وعلة ذلك هو ما يقوم به الرسل من الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإبطال ألوهية ما سواه، فيكذبهم أهل الباطل ويؤذونهم بشتى أنواع الأذى كما قضت سنة الله في التدافع بين
الحق والباطل , وهذه السنة جارية عند جميع الانبياء والمرسلين , كما أن بقية الله المهدي الموعود سيلقى من الناس ما لم يلقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ورسول الله يقول ما أوذي نبي مثلما أوذيت , فتصور عزيزي القارىء شدة أبتلاء الامام المهدي عجل الله فرجه وما سيلاقيه من جهل الناس حتى إذا رفع رايته لعنها أهل المشرق والمغرب .
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق